مخاطر العمالة الهاربة والمُسرَّحة
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
راشد بن حميد الراشدي **
ما الذي يحدث حولنا؟ أليست العمالة الهاربة والمسرحة أمام مرأى ومسمع الجميع؛ مواطنين ومسؤولين؟! لماذا السكوت على أعداد هائلة مُخالفة تعيش في بلدي وتشكل مخاطر جمَّة لنا جميعاً فتجدها في كل قرية ومدينة ومحافظة قد كثُر عددها وزاد خطرها؟
إنِّها العمالة الوافدة الهاربة السائبة التي تسرح بلا رقيب ولا حسيب في جميع ولايات ومحافظات السلطنة وتتزايد أعدادها يوماً بعد يوم.
مخاطر كثيرة تشكلها العمالة الزائدة عن الحد وعن حاجة الوطن لها وعشرات الطائرات تنقل لنا يوميًا أعدادًا كبيرة منهم ولا أدري لماذا؟ ولم كل ذلك ونحن نراهم في مدننا وقرانا مسرحين بلا عمل.
إذن ما النتيجة التي سنصل إليها من وراء هذا التهاون في مثل هذه التجاوزات؟ وأين الخُطط التي تُنظِّم هذه الأعداد الكبيرة من العمالة الوافدة وأين سنصل بمثل هذا الاستهتار في عدم التزام عدد ليس بالقليل من العمالة الوافدة بالقوانين والأنظمة وأين الضوابط التي جاءت من أجلها هذه العمالة إلى بلادنا من أجل العمل؟
إنني اليوم أقرعُ جرس الإنذار حول هذه الظاهرة التي باتت مُقلقة، وتشكل هاجسًا اجتماعيًا، إذ إنَّ الكثير منهم أصبحوا يمتهنون كل طرق الغش والخداع وبعضهم وصل إلى حد الإجرام، هذا غير الأعباء الأخرى مثل منافسة المواطنين في لقمة عيشهم وفي تجارتهم وأبسط مثال منافسة أصحاب سيارات الأجرة والنقل في أرزاقهم.
إن الخطورة الأمنية لهذه العمالة الوافدة الهاربة تزيد من مسؤولية الأجهزة الأمنية في عملها؛ ما يستدعي إيجاد تنسيق بين جميع الجهات للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة على مجتمعاتنا.
إننا نراهم اليوم يعملون في معظم الأعمال الخاصة بهم والتي تشكل خطرا على صحة الإنسان كصناعة المخبوزات وتربية الدواجن والزراعة، بشتى أنواعها، وتم الكشف عن ممارسات خطيرة في جانب صحة أبناء المجتمع من خلال ما يستخدمونه من مواد تدخل في ضررها على صحة وحياة الإنسان.
المخاطر كثيرة من تزايد هذه العمالة، ولذا يجب تكاتف جميع جهات الاختصاص في تنظيم سوق العمل بما يتناسب ومتطلباته من العمالة الوافدة المنظمة وإبعاد المخالفين من العمال خارج الوطن من خلال القيام بحملات تفتيشية منظمة وعاجلة، فتحديات الوطن وأولوياته عديدة، ومن أهمها خدمة المواطن وتوفير العيش الكريم له وإبعاد جميع ما يشعر به من قلق وخوف من ظواهر تشكل هاجسا في نفسه ونحو مجتمعه.
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها وأدام عليهم نعمة الأمن والأمان والاستقرار والرخاء وأبعد عنهم كل الشرور.
** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
«صندوق الوطن» يطلق أنشطة اليوم المفتوح في مجال الإبداع والابتكار في الهوية الوطنية
أبوظبي (وام)
أخبار ذات صلةنظّم صندوق الوطن، يوماً مفتوحاً لطلاب المدارس والجامعات تحت عنوان «الإبداع والابتكار في مجال الهوية الوطنية»، برعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن، والذي أقيم بجناح الصندوق المشارك في معرض أبوظبي الدولي للكتاب.
