DW عربية:
2024-07-03@18:50:40 GMT

فيضانات ليبيا.. البحث الصعب عن المهاجرين المفقودين!

تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT

السيول جرفت الكثير من المباني في مدينة درنة الليبية

تشير تقارير أنّ حوالي 10 بالمائة من ضحايا الفيضانات الهائلة التي وقعت مؤخرًا في  ليبيا  من جنسيات أخرى. كان بعضهم يعملون هناك، بينما حاول البعض الآخر على الأرجح مغادرة ليبيا متجهين نحو أوروبا.

مضى أكثر من أسبوع منذ أن ضربت  الفيضانات  الهائلة شرق ليبيا، وحتى الآن، لم تصل أي أخبار لعائشة الإمام عن ابنها الأكبر.

 في مكالمة هاتفية دامعة قالت عائشة لـ DW "كان من المفترض أن يتزوج ابني في غضون شهرين وذهب إلى ليبيا للعمل في مجال البناء لكسب المال لدفع تكاليف الزواج".

مختارات ليبيا- مظاهرات في درنة للمطالبة بمحاسبة المسؤولين بعد الفيضانات الأمم المتحدة تحذر من وضع في سدين آخرين في ليبيا بعد الكارثة... ميناء درنة مكبّ لسيارات وحطام وجثث حكايات مفجعة.. ارتدادات كارثة ليبيا وصلت إلى سوريا!

وتابعت السيدة التي تعيش في محافظة بني سويف المصرية "الخسارة التي تكبدناها هائلة ولا تستطيع القرية تحملها وليس هناك منزل واحد هنا لم يشعر بالخسارة".

بني سويف هي واحدة من أكثر المناطق الفقيرة في مصر، حيث يعيش حوالي 60 بالمائة من السكان تحت خط الفقر. ومن بين حوالي 250 قتيلاً مصرياً تعرفت عليهم السلطات الليبية، جاء نصفهم تقريبًا من قرية بني سويف. 

ولكن اليوم كل ما تريده الأم الحزينة هو أن ترى جثمان ابنها، قائلة بنبرة حزينة "كل ما تبقى لدي هو الحزن".

بينما أكد طارق الخراز، المتحدث باسم وزارة الداخلية المعينة من قبل البرلمان في  شرق البلاد، أن الجالية المصرية في  درنة، الأكثر تضررا نتيجة الفيضانات الأسبوع الماضي بعد انهيار السدّين، . وأن نسبة كبيرة منهم لا تزال مفقودة.

حوالي 10 بالمائة من الوفيات ليسوا ليبيين

مصر ليست الدولة الوحيدة التي تأثرت بهذه الطريقة. قبل الفيضانات الناجمة عن إعصار دانيال، قدرت وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة (IOM)، أن هناك أكثر من 230,000 مهاجر يعيشون في شرق ليبيا.

عمال مصريون في قطاع البناء بالعاصمة الليبية طرابلس

وفي آخر إحصائية، يعتقد أن عدد الوفيات المؤكدة ملتبس إلى حد ما بسبب الأعداد المتضاربة من مختلف المنظمات والسلطات وبلغ عددهم حوالي 4000، من بين هؤلاء، تم التعرف على أكثر من 500 من هؤلاء القتلى على أنهم غير ليبيين.

ولا يزال يصعب الحصول على أرقام دقيقة. ولكن حتى الآن، شمل عدد الوفيات 276 سودانيًا، وفقًا لأمانة السودانيين العاملين في الخارج،  فضلاً عن أكثر من 110 سوريين، حسبما أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من المملكة المتحدة مقرًا له، والذي عادةً ما يحصلى عدد القتلى في الحرب في سوريا.

وتم التعرف أيضًا على جثث ستة بنغاليين قتلوا في الفيضانات. هناك أيضًا مواطنون من دول أخرى في عداد المفقودين. ومع استمرار جهود الإنقاذ، من المرجح أن تستمر أعداد القتلى غير الليبيين في الارتفاع، إلى جانب أعداد الليبيين المتوفين.

 وإجمالا، ما يزال هناك حوالي 10,000 شخص مفقودًا، وبدأت آمال العثور على ناجين تتلاشى بعد نحو أسبوع.

