الدعاية الانتخابية .. تشكيل للوعي أم إطلاق الوعود؟
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
د. محمد العاصمي: حملات نمطية .. والإعلام الرقمي لم يستغل بالطريقة المثلى -
الحسن العلوي: نحتاج إلى قوة في الطرح والرقي في الفكر -
ميثاء الهنداسية: لن نعطي صوتنا لمن يعرّف عن نفسه في «بوستر»
حفصة أولاد ثاني: الناخب بحاجة إلى الشعور بالثقة تجاه المترشح -
تمثل الدعاية الانتخابية جانبًا مهمًا لوصول العضو المترشح لقبة مجلس الشورى، خاصة في ظل تعدد وسائل الإعلام المتنوعة التي يستطيع العضو من خلالها تقديم نفسه وبرنامجه الانتخابي وتعريف الناخبين بما يتمتع به من إمكانيات اجتماعية وعلمية وخبرات، إضافة إلى التعريف بقدراته التي يراها تؤهله لأن يكون في المجلس، وباستطاعته أن يكون عضوا مؤثرا خلال فترة عضويته بمجلس الشورى، بالرأي والمقترح المؤثر والمدروس الذي قد يجد صداه لدى المؤسسات صانعة القرار.
ومع اقتراب انتخابات أعضاء مجلس الشورى للفترة العاشرة التي حددتها وزارة الداخلية لتكون يوم الأحد 22 أكتوبر القادم لتصويت العمانيين في الخارج، و 29 من الشهر ذاته لتصويت الناخبين داخل سلطنة عُمان، تتزايد الحملات الدعائية التي يقوم بها المرشحون بها، سواء على مستوى وسائل الإعلام أو اللقاءات التي ينفذونها في ولاياتهم ولقائهم بالناخبين.
وتعد الدعاية الانتخابية واحدا من بين أبرز المحفزات لتصويت الناخبين ومشاركتهم في العملية الانتخابية واختيار من يرونه مناسبًا لتمثيله، حيث يتابع الناخب ما يقوم به المترشحون من حملات وعليها يقيم ويحدد من سيختار، خاصة أن الناخب العماني وصل لمرحلة عالية من النضج لاختيار العضو الذي يناسبه دون ضغوطات أو انحياز لجوانب أخرى، وبين حملات دعائية ولقاءات متنوعة، يقف الناخب أمام واقع التشابه في الدعاية والوعود التي يراها الناخب بعين فاحصة وتفكير عميق.
وحول مدى تأثير الدعاية الانتخابية في توجه الناس للعضو الأنسب تستطلع عمان، الدور الذي تمثله الدعاية الانتخابية مع اقتراب موعد التصويت وحجم التأثير لكسب عدد من الأصوات والفوز.
جرعة من الوعي
أكد الدكتور محمد بن خلفان العاصمي نائب الأمين العام المساعد لشؤون الجلسات بمجلس الشورى أن عالم اليوم أصبح مختلفا بشكل كبير عن السابق وإذا كانت الحملات الإعلانية للمترشحين في أي أنتخابات مهمة سابقا فقد أصبحت ضرورية في هذا الوقت، وتكمن أهميتها للأجيال الحالية كون هذه الأجيال أضحت أكثر وعيًا وإدراكًا للمحيط والتغييرات التي تحدث من حولهم وذلك بسبب انتشار تكنولوجيا المعلومات ووسائل التواصل وتعددها وانتشار المعلومة بشكل سريع ومكثف، كل ذلك أوجد وعيًا لدى الأجيال بمختلف القضايا وغيّر من اهتماماتهم وتوجهاتهم وهذا أمر بديهي مع الثورة المعلوماتية والانفجار المعرفي وتعدد مصادره.
