جريدة الوطن:
2024-11-20@04:42:20 GMT

أكذوبة القومية والشعب الواحد: أزمات مجتمع هجين

تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT

أكذوبة القومية والشعب الواحد: أزمات مجتمع هجين

في القراءة السريعة للتحوُّلات الجارية داخل «المُجتمع اليهودي» على أرض فلسطين، بعد عقود من إقامة الكيان الصهيوني على الجزء الأكبر من أرض فلسطين التاريخيَّة وبالأخصِّ بعد العام 1990 وحتَّى العام 1995 حين قدِم إلى فلسطين نَحْوَ مليون ونصف من جمهوريَّات الاتِّحاد السوفييتي السَّابق، أنَّ «إسرائيل» ليست سوى كيان «هجين مُركَّب»، وقَدْ وضعت الأزمات الأخيرة هذا المُجتمع أمام حقيقته باعتباره مُجتمعًا قام كـ»كيان طافر» جاء في سياقات نتائج ما قبل وبعد الحرب العالَميَّة الثانية.


فــ»المُجتمع الإسرائيلي» هو عدَّة مُجتمعات هجينة ومُرَكَّبة على بعضها البعض، وهذا نتيجة طبيعيَّة لتجميع أعداد من اليهود وغير اليهود من شتَّى أنحاء الأرض. وكان الاعتقاد السَّائد هو أنَّ تعليم اللغة العِبْريَّة والثقافة اليهوديَّة سيكُونانِ أداة فعَّالة في تحقيق الاندماج وصولًا إلى تكوين «قوميَّة» و»شَعب واحد». وهي المراهنة التي انهارت، كما وأنَّها الأكذوبة المنافية للمنطق، فاليهوديَّة دين ولَنْ تكُونَ شَعبًا أو قوميَّة.
لكنَّ الحقيقة التي تنطق، تشير إلى أنَّ التمايزات بَيْنَ مُكوِّنات المُجتمع إيَّاه، قَدْ تعمَّقت بَيْنَ اليهود والعرب أصحاب الوطن الأصليِّين، وبَيْنَ اليهود أنفُسِهم ما بَيْنَ يهود غربيِّين (أشكناز)، ويهود شرقيِّين (سفارديم)، ويهود متديِّنين توراتيِّين شرقيِّين وغربيِّين، وكُلٌّ لهما حزبهما، وضِمْن كُلِّ فئة من هذه الفئات يوجد تسلسل هرمي تتابعي في تصنيف اليهود ودرجاتهم.
ويبرز ضِمْن التصنيف المتدرِّج ما يُسمَّى بـ»مُجتمع الحريديم» وهم المتديِّنون اليهود المتشدِّدون الذين يرفضون التعلُّم ويرفضون القيام بأيِّ خدمة عسكريَّة أو اجتماعيَّة ويعيشون عالة على الكيان وميزانيَّته. وهم الأسرع نُموًّا ديمغرافيًّا من بَيْنِ اليهود على أرض فلسطين.
ولا يفوتنا في هذا المجال للقول بأنَّ هناك أعدادًا وافرة ممَّن وصلوا من جمهوريَّات الاتحاد السوفييتي السَّابق إبَّان الهجرات اليهوديَّة الكبرى، ليسوا يهودًا، بل من منتحلي الهُوِيَّة اليهوديَّة، أو اليهود غير المتديِّنين، ويُصنَّفون ضِمْن النُّخبة الفنيَّة والعلميَّة، وهؤلاء ينظرون إلى «إسرائيل» بوصفها فرصة عمل مؤقَّتة بمجرَّد تغيَّرت الظروف فيها نَحْوَ الأسوأ، فهم مستعدُّون «للاستقالة» مِنْها والعودة إلى بلدانهم الأصليَّة وفق تقديرات الباحث الفلسطيني سلمان أبو أرشيد في دراسة له نشرها موقع (عرب 48) الإلكتروني.
إنَّ من مشاهد حالة التخبُّط في بنية «الكيان الإسرائيلي» واهتزازه المستمرِّ بالرغم من امتلاك «الكيان الإسرائيلي» لعوامل القوَّة العسكريَّة وحتَّى الاقتصاديَّة والصناعيَّة، ما يجري من تعديلات مُستمرَّة على الدستور ضِمْن الكنيست. وعلى سبيل المثال، ومن موقع المقارنة ودلالاتها القاطعة، نوردُ الآتي:
دخل دستور الولايات المُتَّحدة حيِّز التنفيذ في الرابع من آذار/مارس 1789، ومنذ ذلك الحين وعلى مدار 234 عامًا، تمَّ إدخال 27 تعديلًا فقط على الدستور. وفي إسبانيا تمَّ تعديل الدستور مرَّتيْنِ فقط منذ عام 1978، وفي فرنسا منذ عام 1953 تمَّت الموافقة على 15 تعديلًا على الدستور، أمَّا في إيطاليا منذ عام 1947 فتمَّ سنُّ 16 تعديلًا على الدستور. وفي «إسرائيل» وفقط بَيْنَ عامَيْ 1991 و2014، تمَّت الموافقة على 69 تعديلًا لقوانين أساسيَّة. وفي الكنيست الحالي، الكنيست الخامس والعشرين، تمَّ حتَّى الآن إقرار خمسة تعديلات على قوانين أساسيَّة في غضون نَحْوِ تسعة أشْهُر من تاريخ الكنيست.

