الخليج الجديد:
2024-09-17@07:44:52 GMT

عندما يحاضر الطائفيون بالعروبة والقومية!

تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT

عندما يحاضر الطائفيون بالعروبة والقومية!

عندما يحاضر الطائفيون بالعروبة والقومية!

التقسيم ليس قادماً فحسب! بل صار أمراً واقعاً. فلن يعود أحد ليعيش تحت سلطة النظام مرة أخرى.

هذا النظام هو الذي زرع الفرقة داخل البيت الواحد والعائلة الواحدة والحارة الواحدة والقرية الواحدة والمدينة الواحدة.

هل ترك النظام جهة في العالم إلا وباع لها قطعة من سوريا ليحافظ على حكم العصابة التي حرقت الأخضر واليابس كي تبقى جاثمة على صدور السوريين؟

من قال لكم إن هذه هي حدود سوريا؟ أليست حدود سايكس بيكو وهم من رسموها بقلم رصاص؟ لماذا نقدس تلك الحدود بسذاجة منقطعة النظير؟

من يسمع أبواق ذلك النظام وهي تتهم الآخرين بالانفصال عن سوريا يأخذ الانطباع أن النظام الذي يمثلونه هو رمز الوحدة العربية ولم الشمل العربي.

هل تركت العصابة للصلح مطرحاً مع مكونات الشعب السوري لتعود سوريا واحدة موحدة؟ هل الشمال السوري الذي يؤوي 6 ملايين نازح ومهجر ومشرد قد يعود إلى حكم العصابة الطائفية الفاشية؟

* * *

كلما انتفضت منطقة في العالم العربي مطالبة بأبسط حقوقها الإنسانية، يخرج لها أبواق الأنظمة القومجية الهمجية لشيطنة المطالب الوطنية والتهرب من المسؤولية والاستحقاقات الشعبية بشماعة الانفصال والمؤامرة الجاهزة، ويبدأون يوجهون للمنتفضين فوراً تهمة الانفصال عن الوطن وتمزيق الدولة وتنفيذ أجندات خارجية.

مع العلم أن الذي مزق أوطاننا وشرد شعوبها وحوّلها إلى ملل ونحل متناحرة هي تلك الأنظمة العربجية التي رفعت شعارات الوحدة العربية المزعومة وأولئك الطغاة القومجيون الذين جعلوا الشعوب تكفر بأوطانها وتفكر حتى باللجوء إلى الشياطين الزرق للخلاص من الظلم والطغيان اللذين تتعرضان لهما تحت حكم تلك الأنظمة التخريبية. رمتني بدائها وانسلت.

اليوم مثلاً يتهمون المنتفضين في السويداء بأنهم انفصاليون، مع أن النظام الفاشي هو الذي باع سوريا بالجملة والمفرّق للغزاة والمحتلين كي يحموا عرشه الذليل، وهو الذي يدق الأسافين بين مكونات الشعب السوري على أسس طائفية ومذهبية وعرقية ومناطقية منذ مجيئه إلى السلطة قبل عقود كي يعيش على تناقضات الشعب ومخاوفه وصراعاته.

إن من يسمع أبواق ذلك النظام وهي تتهم الآخرين بالانفصال عن سوريا يأخذ الانطباع أن النظام الذي يمثلونه هو رمز الوحدة العربية ولم الشمل العربي، بينما هو الذي زرع الفرقة داخل البيت الواحد والعائلة الواحدة والحارة الواحدة والقرية الواحدة والمدينة الواحدة.

وهو الذي يتحالف مع «ألد أعداء العرب» ضد كل العرب والمسلمين، وهو الذي رفع شعارات عروبية كبيرة بينما كان من وراء الستار يحكم على أسس ما قبل طائفية. وكلنا يتذكر كيف وقف حافظ الأسد مع إيران ضد الشقيق والجار العراقي أثناء الحرب الإيرانية العراقية.

واليوم كلنا يعرف من سلم المنطقة الشرقية في سوريا لبعض الأحزاب الكردية لقاء تحالفها معه في بداية الثورة لقمع وسحق حراك الشعب السوري. ولا ننسى طبعاً مئات المحاولات الدنيئة لدق الأسافين بين السهل والجبل في الجنوب السوري كي لا يتحد أهالي السويداء ودرعا في وجه العصابة الحاكمة بدمشق. ولا ننسى أيضاً أن النظام مزق الطائفية العلوية نفسها إلى أفخاذ وعشائر متصارعة.

