لماذا تقل ساعات النوم كلما تقدمنا في العمر؟ وكم تحتاج منها يوميا حسب عمرك؟
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
رغم اعتقادنا أن الحاجة إلى النوم تقل مع تقدم العمر، فإن الخبراء يعتقدون أن الأمر ليس بهذه البساطة، وهنا يُطرح سؤال بشأن العلاقة بين قلة النوم والأرق والتقدم في العمر، واحتياجات الشخص من النوم حسب سنه؟
كم عدد الساعات التي تحتاجها يوميا حسب عمرك؟يقدم هذا الجدول احتياجات الشخص من النوم يوميا حسب عمره.
لماذا تنخفض جودة النوم مع التقدم في السن؟في تقرير نشرته صحيفة "حرييت" التركية، نقلت الكاتبة صدف باتي عن اختصاصية أمراض الأعصاب ديليك ناجي أوغلو أوركين أن إيقاع الساعة البيولوجية (آلية داخلية تتضمن فترة زمنية متوسطة تبلغ 24 ساعة وتوفر دورة النوم والاستيقاظ) له دور مهم في جسم الإنسان.
وتابعت "تتكون الساعة البيولوجية الموجودة في منطقة ما تحت المهاد في الدماغ من نحو 20 ألف خلية تشكل النواة فوق البصرية، وهذه النواة تتكيف مع الإشارات الخارجية للوقت، بما في ذلك دورة الضوء/الظلام، وتتحكم في الإيقاع اليومي عن طريق إدارة "التروس/العجلات الجزيئية" الموجودة في العديد من أعضائنا، التي تساعد في تشغيل هذه الساعة؛ وتؤثر هذه الإيقاعات اليومية على وقت جوع الناس، ووقت إفراز الجسم هرمونات معينة، ومتى يشعر الشخص بالنعاس أو اليقظة".
وأكدت ديليك أن الميلاتونين -الذي يُعرف عادة باسم هرمون النوم- يتم إنتاجه بواسطة الغدة الصنوبرية في الدماغ، وهو جزء مهم من دورة النوم والاستيقاظ لدى الجسم، حيث يزداد إنتاجه مع حلول الظلام، في حين يؤدي الضوء إلى توقف إنتاجه.
ونتيجة لذلك، يساعد الميلاتونين في تنظيم الإيقاع اليومي وضبط دورة النوم والاستيقاظ مع الليل والنهار. وعند القيام بذلك، فإنه يسهل عملية الانتقال إلى النوم ويشجع على نوم مريح وجيد الجودة.
وبيّنت ديليك أن التغييرات في جودة النوم ومدته شائعة بين كبار السن، والسبب الرئيسي لذلك هو التغييرات في الساعة البيولوجيّة للجسم؛ مما يؤدي إلى اضطراب الإيقاع اليومي الذي يؤثر بشكل مباشر على وقت الشعور بالتعب واليقظة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تلعب التغييرات في إنتاج الهرمونات مثل الميلاتونين والكورتيزول دورا في اضطرابات النوم لدى البالغين الأكبر سنًا، ويمكن أن تؤثر الحالات الصحية العقلية والجسدية أيضا على النوم.
وأكدت ديليك أن التغيرات في الساعة البيولوجية للجسم تصبح أكثر وضوحا مع التقدم في العمر، خاصة في حالات أمراض ألزهايمر والسكري والصداع النصفي والآلام المزمنة وبعض أنواع السرطان، وأن اضطرابات النوم شائعة أيضا بسبب الاكتئاب والقلق وأمراض القلب.
هل يتدهور نظام النوم وجودته مع تقدم العمر؟أشارت ديليك إلى أن هناك اعتقادا خاطئا شائعا بأن كبار السن يحتاجون إلى نوم أقل من الأفراد الأصغر سنا. بالتأكيد، يجد العديد من البالغين الأكبر سنا صعوبة في الحصول على قسط كاف من النوم، لكن هذا لا يعني أنهم يحتاجون إلى نوم أقل. بشكل عام، يجب أن يستهدف البالغون النوم لمدة لا تقل عن 7 ساعات كل ليلة.
وأضافت ديليك أن دورة النوم تميل أيضا إلى التغيير مع تقدم العمر، حيث يجد معظم الناس أن الشيخوخة تجعل من الصعب عليهم النوم، ويميل الأشخاص الأكبر سنًا إلى الاستيقاظ بشكل متكرر خلال الليل والاستيقاظ مبكرا في الصباح.
ما الحالات التي تسبب مشاكل النوم لدى كبار السن؟حسب ديليك، فإن المشاكل الشائعة للنوم التي تحدث بشكل خاص لدى البالغين الأكبر سنًا هي: الألم، والتبول الليلي المتكرر، وانقطاع النفس أثناء النوم، والأرق، والنعاس النهاري، ومتلازمة تململ الساقين، واضطراب حركة العين السريعة أثناء النوم.
