أب مسن وأم في غيبوبة سكر وزوجة تبكي تنتظر زوجها .. هذا هو الحال في قرية ميت فارس بمركز بركة السبع في محافظة المنوفية عقب فقدان الاتصال بمدحت عبد الستار في مدينة درنة بالدولة الليبية عقب إعصار دانيال.

وقال والد مدحت عبد الستار، أن نجله سافر للعمل في ليبيا منذ 5 اشهر كسباك مع احد أهالي القرية بحثا عن لقمة العيش وكان الأمر يسير طبيعيا ويرسل أموال لأسرته وأولاده الثلاثة وزوجته وكان يتصل بهم يوميا للاطمئنان عليهم.

مأساة قرية بالمنوفية تبحث عن 3 مفقودين في إعصار ليبيا.. صور محافظ المنوفية: إزالة 21 حالة تعد على أراضي زراعية

وأضاف الأب، أن نجله اتصل به يوم الإعصار واكد له أن المياه تملي منزله وأنهم لايستطيعون الخروج من المنزل، موضحا أنه نصحه بالخروج من المنزل والخروج من المدينة نفسها وكان ذلك قبل علمهم بانهيار السدود في درنة.

والد المفقود في ليبيا 

وأشار، الي أن الاتصال مع نجله انقطع منذ ذلك اليوم ولا يعلمون عنه شي سواء كان حي او متوفي، قائلا " لو مصاب يجي نعالجه لو ميت يجيبوا جثته ندفنها في بلدنا".

وأوضح الاب أنه طرق أبواب المسئولين في وزارة الهجرة دون رد عليهم، مؤكدا أنهم يعيشون ايام صعبة لا يعلمون فيها شي عن ابنهم سواء حي او ميت.

والد المفقود في ليبيا 

واضافت زوجته، أن لديها ٣ ابناء أصغرهم طفلة ٤ سنوات وسافر زوجها من أجل لقمة العيش حيث قل العمل في القرية حيث كان يعمل سباك ولكن انقطعت أخباره والاتصال به بعد إعصار دانيال.

وأشارت إلي أن زوجها اوصاها باولادهم في اخر مكالمة وكانت هي المكالمة الأخيرة بينهم وكانت المرة الأولي التي يوصيها بأبناءها.

زوجة المفقود في ليبيا 

وتابعت الزوجة، أنها تريد أن تعلم إذا كان زوجها حي او ميت، مطالبة بوقوف الدولة معهم في حالة وفاته بإيجاد مصدر دخل لهم قائلة " الحمل تقيل عليا وما ليش مصدر دخل اصرف بيه علي عيالي".

مدحت عبد الستار المفقود في ليبيا 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: اعصار ليبيا إعصار دانيال الدولة الليبية محافظة المنوفية مدينة درنة وزارة الهجرة عبد الستار

إقرأ أيضاً:

خبير علاقات دولية: حلف الناتو سبب رئيسي في تدهور الأوضاع بليبيا

قال أستاذ العلاقات الدولية، حامد عارف، إن ليبيا الدولة العربية الواقعة في شمال أفريقيا التي تمتلك أكبر احتياطي نفطي في أفريقيا إلا أن اقتصادها يعاني من ركود منذ سنوات لاستحالة إقرار موازنة للدولة بسبب حالة الانقسام بين حكومة طرابلس المدعومة غربياً وحكومة طبرق المدعومة من حفتر، بالإضافة إلى تقلب إنتاج النفط بسبب إغلاق الموانئ والحقول بين الحين والآخر بفعل الصراعات المسلحة والفساد المالي وهدر المال العام بدلًا من التنمية، وانهيار قيمة الدينار وارتفاع الأسعار.

وأضاف عارف، أن المجتمع الليبي لا زال يعاني من آثار هذا الركود والانقسام، لأنه يحدث تدهور دوري في الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والرعاية الصحية والبنية التحتية، ناهيك عن انتشار البطالة، ما يدفع البعض إلى الهجرة غير الشرعية أو الانضمام للميليشيات، فضلا عن انعدام الأمن وانتشار الجريمة والصراعات والانقسام المجتمعي بين المؤيدين لطرفي الصراع.

وتابع عارف، أن حلف الناتو والدول الغربية هما السبب الأول لتدهور الأوضاع في ليبيا منذ 2011، إضافة إلى الركود الاقتصادي ومعاناة الشعب، مضيفا أن هناك خطر يهدد وحدة البلاد ومستقبلها يكمن في انتشار السلاح والميليشيات التي لا تأتمر إلا بلغة الدولار والقوة، والتي تعبث فساداً في معظم مناطق ليبيا، والتي لا تقوى الدولة بشكلها الحالي المنقسم على القضاء عليها، قائلا: "فشل الانتخابات والمبادرات السياسية في تحقيق مصالحة وطنية يشكل إنذاراً خطيراً بالتقسيم".

ونوه إلى أن تدخل حلف الناتو في ليبيا لإسقاط نظام القذافي سبب رئيسي في أزمتها الاقتصادية والسياسية، مضيفا أن الحلف يتحمل المسؤولية الكاملة عن الدمار الذي لحق بالبنية التحتية، وما ترتب عليه من انهيار في كافة المجالات، مشيرا إلى أن الانتشار المتزايد لحالات الإصابة بالسرطان بين الليبيين هو نتيجة مباشرة لاستخدام الناتو لقنابل وصواريخ محملة باليورانيوم المنضب.

