جريدة الوطن:
2024-07-06@10:50:52 GMT

قصة قصيرة : راعي السناسل

تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT

قصة قصيرة : راعي السناسل

كنا صغار نرسم على الرمل والريح بأصابعنا أو بأعواد متيبسة من أغصان الأشجار، عبرنا الدروب، خِضنا البحر المدرع بالفضة وهرولنا إلى الحشائش والبساتين، كبرنا ونحن تحت (الصَرْمْ) و(العوان)،أغلب أوقاتنا حفاة. من قريتنا الصغيرة النائمة ننطلق في ظهيرة مسحورة إلى قرية ريفية رملتها صفراء وجزء منها بلون القهوة.
بالقرب من تلك الدروب نمر على العديد من الأشجار ذات اللون الأخضر المصفر بفعل شح المياه، من بين تلك الأشجار شجرة بمعزل قليلا عن بقية الأشجار وتعد شجرة معمرة ذات جذع مجعد، ضخمة وارفة الظلال.

.
عبق أشجار الغاف، الهرم، طائر (المطيطوة) الغاطس في الهواء، أوراق أشجار الغاف تلمع لجمال لونها الأخضر العشبي المصفر، كانت ثمة بيوت من العريش، تهب عليها نسائم الهواء الباردة و الساخنة. كانت الدروب مسورة بالأخضر البراق وسماء زرقاء مخملية، أيام صيف لن تتكرر مرة أخرى..
يُحكى أنه في تلك الشجرة المعمرة، يسكن مخلوق أسطوري ، كائن ليس معروف، إن كان إنسي أم أتى من بعد آخر غير أن ما نعرفه من حديث الأمهات والأخوة الكبار، يخرج في حر الظهيرة، وفي قتامة الليل، ولديه العديد من السناسل… مخلوق غرائبي نتصوره ضخم البنية، أسود البشرة، بشعر ذو جدائل طويلة كأنها أطراف عنكبوت… قد يكون آت من فراغ أزلي.. عمره عمر الدهر، كأنه (فاوست) وهو أسطورة الساحر في القرون الوسطى، يبيع نفسه للشيطان ليمنحه القوة والمعرفة، يملاؤنا الفزع منه حين المرور بالقرب من تلك الشجرة، نخاله ذو جبين مشقوق ويدين شبيهتين بالجذور. كنا حين نسمع حفيف الشجر أو تمر علينا نسائم من الهواء مختلطة بهديل الحمام أو تغريد العصافير، ننصت وندقق بعمق إن كان هناك ما يخالط هذه الأصوات صوت آخر، صوت معدني يُسحب.. قريب من صوت السناسل التي أخذت جل تفكيرنا، نتخيلها ذات شكل مدور به أقماع مدببة في كل اتجاه موصولة بسلاسل، كنا نسابق الريح حين المرور من هناك، خوفا من أن يشاهدنا ويلتقطنا ليلتهمنا أو نكون عبيدا له إلى آخر الزمان، وفي يوم من الأيام أراد الصبية أن يقتربوا من تلك الشجرة ليتأكدوا من تواجد هذا المخلوق هناك، أخذوا يمشون الهوينة ويقتربون من المكان سمعوا بعدها بصوت السناسل تسحب شيئا فشيئا، بعدها رفعت عن الأرض وكأنها بيد هذا الكائن يحلق بها في الهواء على شكل لولبي، وصل صوتها بفعل حركتها مع الريح، وكأنه يريد أن يهوي بها على كل من يقترب من مخبئة، فهرب الصبية دون هدى، ولم يعودوا مجددا إلى ذلك المكان..

فتحية الفجرية
كاتبة عمانية

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

هل فكّ العلماء لغز أشجار الباوباب التي يبلغ عمرها 1000 عام؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- منذ ملايين السنين، تنتصب أشجار الباوباب (التبلدي) العملاقة ذات الجذع الضخم والمظلة القصيرة، ببيئات الغابات الجافة في مدغشقر، ومناطق شاسعة من قارة إفريقيا، وشمال غرب أستراليا. 

يمكن لهذه الأشجار التي تتمتع بقيمة كبيرة لكل نظام بيئي، أن تعيش لأكثر من 1000 عام، وهي من الأنواع الأساسية التي تُعرف باسم "أم الغابة" و"شجرة الحياة".

ويتمثل الغموض المرتبط بمكان نشأة هذه الأشجار بزيادة شهرتها،.ورغم أن هناك فرضيات متضاربة حول المكان الذي زُرعت فيه لأول مرة، إلا أن النظرية السائدة تتمثل بأن مصدرها البر الرئيسي في إفريقيا.

مقالات مشابهة

  • ‏خامنئي: إيران استطاعت تنظيم الانتخابات الرئاسية في فترة قصيرة وإجراء انتخابات حرة وشفافة
  • خلافات الجيران تحول “نصف شجرة” لمقصد سياحي في بريطانيا
  • أحمد رفعت.. رحلة قصيرة لن تنسى مع 6 أندية توجها بـ3 ألقاب
  • كشف تفاصيل اختطاف وقتل راعي غنم في نينوى
  • حريق يأتي على 60 دونمًا وعشرات الأشجار في آثار أم قيس
  • كيف تحول فيرمينو إلى راعي كنيسة في البرازيل ؟
  • يلون ويقلم الأشجار.. روبوت يخدم قطارات
  • قصة قصيرة.. عامر السعودي (2_2)
  • خبير اقتصادي: الحكومة الحالية قصيرة دستوريًا لهذا السبب وهذه التحديات أمامها
  • هل فكّ العلماء لغز أشجار الباوباب التي يبلغ عمرها 1000 عام؟