موقع حيروت الإخباري:
2024-11-26@16:56:47 GMT

عودة طالبان وانفصال الجنوب (٣)

تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT

عودة طالبان وانفصال الجنوب (٣)

 

بقلم / وضاح اليمن الحريري

كتبت منذ سنتين واكثر بقليل، موضوعين متتاليين يحملان عنوانا واحدا وهو ( عودة طالبان وانفصال الجنوب ١ و ٢) وبغض النظر عن ردود الفعل تجاه الموضوعين في حينها، تعليقا او نقاشا، بين سير الأحداث وتطوراتها مقدار التقارب معهما ضمنا وصراحة، الامر الذي دفعني لفتح نقاشات متعددة حولهما مع مجموعة من الأصدقاء والصديقات، بهدف اثراء فكرة الطبعة الثالثة من نفس العنوان وإذ اشار الموضوعان إلى أن لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة في السياسة، وجدنا أن الأمريكان قد تخلوا عن حلفائهم في افغانستان وانسحبوا تاركينها لطالبان، وهذا البعد السياسي قد يجد منفذا ليتحقق في حرب اليمن بتبدل الادوار والعلاقات بين الحلفاء والأعداء، في ظل ارادات إقليمية هي اقوى واعلى مستوى من الارادات المحلية.

تحركت خلال عامين واكثر أحداث كثيرة، على الصعيد الدولي والإقليمي والمحلي، تبلورت معها بالتأكيد آراء وأفكار ومواقف، بل اخذ مسار تطور الأحداث في حرب اليمن تطورات مختلفة، افضت حتى هذه اللحظة الى فتح حوار مباشر بين الرياض والحوثيين وزيارات متبادلة بين وفودهما كما توقعنا قبل عامين، بهدف الوصول الى اتفاقات وتسويات لوقف الحرب في اليمن، حيث تقدم السعودية نفسها كوسيط لحل هذه الأزمة، بينما كانت منذ قليل حليفا رئيسيا وصريحا ومحاربا مع أحد طرفيها.

كان من أبرز الاسئلة التي خطرت ببالي لأول وهلة منذ متابعتي لهذه الأخبار، هو ما الذي يتطلبه دور الوسيط بين طرفي حرب مندلعة منذ عدة أعوام، الأمر الذي جرني الى أسئلة تالية، جزء منها ستاتي باجاباته الأيام القادمة.

ستلعب السعودية دور الوسيط الإقليمي المؤثر، إما بحيادية وهذا مستبعد لعدة أسباب اهمها المصلحة السعودية نفسها الباحثة عن وقف الحرب، وإما بممارسة الضغوط وفي هذه الحالة فإن الضغوط على الأرجح، ستوجهها بصفة رئيسية نحو الشرعية اليمنية بفسيفسائها الطاغية، وهذه الضغوط ستسفر بلا ادنى شك عن وقف الحرب أو انسحاب السعودية واستمرار الحرب، وهو الخيار الأصعب والأخطر على الجميع، من ناحية تبعاته وتكلفته المادية والبشرية والنفسية. سنتوقف هنا عند هذا المشهد الفخم الذي يحفظ للسعودية دورها السامي في داخل الحرب اليمنية وخارجها، دون ان نصر إنه المشهد الختامي.

بينما يرى الامريكان أن تطمينات سعودية لهم، ستكفي لدعم المفاوضات ونتائجها مع الحوثي، إلا إنهم سيبحثون عن ورق كاف بايديهم لممارسة ادوار تؤكد احتفاظهم بمصالحهم، بالتالي فهم سيكونون الأسرع تحركا من كافة الاطراف محليا او إقليميا، لضمان ذلك، او هذا ما سيسعون لأجله بالاندفاع الى مقدمة المشهد ولو تطلب الأمر منهم تحركات متعددة المستويات لا يستثنى منها الجانب العسكري، يجب ان نلاحظ ان الولايات المتحدة كانت تدعم استخباراتيا دول التحالف في حرب اليمن بقوة، وهي لن تغادر موقعها كسيدة للنفوذ في المنطقة بسهولة.

تتجمع الاحداث والمواقف كأنها غيم سيمطر عما قريب، نارا ودما او ماء ونماء، والسبيل الوحيد الى احد الخيارين هو ما ستسفر عنه مفاوضات السعودية والحوثي.

كالعادة يمارس الحوثي لعبته المفضلة في التعامل مع الالتزامات والاتفاقات، سيقبل بالتسوية لكنه لن يذهب الى الحل النهائي الشامل بسهولة وروقان، لن يدع الفرصة تمر دون مكاسب وابتزاز، هو اذن يبدو كأنه يمارس نضجا سياسيا محترفا، ابدا لا يقطع اشواطه الى الأخير كي لا يصل الى مرحلة الختام التي تعيده إلى اصغر مما يرى نفسه عليه الان، التسوية نعم الحل الشامل سننتظر الى ان يقضي الله أمرا كان مفعولا، مع ذلك فإن الحوثي سيكون على مقربة من السعودية اكثر مما سيكون عليه حلفاؤها.

