إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

هل دقت ساعة إعادة إعمار ما دمرته عاصفة "دانيال" في مدينة درنة بشرق ليبيا؟ وهل ستستجيب الأسرة الدولية لدعوات سلطات حكومة الشرق لحضور هذا الموعد الذي سينظم في 10 تشرين الأول/أكتوبر المقبل بالمدينة المنكوبة التي دمرتها فيضانات فتاكة .

سؤال تصعب الإجابة عليه بعد أيام قليلة فقط من العاصفة دانيال القوية التي ضربت شرق ليبيا ليل الأحد الاثنين 11 أيلول/سبتمبر.

فيما أدت الأمطار المتساقطة بكميات هائلة إلى انهيار سدين في هذه المدينة الساحلية. فتدفقت المياه بقوة وبارتفاع أمتار عدة في مجرى نهر يكون عادة جافا، وجرفت معها أجزاء من المدينة بأبنيتها وبناها التحتية وآلاف الأشخاص.

جزء من مدينة درنة المنكوبة في شرق ليبيا. 23 أيلول/سبتمبر 2023. © وليد الطالب/ فرانس24

وأعلن رئيس حكومة الشرق الليبي أسامة سعد حماد في بيان "تدعو الحكومة المجتمع الدولي الى المشاركة في اعمال المؤتمر الدولي الذي تسعى لتنظيمه الثلاثاء الموافق 10 أكتوبر (تشرين الأول) في مدينة درنة وذلك لتقديم الرؤى الحديثة والسريعة لإعادة إعمار المدينة". وجاء في البيان أن الحكومة دعت لهذا المؤتمر "نزولا عند رغبة سكان المدينة المنكوبة والمدن والمناطق المتضررة من الاعصار دانيال".

"هل ستأتي الدول المانحة أو ستنتظر مؤتمر من الدبيبة؟"

وليبيا غارقة في الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011. وتتنافس على السلطة فيها حكومتان. الأولى تتخذ من طرابلس في الغرب مقرا ويرأسها عبد الحميد الدبيبة وتعترف بها الأمم المتحدة. وأخرى في شرق البلاد الذي ضربته العاصفة، يرأسها أسامة حماد وهي مكلفة من مجلس النواب ومدعومة من الرجل القوي في الشرق المشير خليفة حفتر.

وقال المتحدث باسم حفتر اللواء أحمد المسماري "هذا المؤتمر مهم جدا. هل ستأتي الدول المانحة أو ستنتظر مؤتمر من الدبيبة؟" وأضاف المسماري "هذا التجاذب للسياسي هو الذي أضر بالليبيين".

انجراف التربة جعل العيش في مدنية درنة شبه مستحيل. 23 أيلول/سبتمبر 2023. © وليد الطالب/ فرانس24

في 2018 سيطرت قوات حفتر على درنة التي كانت معقلا لإسلاميين متشددين وكانت المدينة الوحيدة خارج سيطرتها في شرق ليبيا. لكن سلطات الشرق تعتبر درنة معقلا للمعارضة منذ حقبة القذافي.

200 شخص دُفنوا في يوم واحد

أودت الفيضانات بـ3753 شخصا بحسب آخر حصيلة رسمية مؤقتة، لكن يُتوقع أن يكون العدد أعلى بكثير. وتخشى منظمات إغاثة دولية أن يكون نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين.

وحتى الآن يتم العثور على الجثث بأعداد كبيرة سواء تحت الأنقاض أو على الشواطئ إذ جرفت الفيضانات العديد من الأشخاص إلى البحر. وأظهرت لقطات نشرت على منصات التواصل الاجتماعي الجمعة عشرات الجثث تم تسليمها في شاحنة وسيارتين (بيك أب) إلى مقبرة قرية مرتوبة، التي تقع على بعد 27 كيلومترا جنوب شرق درنة، لدفنها. وقالت وسائل إعلام ليبية إن 200 شخص دُفنوا في المقبرة في يوم واحد. أعلنت المنظمة الدولية للهجرة الخميس أن المأساة تسببت بنزوح 43059 شخصا.

قيود غير مبررة على وسائل الإعلام

وقالت إن "نقص إمدادات المياه ربما يكون قد دفع الكثير من" النازحين داخل درنة إلى مغادرتها للتوجه إلى مدن أخرى في شرق وغرب البلاد.

مياه السد قسمت المدينة إلى منطقتين يصعب التنقل فيما بينها. 23 أيلول/سبتمبر 2023. © وليد الطالب/ فرانس24

وفي سوسة على بعد 60 كلم غربا، اشتكى الأهالي من استمرار انقطاع المياه بعد أن ألحقت الفيضانات أضرارا بمحطة تحلية. وقال أحد الأهالي ويدعى أحمد صالح إن متطوعين "يقومون بتأمين المياه لنا في صهاريج من مدن مجاورة".

وأضاف "المياه مشكلة حقيقية". وعادت خدمة الهواتف النقالة والإنترنت إلى درنة الخميس بعد انقطاع استمر يومين وجاء عقب تحركات احتجاجية لسكانها الاثنين.

وتجمع مئات الأشخاص أمام المسجد الكبير في المدينة وأطلقوا هتافات منددة بسلطات الشرق التي يجسدها البرلمان ورئيسه. وطالبوا بمحاسبة السلطات التي يحملونها مسؤولية الخسائر البشرية الكبيرة.

