موقع حيروت الإخباري:
2025-01-31@16:56:19 GMT

عودة طالبان وانفصال الجنوب (٣)

تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT

عودة طالبان وانفصال الجنوب (٣)

 

بقلم / وضاح اليمن الحريري

كتبت منذ سنتين واكثر بقليل، موضوعين متتاليين يحملان عنوانا واحدا وهو ( عودة طالبان وانفصال الجنوب ١ و ٢) وبغض النظر عن ردود الفعل تجاه الموضوعين في حينها، تعليقا او نقاشا، بين سير الأحداث وتطوراتها مقدار التقارب معهما ضمنا وصراحة، الامر الذي دفعني لفتح نقاشات متعددة حولهما مع مجموعة من الأصدقاء والصديقات، بهدف اثراء فكرة الطبعة الثالثة من نفس العنوان وإذ اشار الموضوعان إلى أن لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة في السياسة، وجدنا أن الأمريكان قد تخلوا عن حلفائهم في افغانستان وانسحبوا تاركينها لطالبان، وهذا البعد السياسي قد يجد منفذا ليتحقق في حرب اليمن بتبدل الادوار والعلاقات بين الحلفاء والأعداء، في ظل ارادات إقليمية هي اقوى واعلى مستوى من الارادات المحلية.

تحركت خلال عامين واكثر أحداث كثيرة، على الصعيد الدولي والإقليمي والمحلي، تبلورت معها بالتأكيد آراء وأفكار ومواقف، بل اخذ مسار تطور الأحداث في حرب اليمن تطورات مختلفة، افضت حتى هذه اللحظة الى فتح حوار مباشر بين الرياض والحوثيين وزيارات متبادلة بين وفودهما كما توقعنا قبل عامين، بهدف الوصول الى اتفاقات وتسويات لوقف الحرب في اليمن، حيث تقدم السعودية نفسها كوسيط لحل هذه الأزمة، بينما كانت منذ قليل حليفا رئيسيا وصريحا ومحاربا مع أحد طرفيها.

كان من أبرز الاسئلة التي خطرت ببالي لأول وهلة منذ متابعتي لهذه الأخبار، هو ما الذي يتطلبه دور الوسيط بين طرفي حرب مندلعة منذ عدة أعوام، الأمر الذي جرني الى أسئلة تالية، جزء منها ستاتي باجاباته الأيام القادمة.

ستلعب السعودية دور الوسيط الإقليمي المؤثر، إما بحيادية وهذا مستبعد لعدة أسباب اهمها المصلحة السعودية نفسها الباحثة عن وقف الحرب، وإما بممارسة الضغوط وفي هذه الحالة فإن الضغوط على الأرجح، ستوجهها بصفة رئيسية نحو الشرعية اليمنية بفسيفسائها الطاغية، وهذه الضغوط ستسفر بلا ادنى شك عن وقف الحرب أو انسحاب السعودية واستمرار الحرب، وهو الخيار الأصعب والأخطر على الجميع، من ناحية تبعاته وتكلفته المادية والبشرية والنفسية. سنتوقف هنا عند هذا المشهد الفخم الذي يحفظ للسعودية دورها السامي في داخل الحرب اليمنية وخارجها، دون ان نصر إنه المشهد الختامي.

بينما يرى الامريكان أن تطمينات سعودية لهم، ستكفي لدعم المفاوضات ونتائجها مع الحوثي، إلا إنهم سيبحثون عن ورق كاف بايديهم لممارسة ادوار تؤكد احتفاظهم بمصالحهم، بالتالي فهم سيكونون الأسرع تحركا من كافة الاطراف محليا او إقليميا، لضمان ذلك، او هذا ما سيسعون لأجله بالاندفاع الى مقدمة المشهد ولو تطلب الأمر منهم تحركات متعددة المستويات لا يستثنى منها الجانب العسكري، يجب ان نلاحظ ان الولايات المتحدة كانت تدعم استخباراتيا دول التحالف في حرب اليمن بقوة، وهي لن تغادر موقعها كسيدة للنفوذ في المنطقة بسهولة.

تتجمع الاحداث والمواقف كأنها غيم سيمطر عما قريب، نارا ودما او ماء ونماء، والسبيل الوحيد الى احد الخيارين هو ما ستسفر عنه مفاوضات السعودية والحوثي.