وأكد عارف أنه على الغرب تعويض ليبيا جراء تدخل الناتو عام 2011، وتحقيق العدالة للشعب الذي عانى من تداعيات هذا التدخل العسكري، والتي شملت تدميرًا واسعًا للبنية التحتية وزعزعة الاستقرار السياسي وتصاعد التوترات بين الفصائل المتنافسة، موضحا أن السنوات التي تلت التدخل شهدت فوضى عارمة في ليبيا، حيث نشأت جماعات مسلحة وفصائل متناحرة ما عرقل تشكيل حكومة مركزية، الأمر الذي أدى إلى انقسام البلاد بين معسكرين متنافسين في طرابلس وطبرق، كما أن هجمات الناتو لم تأخذ في اعتبارها الأهداف المدنية أو الآثار المترتبة على ترك البلاد في حالة من الدمار.

وشدد على ضرورة دفع تعويضات لإعادة الإعمار وتحقيق العدالة في البلاد، موضحا أنه رغم الآمال التي كانت معقودة على أن التدخل سيكون خطوة نحو استقرار ليبيا فإن تداعياته لا زالت تؤثر على الوضع السياسي والاقتصادي والأمني، مشيرا إلى أن قادة الغرب لم يطرأ على أذهانهم مسألة دفع تكاليف تداعيات العمليات العسكرية التي شنتها قواتهم على البلاد، بل على العكس، استمرت البلطجة السياسية تجاه الأموال الليبية المجمدة في الخارج، وفرضت عدة دول كفرنسا وإيطاليا وأمريكا أجنداتها لتحقيق مصالح خاصة والاستفادة من الثروات النفطية التي تتمتع بها ليبيا.

وأشار إلى أنه في عام 2011 شهدت ليبيا تحولًا جذريًا في تاريخها الحديث بعد اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضد نظام القذافي، والتي سرعان ما تحولت إلى صراع مسلح، وأنه بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم "1973" تدخل حلف الناتو عسكريًا تحت ذريعة حماية المدنيين ومنع وقوع مجزرة محتملة إلا أن هذا التدخل أثار جدلًا واسعًا حول أهدافه الحقيقية، لأنه خلّف آثارًا عميقة على ليبيا والمنطقة.

ولفت إلى أن الدول الغربية زعمت أن التدخل كان بهدف منع القذافي من تنفيذ تهديداته بـ تطهير المعارضين، خاصة بعد اشتداد القصف على مدن مثل بنغازي، وأنه بعد استصدار الدول الغربية قرار مجلس الأمن بدأت عملية "فجر الأوديسة" بمشاركة دول مثل فرنسا وبريطانيا وأمريكا، ثم تولى الناتو القيادة في 31 مارس، والتي شملت الحملة غارات جوية مكثفة ضد الجيش، ودعم المعارضة المسلحة "المجلس الوطني الانتقالي" بالأسلحة والتدريب، وفرض حصار بحري وجوي على ليبيا.

كما لفت إلى أن الضربات الجوية أدت إلى إسقاط القذافي في 20 أكتوبر من العام نفسه، وتسبب التدخل في تدمير البنية التحتية العسكرية، ما فتح الباب أمام فراغ سلطوي، وفي الوقت نفسه قُتل الآلاف بينهم مدنيون بسبب القصف والمعارك،  بينما اتُهم حلف الناتو بتخطي حدود حماية المدنيين والمشاركة في تغيير النظام بالقوة، مؤكدا أن بعض الأطراف الدولية اتهمت الحلف بالسعي لتحقيق أجندات خاصة، مثل السيطرة على موارد النفط الليبي أو تغيير النظام لصالح نفوذ غربي، بينما فشل المجتمع الدولي في بناء دولة مستقرة، ما أدى إلى فوضى مستمرة، وترك ليبيا في حالة من الانهيار الذي لم تتعاف منه حتى اليوم، ناهيك عن تحولها إلى ساحة صراع بين الميليشيات المسلحة.

مقالات مشابهة

  • ضوء أخضر لإسقاط مأرب.. السعودية تسدل الستار على آخر قلاع "الإصلاح" شمال اليمن
  • جيل غزة المفقود: 96% من أطفال القطاع يشعرون باقتراب الموت بسبب الحرب
  • علماء يجدون نصف الهيدروجين المفقود في الكون كله
  • خبير علاقات دولية: حلف الناتو سبب رئيسي في تدهور الأوضاع بليبيا
  • إسدال الستار عن ملتقى النص القرائي بالقنيطرة بتكريم الفائزين
  • قرار بسحب الجنسية الكويتية من سيدتين
  • الأب بطرس دانيال ناعيا البابا فرنسيس: وداعا قديس المحبة
  • الأب بطرس دانيال ناعيا البابا فرنسيس: رحل من أعلن أن السلام مقدس
  •  الكويت.. قرارات جديدة حول «منح وسحب وفقد وإسقاط» الجنسية
  • عواصف أكثر فتكا.. حذف 3 أسماء من القائمة| ما السبب؟