وأضافت "يمكن أن يؤدي الألم لدى بعض البالغين الأكبر سنا إلى عدم الراحة الكافية؛ لذلك فمن المهم استشارة الطبيب إذا كان الألم يمنع النوم. في المقابل، تزداد كثرة التبول الليلي مع تقدم العمر بسبب التغييرات الجسدية في الجهاز البولي واستخدام الأدوية. ويمكن أن يؤثر هذا على 80% من البالغين الأكبر سنًا ويسهم في زيادة انقطاع النوم".
ماذا يجب أن يفعل كبار السن الذين يعانون من مشاكل النوم؟أكدت ديليك أن الحفاظ على دورة نوم منتظمة، وتجنب النوم في النهار، وتجنب تناول الكافيين، واتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام؛ تساعد في تنظيم النوم لدى كبار السن.
وأوضحت أن التلفزيون والهواتف الذكية والأضواء الساطعة يمكن أن تجعل النوم أمرا صعبا، لذلك يُفضّل عدم وجود تلفزيون في غرفة النوم أو مشاهدة التلفزيون قبل الذهاب للنوم.
وأوصت ديليك بالإقلاع عن التدخين وتقليل استهلاك الكافيين، وضرورة وجود فترة لا تقل عن 4 ساعات بين وقت تناول العشاء والنوم، وأهمية الذهاب للنوم والاستيقاظ في الأوقات نفسها يوميا والقيام بأنشطة تساعد على الاسترخاء قبل النوم.
النوم وألزهايمرووفقا للدكتورة جيسيكا كالدويل المختصة في علم النفس العصبي والمتدربة في علم الأعصاب التابع لكليفلاند كلينك؛ فإن قلّة النوم قد تُحدث تأثيرا سلبيا فوريا وتراكميا في أداء الدماغ، وبالعكس فإن النوم السليم يُحسّن الحالة المزاجية ويشحذ الذكاء ويعزز الاحتفاظ بالذكريات الجديدة على المدى الطويل.
وأضافت كالدويل -في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية- أن النوم "يمنح أيضا أدمغتنا الفرصة لإزالة الترسبات، مثل بروتين بيتا أميلويد الذي يمكن أن يتجمع ليشكل ترسبات تؤدي إلى الإصابة بألزهايمر". وتوصي خبيرة الأعصاب البالغين بالنوم 7 أو 8 ساعات متواصلة.
أطعمة يجب عدم تناولها قبل النومويقول خبير التغذية الألماني ميلان هولينجشاوس إن ما يتناوله المرء في المساء يؤثر بشدة على جودة النوم، بل إنه قد يسبب مشاكل في المعدة والشعور بالاضطراب وعدم الارتياح أثناء النوم.
ونصح الخبير الألماني بضرورة تجنب تناول المشروبات المحتوية على الكافيين والسكر، مثل القهوة والشاي الأسود ومشروبات الطاقة، قبل الذهاب للنوم.
وأضاف هولينجشاوس أن هناك بعض الأطعمة التي يصعب على المعدة هضمها، مثل الوجبات التي تحتوي على نسبة عالية الدهون أو مكونات صعبة الهضم مثل اللحوم.
وأوصى الخبير الألماني بتناول وجبات صغيرة، وملء ربع الطبق بالأطعمة البروتينية مثل صدر الديك الرومي أو التوفو، والربع بالأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات مثل البطاطس؛ حتى يحصل المرء على جميع العناصر الغذائية طوال الليل.
تمرين التنفس والنومقالت الجمعية الألمانية لطب وأبحاث النوم إنه يمكن التمتع بنوم هانئ من خلال اتخاذ بعض التدابير المهمة كممارسة تمرين التنفس التالي: خذ شهيقا ببطء 7 مرات متتالية، ثم قم بالزفير بصوت مسموع؛ حيث يعمل ذلك على الشعور بالاسترخاء.
وأضافت الجمعية أنه يمكن أيضا الاستماع إلى الموسيقى والكتب الصوتية؛ حيث تساعد على الاسترخاء.
ومن المهم أيضا أن يكون السرير مخصصا للنوم فقط، وليس لتناول الطعام أو مشاهدة التلفاز أو استخدام الأجهزة الجوالة؛ نظرا لأن الضوء الأزرق المنبعث من هذه الأجهزة يسلب النوم من العين.
وينبغي أيضا عدم ممارسة الرياضة أو تناول وجبات دسمة قبل الذهاب إلى الفراش مباشرة. ويراعى أيضا أن يكون آخر فنجان قهوة قبل النوم بـ6 ساعات تقريبا.
وفي حالة الضوضاء الشديدة، ينبغي غلق النوافذ والأبواب واستعمال سدادات الأذن؛ نظرا لأن الضوضاء تؤدي إلى تسارع ضربات القلب والموجات الدماغية، مما يتسبب في الاستيقاظ أثناء النوم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: کبار السن یمکن أن
إقرأ أيضاً:
وزير الاقتصاد: مطارات الدولة تخدم 400 ألف مسافر يومياً
دبي (الاتحاد)
أكد معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني، أن قطاع الطيران المدني في دولة الإمارات يمثل شرياناً حيوياً يربط الدولة بالعالم، ويعزز مكانتها كمحور عالمي للنقل الجوي والتجارة والسياحة.
