ميدان الشهيد «الحى» معتز خفاجي
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلًا".. الأحزاب: 23.
من معية الله إلى معية الله.. انتقل إلى الرفيق الأعلى المستشار معتز خفاجى.. رجل وضع نصب عينيه آية وضعت شعارًا لمنظومة العدالة في مصر.. كتبت في كل محكمة وفي كل مكتب من مكاتب المؤسسة العدلية.. لكنها قبل أن تكتب بأحرف ثابتة فوق الرؤوس.
منذ التحاقه في عام 1976م.. بالمؤسسة العدلية.. وحتى رحيله إلى رفيقه الأعلى.. وهو مشروع شهيد.. لأجل العدالة التي يمثلها في الأرض.. ولأجل الحق الذي كلفه الله أن يعود به إلى أصحابه.. ولأجل القصاص الذي جعل منه الله حياة في القرآن الكريم.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ما تعدون الشهيد فيكم.. قالوا يا رسول الله من قتل في سبيل الله.. قالوا يا رسول الله من قتل في سبيل الله فهو شهيد، قال إن شهداء أمتى إذًا لقليل.. قالوا فمن يا رسول الله، قال: من قُتل في سبيل الله فهو شيهد ومن مات في سبيل الله فهو شهيد.. .. " الحديث.
عاش الرجل في سبيل الله.. وكاد أن يموت في سبيل الله.. وهل هناك اسمى من أن يكون يعش الرجل وكيلًا للعدالة السماوية في الأرض.. وهل هناك خير من رجل لا يعيش آمنًا في سربه.. مهددًا في بدنه وروحه.. لإعلاء كلمة الحق.. وتنفيذ وصية الله ".. وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل".
فقيدنا الراحل استهدفوه لنصرته الحق.. تتبعوه.. علموا سكنه ومأوى راحته وبيت زوجيته وأولاده.. وفي العاشر من مايو عام 2015.. استهدفته جماعة رفعوا شعار الدين.. استحلوا به الأرواح خدعوا المصريين بالدين.. والدين منهم براء.. زرعوا عبوتين ناسفتين.. ينفجران عبر اتصال من هاتف محمول.. دُمرت ثلاث سيارات.. وجزء من منزله.. مكروا.. ومكر الله بمكرهم والله خير الماكرين.. وأراد الله أن يكمل الرجل رسالته السامية في إعلاء كلمة الحق.. في سبيل الله.. فأرادوه ميتًا.. فأراده الله شهيدًا حيًا.
هل هناك أصدق من رجل مهدد في روحه وجسده وبيته وأولاده.. لم يثنه ذلك عن سلوك درب الحق.. مبخثًا روحه.. وجسده وبيته من أجل الحق وإعلاء كلمته وتنفيذه لوصية حفرت في قلبه "وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل".
إلى رحمه ربه.. إلى جنان ورضوان.. انتقل فقيدنا معالي المستشار معتز خفاجي.. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يمن عليه بنسائم رحماته.. وأن يجاوره الأنبياء والصديقين والشهداء وحسُن أولئك رفيقًا.
إن رجال مثله.. خلدوا أسماءهم بحروف من ذهب.. في تاريخ بلادهم.. صاروا قدوة بهم نقتدي.. وإن أقل ما يجب تجاه فقيدنا الراحل.. أن نرى ميدان من ميادين مصر تحلى بلافته عليها اسمه ميدان المستشار معتز خفاجي.
رحم الله معالى المستشار.. رحم الله من كانت العدالة نبراسه.. والوطن نبض قلبه.. والحق هفيف روحه
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: العدل الشهيد الحي فی سبیل الله
إقرأ أيضاً:
“أنّكم لن تعرفوا.. كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء”!
الحقيقة أبرع دعاية أصدرها القحاتة خلال الحرب ما اسموه ب”نموذج الهلالية”. أرادوا من ورائه قول: استسلموا للغزاة، تعايشوا مع الجنجويد ولو ضربوا ظهوركم وأخذوا نساءكم وأموالكم، لا معنى من المقاومة ولا طاقة لكم بحمْيدتي وجنوده؛ ولا سبيل أمامكم سوى التصالح مع العدوان أيها الضعفاء!
وفي نهايةِ المطاف يستردُّ الأهالي الغبش شرفهم الغالي، وتعود إليهم قُراهم القرية تلو القرية؛ بل وتمدُّ أيديهم -وقد باتت أيادٍ ذات بأسٍ شديد- لتحرير المُدن والبلدات المُجاورة.
ولأنّ “السَيفُ أصدقُ أنباءً مِنَ الكُتُبِ” كان من الصعب أنْ نقول للقحاتي -عديم المروءة والرجولة والشرف المُستخف بأسمى المعاني والقيم- وقتئذٍ: أنّ “منطق المقاومة” ينطلقُ في الأساس من حقيقة أنّك تُقدِّم في حدود ما عندك من موقع (ضعف).. وأنّ القوة لا تعلو على الحقِّ، وأنّ الحقَّ لا محالة مُنتصر بما وعد الله، وأنّ استمرار المقاومة رغم البطش الدموي والارهاب في حدِ ذاته انتصار.
محمد أحمد عبد السلام
إنضم لقناة النيلين على واتساب