إلى جانب المهاجرين الذين فقدوا حياتهم، نزح العديد منهم بسبب الفيضانات. اذ تقول المنظمة الدولية للهجرة إن ما لا يقل عن 40,000 شخص اضطروا لمغادرة منازلهم بعد أن ضربت المنطقة عاصفة دانيال في 10 سبتمبر/ أيلول الجاري.

في حين أن العديد من أولئك الذين أصبحوا بلا مأوى يبحثون عن المفقودين، وانتقل العديد من الآلاف إلى مدن وقرى أخرى إلى الشرق، وانتقل مئات آخرون إلى الغرب، وفقًا لآخر تقرير صدر عن المنظمة الدولية للهجرة.

وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة لـ DW، إن معظم النازحين يقيمون مع أقاربهم وعندما أجرينا المسح عن أعداد النازحين، لم تميز المنظمة بين الليبيين النازحين وغير الليبيين.

واضاف المتحدث أن موظفي المنظمة يعملون مع سفارات بعض بلدان المهاجرين، بما في ذلك الصومال ولبنان والسودان ومصر، ولكن من المبكر جدًا التحدث عن ما حدث للمهاجرين في ليبيا المتأثرين بالفيضانات. "الاستجابة لا تزال إنسانية وطارئة"

يأتي المهاجرون إلى ليبيا للعمل أو العبور

ليبيا معروفة كوجهة للمهاجرين من إفريقيا والشرق الأوسط. ويعيش الكثيرون ويعملون في الدولة الغنية بالنفط، بينما يرى آخرون ساحل البحر الأبيض المتوسط في البلاد كنقطة انطلاق لرحلة نحو أوروبا، حيث يأملون في طلب اللجوء أو الحصول على الإقامة.

ليس هناك الكثيرون من المهاجرين المسجلين رسميًا لدى السلطات الليبية. وكانت وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد سجلت حوالي 1000 طالب لجوء في مدينة درنة، ولكن من المرجح أن يكون هناك المزيد غير مسجلين. وتعتقد المنظمة الدولية للهجرة أن هناك حوالي 8000 أجنبي يعيشون في درنة.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن معظم الأجانب كانوا من تشاد ومصر والسودان أو النيجر، وكان العديد منهم شبانًا أصغر سنًا وتتراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا، يحاولون كسب لقمة العيش وإرسال الأموال لعائلاتهم في بلدانهم.

ويعمل العديد منهم في البلاد بشكل غير قانوني، وهو أمر يسهل القيام به نظرًا للحالة الفوضوية في ليبيا. ومنذ عام 2014، انقسمت ليبيا إلى قسمين، مع وجود حكومات متعارضة في شرق وغرب البلاد.

ويوجد هناك أيضًا مهاجرون من سوريا وبنغلاديش وباكستان في ليبيا. وفيما يدخل حاملو الجنسيتين الأخيرتين غالباً إلى ليبيا عبر مصر، يأتي السوريون إلى البلاد بتأشيرة سياحية ثم يستقرون فيها.

حتى قبل الفيضانات، أعربت منظمة هيومن رايتس ووتش قلقها إزاء معاملة المهاجرين داخل ليبيا وسبق وأن وثقت المنظمة الظروف اللاإنسانية داخل مراكز الاحتجاز التي تشمل كل شيء من التزاحم إلى التعذيب.

الفيضانات تجعل الوضع المهاجرين في ليبيا أسوأ بكثير

كتب باحثون في معهد دراسات الأمان الذي يتخذ من جنوب إفريقيا مقرًا له في إحاطة نُشرت هذا الأسبوع: أن المهاجرين الغير نظاميين ضعفاء بشكل خاص، لأنهم يفتقرون إلى مصادر العيش والدعم المجتمعي.

ومن المحتمل أن يواجه المهاجرون في المدن المتأثرة زيادة في الكراهية ضدهم بينما تعمل المجتمعات الليبية على بناء ذاتها من جديد. ومن غير المرجح أن يتم التعرف على المهاجرين بسهولة وإعادة رفاتهم إلى بلدانهم للدفن.

انقطاع الاتصالات يعيق عملية البحث عن ناجين

تشعر هيومن رايتس ووتش بقلق شديد بشأن وضع المهاجرين وطالبي اللجوء في ليبيا بشكل عام، وخصوصًا أولئك الأشخاص الذين تأثروا بالفيضانات في شرق ليبيا.

إذ تقول حنان صلاح، كبيرة الباحثين الليبيين في المنظمة إن الظروف في المدن والقرى التي تأثرت بالعاصفة كارثية.