كم هو مُضحك ذلك «الشبيح» الأسدي التابع للإيراني والروسي والكردي والأفغاني والإسرائيلي والأمريكي والصيني وهو يتهم بقية السوريين بالانفصال والعمالة.

أيها البهارزة أنتم من رهنتم ثروات سوريا لعشرات السنين، وقسمتموها الى أشلاء متناثرة ثم تتهمون الآخرين الآن بالانفصال؟ من الذي مزق الجسد السوري إرباً إرباً أيها العملاء غيركم؟ ولا ندري ماذا سيبيع بشاركم للصينيين بعد زيارته الأخيرة للصين.

هل تركتم جهة في العالم إلا وبعتم لها قطعة من سوريا كي تحافظوا على حكم العصابة التي حرقت الأخضر واليابس كي تبقى جاثمة على صدور السوريين؟

واليوم في الوقت الذي يتهم فيه الشبيحة ثوار السويداء بأنهم انفصاليون، تدرس العصابة الحاكمة خارطة التقسيم التي وُضعت 2012 وهي تحدد معالم (سوريا المفيدة) وتقضي بضم الساحل وحمص ودمشق كي تنفصل عن سوريا القديمة وتصبح سوريا الأسد الجديدة.

لكن والعلم عند الله، فهذا المشروع لن ينجح، لأن الساحل السوري سيصبح من نصيب قوى خارجية جديدة، بدليل أن آلاف الهكتارات من أراضي الساحل السوري بيعت لوكالات دولية بإشراف القصر الجمهوري سنعرفها لاحقاً. ولا داعي للفضائح الآن.

وبالرغم من أن الجميع بات يعرف من الذي يفتت سوريا فعلياً ويبيعها، إلا أن الإعلام السوري لا يمل من ترديد الأسطوانة المشروخة التي تتهم كل من يصرخ بوجه النظام بأنه انفصالي وعميل.

وهل تركتم للصلح مطرحاً أصلاً مع مكونات الشعب السوري كي تعود سوريا واحدة موحدة؟ هل تعتقدون أن الشمال السوري الذي يأوي حوالي ستة ملايين نازح ومهجر ومشرد يمكن أن يعود إلى حكم العصابة الطائفية الفاشية؟

مستحيل وألف مستحيل. لن يعود هؤلاء إلا بعد رحيل العصابة وتشكيل نظام سوري لكل السوريين. وما ينطبق على الشمال ينسحب على الشرق السوري الذي أصبح اليوم كياناً مستقلاً وبتأييدكم ودعمكم.

وطالما أن الحل العادل ليس متاحاً في سوريا فتوقعوا من كل المناطق التي ذاقت الويل والعذاب من عصابتكم أن تستقل وتنفصل وترعى مصالحها بنفسها. لقد صار لكم 53 سنة وأنتم تدعسون على البلاد والعباد تحت كذبة الوطن. ماذا تركتم من هذا الوطن أصلاً؟

هذا الوطن هو وطنكم أنتم وليس وطن السوريين. الوطن حيث يعيش الإنسان بكرامة وبحبوحة فوق أي أرض وتحت أي سماء بعيداً عن إجرامكم. ولا أحد يلوم السوريين، حتى لو تعاملوا مع القرود في سبيل ذلك، كما يقول الدكتور علاء الدين العلي.

ويضيف العلي في هذا السياق: «إن أكثر من يستفيد من كذبة (وحدة الأراضي السورية) هو النظام المجرم، وأن كل من لا يزال يتحدث عن وحدة سوريا هو إما قومجي مفضوح، أو معارض يحمل شهادة دَرْوَشة سياسية. إن التقسيم ليس قادماً فحسب! التقسيم صار أمراً واقعاً. لن يعود أحد ليعيش تحت سلطة النظام مرة أخرى. ثم من قال لكم إن هذه هي حدود سوريا؟ أليست حدود سايكس بيكو وهم من رسموها بقلم رصاص؟ لماذا نقدس تلك الحدود بسذاجة منقطعة النظير؟

هذه الحدود لا أشتريها بقشرة بصل طالما أن النظام مدعوم إلى هذه الدرجة وباق بالسلطة رغماً عنا، لذلك فإن أي أرض من سوريا نقتطعها ونعيش فيها بكرامة وبحبوحة هي سوريا بالنسبة لنا، وليذهب الذين يتهموننا بالانفصال إلى الجحيم» حسب الدكتور العلي.