وقال العاصمي: إنه ومن خلال المتابعة نجد أن الأمر ما زال بحاجة إلى زيادة جرعة الوعي بأهمية الحملات الانتخابية وقدرتها على جذب الناخبين وكذلك هي بحاجة إلى التنويع في الوسائل واستغلال التقنيات الحديثة والإعلام الرقمي الذي أرى أنه ما زال لم يستغل بالطريقة المثلى والاستفادة من إمكانياته وقدرته على التأثير.
وأضاف: حتى يصبح المترشح صاحب حظوظ للفوز بالمقعد في مجلس الشورى لا بد أن يعي هذه المسألة وأن يضعها في حسبانه وأن يعمل على الاستفادة منها فهي سبيله للوصول لغايته، وعليه أن يستخدم الوسائل المختلفة لإيصال صوته للناخبين ونشر برنامجه الانتخابي، وعليه أن يظهر بشكل مستمر للحديث مع المجتمع حول تطلعاته وغاياته من الترشح، واليوم وفي عصر التكنولوجيا ووسائل التواصل الحديثة والإعلام الرقمي أخذت الحملات الانتخابية طابعًا ونهجًا مختلف، فلم تعد اللوحات الإعلانية وغيرها من الوسائل التقليدية طرقا جاذبة للناخب بل أن الأمر أصبح معتمدا على وسائل جذب أكثر فاعلية وقدرة على التأثير وممارسة الضغط على الناخب وتشكيل توجهاته وآرائه بل أن الحملات الإعلانية للانتخابات بشتى أنواعها أصبحت علما بحد ذاته له نظرياته وقواعده وممارسوه وخبراؤه، حيث باتت تلعب دورا كبيرا في تشكيل وعي الجماهير والتأثير عليها.
واكد العاصمي أنه يجب على المترشحين لعضوية مجلس الشورى خلال الفترة القادمة أن يعوا أهمية وجود برنامج انتخابي متكامل والعمل على وضع حملة إعلانية بشكل دقيق واحترافي مراعية التنوع في الوسائل المستخدمة والقدرة على التأثير في الناخبين وإقناعهم بضرورة التصويت لهم، وأن تكون هذه الحملة مبنية على أساس ونهج يُوجد قدرة على الإقناع والتأثير ويجعل من الناخب أدرى باتخاذ القرار بسهولة ويسر.
الرقي في الطرح
من جانبه قال المحامي الحسن بن علي العلوي: تتفاوت الدعاية الانتخابية بين مترشح وآخر، منها ما نجده من خلال المتابعة بأنه يحمل الكثير من الجوانب التعريفية للمترشح ومنها ما هو تقليدي جدا يستعرض فيه المترشح خبرته العلمية والوظائف التي تقلدها خلال الفترة الماضية.
وأشار العلوي إلى أن أساليب الدعاية الانتخابية من المفترض أن تتطور لمستويات تتناسب مع تطلعات المجتمع، وأن يمارس العضو جهودًا أكبر للتعريف بنفسه وتقديم برنامجه الانتخابي وأفكاره وأطروحاته والجوانب التي من الممكن أن يساهم بها -إن وصل إلى قبة المجلس- ولكن كل ذلك يجب أن يكون بواقعية بعيدا عن العاطفة أو التهويل أو الوعود التي يعرف نفسه بأنه لن يستطيع تحقيقها.
وأضاف الحسن العلوي: إن مجلس الشورى بحاجة إلى قوة في الفكر والبعد والعمل على المساهمة بصورة حقيقية في السياسات والتشريعات، فلا يمكن أن يرتقي المجلس للطموحات التي يأملها المواطن إلا إذا ارتقى العضو بطرحه وفكره، وتلك المميزات تتضح ملامحها من خلال الدعاية الانتخابية، لذلك من الضروري أن يركز الأعضاء في حملاتهم الدعائية ويغيّرون من نمطها السائد حاليا.
