كيف أبني علاقة متينة بين إبنتي وأخيها المتوحد؟

تحية طيبة للقائمين على هذا المنبر وشكر من القلب لجميع..

أنا سيدتي أم لطفلين، ابني الأكبر 5 سنوات يعاني من التوحد، وأنجبت ابنة أخرى والحمد لله عمرها عام.. مؤخرا بدا يراودني بعض القلق بشأن أخيها، لاحظت أنها متعلقة به، وتحب اللعب معه.. لكن هو أحيانا لا يبدي تفاعل معها بسبب حالته..

وهنا أنا محتارة كيف أجعلها تتفهم حالة أخيها وتكون سندا له مستقبلا إن شاء الله.

. أعلم أنها لا تزال صغيرة، لكن أتمنى توجيها يفيدني، لأنني أخاف على ابني.. وأنا وزوجي يهمنا كثيرا أن يكون لنا أولاد يحبون بعضهم مستقبلا.. فلا تبخلوا علي بنصيحة طيبة، والدعاء الخالص، وشكرا.

السيدة “ن” من الوسط الرد:

سلام الله عليك أختاه، وتحية أطيب لك ولكل أم يشغل بالها شمل عائلتها، وتسعى لزرع المحبة بين أفرادها.. فبناء علاقة متينة بين أفراد الأسرة من أكثر المسؤوليات التي يجب أن يستثمر فيها الآباء كل طاقتهم وخبرتهم ليكملوا حياتهم مطمئني البال عن فلذات أكبادهم من جهة.. ومن جهة أخرى ليكبر الأولاد سندا لبعضهم في السراء والضراء.

لكن حاليا أرى أن ابنتك صغيرة على استيعاب حالة أخيها من اجل تدريبها على أسلوب خاص تتصرف به.. إلا أنه يمكن أن تكوني أنتِ قدوة حسنة لهم..

بمعنى أنه يمكنك أن تعلمينها طريقة التعامل معه من خلال تعاملك أنت معهما وما تقدمينه من سلوك حسن يطبعه الحب والمودة والحنان.. فتكتسب ذلك بطريقة آلية..

لان إظهار الاهتمام منذ الصغر سيجعل ابنتك تنشأ على مفاهيم خاصة بالاحتواء والتلاحم العائلي. ولن تجدي معها صعوبات لاحقا، لذا احرصي أنت أن تظهري اهتمامك لهما. وبعد أن تكبر وتصبر تدرك مختلف مفاهيم الحياة يمكنك التحدث إليها وشرح حالة أخيها.. ومدى حاجته لتفهم عائلتهم وعطفهم..

وأكيد ستكون المهمة سهلة بعد أن تكوني قد زرعتي فيها أجمل القيم وأرقي المشاعر المتعلقة بالأخوة والعائلة.

كل التوفيق أتمناه لك أختاه، واسأل الله أن يصلح لك ذريتك ويبارك فيها.

المصدر: النهار أونلاين