زار السيناتور الأميركي، بوب مينينديز، مصر في مناسبتين خلال العامين الماضيين، ضمن وفد للكونغرس التقى بالرئيس عبد الفتاح السيسي، وبعد أقل من شهر على آخر لقاء جمعهما، يواجه عضو الكونغرس البارز اتهامات فيدرالية بالفساد، تضمنت "تعاملا مشبوها" مع الحكومة المصرية.

ورأى مختصون أن تلك الاتهامات "ستضفي مزيدا من التوتر على العلاقات التي ليست في أحسن أحوالها بالفعل"، في ظل الانتقادات الأميركية لملف حقوق الإنسان في مصر، ومع اقتراب القاهرة من إجراء انتخابات رئاسية جديدة العام المقبل.

وقال مكتب المدعي العام في مانهاتن، إن مينينديز (69 عاما) "تلقى مئات الآلاف من الدولارات في صورة أموال وسبائك ذهبية، مقابل استخدام سلطته ونفوذه كعضو بارز في مجلس الشيوخ يمثل ولاية نيوجيرسي، من أجل مساعدة الحكومة المصرية، والتدخل في تحقيقات تجريها سلطات إنفاذ القانون مع رجال الأعمال".

إحداها مرتبطة بمصر.. توجيه اتهامات فساد لسيناتور أميركي بارز كشفت صحيفة نيويورك تايمز، الجمعة، أنه تم توجيه اتهامات فيدرالية بالفساد، لسيناتور أميركي، لاستخدامه منصبه في مجموعة واسعة من "المخططات الفاسدة في الداخل والخارج" تضمنت تعاملا مشبوها مع الحكومة المصرية.

فيما أوضح السيناتور أنه لا يعتزم الاستقالة من مجلس الشيوخ، مؤكدا براءته، في أعقاب الاتهامات الفيدرالية بالفساد، ضده وزوجته.

وأصدر، مينينديز، بيانا في وقت متأخر من مساء الجمعة، قال فيه: "ألاحظ مسارعة البعض بالحكم على رجل لاتيني وطرده من مقعده. لن أذهب إلى أي مكان".

ولم يتمكن موقع "الحرة" من التواصل مع وزارة الخارجية المصرية حتى كتابة التقرير.

"صورة سلبية"

قال عضو لجنة السياسات الخارجية السابق بمجلس النواب المصري، والمعارض الحالي عماد جاد، إن تلك الاتهامات "ستترك صورة سلبية للغاية، خصوصا في ظل علاقات ليست جيدة بالأساس بين البلدين (مصر والولايات المتحدة)".

وقال في تصريحات لموقع "الحرة": "التأثير سيكون سلبيا للغاية، فهذا حديث عن تقديم رشوة لسيناتور".

وأضاف: "من المعتاد أن تقوم الدولة بتشغيل شركة علاقات عامة أو القيام بحملات إعلانية، بهدف تحسين الصورة في الولايات المتحدة، لكن رشوة سيناتور ثقيل في الكونغرس يؤثر على صورة مصر في الولايات المتحدة وفي الداخل، التي سترتبط بأنها تقدم مثل هذه الرشاوى".

وتقول لائحة الاتهامات، إن مينينديز "استخدم منصبه لمحاولة تعطيل التحقيق والملاحقة القضائية لرجل أعمال، من قبل مكتب المدعي العام لولاية نيوجيرسي".

وجاء في لائحة الاتهام أيضا، أنه في مقابل ذلك (تعطيل التحقيق)، قبل السيناتور وزوجته نادين، "رشاوى بمئات الآلاف من الدولارات، بما في ذلك أموال نقدية وسبائك ذهب ومدفوعات الرهن العقاري وسيارة فاخرة وأشياء ثمينة أخرى".

من جانبه، قال محامي مينينديز، ديفيد شيرتلر، إن موكله "نفى ارتكاب أية مخالفات جنائية"، مشددا على أن مينينديز "ينفي أي سلوك إجرامي، وسيطعن بقوة في هذه الاتهامات في المحكمة".