تفاوت الدعاية
من جانبها قالت ميثاء بنت سعيد الهنداسية: من خلال متابعتي لعدد من الحملات التي ينفذها بعض المترشحين، أجد أنها متفاوتة حيث تتطابق بعض ما يروج له الناخب من مهارات وقدرات، مع شخصيته وأجدها واقعيه، بينما لا تتطابق المهارات والوعود والقيم التي يذكرها بعض المترشحين مع إمكانياتهم خاصة أن لدى البعض منهم تجارب سابقة وبذلك قد أصبح معروفا بإمكانياته أمام الناخبين، لذلك أرى أنه من الأهمية الانضباط والالتزام بالوعود وأن يتم وضع خطط من قبل جميع المترشحين وتتم متابعتهم بعد استلامهم للمنصب بحيث يكون الحق مضمونًا للجميع، مضيفة إنه نحن كـ«شباب» ولأنه يهمنا الفعل قبل القول نلاحظ هذا ومن هذا المنبر نصرّح بذلك.
وأشارت الهنداسية إلى أن بعض الحملات الدعائية تلفت انتباهنا ونرى فيهم الكفاءة ولكن كما ذكرت سابقًا نفضل أن تكون الأفعال سابقة للكلام فأرى أن جدوى الحملات الانتخابية غير كافية ونتمنى أن تكون هناك نقاط أخرى يتم تقديمها ليتأكد المواطن من صحة اختياره، عند القيام بعملية الترشيح، أرى أننا كـ«شباب» اليوم نؤكد على ضرورة وجود الأفعال ولا يكتفي الموضوع بكونه حملة انتخابية وظهورا إعلاميا كـ«وعود وأحلام فقط».
وأعربت ميثاء الهنداسية في ختام حديثها عن أملها في أن يكون المترشح أكثر توسعا بفكره ويحاول إيضاح نفسه ومهاراته وأعماله وشخصيته وأعماله القادمة وما يرجوه من تجربته في مجلس الشورى لذاته وللمواطن ولا يكتفي بـ«بوستر» يختصر نفسه فيه في نقاط. وقالت: من الممكن أن يتوسع لاجتماعات في مجالس منطقته يجتمع مع المواطنين ويستمع إليهم، مؤكدة أنها لا تستطيع أن تعطي صوتها لشخص اختصر التعريف بنفسه في «بوستر» بنقاط مختصرة جدًا.
تسويق وإفصاح
من جانبها قالت حفصة بنت سليمان بن صفوان أولاد ثاني: توفر الشورى بيئة داعمة لآراء أهل الحكمة والخبرة والمعرفة، ومناقشة الأفكار والآراء المطروحة للرقي بالمجتمع العُماني الذي يسعى في دعم وازدهار الوطن المعطاء.
وأضافت: أن تصبح مُترشحًا لانتخابات مجلس الشورى يعني أن تصبح مسؤولًا عن مُجتمع، مُستمعًا ومُستجيبًا ومرنًا مع مُتطلبات العصر وتحدياته، مُخلصًا لما تقوله وتفعله.
وأكدت حفصة أولاد ثاني أن الناخب بحاجة إلى فعل وتغيير وليس إلى قول وشُهرة ومصلحة خاصة.
وأشارت إلى أن المُترشح هو المسؤول الأول عن إثبات نفسه وغرس الثقة في مُجتمعه، وفي ظل التطور والتقدم والسعي من أجل تحقيق «رؤية عُمان ٢٠٤٠» نحتاج إلى من يكون كفؤًا لهذا المنصب، ومن يعمل من أجل بناء مُجتمعه ثم وطنه.