وتعرب عن قلقها بأن المهاجرين وطالبي اللجوء الذين يواجهون بالفعل صعوبات هائلة أثناء وجودهم في ليبيا، قد لا يحصلون على وصول إلى الخدمات الأساسية بما في ذلك المأوى والمياه النظيفة والطعام الكافي والرعاية الصحية خاصاً بعد اختلاط المياه الجوفية بمياه الصرف الصحي.

وتتابع صالح في حديثها مع DW "من الصعب معرفة مكان المهاجرين بالضبط، سواء كانوا نازحين أو مصابين أو أسوأ من ذلك"، مشيرة إلى أن "مشكلة قطع الاتصال تعني الكثير لهم و قد يواجهون صعوبات في إبلاغ أسرهم وأحبائهم عن مكان تواجدهم".

احتجاجات في ليبيا بعد كارثة الفيضانات في درنة

وينشر الليبيون على منصات التواصل الاجتماعي أسماء العديدين من المفقودين، حيث يسهل على ذويهم تحديد مكانهم.

و يعتبر الشاب السوري محمد عبدربه البالغ من العمر 28 عامًا، أحد المحظوظين اذ انتقل إلى درنة العام الماضي وتم العثور عليه حيا تحت الأنقاض بينما يتلقى العلاج في مستشفى في بنغازي.

وفي مكالمة هاتفية قال لـ DW: "في تلك اللحظات المرعبة، شهدت الموت.. كانت هناك جثث بجانبي وفوقي وتحتي وتوقعت مصيري مثلهم". ويتابع "نجوت من الموت بأعجوبة".

 

إسلام الأطرش - ليبيا

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: كارثة الفيضانات في ليبيا ضحايا الفيضانات في درنة الليبية صور من فيضانات ليبيا كارثة الفيضانات في ليبيا ضحايا الفيضانات في درنة الليبية صور من فيضانات ليبيا المنظمة الدولیة للهجرة العدید من فی لیبیا حوالی 10 أکثر من

إقرأ أيضاً:

قتلى بسبب الفيضانات والسيول في أوروبا

الفيضانات تبرز تأثير التغير المناخي وزيادة حدة الأمطار الغزيرة

أودت العواصف الرعدية الشديدة والأمطار الغزيرة التي شهدتها سويسرا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، بحياة سبعة أشخاص على الأقل، بحسب آخر حصيلة.

اقرأ أيضاً : اغتصاب فتاة مراهقة وخنقها أمام والدتها على متن قارب في البحر الأبيض المتوسط

في فرنسا لقي ثلاثة مسنين حتفهم مساء السبت، بعد سقوط شجرة على سيارة كانوا يستقلونها في شمال شرق البلاد، جراء العواصف والرياح العاتية، على ما ذكرت قيادة الشرطة.

وأوضحت قيادة الشرطة أن المسنين كانوا في "السبعينيات والثمانينيات" من العمر كحال راكب رابع لا يزال في حالة خطرة.

وأضافت أن الحادث "وقع جراء رياح عاتية عصفت بين الساعة السابعة والثامنة مساء" (الخامسة والسادسة مساء بتوقيت غرينتش).

سويسرا 

وفي سويسرا، قضى أربعة أشخاص وفقد آخر وفق الشرطة المحلية.

وأشارت الشرطة في كانتون تيسينو إلى مصرع ثلاثة أشخاص بعد انزلاق للتربة جراء الأمطار الغزيرة في جنوب شرق البلاد.

وفي ساس غروند بكانتون لو فاليه، عثر على شخص ميتا في فندق، ورجحت الشرطة أنه "فوجئ بارتفاع منسوب المياه السريع".

وأظهرت صور نشرتها وسيلة الإعلام الإلكترونية "20 دقيقة" جزءا من القرية وقد غمرته طبقة من الطين والصخور، كما أعلنت الشرطة فقدان شخص آخر في لوفاليه.

وفي كانتون زيرمات، فاض نهر لافيج من جديد، بحسب صور نشرت على منصة "إكس" ليلًا. وتظهر الصور سيولًا من الطين تغمر طرق منتجع التزلج الشهير الواقع في أسفل جبل سيرفن.

وكانت هذه المناطق قد شهدت أمطارًا غزيرة، أدت إلى فيضانات في 21 حزيران/يونيو المنصرم.

