السليماني: موقف سانشيز من مغربية الصحراء لم يتغير.. وكلمات خطابه بالأمم المتحدة اختِيرت بدقة
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
أخبارنا المغربية ـــ الرباط
سلّط توفيق السليمان، صحافي مختص بالشأن الإسباني، ضوء التحليل على خطاب "بيدرو سانتشيز"، رئيس حكومة تصريف الأعمال بإسبانيا، بخصوص قضية الصحراء المغربية، من خلال مضامين الخطاب السنوي الذي ألقاه في المناقشة العامة للدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي هذا الصدد؛ أوضح السليماني، وفق منشور له، أنه "بالعودة إلى الخطاب في نسخته الأصلية؛ يتضح أن موقف سانتشيز وإسبانيا من قضية الصحراء المغربية لم يتغير وبقي مستقرا".
كما شدد الصحافي نفسه على أنه "ليس هناك أي تراجع في موقف سانشيز من ملف الصحراء المغربية"، قائلا: "طبعا لغة الخطاب الإسباني في الأمم المتحدة لا يمكن أن تكون حرفية ونسخة طبق أصل خطاب خريطة الطريق الموقعة يوم 7 أبريل 2022، بعد اللقاء الذي كان جمع الملك محمد السادس وسانشيز في الرباط".
"كما أنه لن يكون طبق أصل كلمات الرسالة التي بعثها سانتشيز للملك يوم 14 مارس 2022، ولا طبق أصل الكلمات المستعملة في البيان الختامي للقمة المغربية الإسبانية شهر فبراير 2023"، يشرح السليماني قبل أن يضيف أن "الجوهر لم يتغير، وقل الشيء ذاته عن المضمون والقصد والموقف".
وأبرز المصدر ذاته أن "بعض الأصوات والمنابر الإعلامية الأجنبية قوّلت الخطاب ما لم يقله"، شارحا: "قيل إن سانتشيز تحدث عن الشعب الصحراوي، pueblo، إلا أنه في الحقيقة استعمل لفظ la población saharaui، أي الساكنة الصحراوية، ومن صاغ الخطاب يدرك الفرق بين اللفظين وابعادهما".
"كما تحدث عن المخيمات campamentos ولم يشر إلى تندوف ولا إلى البوليساريو، وهذا دليل على ان سانتشيز تجاهل جبهة البوليساريو"، يستطرد الصحافي المختص بالشأن الإسباني.
كما أضاف: "حتى نعت mutuamente المستعمل في الخطاب يجمع في اللغة الاسبانية بين الطرفين وأطراف، ولو أن الأولوية في اللغة تعود الى ترجمة "الطرفين"، زد على ذلك أنه تحدث عن إسبانيا كـ"مانح رئيس"، principal donante، وليس داعم، بما يعني أن إسبانيا تنظر الى الساكنة الصحراوية وليس إلى البوليساريو".
إن خطاب إسبانيا في الأمم المتحدة، حسب السليماني، "لم يتغير في السنوات الثلاثة الأخيرة. كما أنه لم يطرأ عليه أي تغيير منذ وصوله الى الحكم في يونيو 2018، باستثناء حذف عبارة "مركزية الأمم المتحدة" التي كانت حاضرة في الخطابين الأوليين".
وعليه، يوضح المصدر ذاته، "لا يمكن الحديث عن تغير في الموقف الاسباني؛ إذ إن الموقف المعبر عنه في إعلان الرباط لازال قائما"، مردفا أن "من يقول إن خطاب سانتشيز بخصوص الصحراء فيه نوع من التكتيك ومحكوم بحسابات تشكيل الحكومة الاسبانية الجديدة، غير مخطئ، لكن الحسابات الداخلية يبقى تأثيرها ضئيلا إلى منعدم تقريبا في السياق الحالي".
هذا وختم توفيق السليماني منشوره بقوله إن "موقف دعم الحكم الذاتي يبقى موقف الدولة الإسبانية، وقد يزداد دعم الجارة الشمالية للمغرب في الشهور والسنوات المقبلة بغض النظر عن هوية واسم الحاكم".
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: لم یتغیر
إقرأ أيضاً:
صدور الطبعة الأولى من كتاب الطريق إلى عقل ديني مستنير - قراءة في مشروع الخشت لتجديد الخطاب الديني
صدرت حديثًا الطبعة الأولى من كتاب "الطريق إلى عقل ديني مستنير: قراءة في مشروع الدكتور محمد الخشت لتجديد الخطاب الديني"، وهي دراسة من إعداد الدكتور محمود خليل أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، وأحد أبرز الباحثين في مجال تحليل الخطاب والإعلام في العالم العربي حيث يُعرف بدقته العلمية وقدرته على تحليل الخطاب بمنهجية عميقة، كما يتمتع بخبرة أكاديمية وعملية واسعة.