وأفادت منظمة العفو الدولية الخميس عن "توقيف معارضين ومتظاهرين" في درنة منددة بـ"جهود لضبط الاطلاع على وسائل الإعلام وتقييده". ودعت سلطات شرق ليبيا إلى أن "ترفع فورا القيود غير المبررة المفروضة على وسائل الإعلام وتسهيل وصول المساعدة الإنسانية إلى كل المجتمعات المتضررة".

المياه التي صبت في البحر المتوسط تركت البنية التحتية لمدينة درنة مدمرة بالكامل وتحتاج إلى مساعدات دولية من أجل إعادة تأهيلها من جديد. 23 أيلول/سبتمبر 2023. © وليد الطالب/ فرانس24 فتح تحقيق لكشف أسباب انهيار السدين

السدان اللذان انهارا كانت تظهر عليهما تشققات منذ العام 1998، وفق ما أعلن المدعي العام الليبي الذي فتح تحقيقا لكشف الملابسات. وقال خبراء من مجموعة الإسناد الجوي العالمي البحثية في تقرير الثلاثاء إن فيضانات بالقوة التي شوهدت خلال العاصفة دانيال في شمال شرق ليبيا حدث يحصل مرة كل 300 إلى 600 عام.

ورأوا أن الأمطار تصبح أكثر شدة بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري التي يسببها الإنسان، مع زيادة تساقط الأمطار بنسبة 50 بالمئة خلال هذه الفترة.

 

فرانس24/ أ ف ب

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: فيضانات ليبيا البابا فرنسيس ريبورتاج ليبيا فيضانات ليبيا عاصفة إعادة إعمار خليفة حفتر أیلول سبتمبر 2023 مدینة درنة شرق لیبیا فی شرق

إقرأ أيضاً:

«إعمار» ترعى سلسلة مسابقات معمارية خيرية

في مبادرة إنسانية رائدة، تجمع بين الإبداع المعماري والرسالة المجتمعية، أعلنت شركة إعمار، بالتعاون مع برنامج قلبي اطمـــأن، الذي تم عرضـــه خلال شهر رمضان الكريــــم، إطــلاق سلسلة من المسابقات التصميمية ضمن الموســـم الثامــن من البرنامج، تستهدف تقديـــم نماذج مبتكـــرة ومستدامـــة لمجموعة مـــن المشاريع الوقفية في قطاعات الصحة والتعليم، والسكن، والرياضة، والمياه.
تشمل المبادرة 5 مسابقات رئيسية لتصميم نماذج معمارية لكل من: المساكن، والمساجد، والمراكز الصحيـــة، والأكاديميات الرياضية، وحلول المياه، وتأتي هذه المسابقات في إطار رؤية شمولية تهدف إلى إنتاج تصاميم قابلة للتنفيذ، تتسم بالاستدامة والتكلفة المعقولة، وتلائم احتياجات المجتمعات الأكثر حاجة حول العالم. وتُعد جميع التصاميم الفائزة وقفاً خيرياً يُسهم في إحداث تغيير ملموس ومستدام وسيتم تنفيذها على أرض الواقع على مدار العام الجاري ورؤية المراحل الأولى من التنفيذ خلال الموسم القادم من البرنامج.
تحظى المسابقات برعاية كاملة من شركة إعمار، التي تقدم الجوائز المالية للفائزين، في ثلاث فئات، والجائزة الأولى 100,000 درهم، والثانية: 60,000 درهم والثالثة 40,000 درهم.وسيتم منح شهادات مشاركة لجميع المتسابقين الذين لم يحالفهم الحظ بالفوز.
وتُقيَّم المشاركات من قبل لجنة تحكيم تضم نخبة من المهندسين المعماريين وشركاء البرنامج من ذوي الخبرة والاختصاص، مع الالتزام بمعايير دقيقة تشمل الابتكار، والكفاءة الوظيفية، وقابلية التنفيذ، واحترام الطابع البيئي والاجتماعي للمشاريع.
آخر موعد للتسجيل يوم 30 إبريل الجاري، وآخر موعد لتسليم التصاميم يوم 2 يونيو وسيتم الإعلان عن الفائزين يوم 15 يوليو المقبل.

مقالات مشابهة

  • وزير الطاقة يبحث مع رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر التحديات التي تواجه قطاعي المياه والكهرباء
  • بوراص: أطلقنا مبادرة «المرأة ركيزة الأمن المائي» تكريما لنساء درنة
  • أمسية أطباق الكاري في مطعم "موسم" تستقطب عُشاق النكهات التقليدية
  • بنغلاديش تعلن اعتقال زعيم عصابة لتهريب البشر احتجز مهاجرين في ليبيا
  • “حكومة عدن” تعلن عن رفع جديد في تسعيرة البنزين
  • كربلاء المقدسة .. مدينة النور التي أخرست ألسنة التشاؤم وأضاءت دروب الأمل
  • مراسلة سانا: بدء فعاليات المؤتمر الختامي لحملة شفاء، التي أطلقتها وزارة الصحة، بالتعاون مع التجمع السوري في ‏ألمانيا ومنظمة الأطباء المستقلين، وذلك في المشفى ‏الجامعي بدمشق
  • «إعمار» ترعى سلسلة مسابقات معمارية خيرية
  • حمدان بن محمد: 30 ألف مشارك وخبير و25 وفداً دولياً شاركوا في «أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي»
  • جهود استثنائية يبذلها العاملون في المؤسسة السورية للمعارض لإعادة تأهيل مدينة المعارض بريف دمشق