موقع حيروت الإخباري:
2024-09-20@03:49:54 GMT

عودة طالبان وانفصال الجنوب (٣)

تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT

عودة طالبان وانفصال الجنوب (٣)

 

بقلم / وضاح اليمن الحريري

كتبت منذ سنتين واكثر بقليل، موضوعين متتاليين يحملان عنوانا واحدا وهو ( عودة طالبان وانفصال الجنوب ١ و ٢) وبغض النظر عن ردود الفعل تجاه الموضوعين في حينها، تعليقا او نقاشا، بين سير الأحداث وتطوراتها مقدار التقارب معهما ضمنا وصراحة، الامر الذي دفعني لفتح نقاشات متعددة حولهما مع مجموعة من الأصدقاء والصديقات، بهدف اثراء فكرة الطبعة الثالثة من نفس العنوان وإذ اشار الموضوعان إلى أن لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة في السياسة، وجدنا أن الأمريكان قد تخلوا عن حلفائهم في افغانستان وانسحبوا تاركينها لطالبان، وهذا البعد السياسي قد يجد منفذا ليتحقق في حرب اليمن بتبدل الادوار والعلاقات بين الحلفاء والأعداء، في ظل ارادات إقليمية هي اقوى واعلى مستوى من الارادات المحلية.

تحركت خلال عامين واكثر أحداث كثيرة، على الصعيد الدولي والإقليمي والمحلي، تبلورت معها بالتأكيد آراء وأفكار ومواقف، بل اخذ مسار تطور الأحداث في حرب اليمن تطورات مختلفة، افضت حتى هذه اللحظة الى فتح حوار مباشر بين الرياض والحوثيين وزيارات متبادلة بين وفودهما كما توقعنا قبل عامين، بهدف الوصول الى اتفاقات وتسويات لوقف الحرب في اليمن، حيث تقدم السعودية نفسها كوسيط لحل هذه الأزمة، بينما كانت منذ قليل حليفا رئيسيا وصريحا ومحاربا مع أحد طرفيها.

كان من أبرز الاسئلة التي خطرت ببالي لأول وهلة منذ متابعتي لهذه الأخبار، هو ما الذي يتطلبه دور الوسيط بين طرفي حرب مندلعة منذ عدة أعوام، الأمر الذي جرني الى أسئلة تالية، جزء منها ستاتي باجاباته الأيام القادمة.

ستلعب السعودية دور الوسيط الإقليمي المؤثر، إما بحيادية وهذا مستبعد لعدة أسباب اهمها المصلحة السعودية نفسها الباحثة عن وقف الحرب، وإما بممارسة الضغوط وفي هذه الحالة فإن الضغوط على الأرجح، ستوجهها بصفة رئيسية نحو الشرعية اليمنية بفسيفسائها الطاغية، وهذه الضغوط ستسفر بلا ادنى شك عن وقف الحرب أو انسحاب السعودية واستمرار الحرب، وهو الخيار الأصعب والأخطر على الجميع، من ناحية تبعاته وتكلفته المادية والبشرية والنفسية. سنتوقف هنا عند هذا المشهد الفخم الذي يحفظ للسعودية دورها السامي في داخل الحرب اليمنية وخارجها، دون ان نصر إنه المشهد الختامي.

بينما يرى الامريكان أن تطمينات سعودية لهم، ستكفي لدعم المفاوضات ونتائجها مع الحوثي، إلا إنهم سيبحثون عن ورق كاف بايديهم لممارسة ادوار تؤكد احتفاظهم بمصالحهم، بالتالي فهم سيكونون الأسرع تحركا من كافة الاطراف محليا او إقليميا، لضمان ذلك، او هذا ما سيسعون لأجله بالاندفاع الى مقدمة المشهد ولو تطلب الأمر منهم تحركات متعددة المستويات لا يستثنى منها الجانب العسكري، يجب ان نلاحظ ان الولايات المتحدة كانت تدعم استخباراتيا دول التحالف في حرب اليمن بقوة، وهي لن تغادر موقعها كسيدة للنفوذ في المنطقة بسهولة.

تتجمع الاحداث والمواقف كأنها غيم سيمطر عما قريب، نارا ودما او ماء ونماء، والسبيل الوحيد الى احد الخيارين هو ما ستسفر عنه مفاوضات السعودية والحوثي.