وكان السيناتور الأميركي قد زار مصر ضمن وفد من الكونغرس، والتقى بالسيسي في أغسطس الماضي. وفي بيان للرئاسة المصرية حينها، جاء أن "اللقاء شهد تأكيد قوة ومتانة الشراكة الاستراتيجية الممتدة منذ عقود، بين مصر والولايات المتحدة".

استقبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي وفداً موسعاً رفيع المستوى من الحزبين الديمقراطي والجمهوري بالكونجرس الأمريكي، يضم...

Posted by ‎المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية-Spokesman for the Egyptian Presidency‎ on Wednesday, August 30, 2023رد الفعل

ربما يتمثل الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، في "هوية المسؤولين المصريين الذين لم يتم الكشف عنها، والذي على الأغلب من بينهم ضباط من الجيش والمخابرات، ووصفهم المدعون بأنهم يسعون للحصول على معلومات ونفوذ عبر التواصل المباشر مع مينينديز وزوجته أو من خلال معاونيهم"، بحسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأميركية.

وتأتي الادعاءات ضد السيناتور البارز، ودولة تعد أحد أبرز حلفاء واشنطن في المنطقة، في فترة حساسة تمر بها علاقات واشنطن مع الشرق الأوسط، حيث تحاول التركيز مجددا على مواجهة الصين وروسيا، وتعزيز الأمن الإقليمي.

وقال ستيفن كوك، الباحث في مجلس العلاقات الخارجية (منظمة في شكل خلية تفكير مستقلة أميركية، هدفها تحليل سياسة الولايات المتحدة الخارجية والوضع السياسي العالمي)، إنه "لا يرى أي تأثير للائحة الاتهام، بخلاف زرع المزيد من عدم الثقة بين الجانبين".

بعد اتهامات بالفساد و"قبول رشى مرتبطة بمصر".. السيناتور مينينديز يرفض الاستقالة قال السيناتور الأميركي، بوب مينينديز، إنه لا يعتزم الاستقالة من مجلس الشيوخ في أعقاب توجيه اتهامات فيدرالية بالفساد، ضده وزوجته، لاستخدام منصبه في مجموعة من "المخططات الفاسدة في الداخل والخارج" تضمنت تعاملا مشبوها مع الحكومة المصرية. 

وأوضح للصحيفة، أن "تركيز المسؤولين الأميركيين على التعاون مع الدول الخليجية فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط، وغضب الحكومة المصرية من الانتقادات الموجهة لها فيما يخص حقوق الإنسان، جعل التعاون بين واشنطن والقاهرة في أضيق الحدود، وأبرزها المساعدات الأميركية، وقدرة مصر على وقف إطلاق النار في غزة".

دعوات للعقاب

من جانبه، اعتبر جاد في تصريحاته للحرة، أنه "نتيجة لتلك التطورات، يمكن أن تتحرك مجموعات ضغط (لوبيات) في الولايات المتحدة ضد مصر، باعتبار أنها تحاول تقديم رشى، وتخالف القانون الأميركي".

وفي الوقت نفسه، شدد جاد على أن "تقديم رشوة إلى سيناتور في الكونغرس أمر لن يثمر عن تأثير كبير".

وأضاف: "هو كشخص (السيناتور) قدرته وحده محدودة، وبالفعل تم تجميد مساعدات عسكرية لنا.. محصلة تجنيد سيناتور أو اثنين أو 3، ليست كبيرة، إذ لا قدرة لديهم على الفعل، فهذه دولة مؤسسات (أميركا)".

فيما كتب المحلل في معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط في واشنطن، تيموثي قلدس، عبر حسابه بموقع تويتر، معلقًا على لائحة الاتهام: "لم يفت بعد أوان تعليق الكونغرس لجميع المساعدات العسكرية المشروطة لمصر، وإظهار عدم التسامح مع أي تدخلات غير قانونية وفاسدة في حكومتنا".

وواصل: "الأمر لا يتعلق بأن مصر فقط لا تحرز تقدما في الديمقراطية داخليا، بل تعمل حكومتها على تقويض الديمقراطية الأميركية".

