عمدان النور
مشروع الجزيرة (إقالة المحافظ محمد الفكي مرزوق مطلب شعبي )
دكتور محمد يوسف إبراهيم
Drdabab2@gmail.com
بادئ ذي يطيب لنا الحديث ويحلو ريثما نتحدث عن الزراعة وذلك لعلمنا التام ويقيننا بأنها مصدر الثراء للشعب السوداني العظيم ولعل مشروع الجزيرة القائم الآن يعد أحد أكبر المشاريع الزراعية المروية في المنطقة بأكملها
يقع مشروع الجزيرة الزراعي في وسط السودان بين النيلين الأزرق والأبيض في السهل الطيني الممتد من منطقة سنار إلى جنوب العاصمة السودانية الخرطوم
انشئ هذا المشروع في العام 1925م على يد الإنجليز إبان حقبة الاستعمار وكما اسلفت فإن المشروع يعد هو الأكبر في القارة الأفريقية والاطول في العالم من حيث الإدارة الواحدة
وللمشروع أهداف تتماشى وتتسق مع إنسان السودان وتتلخص الأهداف في الاتي
زراعة محاصيل الصادر مثل القطن وزهرة الشمس
تحويل المنطقة من الزراعة التقليدية إلى الحديثة
رفع المستوى المعيشي والخدمي وذلك باستيعاب الآلاف من المزارعين مع توفير لهم خدمات الصحة والتعليم والسكن
تحقيق التكامل الزراعي بإدخال تربية الحيوان ولاستزراع السمكي
التوسع في زراعة الخضر والفاكهة للاكتفاء الذاتي ومن ثم التصدير
وكل ذلك يتبع استغلال حصة السودان من مياه النيل
إذا هذه الأهداف الاستراتيجية هي التي ينبغي أن تكون لها مكنيزيمات الاستمرارية لهذا المشروع العظيم
صحيح تعرض المشروع لهزات كبيرة جدا في فترة حكم الإنقاذ مما أدى إلى التدمير والتخريب الممنهج له فبدلا من التطوير والتحديث تم الهدم والتدمير شبه الكامل للمشروع وذلك بسبب إلادارة السياسية المحضة للمشروع
كنا نرغب في تغيير السياسة الكلية لإدارة المشروع وان تفصل عنه السياسة خاصة بعد سقوط نظام الإنقاذ ولكن وللأسف الشديد عادت السياسة إلى المشروع وعبر البوابة الرئيسية وذلك بعد أن تولى زمام أمر المشروع المحافظ الحالي سيد مرزوق الذي هو معروف التوجه والفكر والاعتقاد وكل شيء السيد المحافظ مرزوق بدلا من أن يفرغ نفسه لإدارة المشروع إدارة وطنية حقة نجده استولى على الكرسي وتحكر عليه وبات يدير الحروب السياسية الخفية والتي بلا شك أثرت كثيرا على سير المشروع
السيد المحافظ استفاد كثيرا من هذه المنصة وبدأ بزراعة الألغام ووضع المتاريس بدلا من بذل الجهود في زراعة المحاصيل الزراعية المختلفة كذلك من الأشياء المتعارف عليها أن المشروع يدار بواسطة مجلس إدارة وهذا ليس بالأمر الجديد بل منذ العام 1950م تحولت إدارة المشروع إلى مجلس إدارة برئاسة المحافظ الانجليزي للمشروع المستر جنيسكل الذي كان في خدمة المشروع في الفترة من 1923 وحتى 1952م اي قبل أن تتم سودنة وظيفة المحافظ وكان أول محافظ سوداني للمشروع هو السيد مكي عباس والذي تولى المنصب عام 1955م إلى العام 1958 ومنذ ذلك الحين كان للمشروع مجلس إدارة معروف ومشكل من الجهات ذات الصلة والاختصاص
الان هنالك شيء ما يجري لأن المحافظ يرفض تشكيل مجلس الإدارة وفي نفس الوقت يمارس الضغوط على الدولة ويجبرها على القيام بمهام تتطلب وجود مجلس إدارة واضح للمشروع وفي سبيل ذلك يعمل على تحريض المزارعين سرا وعلانية ويثير النعرات العنصرية ويوزع الاتهامات كيفما يشاء ويلبس لنفسه ثوب القداسة ليعتلي منبر الوطنية الزائفة التي تعمل على الموت الرحيم للمشروع مجددا وذلك بحجج واهية واعتبارات هلامية لا وجود لها إلا في مخيلة المحافظ المحرض