وأكدت على ضرورة أن يكون المُترشح مسوّقًا ذكيًا لنفسه وفي الوقت نفسه مُلما بكافة التحديات التي يواجهها المُجتمع، موضحًا أن المجتمع أصبح يؤمن بالأفعال لأن الأقوال كثيرة، لذلك أرى أن كتابة المُترشح للطموحات والأهداف التي يسعى لتحقيقها ونشرها في وسائل التواصل الاجتماعي طريقة غير مُجدية في المقابل هُناك من يغرس الثقة في أبناء مُجتمعه ويعمل على مُشاركة مُجتمعه في رسم الأهداف المنشودة للرقي بوطنه ويبدأ بالتخطيط والعمل، سعيًا وراء تطور مُجتمعه، وعلى المُترشح أن يكون ذا كفاءة عالية، مُتحملًا للتحديات ومُناضلًا لإيجاد الحلول لها، لذلك خبرات المُترشح وجهوده في خدمة وطنه خلال مراحله العُمرية أقوى داعم له للمنافسة على هذا المنصب، لذلك أجد أن العضو المُترشح من الضروري أن يُفصح ويسوّق عن خبراته وأعماله وكفاءاته بالطريقة الصحيحة غير التقليدية التي تلفت انتباه أبناء المُجتمع وتُميزه عن غيره، كذلك يجب أن يركز على حل المُشكلات وتطوير كافة المجالات الصحية، التعليمية، الاقتصادية وغيرها، بالإضافة إلى ذلك أرى أن «رؤية عُمان ٢٠٤٠» وما تحفز له من الاهتمام بجوانب الابتكار والاستدامة.
وأكدت أن ذلك لا يأتي إلا من خلال الاستماع لأبناء المجتمع وتحدياتهم، وبيّنت أن المُترشحين إن لم يكونوا جميعهم، أو أغلبهم سعوا خلف تطوير كافة القطاعات، ونسوا أهم التحديات التي نواجهها، مُشكلة الباحثين عن عمل والشباب على الرغم من أن الشباب المسؤول الأول عن تطور ونهضة الوطن، لذلك أتمنى من المُترشحين السعي حول تشكيل كافة المخططات والحلول لهذه المُشكلة ولدعم الشباب وكفاءاتهم وخبراتهم، لتوفير بيئة مُحفزة لإنتاج الشباب وأخيرًا الشباب هم قوة الأوطان ومُستقبلها يستحقون بصيصا من الأمل منكم ومن سعيكم للنهوض بهذا الوطن العزيز.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الدعایة الانتخابیة مجلس الشورى بحاجة إلى الم ترشح أن یکون من خلال من الم أرى أن م ترشح
إقرأ أيضاً:
بيتكوفيتش: “لا يمكن تجاهل صعوبة الظروف المناخية بملابو و حققنا نقطة إيجابية”
ثمّن الناخب الوطني، فلاديمير بيتكوفيتش، التعادل الذي حققه الخضر أمام غينيا الاستوائية، أمس الخميس، في إطار تصفيات الجولة الخامسة المؤهلة لنهائيات كأس أمم إفريقيا.
وصرح الناخب الوطني، بيتكوفيتش، بقاعة مؤتمرات ملعب “مالابو الجديد”، عقب نهاية المواجهة: “راضون عن نتيجة التعادل أمام غينيا الاستوائية، رغم أننا كنا نطمح لتحقيق الفوز في المواجهة”.
وأضاف المتحدث: “يجب أن نعترف بصعوبة المنافس، لقد كان قويا وبحث عن تحقيق الفوز، لا يمكن تجاهل صعوبة الظروف المناخية بمدينة مالابو. اللعب خلال الظهيرة تحت تأثير الحرارة المرتفعة ليس أمراً سهلاً، هذا ليس تبريراً لكنه واقع، أشكر اللاعبين على مجهوداتهم”.
وختم الناخب الوطني، فلاديمير بيتكوفيتش حديثه بالقول: “الأهم أن هذه النتيجة ضمنت لنا صدارة المجموعة قبل الجولة الأخيرة، وهو الهدف الذي عملنا من أجله منذ بداية التصفيات. الآن نحتاج إلى استعادة طاقتنا بسرعة لنكون على استعداد للمباراة القادمة أمام منتخب ليبيريا’.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور