ما زالت الجبهة الشمالية تشكل مصدر توتر لدولة الاحتلال الإسرائيلي، في ظل ما تقوم به من ردود عدوانية على الأراضي اللبنانية والسورية.

وتزعم سلطات الاحتلال أن الاستهداف الأخير لنشطاء فلسطينيين في سوريا، جاء استكمالا لجهود الإيرانيين وحزب الله بإنشاء بنى تحتية مسلحة في سوريا لتنفيذ هجمات ضد جيش الاحتلال، وتمارس مهامها من داخل مواقع الجيش السوري، لأغراض جمع المعلومات الاستخبارية بشكل أساسي، وفي الوقت نفسه، يقومون بتعبئة سكان القرى والبلدات في المنطقة.




وذكر أمير بوخبوط المراسل العسكري لموقع ويللا، "رغم الجهود التي يبذلها الجيش لإبعاد الوجود الإيراني والنشاط الفلسطيني المسلح وحزب الله في مرتفعات الجولان السورية، لكن من الواضح أن هذه المنطقة تشهد ما يمكن تسميتها (حرب الظلال)، التي تدور رحاها في المنطقة، وسط جهود الإيرانيين وحزب الله لإنشاء البنية التحتية المسماة (ملف الجولان) من خلال إنشاء قواعد خاصة بهم في هضبة الجولان للتصدي للهجمات الإسرائيلية".

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "الإيرانيين وحزب الله يجمعون بين نشاطهم العسكري من مواقع الجيش السوري بشكل رئيسي لأغراض جمع المعلومات الاستخبارية، وفي الوقت نفسه، يعملون على تعبئة أهالي القرى والبلدات في المنطقة للقيام بمهام متنوعة، وغالبا ما يعمل الناشطون الفلسطينيون من لبنان المتمركزين في سوريا للقيام بأنشطة معادية".

وتابع، "أن مسؤولين في حركتي الجهاد الإسلامي وحماس نقلوا أنشطتهم من سوريا إلى لبنان، وحصلوا على رعاية من حزب الله، وبما أن الجيش يردّ على أي عمل من الأراضي اللبنانية، فإن هذه التنظيمات تعمل على إنشاء بنى تحتية في سوريا من أجل تنفيذ هجمات ضد إسرائيل".

وأشار أنه "ليس من الواضح ما إذا كان استهداف الناشطين الفلسطينيين في الأيام الأخيرة هو هجوم ضد (قنبلة موقوتة)، أم رسالة لقادة حماس والجهاد في غزة والخارج، خاصة بعد أن شهدت الأسابيع الأخيرة تزايد استخدام الفلسطينيين للعبوات الناسفة ضد جنود الاحتلال".



وفي ذات السياق يقول يوسي يهوشاع الخبير العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت، في مقال ترجمته "عربي21" إن "الواقع المتفجر أمام إسرائيل يتركز في عدد من الجبهات والساحات في الوقت نفسه، حيث يوشك أن يندلع صراع في جميع الساحات، ما يجعل المؤسسة الأمنية مضطرة للعمل في وقت واحد على ثلاث جبهات هي سوريا وغزة والضفة الغربية".

وأضاف، "أن هذا يتطلب سلوكا حذرا من جانب القيادة العليا للجيش ووزير الحرب، لأن كل شيء سيكون قابلاً للانفجار، ما يؤكد أن التهديد الأخطر في هذه الآونة يتمثل في الساحة السورية، استمرارا (للمعركة بين الحروب) التي تشمل ضربات جوية باتجاه العمق السوري".

وتكشف هذه التطورات الميدانية أن الهجمات العدوانية الإسرائيلية على سوريا ستتواصل ضمن استراتيجية "المعركة بين الحروب"، وجديدها استهداف المقاومة الفلسطينية كما حصل في الأيام الأخيرة، فضلا عما كشفه جيش الاحتلال عن عدد الهجمات ضد أهداف إيرانية في سوريا، ما يعني تشكيل استراتيجية خاصة هدفها إحباط القدرة الإيرانية على إقامة موطئ قدم على الحدود السورية مع فلسطين المحتلة.