كالعادة يمارس الحوثي لعبته المفضلة في التعامل مع الالتزامات والاتفاقات، سيقبل بالتسوية لكنه لن يذهب الى الحل النهائي الشامل بسهولة وروقان، لن يدع الفرصة تمر دون مكاسب وابتزاز، هو اذن يبدو كأنه يمارس نضجا سياسيا محترفا، ابدا لا يقطع اشواطه الى الأخير كي لا يصل الى مرحلة الختام التي تعيده إلى اصغر مما يرى نفسه عليه الان، التسوية نعم الحل الشامل سننتظر الى ان يقضي الله أمرا كان مفعولا، مع ذلك فإن الحوثي سيكون على مقربة من السعودية اكثر مما سيكون عليه حلفاؤها.

الشرعية التي اضعفها الانتقالي في الجنوب، ستحمل ورقة الجنوب للضغط في المفاوضات اليمنية اللاحقة للتفاهم السعودي الحوثي، لكن ما الذي سيجعل ورقة الجنوب ورقة ضغط في مواجهته، ما قيمتها إذا قرر الإقليم والمجتمع الدولي، إنها ليست ورقة للعب ويجب اغلاق هذا الملف، والا فإن الحرب ستستمر وعلى الشرعية والانتقالي ان يدبرا امورهما في تلك اللحظة، سيمضون وحيدين، او ستتوقف هذه اللعبة هنا عند خانة التسوية، ساعتها فإن السيف الذي تحدث عنه رئيس المجلس الانتقالي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي في حديثه لقناة ال بي بي سي (وليته لم يذكره) إما سيكسر او سيستخدم ببطش ولكن في غير زمانه ومكانه، هنا قد يتسأل الكثيرون عن دور الإمارات وموقفها من دعم الانتقالي حتى يخوض حربا خاتمتها الانفصال، يمكننا القول ان من الصعوبة بمكان، أن تتحدى إرادة الامارات ارادتي السعودية وايران مجتمعتين ما لم تجد الارادة الاماراتية مساندة حاسمة من الامريكان والبريطانيين اذا هدفا للتعطيل، اما بغير هذه المساندة فإن موقفها لن يتجاوز الارادتين الاقليميتين الايرانية والسعودية، ما أعنيه ان قضية الجنوب ما لم تؤيدها ارادات خارجية لها اهدافها وأغراضها الخاصة بها، ستكون اضعف واوهى الاوراق في مواجهة الحوثي هي (الورقة الجنوبية) ، وقد تفرق مسالة توقيت استخدام هذه الورقة فرقا حاسما، على الاقل بالنسبة للجنوبيين، اذا كان من اشتراطات الحوثي والسعودية مبكرا عدم الحديث عنها الا من زاوية رؤية ان تكون في اطار الدولة الاتحادية ولا غيرها، وهنا لا تعتمد المسائل على مقدار ضعف الحوثي او قوته في المفاوضات بقدر ما ستعتمد على ترحيب السعودية بخيار انفصال الجنوب او عدم تبنيها له.

يظل السؤال هل هناك اوراق ضغط اخرى على الحوثي، يمكن ان تستخدمها القوى المحلية في المفاوضات اليمنية اليمنية في حالة حيدت السعودية موقفها واخذت دور الوسيط المحايد، وهل يمكن ان يكون للجنوب دور في استعادة الدولة.. اقصد اليمنية، طبعا كي يحاول استعادة دولته فيما بعد في اطار مغاير عن الراي السائد في ان يكون الجنوب اولا على قائمة وفد الشرعية المفاوض، على اساس ان استعادة الدولة اليمنية ضمن شراكة التسوية مع الحوثي هو الخيار الاول، طالما وان فرصة فرض الجنوب اولا قد لا تتحقق بالخالص..إن غدا لناظره قريب.

المصدر: موقع حيروت الإخباري

إقرأ أيضاً:

الحوثيون في مواجهة مسلحة قادمة تهدد بإقتلاعهم ومعهد أمريكي يناقش تداعيات انسحاب السعودية من حرب اليمن

 

رأى معهد أمريكي، ان الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب بإعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية يهدد باتخاذ إجراء عسكري مباشر ضد الحوثيين، وقال أن هذا "يثير احتمال انخراط الولايات المتحدة في صراع آخر طويل الأمد في الشرق الأوسط".

ووفق معهد دول الخليج العربي بواشنطن «AGSIW» -- وبدا الأمر التنفيذي وكأنه يهدد بتوسيع نطاق الحرب في اليمن، والذي أعلن في 23 يناير/كانون الثاني، حيث استأنفت الولاية الثانية للرئيس دونالد ترامب ما انتهت إليه ولايته الأولى، فأعادت تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية. 

وجاء في نص الأمر التنفيذي "إن سياسة الولايات المتحدة الآن هي التعاون مع شركائها الإقليميين للقضاء على قدرات الحوثيين وعملياتهم، وحرمانهم من الموارد، وبالتالي إنهاء هجماتهم على الأفراد والمدنيين الأميركيين، وشركاء الولايات المتحدة، والشحن البحري في البحر الأحمر".

ويأتي قرار ترامب في أعقاب إعلان وقف إطلاق النار في غزة وبيان الحوثيين في 19 يناير/كانون الثاني الذي تعهدوا فيه بوقف الهجمات على الشحن التجاري في البحر الأحمر طالما استمر وقف إطلاق النار. وأفرج الحوثيون بعد ذلك عن طاقم سفينة الشحن جالاكسي ليدر التي استولوا عليها قبل أكثر من عام.

ورأى كاتب التقرير الباحث جريجوري جونسن -عضو فريق الخبراء السابق بشأن اليمن جلس الأمن- "من نواح كثيرة، يُعَد الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب محاولة لحرمان الحوثيين من النصر في البحر الأحمر، فعلى مدى أكثر من عام، استهدفت الجماعة السفن التجارية والسفن البحرية الأميركية".

الحوثيين وعمليات البحر الأحمر

وحاولت إدارة الرئيس السابق بايدن اتباع استراتيجية الدفاع والردع والتدهور، لكنها لم تفعل شيئًا لردع الحوثيين أو تدهورهم، والواقع أن الحوثيين وسعوا في الأسابيع الأخيرة قائمة أهدافهم، فأطلقوا صواريخ على إسرائيل، مما أثار عددًا من الضربات المضادة الإسرائيلية.

وعلى النقيض من حماس وحزب الله، واللتان تراجعتا بشكل كبير منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تكبد الحوثيون خسائر قليلة نسبيا على مدى الأشهر الخمسة عشر الماضية، بل يبدو أن الجماعة استفادت بطرق عديدة من حملتها الصاروخية.

وعلى الصعيد المحلي، نجحت في تعزيز الدعم وإسكات المنتقدين في الداخل من خلال الانخراط عسكريا مع الولايات المتحدة وإسرائيل، وكلاهما غير محبوبين على الإطلاق عبر الطيف السياسي في اليمن. كما استفاد الحوثيون من تأثير الحماس الوطني، فكلما زاد قصف الولايات المتحدة وإسرائيل للحوثيين، زادت شعبية الجماعة.

وعلى المستوى الإقليمي، أثبت الحوثيون أنهم حلفاء فعالون لإيران، حيث حولوا مكونات الصواريخ التي هربتها إيران إلى البلاد إلى ضربات على إسرائيل. وبمرور الوقت، وإذا لم تتمكن حماس وحزب الله من التعافي، فقد يؤدي هذا إلى زيادة كميات الدعم الإيراني للحوثيين.

وبطبيعة الحال، جزء من نجاح الحوثيين هو نتيجة للجغرافيا المواتية، حيث يسيطرون على جزء كبير من الساحل اليمني على طول البحر الأحمر ولا تشترك في حدود مع إسرائيل، مما يجعل الضربات الانتقامية أكثر تحديًا. 

ومن خلال مواجهة كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، وضع الحوثيين أيضًا خصومهم العرب، مثل المملكة العربية السعودية، في موقف صعب، وعلى الرغم من أن السعودية كانت منخرطة في حرب مع الحوثيين منذ ما يقرب من عقد من الزمان، إلا أنها رفضت الانضمام إلى التحالف البحري بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة الحوثيين، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن المجموعة كانت تُرى على أنها تدافع عن الفلسطينيين.

 

وفي حالة انسحاب المملكة العربية السعودية بالكامل من اليمن، فمن المرجح أن يتحرك الحوثيون نحو حقول النفط والغاز في مأرب، وهو ما من شأنه أن يعزز قبضتهم على السلطة بشكل كامل. الشيء الوحيد الذي منع ذلك حتى الآن هو وجود غطاء جوي سعودي في مأرب. ومن مأرب، سيكون الحوثيين في وضع جيد للتحرك إلى شبوة ومن هناك إلى حضرموت، مما يؤدي فعليًا إلى تدمير أي أمل في قيام دولة غير حوثية في اليمن.

وعلى الصعيد الدولي، تمكن الحوثيون من تعميق علاقاتهم مع روسيا، التي كانت تبحث عن وسيلة فعالة لمواجهة الدعم العسكري الأميركي لأوكرانيا. وإذا تطورت هذه العلاقات إلى معدات ومساعدات، فقد يتحول الحوثيون إلى تهديد عسكري أكثر أهمية. كما استنزف الحوثيون مخزونات الولايات المتحدة بإجبارها على إطلاق أكثر من 200 صاروخ بتكلفة تزيد عن 500 مليون دولار. 

