فوضي وشائعات تجتاح طائفة الأرمن في كاراباخ بعد سيطرة أذربيجان على الإقليم
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
بعد يومين من قيام الجيش الأذربيجاني بتجاهل قوات حفظ السلام الروسية وهزيمة مجموعة من المقاتلين الذين يدافعون عن الأرمن في جيب ناجورنو كاراباخ، تزايدت المخاوف بشأن مصير عشرات الآلاف من الأرمن الذين تقطعت بهم السبل الآن هناك مع حكامهم الأذربيجانيين الجدد.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية فإن الناس في أرمينيا يحاولون بشكل محموم الوصول إلى أقاربهم وأصدقائهم على الجانب الآخر من الحدود، واتصلوا بهم مرارًا وتكرارًا ولكن لم يتلقوا سوى استجابة قليلة أو معدومة.
ووصف أرتاك بيجلاريان، وهو مسؤول سابق رفيع المستوى في الحكومة الموالية لأرمينيا، الوضع الإنساني بالسيئ، حيث تم عزل أجزاء مختلفة من المنطقة عن بعضها البعض، وقام الجيش الأذربيجاني بإغلاق الطرق الداخلية.
وأضاف أن إمدادات الكهرباء غير منتظمة، مما يجعل من المستحيل على العديد من السكان شحن هواتفهم.
وقال أرتور ماروديان (35 عاماً) الذي كان يحاول الوصول إلى أقاربه: "لا أحد يفهم ما سيحدث بعد ذلك". وقال: لا أحد يثق بـ علييف، في إشارة إلى الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف.
وفي غياب معلومات موثوقة، كثرت الشائعات بين السكان الأرمن، وكان معظمها يعكس المظالم التاريخية وادعاءات سوء المعاملة من قبل السلطات الأذربيجانية منذ سيطرتها الفعلية على المنطقة في حرب عام 2020.
وقال الناس إنه تم بناء سجون للأرمن الذين شاركوا في القتال الأخير، كما تم تجميع قوائم بأسماء الأشخاص الذين سيتم اعتقالهم.
وحاولت الحكومة الأذربيجانية تهدئة المخاوف، ووعدت بالاعتراف بحقوق الأرمن وأمنهم وحريتهم في المنطقة.
وقال حكمت حاجييف، مساعد علييف للشؤون الدولية، إن القوات المسلحة الأذربيجانية تلقت أوامر صارمة باحترام الأرمن.
وفي مقابلة عبر الهاتف، وصف الادعاءات القائلة بأن أذربيجان تخطط لفتح سجون للأرمن ومحاكمتهم بشكل جماعي بأنها سخيفة وغير مقبولة بشكل واضح.
كما نفى حاجييف الاتهامات بأن أذربيجان تمنع الأرمن من الفرار من المنطقة. وقال حاجييف: إذا قرر شخص ما الذهاب إلى أرمينيا، أعتقد أنه يستطيع فعل ذلك.
وقال حاجييف، المسؤول الأذربيجاني، إن المساعدات الإنسانية على وشك التسليم.
وفي صباح يوم السبت، قال إن قوات حفظ السلام الروسية جلبت ما يعادل عدة شاحنات من المساعدات، كما وصلت شاحنتان من أذربيجان.
وبالنسبة للعديد من الأرمن، كان إحجام موسكو عن التدخل بشكل أكثر حزما للدفاع عن مواطنيهم بمثابة خيانة. لكن حتى الاتحاد الأوروبي كان مترددًا في التحرك ضد أذربيجان، بعد أن وقع اتفاقًا العام الماضي لمضاعفة إمدادات الغاز من البلاد إلى أوروبا بحلول عام 2027.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الجيش الأذربيجاني أرمن ناجورنو كاراباخ الأرمن
إقرأ أيضاً:
المستوطنون يواصلون أعمالهم التخريبية في الضفة الغربية المحتلة
رام الله "أ.ف.ب": أشعل مستوطنون النار فجر اليوم في عدد من السيارات أمام مبنى في مدينة البيرة في وسط الضفة الغربية المحتلة، على ما أفاد الدفاع المدني الفلسطيني وسكان في المنطقة.