كالعادة يمارس الحوثي لعبته المفضلة في التعامل مع الالتزامات والاتفاقات، سيقبل بالتسوية لكنه لن يذهب الى الحل النهائي الشامل بسهولة وروقان، لن يدع الفرصة تمر دون مكاسب وابتزاز، هو اذن يبدو كأنه يمارس نضجا سياسيا محترفا، ابدا لا يقطع اشواطه الى الأخير كي لا يصل الى مرحلة الختام التي تعيده إلى اصغر مما يرى نفسه عليه الان، التسوية نعم الحل الشامل سننتظر الى ان يقضي الله أمرا كان مفعولا، مع ذلك فإن الحوثي سيكون على مقربة من السعودية اكثر مما سيكون عليه حلفاؤها.

الشرعية التي اضعفها الانتقالي في الجنوب، ستحمل ورقة الجنوب للضغط في المفاوضات اليمنية اللاحقة للتفاهم السعودي الحوثي، لكن ما الذي سيجعل ورقة الجنوب ورقة ضغط في مواجهته، ما قيمتها إذا قرر الإقليم والمجتمع الدولي، إنها ليست ورقة للعب ويجب اغلاق هذا الملف، والا فإن الحرب ستستمر وعلى الشرعية والانتقالي ان يدبرا امورهما في تلك اللحظة، سيمضون وحيدين، او ستتوقف هذه اللعبة هنا عند خانة التسوية، ساعتها فإن السيف الذي تحدث عنه رئيس المجلس الانتقالي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي في حديثه لقناة ال بي بي سي (وليته لم يذكره) إما سيكسر او سيستخدم ببطش ولكن في غير زمانه ومكانه، هنا قد يتسأل الكثيرون عن دور الإمارات وموقفها من دعم الانتقالي حتى يخوض حربا خاتمتها الانفصال، يمكننا القول ان من الصعوبة بمكان، أن تتحدى إرادة الامارات ارادتي السعودية وايران مجتمعتين ما لم تجد الارادة الاماراتية مساندة حاسمة من الامريكان والبريطانيين اذا هدفا للتعطيل، اما بغير هذه المساندة فإن موقفها لن يتجاوز الارادتين الاقليميتين الايرانية والسعودية، ما أعنيه ان قضية الجنوب ما لم تؤيدها ارادات خارجية لها اهدافها وأغراضها الخاصة بها، ستكون اضعف واوهى الاوراق في مواجهة الحوثي هي (الورقة الجنوبية) ، وقد تفرق مسالة توقيت استخدام هذه الورقة فرقا حاسما، على الاقل بالنسبة للجنوبيين، اذا كان من اشتراطات الحوثي والسعودية مبكرا عدم الحديث عنها الا من زاوية رؤية ان تكون في اطار الدولة الاتحادية ولا غيرها، وهنا لا تعتمد المسائل على مقدار ضعف الحوثي او قوته في المفاوضات بقدر ما ستعتمد على ترحيب السعودية بخيار انفصال الجنوب او عدم تبنيها له.

يظل السؤال هل هناك اوراق ضغط اخرى على الحوثي، يمكن ان تستخدمها القوى المحلية في المفاوضات اليمنية اليمنية في حالة حيدت السعودية موقفها واخذت دور الوسيط المحايد، وهل يمكن ان يكون للجنوب دور في استعادة الدولة.. اقصد اليمنية، طبعا كي يحاول استعادة دولته فيما بعد في اطار مغاير عن الراي السائد في ان يكون الجنوب اولا على قائمة وفد الشرعية المفاوض، على اساس ان استعادة الدولة اليمنية ضمن شراكة التسوية مع الحوثي هو الخيار الاول، طالما وان فرصة فرض الجنوب اولا قد لا تتحقق بالخالص..إن غدا لناظره قريب.

المصدر: موقع حيروت الإخباري

إقرأ أيضاً:

وكالة أمريكية: ما هو التهديد الذي يشكله الحوثيون في اليمن على إسرائيل؟ (ترجمة خاصة)

أوردت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية عدة تساؤلات عن التهديد الذي تشكله جماعة الحوثي في اليمن على دولة الاحتلال الإسرائيلي في إطار تصعيد الأولى واستهدافها العمق الإسرائيلي بصاروخ قالت إنه "فرط صوتي".