والسؤال الأهم للمجموعة الحاكمة: هل أنتم فعلاً تغارون على وحدة سوريا وأراضيها، أم إنكم تريدون فقط قطعة من الذبيحة السورية وليذهب الباقي إلى الجحيم؟ إن ما فعلتموه بسوريا لا يدل مطلقاً على أنكم سوريون أصلاً، فلو كنتم سوريين لما فعلتم الأفاعيل بهذا الوطن الجريح وشعبه المسحوق.

*د. فيصل القاسم كاتب وإعلامي سوري

المصدر | القدس العربي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: سوريا الطائفية العروبة القومية بشار الأسد حافظ الأسد سايكس بيكو الوحدة العربية الشعب السوری أن النظام هو الذی

إقرأ أيضاً:

نجاح مشروع تعزيز الاستجابة لجائحة كوفيد-19 ودعم نهج الصحة الواحدة في مصر

منذ  عدة ساعات عقدت الفعالية الختامية لمشروع تعاون بين منظمة الصحة العالمية في مصر والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية،  تحت رعاية وزارة الصحة والسكان ووزارة التعاون الدولي ، والذي هدف إلى دعم أنشطة الاستجابة لجائحة كوفيد-19 وامتد من بعدها إلى مفهوم أشمل وهو دعم نهج الصحة الواحدة.


وبصفتها وكالة الأمم المتحدة المعنية بالصحة والتي تتولى قيادة استجابة العالم للطوارئ الصحية، عملت منظمة الصحة العالمية عن قرب مع السلطات الصحية المصرية، بقيادة وزارة الصحة والسكان، على مدار عامين لتحقيق أهداف هذا المشروع والذي كان مدعوما بتمويل قيمته 11 مليون دولار مقدمين من الحكومة الأمريكية من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. 


بدأ المشروع في مارس 2022 وانتهى في يونيو 2024 وهدف إلى تسريع وتيرة الحصول على لقاحات كوفيد-19 المأمونة والفعالة وكذلك تقليل المضاعفات والوفيات الناجمة عن كوفيد-19، وذلك من خلال الحد من انتشار العدوى، وتعزيز النظام الصحي للوقاية من التهديدات الوبائية واكتشافها والاستجابة لها.


وأشار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبد الغفار إلى أنه اليوم نحتفل بنجاح الجهود المشتركة بين الوزارة ومنظمة الصحة العالمية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لبناء مجتمع يتمتع بالصحة والمرونة والرفاة، لافتاً إلى أن أزمة جائحة فيروس كورونا وضعت الأنظمة الصحية بمختلف الدول تحت الاختبار وأظهرت بدورها حرص القيادة السياسية بمصر على وضع صحة ورفاهية مواطنيها في المقدمة، من خلال بذل كافة الجهود وعقد الشراكات مع مختلف الجهات والمنظمات المعنية.


ركز المشروع على عدة محاور منها زيادة نسبة تلقي لقاح كورونا، وتحسين سلسلة التبريد من خلال دعم تخزين ونقل التطعيمات في درجات الحرارة المناسبة، والتواصل المجتمعي، والحقن الآمن، ومراقبة أي أحداث طبية سلبية بعد التطعيم، ودمج تطعيمات كوفيد-19 في برنامج التطعيمات الوطني، ودعم أنشطة ترصد الأمراض، وتعزيز إجراءات مكافحة العدوى، والحد من مقاومة مضادات الميكروبات، ودعم الأمن والسلامة البيولوجية في المعامل، وتحسين تشخيص وعلاج الحالات الطبية.