وقال مسؤول الدفاع المدني في المدينة رامي عمر إن الجهاز تلقى بلاغا "الساعة الثالثة والنصف فجرا بأن مستوطنين دخلوا المنطقة وبدأوا أعمال شغب".
وقال إيهاب الزبن، أحد سكان المبنى المؤلف من خمس طبقات، إنه لاحظ حركة مستوطنين بعد منتصف الليل من داخل منزله. "رأيتهم وهم يسكبون مواد سائلة على المركبات أمام البناية، ومن ثم يشعلون النار فيها".
وتابع "صرخت باتجاههم من شقتي"، مضيفا "حين نزلت أمام المنزل مع جيران في محاولة لإطفاء النار، أطلق المستوطنون النار باتجاهنا". وقال الزبن إن عدد المستوطنين كان بين 10 و12 شخصا.
وشاهد مراسلون لوكالة فرانس برس مركبات من أنواع مختلفة تحترق أمام المبنى في البيرة، في حين علا دخان أسود من مركبات أخرى بعد احتراقها بالكامل، ووصل الى داخل بعض الشقق. وقال سكان إن أكثر من 60 شخصا يقيمون في البناية، بينهم أطفال.
وذكر مصدر أمني فلسطيني أن التقديرات الأولية تشير الى أن "المستوطنين وصلوا من بؤرة استيطانية محاذية لمستوطنة بيت إيل".
وقال عبد الله أبو رحمة من الهيئة الفلسطينية لمقاومة الاستيطان لوكالة فرانس برس إن "تنظيما متطرفا من المستوطنين" موجود في هذه البؤرة، و"سبق له أن نفّذ العديد من الهجمات في قرى مجاورة".
وقال مسؤول الدفاع المدني في المنطقة رامي عمر "هذه المستوطنات محاطة بأسلاك شائكة والجانب الإسرائيلي عليه الإجابة عن كيفية فتح البوابات ومرورهم عبرها لإحراق حوالى 17 مركبة وترويع المواطنين؟".
وندّدت وزارة الخارجية الفلسطينية ب"هجوم ميليشيات المستوطنين الوحشي"، مؤكدة أن الذين اقتحموا البيرة "ما كان لهم أن يرتكبوا هذه الجريمة البشعة لولا شعورهم بالحماية والإسناد والحصانة من المستوى السياسي".
وندّدت حركة حماس في بيان بالهجوم، واصفة إياه ب"الإرهابي والتطوّر الخطير". واعتبرت أن ذلك "يتطلّب تصعيدا في المواجهة لصدّ اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية".
وقالت محافظة رام الله والبيرة ليلى غنام لصحافيين قصدوا المكان بعد الحادث، "كان من الممكن أن تحدث مجزرة في البناية لولا لطف الله"، مضيفة "المجتمع الدولي يتفرّج على هذا الترهيب من حرق وقتل يومي لشعبنا".
وسجّلت الأمم المتحدة في الفترة الممتدة من بداية الحرب إلى 12 أغسطس 2024، 1250 هجوما شنّها مستوطنون إسرائيليون ضد فلسطينيين، بما في ذلك 120 هجوما تسبّبت في وقوع إصابات بين الفلسطينيين وألف تسبّبت بأضرار مادية.
في 15 أغسطس، هاجم نحو مئة مستوطن مسلحين بالسكاكين والأسلحة النارية، بحسب شهود، قرية جيت الفلسطينية، ما أسفر عن مقتل فلسطيني، وفق وزارة الصحة الفلسطينية. وأفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي يومها بأن "عشرات المدنيين الإسرائيليين، بعضهم ملثمون"، دخلوا إلى القرية الواقعة غرب نابلس وأضرموا النار في مركبات وبنى تحتية في المنطقة، و"ألقوا حجارة وزجاجات حارقة".
ويقيم نحو 490 ألف اسرائيلي في مستوطنات داخل الضفة الغربية البالغ عدد سكانها ثلاثة ملايين فلسطيني. ولا يشمل هذا العدد مستوطني القدس الشرقية المحتلة. ويعتبر الاستيطان في الضفة الغربية غير قانوني بموجب القانون الدولي.