ويشارك الكتاب الجديد ضمن معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الـ 56، حيث يعد هذا الكتاب مرجعًا مهمًا للباحثين والمهتمين بقضايا التجديد الديني، كما يمثل إضافة قوية إلى المكتبة العربية في ظل الحاجة الملحة إلى خطاب ديني مستنير يتلاءم مع متطلبات العصر.
ويأتي هذا الكتاب كدراسة أكاديمية معمقة تسلط الضوء على مشروع تجديد الخطاب الديني الذي قدمه المفكر المجدد الدكتور محمد عثمان الخشت على مدار عدة عقود، حيث يعتمد الكتاب على تحليل شامل لمؤلفات الدكتور الخشت وأوراقه البحثية ومقالاته الصحفية ومقابلاته الإعلامية، بهدف استخلاص الرؤية الحاكمة لمشروعه، ورسم خريطة واضحة لمعالمه وأهدافه.
ويركز الكتاب على التكاملية التي يتميز بها مشروع الدكتور الخشت مقارنة بمشروعات تجديد الخطاب الديني الأخرى التي قدمتها النخبة الجامعية في العقود الماضية، وتتجلى هذه التكاملية في المنطلقات النظرية والمنهجية التي يستند إليها المشروع، بالإضافة إلى شبكة المفاهيم والأطروحات التي تشكل أساس أفكاره. كما ينطلق مشروع الدكتور الخشت من تعريف دقيق ومنضبط لمفهوم التجديد، مما يجعله إضافة نوعية إلى الجهود الفكرية الرامية إلى إصلاح الخطاب الديني.
وخلال فصول الكتاب، يتناول الدكتور محمود خليل مساحات التجديد التي انشغل بها الدكتور محمد الخشت أستاذ فلسفة الدين والمذاهب الحديثة والمعاصرة ورئيس جامعة القاهرة السابق، والأدوات التي استخدمها في مشروعه، بالإضافة إلى القوى الفاعلة (أفراداً ومؤسسات) التي يمكنها أن تلعب دورًا محوريًا في إنجاز مهمة التجديد، كما يناقش الكتاب المعوقات التي قد تواجه هذه الجهود، ويقدم رؤية شاملة حول الأدوار المطلوبة لتحقيق أهداف المشروع.
جدير بالذكر أن الدكتور محمد عثمان الخشت صاحب إنتاج فلسفي وأكاديمي غزير، حيث بلغت مؤلفاته : 98 كتابا وتحقيقا وبحثا علميا محكما، منها: 43 كتابا منشورا، و 24 كتابا محققا من التراث الإسلامي، وله 31 من الأبحاث العلمية المحكمة المنشورة. وصدر أول كتاب تحقيق منشور له عام 1982 ومن أهم مؤلفاته: نحو تأسيس عصر ديني جديد، تطور الأديان، مدخل إلى فلسفة الدين، للوحي معان أخرى، الإسلام والوضعية في عصر الأيديولوجية، المعقول واللامعقول في الأديان، أخلاق التقدم، أسس بناء الدولة الحديثة، صراع الروح والمادة في عصر العقل، العقل وما بعد الطبيعة، مفاتيح علوم الحديث، الدليل الفقهي، ومن أهم تحقيقاته للتراث: تمييز الطيب من الخبيث فيما اشتهر على ألسنة الناس من الحديث، والفرق بين الفرق، وكتاب المنهيات. وترجمت بعض أعماله إلى لغات أخرى (الألمانية والإنجليزية والفرنسية والأندونيسية وبعض اللغات الأفريقية). وتم تصنيفه من كرسي اليونسكو للفلسفة ضمن الفلاسفة العرب المعاصرين في "موسوعة الفلاسفة العرب المعاصرين" الصادرة عن كرسي اليونسكو للفلسفة 2017، كما أصدر اليونسكو مجلدا كاملا عن فلسفته 2020. تحت عنوان ( فيلسوف التجديد والمواطنة والتقدم: دراسات في فلسفة الخشت النقدية)، إعداد: مجموعة من كبار المفكرين والأكاديميين من جامعات العالم العربي والعالم، الصادر عن كرسي اليونسكو للفلسفة بتونس، 2020. وتم اختياره شخصية العام 2014 بالسفارة المصرية بالمملكة العربية السعودية.