ويؤكد الاستهداف الأخير  في سوريا أن السنوات الماضية شهدت جهودا متلاحقة لهذه الجبهة بالسماح لها بإحداث توازن رعب ضد دولة الاحتلال على حدودها الشمالية، إذا لم يعمل جيش الاحتلال ومخابراته على إحباطها، رغم ان التخوف الإسرائيلي يتمثل بنجاح القوى المعادية له في زيادة الضغط عليه.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الاحتلال اللبنانية سوريا المقاومة سوريا لبنان قصف الاحتلال المقاومة صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وحزب الله فی سوریا

إقرأ أيضاً:

ماذا سيحدث في غزة بعد إعلان الاحتلال الإسرائيلي موعد انتهاء الحرب بشكلها الحالي؟

مع استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية في الشجاعية وخان يونس، تحدثت القناة 13 العبرية عن أن الحرب بشكلها الحالي ستنتهي في قطاع غزة خلال 10 أيام، وذلك بعد ساعات، من إعلان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن أن المرحلة الثالثة من الحرب على الأبواب، في وقت تقترب فيه العملية في رفح الفلسطينية من نهايتها، لكن، ماذا سيحدث في قطاع غزة بعد 10 أيام؟

الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، تحدث لـ«الوطن»، تعليقًا على قرار إنهاء الحرب بشكل الحالي في غزة، قائلًا إن الاحتلال الإسرائيلي يريد أن يُجهز لمرحلة مقبلة من الحرب، وهي تنفيذ عمليات مُركزة كما حدث في الشجاعية بالضبط، وهو ما حدث أيضًا خلال الساعات الماضية في خان يونس، عندما طلب الاحتلال الإسرائيلي من السكان مغادرة المناطق الشرقية بالمدينة.

المرحلة الثالثة عبارة عن عمليات مركزة في غزة

وستكون المرحلة الثالثة من الحرب على قطاع غزة عبارة عن عمليات مُركزة، في أعقاب ذلك، سيستمر جيش الاحتلال الإسرائيلي بالبقاء في محور صلاح الدين ونتساريم ومنطقة السودانية في الشمال الغربي بمدينة غزة، ثم البدء في عمليات مركزة واغتيالات ودخول مناطق سيتم من خلالها تنفيذ عمليات اعتقال وهدم منازل، بحسب أستاذ العلوم السياسية.

الاحتلال الإسرائيلي لم يحقق أهدافه

ولم يحقق جيش الاحتلال الإسرائيلي حتى الآن أيا من أهدافه في غزة، ولم يصل إلى قيادات الفصائل الفلسطينية أو أسراه، وبالتالي، يُصر على استمرار الحرب ولكن بطريقة أخرى.

التقليل من استهداف المدنيين

وأكد «الرقب»، أن الحرب لم تنتهِ، ولكن جيش الاحتلال الإسرائيلي يتحدث عن الحرب البرية الواسعة التي سيتم إنهاؤها، بينما ستكون العمليات أكثر تركيزًا، وستقلل من استهداف المدنيين: «هذا لا يعني أن المدنيين قد أصبحوا بعيدين عن الاستهداف، عملية القضاء على عناصر المقاومة الفلسطنينية ليست أمرًا سهلًا، وبالتالي سيكون هناك استهداف للمدنيين».

ولا توجد رؤية للاحتلال الإسرائيلي ولا الولايات المتحدة الأمريكية لوقف الحرب على قطاع غزة، ووقف الحرب مرتبط فقط، بموقف الفصائل الفلسطينية والشعب الفلسطيني على الصمود، وقدرة الاحتلال على الاستمرار في الحرب.

مقالات مشابهة

  • بلينكن: هناك زخم يقود باتجاه الحرب بين إسرائيل وحزب الله
  • ماذا سيحدث في غزة بعد إعلان الاحتلال الإسرائيلي موعد انتهاء الحرب بشكلها الحالي؟
  • الجامعة العربية وحزب الله.. ماذا وراء الانفتاح؟
  • لافروف يهنئ نظيره السوري بالذكرى الـ 80 لإقامة العلاقات الروسية السورية
  • قراءات سياسية تلخص المشهد العام.. هل يحتمل لبنان حربا جديدة مع إسرائيل؟
  • وزير خارجية الاحتلال يهدد إيران وحزب الله.. سنتحرك بكل قوة
  • حزب الله ينفذ عدة عمليات ضد مواقع إسرائيلية عند الحدود اللبنانية الفلسطينية
  • سوريا تسجل انقلابا في خرائط التهريب.. السجائر بدأت تأتي من العراق مؤخرًا
  • أردوغان يبدي استعداده للقاء بشار الأسد واستعادة العلاقات مع سوريا
  • "حزب الله" يعلن تنفيذ 8 عمليات ضد الجيش الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية الجنوبية