It’s not too late for Congress to place a hold on all conditioned military aid to Egypt & show illegal & corrupt interventions in our government will not be tolerated. Not only is Egypt not making progress on democracy at home. Egypt’s govt is working to undermine US democracy. https://t.co/QogkyPMK4M

— Timothy E Kaldas (@tekaldas) September 22, 2023

 

أما مسؤول بمشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط، سيث بيندر، فأوضح لـ"واشنطن بوست"، أن هذه الاتهامات "تثير مخاوف قوية بشأن المحاولات المصرية للتدخل في السياسة الأميركية"، داعيا الكونغرس إلى "منع المساعدات العسكرية المعلقة" لمصر.

وتأتي أزمة السيناتور الأميركي، بعدما كشفت الخارجية الأميركية في وقت سابق هذا الشهر، أن واشنطن تعتزم حجب مساعدات عسكرية لمصر بقيمة 85 مليون دولار، وهو مبلغ يمثل جزءا صغيرا من 1.3 مليار دولار تخصصها واشنطن للقاهرة سنويًا، وأقل من مبلغ 135 مليون دولار الذي تم حجبه العام الماضي.

وأوضح مسؤولون كبار في الخارجية، أن القرار "لا يقلل بأي حال من الأحوال من التزام الولايات المتحدة بتعزيز حقوق الإنسان في مصر، وفي جميع أنحاء العالم".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الحکومة المصریة الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

كيف تتأثر مؤشرات البورصة إذا خفض «البنك المركزي المصري» سعر الفائدة اليوم؟ خبير يُجيب

يقترب أعضاء البنك المركزي المصري من صدور القرار المرتقب بعد ساعات بشأن سعر الفائدة، في أول اجتماع دوري لصنّاع السياسة النقدية بـ البنك المركزي في عام 2025.

تشير توقعات خبراء المال والاقتصاد إلى وجود مؤشرات سوقية قوية قد تدفع البنك المركزي للاتجاه نحو خفض سعر الفائدة لأول مرة منذ 4 سنوات خفض فيها البنك المركزي سعر الفائدة على أموال الإيداع والاقراض في عام 2020.

وفقا لتصريحات سابقة من حسن عبد الله، محافظ البنك المركزي أواخر عام 2024، فقد يتجه البنك المركزي لخفض سعر الفائدة خلال عام 2025 في حين تهيأ السوق لذلك ووصلت معدلات التضخم الأساسية إلى مستويات مستهدفة.

تصل معدلات التضخم الأساسية لـ 24%، وبدأت المعدلات في تراجعات مستمرة وفقا للبيانات الدورية من الجهاز المركزي للإحصاء خلال شهر أكتوبر ونوفمبر وديسمبر.

وعلى الرغم من تراجع معدلات التضخم إلا أنها لم تصل إلى المستويات المرجوة التي تستدعي تطبيق خفضا.

فما هي تأثيرات قرار البنك المركزي على مؤشرات البورصة وأسهم سوق المال في حال تطبيق خفض سعر الفائدة على الإيداع والإقراض؟.

البورصة المصرية

توقع حسام عيد، محلل أسواق المال، أن يتجه البنك المركزي لـ خفض سعر الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس، مشيرا إلى أن تراجع التضخم بشكل محدود بالربع الأخير من العام الماضي يرجع إلى أن لجنة السياسات النقدية لم تتجه إلى تيسير السياسة النقدية وذلك لعدم ظهور مؤشرات تعافي الاقتصاد المصري من آثار التضخم بشكل ملحوظ.