الرسالة موجهة مباشرة إلى السيد رئيس مجلس السيادة الفريق ركن عبدالفتاح البرهان بضرورة إعادة النظر في هذا المحافظ الذي لايرغب في المحافظة على هذا المشروع العظيم الذي يعول عليه الشعب السوداني ويضع كافة امنيانه عليه لان السودان لا مخرج له إلا بالزراعة وعليه فلابد من إقالة هذا المحافظ اليوم قبل الغد لأن المشروع بهذه الطريقة سيشع إلى مثواه الأخير
إقالة المحافظ مرزوق واجب يمليه الضيمر الوطني والمسؤولية الوطنية الحقة تجاه الشعب السوداني الكل يعرف بأن العروتين الصيفية والشتوية تحتاجان إلى عمل كبير وتناغم وانسجام تام بين كل الأطراف بغية النجاح
ولا يتأتي ذلك إلا باتباع الطريق القويم المفضي إلى تكوين مجلسا لإدارة المشروع من الجهات المعنية بالأمر وذلك بغرض الشفافية وتسهيل الأمور وانسباب وتدفق الاحتياجات لمعالجة القضايا العالقة والتي تحتاج إلى قرارات شجاعة وكبيرة تتطلب وجود كافة أصحاب الحل والعقد لكن متاريس المحافظ والغامه المزروعة تحول دون الوصول إلى تشكيل هذا المجلس المعنى
الدولة ممثلة في رئيس مجلس السيادة مطلوب منها التدخل العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه حتى لا تقع الفأس على الرأس وينطبق علينا قول الله تعالى (فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على على عروشها) الخواء هذا لا نريده فبدلا من الوصول إلى هاتيك المرحلة فينبغي التدخل العاجل في إقالة هذا المحافظ الفاشل وتعيين محافظ آخر قادر على التعامل بمهنية وليست لديه ترسبات سياسية أو اتجاهات انتقامية أو أجندات أخرى يريد تنفيذها لتعطيل دوران عجلة المشروع
اقول ذلك ليس من باب التحريش ولا من باب التقاطعات ولكن من أجل أن تنهض الزراعة في بلادنا المعروفة بسلة غذاء العالم ولكي يتحقق ذلك عيانا بيانا ولكن صدقوني في ظل وجود هذا المحافظ فإنه من العسير أن يتحقق ذلك وكل الجهود ستصطدم بصخرة مرزوق السوداء للأسف السيد المحافظ يلعب من على تحت الطاولة ولكن هذا مكشوف ومعلوم ولأن الأوضاع استثنائية في هذه المرحلة للشعب السوداني فبالتالي لابد من التعامل بحزم وصرامة واضحة مع ملف مشروع الجزيرة الزراعي وان يترك الأمر هكذا للزمن ليقرر في مصير الملايين من الشعب
ذهاب هذا الرجل مطلب شعبي لا تنازل عنه مهما كانت الأسباب والظروف
لأن الوقت للعمل وللانتاج وليس للمشاكسات ووضع المتاريس والعمل على هوى الساسة والسياسيين مشروع الجزيرة كان ولا زال قلب السودان النابض والمخرج الحقيقي للبلاد من أزمة توفير القوت
ولأن التحدي أكبر فلابد من الإصلاح الإداري العاجل في إدارة المشروع
الأمر محير جدا كيف للسودان أن يطلب القوت من الآخرين ولديه مشروع مثل مشروع الجزيرة مع توفر المياه والكثير من المقومات الأخرى
دولة مثل أوكرانيا تنتج من القمح ما يعادل حوالي ثلث احتياجات العالم وهي ترزح تحت نير الحرب المستعرة منذ ما يقارب العامين بالتمام والكمال
ومعروف أن الإبداع ينبع من عمق التحدي إذا فلماذا لا نتحدى الصعاب ونثبت العكس بالتأكيد إلاجابة هي ان الوطنية عندنا مرهونة بالتوجهات السياسية والوطن دائما في زيل الأولويات لذلك لابد من إقالة هذا المحافظ والاتيان بشخص آخر يقدر معاناة الشعب ويبذل الجهود في التخفيف عنها ويسارع الخطى تجاه مواكبة التطورات الماثلة وما تحتاجه من استعداد نفسي وعقلي وبدني وروحي والتسامي فوق الحاجيات الضيقة والاندياح في رحاب الوطن الواسع والشاسع والكبير لأننا نريد أن نرى دورا فاعلا واساسيا تلعبه الزراعة في رفد خزينة الدولة بالنقد الأجنبي وقبل ذلك أن يكتفي المواطن السوداني من خيرات بلده وهذا كله لا يتأتي يا سيادة رئيس مجلس السيادة الا بذهاب مرزوق الفاشل اللهم اني بلغت فاشهد
هذا والله المستعان