وقد تحققت العديد من الإنجازات من خلال هذا المشروع والتي تضمنت رفع كفاءة الفرق الطبية والعامليين الصحيين وإصدار الوثائق الاستراتيجية وتوليد الأدلة العلمية وميكنة قواعد البيانات القومية بالإضافة إلى دعم أنشطة زيادة تلقي لقاح كورونا مثل حملة طرق الأبواب الوطنية التابعة لوزارة الصحة والسكان والقوافل الطبية الشاملة التابعة للهلال الأحمر المصري.

النظام الصحي في مصر


وفي كلمتها أشادت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، بالشراكة البناءة بين الجهات الوطنية، والشركاء الدوليين، لتعزيز استجابة النظام الصحي في مصر، وتلبية الاحتياجات العاجلة خلال جائحة كوفيد-19. وأوضحت أن الاستثمار في رأس المال البشري يُعَد ركيزة أساسية في التنمية، وقد حرصت الحكومة المصرية على معالجة التحديات ذات الصلة ضمن استراتيجيات التنمية. كما يتضمن الإطار الاستراتيجي للشراكة بين مصر والأمم المتحدة محورًا رئيسيًا يستهدف بحلول عام 2027، تعزيز رأس المال البشري من خلال المساواة في الوصول إلى الخدمات الجيدة والحماية الاجتماعية.


ووصلت قيمة الدعم العيني من الإمدادات الطبية التي تم توفيرها للنظام الصحي المصري من خلال المشروع إلى إجمالي 4 ملايين دولار ما بين معدات الوقاية الشخصية وأجهزة دعم سلسلة التبريد بالإضافة إلى معدات تكنولوجيا المعلومات لدعم الرقمنة ومستلزمات المعامل. 


واتبع المشروع نهج شمولي من خلال التعاون مع العديد من الشركاء مثل هيئة الدواء المصرية والهيئة العامة للرعاية الصحية والهلال الأحمر المصري ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة التنمية المحلية وعدد من منظمات الأمم المتحدة مثل منظمة الأغذية والزراعة (الفاو).


وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر الدكتور نعمة عابد، “ 'إن التعاون بين منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والشركاء يعكس التزامنا العميق بتحسين الصحة العامة وتعزيز الاستجابة للطوارئ الصحية. جاء هذا المشروع في وقت حرج، حيث كانت كل الدول في أمس الحاجة لحشد كل قدراتها لمجابهة الجائحة. لم ينجح المشروع في تعزيز استجابة مصر لجائحة كوفيد-19 فحسب، بل ساهم أيضًا في تعزيز صلابة النظام الصحي المصري ودعم قدرات الكشف المبكر عن أي تهديدات صحية مستقبلية والاستجابة لها. نحن فخورون بما تحقق وملتزمون بالاستمرار في العمل المشترك لمواجهة التحديات الصحية".


ووفقا لمدير بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مصر السيد شون جونز، " "إن التعاون القوي والمستمر بين الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومنظمة الصحة العالمية وحكومة مصر يواصل تعزيز قدرة البلاد على منع الأمراض الوبائية والكشف عنها والتصدي لها. معًا، نبقى ملتزمين بالبناء على هذا التقدم ومعالجة التحديات الصحية المستقبلية بمزيد من الاستعداد."

مقالات مشابهة

  • هكذا نجا السنوار من ملاحقة إسرائيل .. تعرف على النظام البدائي الذي هزم واشنطن وتل أبيب
  • إنزال كميات من الأسماك في ولايات شمال الباطنة
  • نجاح مشروع تعزيز الاستجابة لجائحة كوفيد-19 ودعم نهج الصحة الواحدة في مصر
  • الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية يحاضر في الدورة التدريبية للصحفيين الأفارقة
  • سقوط عصابة متخصصة في تزوير المحررات الرسمية وترويجها مقابل مبالغ مالية
  • المكاري والقرم وبوشكيان: لاعادة درس السماح بتسجيل التلامذة السوريين بعيدا من الشعبوية
  • مشاجرة البتاوين.. الأمن العراقي يزيد غلة المعتقلين السوريين
  • سوريا.. الأسد يكلف وزيرا سابقا بتشكيل حكومة جديدة
  • ‏الرئيس السوري يصدر مرسوما يقضي بتكليف الدكتور محمد غازي الجلالي بتشكيل الحكومة في سوريا
  • كولر يحاضر لاعبي الأهلي استعدادًا لمواجهة جورماهيا في أبطال إفريقيا