وسجل معدل التضخم خلال شهر ديسمبر الماضي 24.1% مقابل 25.5% عن شهر نوفمبر بأكثر من 1% و 24% لشهر يناير الماضي ربما يدفع لجنة السياسات النقدية باجتماعها القادم بتاريخ 20 فبراير الجاري نحو تيسير نسبي للسياسة النقدية وتخفيض معدلات الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس وذلك بعد أن سجل التضخم تراجعا للشهر الرابع على التوالي

وأوضح عيد في تصريحات خاصة لـ «الأسبوع» أن قرار خفض الفائدة، هو بمثابة تحرر قوي للأموال من أدوات الدخل الثابت وفرصة للاتجاه إلى أحد أكبر قناة للاستثمارات تجذب قطاعات متعددة من الصناعات وقطاعات الاستثمار المختلفة وهي البورصة المصرية، مشيرا إلى أن قرار الخفض سيؤثر على واجهة رؤوس الأموال المستثمرة لمزيد من التدفقات النقدية بمختلف القطاعات الإنتاجية، وهو الأمر الذي سوف ينعكس إيجابا على أداء مؤشر نمو الاقتصاد المصري ويدفعه نحو الارتفاع وتحقيق المرجو منه.

ولا محالة سينعكس على مؤشرات البورصة المصرية الرئيسة مدعوما بزيادة التدفقات النقدية بالأسهم القيادية المدرجة بالبورصة المصرية الأمر الذي سوف قد يدفع المؤشر الرئيسي لاختبار قمته التاريخية عند مستوى 34489 نقطة وتحقيق قمة تاريخية جديدة ومستوى قياسي جديد.

البنك المركزي المصري

وفي سياق متصل، توقعت الدكتورة حنان رمسيس، أن يخفض البنك المركزي سعر الفائدة اليوم في أول اجتماع دوري للبنك خلال العام الجاري بمقدار 200 نقطة أساس.

وأشارت إلى أن هناك مؤشرات تكشف نية المركزي في إجراء قريب لخفض سعر الفائدة ومنها لجوء بعض المصارف لتخفيض سعر الفائدة الودائع وعلى الحسابات الجارية، لافتة إلى أن معدلات التضخم على أساس سنوي قد تراجعت، في حين ارتفعت معدلات التضخم على أساس شهري ارتفاعا طفيفا.

كما أن هناك خطة من الحكومة لخفض عجز الموازنة وتكلفة الاقتراض، وخفض تكلفة الأموال، وهو ما لم يتأتى إلا بانتهاج سياسة التيسير النقدي.

ولفتت خبيرة سوق المال إلى أن هناك استجابة من مؤشرات البورصة المصرية لاحتمالية تطبيق الخفض، ومن بعض المؤشرات ارتفاع العديد من الأسهم القيادية، حيث إن المؤشرات الأساسية تدفع باقي المؤشرات للارتفاع، ومؤشر الـ 30 على مشارف تسجيل 31 الف نقطة مدعوما بزيادة في قيم وأحجام التداول.

اقرأ أيضاًبنسبة 2%.. توقعات بقرب تخفيض الفائدة في اجتماع البنك المركزي المصري القادم

خبير مصرفي يكشف توقعات أسعار الفائدة في اجتماع البنك المركزي غدًا

أول قرار في 2025.. مؤشرات تحديد سعر الفائدة في اجتماع البنك المركزي المرتقب

مقالات مشابهة

  • وقف المساعدات الأميركية يضاعف الأزمة الإنسانية في اليمن
  • برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: العراق حقق تقدما ملحوظا في مكافحة الفساد خلال فترة السوداني
  • ما تداعيات توقف المساعدات الأميركية على الأزمة الإنسانية في اليمن؟
  • لرسم سلام أوكرانيا.. روبيو يدعو لدعم "الخطوة الأميركية"
  • كوريا الشمالية تندد بتزايد "الاستفزازات العسكرية" الأميركية
  • هل ستتمكن إدارة ترامب من حل مشكلة الديون الأميركية؟
  • هكذا ردت حماس على الاتهامات الاسرائيلية بشأن جثة الأسيرة الإسرائيلية "شيري بيباس"
  • ترامب يهدم القوة الناعمة الأميركية.. هل تغتنم الصين الفرصة؟
  • قوات أوروبية بأوكرانيا.. تعكير للمفاوضات الأميركية الروسية أم للضغط على موسكو؟
  • كيف تتأثر مؤشرات البورصة إذا خفض «البنك المركزي المصري» سعر الفائدة اليوم؟ خبير يُجيب