علي بدوان
كاتب فلسطيني
عضو اتحاد الكتاب العرب
دمشق ـ اليرموك
ali.badwan60@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: على الدستور الم جتمع م جتمع ا تعدیل ا

إقرأ أيضاً:

إسرائيل ترسل إخطارات تجنيد لمزيد من اليهود الحريديم

أصدر الجيش الإسرائيلي إخطارات استدعاء للتجنيد لمزيد من الحريديم "المتزمتين دينياً"، اليوم الأحد 17 نوفمبر 2024، لتعزيز قواته أثناء القتال على الحدود الجنوبية والشمالية، وهي الخطوة التي قد تزيد من تأجيج التوتر بين الإسرائيليين.

وقضت المحكمة العليا في يونيو (حزيران) بأن وزارة الجيش لم تعد قادرة على منح إعفاءات شاملة لطلاب المعاهد الدينية اليهودية من الخدمة العسكرية الإلزامية، وهو ترتيب قائم منذ قرابة وقت قيام إسرائيل في عام 1948 عندما كان عدد اليهود المتزمتين دينياً، أو الحريديم، ضئيلاً، وفقاً لما ذكرته وكالة "رويترز" للأنباء.

وفي الوقت الذي تخوض فيه إسرائيل حربين ضد حركة حماس في قطاع غزة وجماعة حزب الله في لبنان، قالت وزارة الجيش الإسرائيلية يوم الجمعة إن سبعة آلاف من المنتمين للطائفة سيتلقون إخطارات تدريجياً، بدءاً من اليوم الأحد.

وذكر بيان من وزارة الدفاع أنها ستعمل مع قادة هذه الطائفة لضمان تمكن الجنود من "المتزمتين دينياً" من الحفاظ على أنماط حياتهم الدينية أثناء الخدمة.

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • رئيس الدولة: الأسرة الأساس في بناء مجتمع قوي ومزدهر
  • رئيس الدولة: الأسرة أساس بناء مجتمع قوي ومزدهر
  • كل اليهود لإسرائيل جنود / الجزء الثالث
  • القوات: كل ما يتعارض مع المصالح العليا للدولة والشعب هو باطل
  • شاهد | الزنداني يقول بأن الصهاينة يسعون لتحويل العداء نحو إيران والمسلمون الشيعة بدلًا عن اليهود والأمريكيين
  • عشرات اليهود يدنسون المسجد الأقصى المبارك
  • أكذوبة التحول الرقمي
  • إسرائيل ترسل إخطارات تجنيد لمزيد من اليهود الحريديم
  • المجتمع يسأل طبيبة كفر الدوار
  • موقع إسرائيلي: عندما يصبح الذعر اليهودي سلاحا مشرعا لحجب الحقيقة