شهد الحدث، حضور عدد كبير من القيادات الجامعية الإماراتية ومديري المدارس، وأصحاب التجارب الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وأكثر من 1200 طالب وطالبة من طلاب المدارس والجامعات على مستوى الإمارات، ولاسيما المنتسبين لأندية الهوية الوطنية.
وتميّز اليوم المفتوح باستعراض لمواهب إماراتية شابة في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، حيث قدم أكثر من 120 طالباً جامعياً من مختلف أنحاء الدولة، تجارب ومشاريع تطبيقية مبتكرة عكست شغفهم وحماسهم للتعامل مع تحديات العالم الحقيقي باستخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى عدد من ورش العمل التي تناسب المراحل السنية المشاركة كافة، بالتعاون مع مؤسسة مايكروسوفت العالمية.
وقال ياسر القرقاوي، مدير عام صندوق الوطن، إن اليوم المفتوح للإبداع والابتكار في مجال الهوية الوطنية يمثل جزءاً من برنامج الصندوق، الذي يهدف إلى العمل مع طلبة المدارس والجامعات، من أجل تمكينهم من الاستخدام الجيد لهذه التقنيات، وتعميق ثقتهم في أنفسهم وفي قدراتهم على الإسهام الفاعل في مسيرة المجتمع، مشيراً إلى أن صندوق الوطن يقوم بهذه المهمة في إطار دعم الطلبة المشاركين، وتأكيد ارتباطهم القوي بالهوية، واعتزازهم بالمبادئ والقيم التي تشكّل مسيرة هذه الدولة العزيزة.
وأكد أن الاهتمام بالابتكار والإبداع في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ولاسيما ما يتعلق بالهوية الوطنية، إنما هو استجابة طبيعية لالتزام صندوق الوطن برعاية ودعم أبناء وبنات الإمارات للتعرف على أحدث ما وصل إليه العالم من تقنيات وممارسات، ليبدعوا فيها ويطوروها ويكونوا نموذجاً وقدوة في استخداماتها على مستوى العالم كله، وهذا ما يجسّده صندوق الوطن من حرص على تحقيق التنمية المعرفية والتقنية الناجحة، وعلى توفير كافة الفرص والإمكانات أمام أبناء وبنات الدولة للبناء والتطوير والعمل الجاد.
وقال القرقاوي، إن تنظيم هذا اليوم المفتوح الذي يضم أكثر من 35 نشاطاً مختلفاً تتنوع بين استعراض التجارب والندوات المفتوحة وورش العمل المكثّف، يجسّد اهتمام صندوق الوطن بأن يتعرف أبناء الإمارات على الإمكانات الضخمة للذكاء الاصطناعي، وما قد يترتب عليها من تغيرات إيجابية في العالم، بما في ذلك إمكاناتها المهمة في تعزيز النمو الاقتصادي وإحداث التحول المجتمعي نحو الأفضل، وتحقيق الاستدامة، والحفاظ على الهوية الوطنية، وتنمية الثقافة والتراث، وهو ما يجعل صندوق الوطن أكثر التزاماً بإطلاق المبادرات التي تهتم بهذا المجال، مشيراً إلى أن هذا الحفل يمثل نجاحاً حقيقياً في تحقيق رسالة الصندوق في تنمية قدرات الشباب على التعامل مع كافة تقنيات العصر، وتشجيعهم على تطويعها والإفادة منها، واستخداماتها في مناحي الحياة كافة.
وثمّن القرقاوي الدور الكبير الذي لعبته شركة مايكروسوفت العالمية الشريك الاستراتيجي لصندوق الوطن في هذا المشروع الكبير، ومثمناً أيضاً المشاركة الواسعة من طلاب المدارس والجامعات.
وعبّر المشاركون من طلاب المدارس والجامعات عن بالغ امتنانهم لصندوق الوطن، مشيدين بالدور الحيوي الذي يلعبه في دعمهم منذ المراحل الأولى، وحتى تحقيق الإنجازات، وأكدوا أن الدعم المقدم من الصندوق شمل الإرشاد والتوجيه والتدريب، مما كان له بالغ الأثر في صقل مهاراتهم.