وحشد الجيش عدة مروحيات في كانتون تيسينو ولوفاليه المجاور.

وتعذر الوصول إلى العديد من المناطق في وادي ماجيا حيث انقطع التيار الكهربائي. وحرم جزء من الكانتون من مياه الشرب، بحسب نظام الإنذار الفدرالي.

ومنذ بعد ظهر السبت حتى الأحد، شهد جزء كبير من سويسرا عواصف رعدية مصحوبة بأمطار غزيرة.

وأدت رداءة الطقس الأسبوع الماضي إلى مصرع شخص وفقدان آخر.

إيطاليا

على الجانب الآخر من الحدود، شهدت منطقة بيدمونت ووادي أوستا شمال غرب إيطاليا كذلك فيضانات وسيولًا من الطين، دون الإبلاغ عن سقوط ضحايا أو مفقودين.

وصباح الأحد، أعلن رجال الإطفاء في بيدمونت أنهم نفذوا 80 عملية تدخل لإنقاذ الأشخاص العالقين.

وفي وادي أوستا، المتمتع بالحكم الذاتي والواقع على طول الحدود مع فرنسا وسويسرا، أدى انزلاق للتربة إلى تعليق حركة المرور بشكل مؤقت على الطريق الذي يؤدي إلى سيرفينيا.

اقرأ أيضاً : العراق يسجل ثلاث هزات أرضية.. تفاصيل

وتسبب الفيضان بأضرار جسيمة في وسط هذه المدينة السياحية حيث غمرت المياه العديد من المتاجر.

وفي وادي أوستا، تعذر الوصول إلى قرية كوجني البالغ عدد سكانها 1300 نسمة، بعد أن أدت السيول الطينية إلى سد الطرق المؤدية إليها.

وبلغ معدل الأمطار في القرية 90 ملم خلال ست ساعات السبت.

وفي فالنونتي، القريبة من كوجني، انقطع التيار الكهربائي وإمدادات المياه كذلك. وخلال الليل، أنقذت مروحية عائلة عالقة في هذه المنطقة.

ألمانيا

وفي ألمانيا، توقفت مباراة ألمانيا والدنمارك (2-0) مساء السبت لدقائق عدة بسبب عاصفة شديدة ترافقت مع أمطار غزيرة وتساقط البرد في دورتموند ضمن دور الستة عشر ببطولة أوروبا لكرة القدم 2024، بسبب سوء الأحوال الجوية.

وبدأت كرات البرد في التساقط بعد أن أخرج الحكم مايكل أوليفر لاعبي الفريقين من أرضية الملعب في الدقيقة 35، وكان الفريقان متعادلين سلبيًا.

وحملت الشاشات بداخل الاستاد عبارة "نظرًا لسوء الأحوال الجوية، توقفت المباراة".

وبعد توقف استمر 20 دقيقة، عاد اللاعبون إلى أرضية الملعب وأجروا عملية إحماء سريعة ثم تم استئناف اللعب.

وكانت مباراة في دور المجموعات بين فرنسا وأوكرانيا في بطولة أوروبا 2012 قد تأخرت لمدة نحو ساعة بسبب عاصفة رعدية، لكن المباراة استكملت حينها.

مقالات مشابهة

  • اليسير: مع مرور الوقت سيجد الليبيون أنفسهم أقلية في بلادهم أمام موجات المهاجرين
  • حرس السواحل يعترض 9000 مهاجر منذ بداية 2024
  • منذ مايو الماضي.. فيضانات عارمة وانهيارات أرضية تقتل 80 شخصًا على الأقل في الهند
  • بن تاهية: نحتاج للمزيد من التوعية والوقت للمواطنين للمشاركة في الانتخابات البلدية
  • وزير الداخلية الليبي: مستعدون للعمل مع المنطقة الشرقية لتأمين الحدود ومكافحة الهجرة غير الشرعية
  • شتوان: هناك محاولات خسيسة للعب على الجانب الديني والثقافي
  • نقيب الإعلاميين: الحكومة الجديدة تتحمل مسئولية البحث عن حلول غير تقليدية للتحديات
  • فيضانات بشرق جمهورية التشيك وأضرار مادية كبيرة
  • قتلى بسبب الفيضانات والسيول في أوروبا
  • رئيس اللجنة العُليا لامتحانات الشهادة الثانوية يتفقد سير الامتحانات بدرنة