 

وذكرت الوكالة في تحليل لها ترجم أبرز مضمونه "الموقع بوست" إنه بعد وقت قصير من اندلاع الحرب في أكتوبر بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية المسلحة، انضم المتمردون الحوثيون الذين يسيطرون على شمال غرب اليمن".

 

وقالت "بدأ الحوثيون، الذين هم مثل حماس معادون لإسرائيل ومدعومون من إيران، في تعطيل حركة المرور في البحر الأحمر من خلال مهاجمة السفن هناك، مما أثار رد فعل عسكري بقيادة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. كما بدأ المتمردون في إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار على إسرائيل، التي تفصلها عن اليمن حوالي 1500 كيلومتر (932 ميلاً) في أقرب نقطة".

 

وأضافت "لقد سجلوا بضع ضربات. في 19 يوليو، ضربت إحدى طائراتهم بدون طيار مبنى في وسط تل أبيب، مما أسفر عن مقتل رجل وإصابة العديد من الآخرين. وفي 15 سبتمبر، وصل صاروخ أطلقوه إلى وسط إسرائيل، التي قال جيشها إن صواريخه الاعتراضية أصابت المقذوف لكنها لم تدمره.

 

من هم الحوثيون؟

 

تقول الوكالة الأمريكية "إن الحوثيين متمردين استولوا على العاصمة اليمنية صنعاء في عام 2014، وأطلقوا حربًا أهلية مستمرة حتى يومنا هذا. الحوثيون جزء من عشيرة تنحدر من محافظة صعدة شمال غرب اليمن، وهم أتباع الفرع الزيدي من الإسلام الشيعي، والذي يمثل ما يقدر بنحو 25٪ من سكان البلاد.

 

وذكرت "بعد توحيد شمال اليمن وجنوبه في عام 1990، شن الحوثيون سلسلة من التمردات قبل الاستيلاء بنجاح على العاصمة. الحوثيون معادون للغرب ومعادون لإسرائيل".

 

يقول المحللون إنهم يحصلون على التدريب والخبرة الفنية والأسلحة المتطورة بشكل متزايد - بما في ذلك الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية والصواريخ المجنحة - من إيران وحزب الله، الجماعة الشيعية اللبنانية المسلحة.

 

وتابعت "ألغت الولايات المتحدة في عام 2021 تصنيفها للحوثيين كجماعة إرهابية خوفًا من أن هذا التصنيف من شأنه أن يضر بقدرة اليمنيين على الوصول إلى الأساسيات مثل الغذاء والوقود؛ وتمت استعادة التصنيف في فبراير".

 

لماذا يهاجم الحوثيون إسرائيل؟

 

تضيف الوكالة "في بيان متلفز في أكتوبر/تشرين الأول بعد محاولات شن هجمات صاروخية وطائرات بدون طيار على إسرائيل، قال المتحدث العسكري الحوثي يحيى سريع إن الحركة تستهدف البلاد "دعماً لإخواننا المضطهدين في فلسطين" وقال إن العمليات ستستمر "حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي".

 

وأردفت "شنت إسرائيل حملة عسكرية في قطاع غزة رداً على مذبحة 7 أكتوبر/تشرين الأول التي ارتكبها مقاتلو حماس المتمركزون في غزة ضد الإسرائيليين. وتكرس الجماعة نفسها لتدمير إسرائيل وتعتبرها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جماعة إرهابية".

 

ماذا يحدث في البحر الأحمر؟

 

وأوضحت أن الحوثيين استخدموا الصواريخ والطائرات بدون طيار لمهاجمة السفن المارة عبر البحر الأحمر. يقولون إنهم يستهدفون السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، لكن السفن التي لا تربطها مثل هذه الصلات تعرضت للضرب.

 

واستدركت "لقد حاولوا الصعود إلى بعض السفن والسيطرة عليها، ونجحوا في الاستيلاء على سفينة مملوكة بشكل مفيد لوحدة من مجموعة راي للشحن التابعة لرجل الأعمال الإسرائيلي رامي أونجار في نوفمبر/تشرين الثاني. في مارس/آذار، قُتل ثلاثة بحارة في هجوم، وتوفي آخر في يونيو/حزيران في هجوم على السفينة "توتور"، وهي السفينة الثانية التي أغرقها الحوثيون بعد "روبيمار".

 

واستطردت "يتم إطلاق العديد من الضربات من قرب مضيق باب المندب الذي تمر به السفن لدخول البحر الأحمر من المحيط الهندي. وقد دفع العنف شركات الشحن إلى إعادة توجيه السفن حول الطرف الجنوبي لأفريقيا، وهي رحلة أطول وأكثر تكلفة".