.

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: الجزيرة النور مشروع مشروع الجزیرة إدارة المشروع هذا المحافظ مجلس إدارة

إقرأ أيضاً:

أسيوط تسلم خريجي مشروع "رؤية للتمكين الشامل" منح بقيمة 650 ألف

سلم اللواء دكتور هشام أبوالنصر محافظ أسيوط، منح لا ترد لـ 36 شاب وفتاة مستفيدة من خريجي مشروع "رؤية" لتنفيذ مشروعات صغيرة مدرة للدخل والذي تنفذه جمعية عطاء بلا حدود لتنمية المجتمع بالتعاون مع هيئة إنقاذ الطفولة ـ مكتب مصر كجهة مانحة والممول من الوكالة الإيطالية للتنمية لتعزيز التمكين الإقتصادي والإجتماعي في صعيد مصر، وذلك في إطار دعم الشباب والسيدات من خلال تمكينهم من تنفيذ مشروعاتهم الخاصة التي تساهم في تحسين دخلهم وخلق فرص عمل جديدة داخل مجتمعاتهم وتعزيز دورهم في الاقتصاد المحلي.

جاء ذلك بحضور الدكتور مينا عماد نائب المحافظ، واللواء إسماعيل حسين مستشار المحافظ لشئون الإدارة العامة للمكتب الفني، والشيماء عبد المعطي وكيل مديرية التضامن الإجتماعي بأسيوط.

وسلم المحافظ، 36 شاب وفتاة منح لا ترد تتراوح قيمتها بين 15: 21 ألف جنيه بإجمالي 650 ألف جنيه لتنفيذ مشروعات صغيرة مدرة للدخل كـ (أعلاف - تربية دواجن وماشية - إنتاج بيض مخصب - مشروعات تجارية - دعاية وإعلان - مشروعات حرفية) وغيرها وذلك بالمناطق المهمشة بمراكز (أبنوب وساحل سليم وصدفا) الذي يستهدفهم المشروع تنفيذاً لتوجيهات الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية ووفقاً لرؤية مصر 2030، وإستراتيجية التنمية المستدامة.

وأبدى محافظ أسيوط سعادته بحماس المستفيدين من المنح في تنفيذ تلك المشروعات داعياً الشباب والفتيات من مختلف الأعمار على المثابرة وتنفيذ مشروعات صغير ومتناهية الصغر في المجالات المختلفة لمساعدة أسرهم في أعباء المعيشة وهو ما ينعكس إيجابياً على الإقتصاد المحلي مؤكداً على تقديمه لكافة سبل الدعم الممكنة وتذليل العقبات أمام تنفيذ المزيد من المبادرات والبرامج التي تساهم في رفع مستوى الدخل وتحسين حياة الشباب والفتيات والسيدات وتعزيز فرصهم في الحصول على دخل ثابت ومستدام لافتاً إلى أهمية متابعة مشروعات المستفيدين من هذه المنح لضمان تحقيق الأهداف المرجوة ورفع مستوى التنمية في القرى والمراكز.

كما حضر اللقاء فريق عمل المشروع، الذي ضم كل من ريم ممدوح مسئول المتابعة والتقييم، ومحمد يوسف مسئول المنح، وأحمد مصطفى محجوب منسق الشباب، وهيام مصطفى، منسق الوحدات الإنتاجية، وعدد 10 ميسرين من القرى المختلفة المعنية بالمشروع.

يذكر أنه قد تم توزيع منح ـ في وقت سابق ـ لـ 800 مستفيد ومستفيدة بقرى (العطيات، الشنابلة، شقلقيل، عرب القداديح، الخلايفة، أبو عميرة، ودير شو، العوامر، المعابدة، كوم أبو شيل، أولاد عزوز) ومدينة أبنوب بإجمالي 12 مليون جنيه تقريباً للبدء في تنفيذ مشروعات صغيرة مدرة للدخل حيث تم تدريبهم على المهارات الحياتية والمهنية وريادة الأعمال.

مقالات مشابهة

  • دكتور جبريل ابراهيم محمد يشرف افتتاح ورشة القضايا التنظيمية
  • عودة مشروع الشعب الزراعي بمنطقة الفكي هاشم لدائرة الإنتاج
  • شراكة تركية مع ولاية سودانية لتنفيذ مشروع زراعي ضخم
  • أسيوط تسلم خريجي مشروع "رؤية للتمكين الشامل" منح بقيمة 650 ألف
  • رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يتناول إفطار رمضان مع المواطنين في مدينة بورتسودان – فيديو
  • جامعة الجزيرة تحدد موعد بدء الدراسة من مقرها في ود مدني
  • مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية يستعرض المراحل ومسارات التنفيذ
  • عاجل | وزير التموين يقيل قيادات الشركة المصرية لتجارة الجملة
  • الشباب والرياضة.. ستارز أوف إيجبت يضم هاني رمزي مستشار فني وسفير للمشروع
  • العمراوي: مشروع قانون المسطرة الجنائية كان يجب أن يرى النور مع الإصلاح الدستوري عام 2011