خالد بن سعد الشنفري
أقصد بصلالة هنا، صلالة الكبرى التي تمتد طوليًا من منطقة المغسيل غربًا إلى حدود طاقة شرقًا، هذه المنطقة الجغرافية التي لا يتجاوز عرضها من جبل ظفار التي تقبع تحتها مباشرة وتمتد إلى البحر بمساحة لا تزيد عن 7 كيلومترات عرضًا؛ أي بنفس مساحة عرض الجبل تقريبًا، والذي تتخله أودية كثيرة وكبيرة؛ مما يعني هول الأمطار- في حالات الأعاصير- التي ستنهال عليه ويتوسط كل ذلك سدان للحماية أشبه بسدي درنة.
فما وجه المُقارنة بين صلالة ودرنة الذي استدعى كتابة هذ المقال؟
سبق لي أن كتبتُ عدة مقالات عن أعاصير ظفار التي شهدتُها شخصيًا، بدءًا من إعصار 1964 ومقالي عنه بعنوان "الخندق الكبير في الحافة"، والذي شاهدتُه طفلًا، وما زالت مشاهد أمواج مياه السيول وهي تنخر هادرة في أساسات بيوت الحافة، ومرورًا بالأعاصير المتأخرة المعروفة للجميع، وما سمعناه عن أهوال وكوارث "حيمر 58" قديمًا وما أصبح معروفًا لدينا اليوم باسم "عام الغريقة"، وقد أصبح معلومًا لدينا الآن أن إعصارًا واحدًا كبيرًا على الأقل يضرب ظفار وصلالة تحديدًا كل 10 أعوام وقد أخذت هذه الفترة تتقلص مؤخرًا.
إنَّ المسافة من الجبل الأخضر الليبي إلى شاطئ البحر بدرنة، رغم أنها بطول أكثر من 50 كيلومترًا، إلّا أن سديْ الحماية فيها هذه المرة لم يتحملا هذا الضغط الهائل من المياه، فحصلت الكارثة، فكيف بأوديتنا التي لا تتجاوز كيلومترات قليلة طولًا فقط إلى البحر! وهل سيتحمل سدا الحماية في صلالة ذلك، لا سمح الله؟!
كما سمعنا من كارثة درنة أن سديها كانا السبب الرئيس فيما حصل؛ نتيجة لعدم صيانتهما، وقد سبق لأحدهما أن حدث به شق بالأسفل في عام 2011؛ مما كاد أن يتسبب في غرقها لولا لطف الله، من الأسباب أيضًا عدم وجود أو فاعلية الإنذار المبكر للسكان للنجاة بأرواحهم قبل تفاقم الأمر.
اليوم.. وبما أنه أصبح لدينا سدا حماية في صلالة وهناك مقترح بإضافة سد حماية ثالث إلى ناحية الغرب، ونأمل أن تكون مثل هذه الأحداث جرس إنذار لنا لاتخاذ مزيد من الإجراءات الاحتياطية.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
جامعة ظفار تحصل على الاعتماد الدولي لتعليم إدارة الأعمال
في إنجازٍ يُضاف إلى مسيرة التميز الأكاديمي في سلطنة عُمان، حصلت كلية التجارة والعلوم الإدارية بجامعة ظفار على الاعتماد الأكاديمي العالمي المرموق من جمعية تطوير كليات إدارة الأعمال (AACSB) في الولايات المتحدة الأمريكية، لتصبح بذلك أول جامعة عُمانية تنال هذا الاعتماد الدولي الذي يُعتبر ذروة التميز في مجال تعليم إدارة الأعمال عالميًا، وقد شمل الاعتماد برامج البكالوريوس والماجستير التي تقدمها الكلية، بمدة صلاحية تبلغ ست سنوات اعتبارًا من تاريخ منح الشهادة في 14 فبراير 2025.
أهمية الاعتماد يُعد اعتماد AACSB ومقرها الرئيسي في تامبا بولاية فلوريدا أحد أرفع الشهادات الدولية التي تُمنح لكليات إدارة الأعمال بعد تقييم دقيق لمعايير الجودة الأكاديمية، والبحث العلمي، وارتباط المناهج باحتياجات سوق العمل، مما يعكس مكانة الكلية كوجهة تعليمية رائدة في المنطقة.
جاء هذا الإنجاز بعد عملية تقييم شاملة نفذتها الجمعية الأمريكية، بالتعاون مع الهيئة العُمانية للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم، والتي صادقت على نتائج التقييم، لتؤكد استيفاء البرامج الأكاديمية للكلية معايير الجودة العالمية في التدريس، والبحث التطبيقي، وشراكات القطاع الصناعي.
عبر الأستاذ الدكتور عامر بن علي الرواس رئيس جامعة عن فخره بهذا الإنجاز قائلًا: "هذا الاعتماد يُجسّد التزامنا برسالة الجامعة في تقديم تعليمٍ مبتكرٍ يرتقي بمعايير التنافسية العالمية، ويسهم في إعداد كوادر قادرة على قيادة التحولات الاقتصادية محليًا وإقليميًا".
وأكد أن هذا الإنجاز يُترجم استراتيجية سلطنة عُمان الرامية إلى تعزيز مكانتها كمركز إقليمي للتعليم المتميز، تماشيًا مع رؤية عُمان 2040.
أهمية الاستحقاق يتيح الاعتماد للخريجين الانضمام إلى شبكة عالمية من قادة الأعمال، كما يُعزز فرص التعاون الدولي للكلية مع مؤسسات التعليم والقطاع الخاص، ويرفع تصنيف الجامعة في المحافل الأكاديمية. وتخطط الكلية لتعزيز برامجها البحثية وتحديث مناهجها بشكل مستمر للحفاظ على مكانتها التنافسية.
رؤية مستقبلية يُشكّل هذا الإنجاز محطةً محورية في مسيرة جامعة ظفار، التي تُعول على توسيع نطاق شراكاتها الدولية، وإطلاق مبادرات تعزز ريادة سلطنة عمان في مجال التعليم العالي، استعدادًا لاستضافة كوادر مؤهلة تسهم في بناء اقتصاد معرفي مستدام.