والأمر الأكثر أهمية من التكلفة العالية هو حقيقة أن الصواريخ التي تطلقها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط لا يمكن استخدامها في المحيط الهادئ، وقد يستغرق تجديد المخزونات سنوات، وأخيرا، وربما الأهم، أنهى الحوثيون الحرب بشروطهم الخاصة، مما سمح لأنفسهم بإعلان النصر على كل من الولايات المتحدة وإسرائيل. وفق المعهد الأمريكي.

 

إجراء عسكري ضد الحوثيين

ويهدف الأمر التنفيذي بتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية أجنبية الذي أصدره ترامب إلى إبطال هذا النصر الذي ادعاه الحوثيون، بحسب المعهد الأمريكي الذي أوضح أن ذلك سيتم بطريقتين.

أولاً، والأكثر وضوحًا، يهدد الأمر باتخاذ إجراء عسكري مباشر ضد الحوثيين، مما يزيد من احتمال تورط الولايات المتحدة في صراع طويل الأمد في الشرق الأوسط، وهذا القلق هو السبب الرئيسي وراء اتباع إدارة بايدن لنهج حذر في مكافحة الحوثيين.

وثانيا، أصدر ترامب تعليماته للوكالة الأميركية للتنمية الدولية "بإنهاء علاقاتها مع الكيانات التي دفعت أموالا للحوثيين، أو التي عارضت الجهود الدولية لمواجهة الحوثيين بينما غضت الطرف عن إرهاب الحوثيين وانتهاكاتهم".

 

وإذا فسرنا هذا على نطاق واسع، فقد يدفع الولايات المتحدة إلى قطع الدعم عن الأمم المتحدة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون وملاحقة المنظمات والكيانات التي تقدم المساعدات في تلك المناطق. وفق المعهد الأمريكي.

 

ولطالما استخدم الحوثيون المدنيين اليمنيين كبيادق لابتزاز المجتمع الدولي، وتحويل المساعدات الإنسانية فعليا إلى سلاح. وقد وافق المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة، على هذا لأنه لا يريد أن يرى الوضع الإنساني الكارثي بالفعل يزداد سوءا. 

وتضع إدارة ترامب فعليا الاعتبارات السياسية قبل المخاوف الإنسانية، وتراهن على أنه إذا أصبح انعدام الأمن الغذائي والمجاعة سيئين بما فيه الكفاية في اليمن، فإن قبضة الحوثيين على السلطة سوف تضعف.

وأعتبر المعهد الأمريكي "إن كلا الجانبين من أمر إدارة ترامب يحملان مخاطر كبيرة، فقد تجد الولايات المتحدة نفسها بسهولة منجرفة إلى حرب أوسع نطاقا في اليمن حيث لا تستطيع إيجاد طريق للخروج منها".

وتابع "وعلى نحو مماثل، لا يوجد ما يضمن أن يكون الناس الجائعون في وضع يسمح لهم بالثورة ضد الحوثيين أو أن تكون لديهم الرغبة في ذلك، ولكن المؤكد هو أن الحوثيين يمثلون الآن تحديا كبيرا للولايات المتحدة، وأن النهج الحذر لم ينجح

 

مقالات مشابهة

  • عودة إلى الرماد.. مأساة النازحين في شمال غزة بعد أكثر من عام من الحرب
  • يخصّ الجنوب.. طلبٌ من الرئيس عون لقائد الجيش بالإنابة
  • شاهد | مشهد عودة النازحين إلى الجنوب اللبناني لا يتوقف
  • شاهد| اليمن وقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.. حضور متميز في وجدان الشعب الفلسطيني
  • السلطات السعودية تقبض على أثيوبيين لتهريبهما 140 كيلو جرام من نبات القات من اليمن
  • ضابط كبير يكشف التحدي الحقيقي الذي يواجه الجيش الإسرائيلي
  • آل جابر يؤكد للأوروبيين التزام السعودية بتحقيق السلام في اليمن
  • ما الذي دفع بالإسرائيلي إلى تمديد بقائه في الجنوب؟
  • الحوثيون في مواجهة مسلحة قادمة تهدد بإقتلاعهم ومعهد أمريكي يناقش تداعيات انسحاب السعودية من حرب اليمن
  • ميليشيات الحوثي تستحدث مواقع عسكرية .. تشق الطرقات وتدفع بالتعزيزات العسكرية الى جنوب اليمن