 

وأشارت الوكالة في تحليلها إلى أن الولايات المتحدة تقود قوة مهام بحرية في البحر الأحمر مكلفة بمنع هجمات الحوثيين. في يناير/كانون الثاني، بدأت القوات الأمريكية والبريطانية في شن غارات جوية على أهداف الحوثيين في اليمن، مما دفع المتمردين إلى القول إن جميع المصالح الأمريكية والبريطانية أهداف مشروعة.

 

ما مدى جدية تهديد الحوثيين لإسرائيل؟

 

تتابع "اعترضت القوات الإسرائيلية والقوات الأمريكية المتحالفة الصواريخ والطائرات بدون طيار التي جاءت من اليمن، باستثناء تلك التي تمكنت من المرور. وأكد هجوم الطائرات بدون طيار الحوثية على تل أبيب، والذي لم يتسبب في أي تنبيهات تحذيرية، على ضعف إسرائيل في مواجهة الطائرات بدون طيار القادمة.

 

وتقول إسرائيل إن الطائرة بدون طيار تم اكتشافها لكنها فشلت في اعتراضها بسبب "خطأ بشري". وردت إسرائيل بعد يوم واحد بقصف ميناء رئيسي في الحديدة، مما أسفر عن مقتل العشرات في أول ضربة مباشرة لها على اليمن.

 

وزادت "بعد أن وصل الصاروخ الحوثي إلى وسط إسرائيل، قالت الشرطة إن الحطام الناجم عن صاروخ اعتراضي تسبب في أضرار طفيفة في المبنى. وقال رجال الإطفاء إن حريقًا اندلع في أرض غابات قريبة تم السيطرة عليه".

 

وطبقا للتحليل فإن التهديد الأكبر لإسرائيل هو احتمال أن تنضم إيران والميليشيات الإقليمية التي تدعمها، بما في ذلك حزب الله، معًا لشن هجوم منسق يمكن أن يطغى على الدفاعات الجوية للبلاد.

 

ما الذي أشعل فتيل الحرب الأهلية في اليمن؟

 

تشير إلى أنه في عام 2011، أجبرت ثورة الربيع العربي حاكم البلاد، علي عبد الله صالح، على التنحي بعد ثلاثة عقود في السلطة. وبموجب اتفاق انتقالي مدعوم من الولايات المتحدة، حل الرئيس عبد ربه منصور هادي محله، وأعدت المحادثات المسرح لمؤتمر دستوري وانتخابات جديدة.

 

وقالت "مع ذلك، رفض الحوثيون خطة اتحادية نشأت عن تلك المناقشات، في عام 2014، خفضت الحكومة دعم الوقود، مما أدى إلى اندلاع الاحتجاجات، وطرد الحوثيون حكومة هادي، التي تحتفظ قواتها بالسيطرة على الجزء الشرقي من البلاد. في عام 2015، سيطر الحوثيون على أجزاء واسعة من البلاد.


مقالات مشابهة

  • نصرالله يحصن الرد بالغموض: لا عودة للمستوطنين قبل وقف الحرب في غزة
  • مليشيا الحوثي تعتمد خطة زمنية لطمس الاحتفالات بعيد الثورة اليمنية
  • ”صحفي يمني يشيد بأيقونة الحرية اليمنية: سحر الخولاني في مواجهة الظلم الحوثي”
  • المجلس الانتقالي: هذا الطرف اليمني يحترم خيار استعادة دولة الجنوب وسيخلص الشمال من غطرسة الحوثي!
  • محلل سياسي: هذا هو الحليف القوي لروسيا في اليمن الذي سيطيح بالحوثيين
  • متى يُعلن حزب الله حربه الجهادية ضد إسرائيل؟
  • اليمن يكشف عن الصاروخ الذي قصم ظهر “إسرائيل”: الدلالات والرسائل
  • أول تعليق لجماعة الحوثي على هجوم البيجر الذي استهدف حزب الله في لبنان
  • رسميًا.. الاتصالات اليمنية تعلن إطلاق خدمة ‘‘ستارلينك’’ في اليمن
  • وكالة أمريكية: ما هو التهديد الذي يشكله الحوثيون في اليمن على إسرائيل؟ (ترجمة خاصة)