الشرعية التي اضعفها الانتقالي في الجنوب، ستحمل ورقة الجنوب للضغط في المفاوضات اليمنية اللاحقة للتفاهم السعودي الحوثي، لكن ما الذي سيجعل ورقة الجنوب ورقة ضغط في مواجهته، ما قيمتها إذا قرر الإقليم والمجتمع الدولي، إنها ليست ورقة للعب ويجب اغلاق هذا الملف، والا فإن الحرب ستستمر وعلى الشرعية والانتقالي ان يدبرا امورهما في تلك اللحظة، سيمضون وحيدين، او ستتوقف هذه اللعبة هنا عند خانة التسوية، ساعتها فإن السيف الذي تحدث عنه رئيس المجلس الانتقالي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي في حديثه لقناة ال بي بي سي (وليته لم يذكره) إما سيكسر او سيستخدم ببطش ولكن في غير زمانه ومكانه، هنا قد يتسأل الكثيرون عن دور الإمارات وموقفها من دعم الانتقالي حتى يخوض حربا خاتمتها الانفصال، يمكننا القول ان من الصعوبة بمكان، أن تتحدى إرادة الامارات ارادتي السعودية وايران مجتمعتين ما لم تجد الارادة الاماراتية مساندة حاسمة من الامريكان والبريطانيين اذا هدفا للتعطيل، اما بغير هذه المساندة فإن موقفها لن يتجاوز الارادتين الاقليميتين الايرانية والسعودية، ما أعنيه ان قضية الجنوب ما لم تؤيدها ارادات خارجية لها اهدافها وأغراضها الخاصة بها، ستكون اضعف واوهى الاوراق في مواجهة الحوثي هي (الورقة الجنوبية) ، وقد تفرق مسالة توقيت استخدام هذه الورقة فرقا حاسما، على الاقل بالنسبة للجنوبيين، اذا كان من اشتراطات الحوثي والسعودية مبكرا عدم الحديث عنها الا من زاوية رؤية ان تكون في اطار الدولة الاتحادية ولا غيرها، وهنا لا تعتمد المسائل على مقدار ضعف الحوثي او قوته في المفاوضات بقدر ما ستعتمد على ترحيب السعودية بخيار انفصال الجنوب او عدم تبنيها له.

يظل السؤال هل هناك اوراق ضغط اخرى على الحوثي، يمكن ان تستخدمها القوى المحلية في المفاوضات اليمنية اليمنية في حالة حيدت السعودية موقفها واخذت دور الوسيط المحايد، وهل يمكن ان يكون للجنوب دور في استعادة الدولة.. اقصد اليمنية، طبعا كي يحاول استعادة دولته فيما بعد في اطار مغاير عن الراي السائد في ان يكون الجنوب اولا على قائمة وفد الشرعية المفاوض، على اساس ان استعادة الدولة اليمنية ضمن شراكة التسوية مع الحوثي هو الخيار الاول، طالما وان فرصة فرض الجنوب اولا قد لا تتحقق بالخالص..إن غدا لناظره قريب.

المصدر: موقع حيروت الإخباري

إقرأ أيضاً:

الكشف عن تورط الحوثي في إرسال شباب يمنيين للقتال ضد أوكرانيا وما المقابل الذي خدعتهم به روسيا؟

أكدت صحيفة فاينانشال تايمز، البريطانية في تقرير لها يوم الأحد، أن القوات المسلحة الروسية قامت بتجنيد مئات الرجال اليمنيين للقتال في أوكرانيا، وذلك من خلال عملية تهريب غامضة تسلط الضوء على الروابط المتنامية بين موسكو وجماعة الحوثيين المتمردة.

قال مجندون يمنيون سافروا إلى روسيا للصحيفة إنهم تلقوا وعودا بوظائف ذات رواتب عالية وحتى الحصول على الجنسية الروسية. وعندما وصلوا بمساعدة شركة مرتبطة بالحوثيين، تم تجنيدهم قسرا في الجيش الروسي وإرسالهم إلى خطوط المواجهة في أوكرانيا.

وحصلت الصحيفة على عقود وقعها المجندون مع شركة أسسها عبد الولي الجابري وهو سياسي حوثي بارز، وتحدد وثائق تسجيل شركة الجابري المسجلة في صلالة بسلطنة عمان، أنها شركة سياحية ومورد للمعدات الطبية والأدوية.

وقالت الصحيفة إن ظهور مجموعة من وصفتهم بـ ''المرتزقة اليمنيين'' في أوكرانيا يظهر كيف يجتذب الصراع بشكل متزايد الجنود من الخارج مع ارتفاع عدد الضحايا ومحاولة الكرملين تجنب التعبئة الكاملة.

وسبق ان اعلن عن مقتل يمنيين شاركوا في القتال مع روسيا صد أوكرانيا.

وفيما يبدو انه مقابل اعطته روسيا للحوثيين على تجنيد اليمنيين للقتال معها، كانت واشنطن اتهمت اكثر من مرة روسيا بتقديم الدعم المعلوماتي واللوجستي للحوثيين لمساعدتهم في الهجمات بالبحر الأحمر.

مقالات مشابهة

  • الحوثي تقول إنها جاهزة لعقد صفقة أسرى شاملة مع الحكومة اليمنية
  • الكشف بالاسم عن القيادي الحوثي الذي قام باغتيال شيخ قبلي بارز وسط صنعاء وهذا ما فعله بعد الجريمة
  • وفاة الأديبة اليمنية مها صلاح.. خسارة فادحة لأدب الطفل في اليمن
  • تقارير دولية: ''الحوثي جعل اليمن أكثر الدول تجنيداً للإطفال ويستغل الحرب على غزة''
  • عودة أكثر من أربعة ألف مهاجر أثيوبي من اليمن
  • الكشف عن تورط الحوثي في إرسال شباب يمنيين للقتال ضد أوكرانيا وما المقابل الذي خدعتهم به روسيا؟
  • الكشف بالاسم عن القيادي الحوثي الذي خدع مئات الشباب اليمنيين وارسلهم إلى روسيا للقتال في أوكرانيا
  • مليشيا الحوثي تعلن عن اتفاق مع السعودية!!
  • دور جريء في فيلم فرنسي أمريكي.. عودة قوية للممثلة اليمنية ‘‘سالي حمادة’’ (فيديو)
  • خلق حرب اقتصادية ضد القطاع المصرفي.. كيف دمر الحوثي اقتصاد اليمن؟