وأشار معاليه إلى أن شبكة الطيران المدني في الدولة تخدم يومياً أكثر من 400 ألف مسافر، وبمعدل شهري يتجاوز 12 مليون مسافر، كما تنقل أكثر من 10 آلاف طن من البضائع.
وأضاف أن القطاع يرتبط باتفاقيات تعاون وشراكة مع أكثر من 90% من دول العالم، بإجمالي 189 اتفاقية لخدمات النقل الجوي، موضحاً أن منطقة الشرق الأوسط تُشكّل 13% من شبكة الربط الجوي للدولة مع بقية دول العالم.
جاء ذلك، خلال افتتاح أعمال البرنامج الدولي لقادة الطيران المدني، الذي تنظمه الهيئة العامة للطيران المدني بالتعاون مع مكتب التبادل المعرفي الحكومي بوزارة شؤون مجلس الوزراء، بمشاركة أكثر من 20 وزيراً معنيّاً بالنقل الجوي، إلى جانب رؤساء ومديري عموم سلطات الطيران المدني في الدول العربية.
وخلال كلمته الافتتاحية، قال معالي عبدالله بن طوق المري: «إن البرنامج الدولي لقادة الطيران المدني أُطلق قبل خمس سنوات بهدف إنشاء منصة لتبادل الخبرات الحكومية والتجارب الوطنية الناجحة في تطوير صناعة الطيران المدني مع شركائنا الدوليين. ومن خلال أعمال الدورة الثالثة للبرنامج، نسعى إلى إجراء مناقشات معمّقة حول سبل تمكين الاقتصاد من خلال الطيران، والاتجاهات الجديدة للاستثمار في هذا القطاع الحيوي، وتكامله مع القطاع السياحي، إضافة إلى التحولات نحو زيادة مساهمة تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحول التكنولوجي الكبير في المرحلة المقبلة».
وتابع معاليه: «إن قطاع الطيران يُعد مساهماً رئيسياً في تعزيز النمو الاقتصادي، إذ يساهم في دولة الإمارات بأكثر من 13% من الناتج المحلي الإجمالي. كما يوفر العديد من الفرص الاستثمارية والوظيفية، إلى جانب الاستثمارات الضخمة في تطوير البنية التحتية واستقطاب المواهب والكفاءات. وتضم الدولة أكثر من 9400 طيار مسجل، وما يزيد على 35 ألف فرد من طواقم الطائرات، و4400 مهندس صيانة، و463 مراقباً جوياً، مشيرا إلى أن دولة الإمارات تؤمن بأن تبادل الخبرات والتجارب هو الأساس للتطوير والنمو المستدام، ولهذا تحرص الدولة، بتوجيهات قيادتها الرشيدة، على توطيد علاقاتها مع شركائها الإقليميين والدوليين، وتطوير آفاق التعاون القائم ودفعه نحو مستويات أكثر تقدماً».
وشارك في أعمال اليوم الأول محمد يوسف الشرهان، مدير مؤسسة القمة العالمية للحكومات، بعرض تناول مسيرة القمة العالمية للحكومات التي أطلقتها حكومة دولة الإمارات عام 2013، لتكون منصة عالمية تهدف إلى استشراف مستقبل الحكومات حول العالم، وأشار إلى أن القمة نجحت على مدار السنوات الماضية، في ترسيخ مكانتها في مقدمة أهم التجمعات الحكومية العالمية التي تناقش تحديات وفرص مسيرة نمو وتطور البشرية، من خلال تركيزها على استشراف حكومات المستقبل، ودور الثورة الصناعية الرابعة، والذكاء الاصطناعي، وسيناريوهات التعامل مع الأوبئة، وغيرها من التحديات التي ساهم استشرافها في رفع جاهزية الحكومات للاستفادة من الفرص التكنولوجية ومواجهة التحديات الصحية والاقتصادية خلال السنوات الأخيرة.
ولفت محمد الشرهان إلى أن القمة شهدت على مدار دوراتها السابقة، مشاركة أكثر من 140 دولة، وأكثر من 2340 متحدثاً، وأكثر من 70 رئيس دولة وحكومة. وعُقدت خلالها 1800 جلسة حوارية وورشة عمل تفاعلية، وبلغ إجمالي عدد المشاركين فيها أكثر من 42 ألف مشارك، فيما سجلت القمة أكثر من 28 ألف تغطية إعلامية، كما استعرض أبرز ملامح عن الدورة المقبلة من القمة العالمية للحكومات، التي ستُعقد تحت شعار «استشراف حكومات المستقبل».
من جهتها، تطرقت منال بن سالم، مدير إدارة برامج التبادل المعرفي الحكومي بوزارة شؤون مجلس الوزراء، إلى دور مبادرات برنامج التبادل المعرفي الحكومي الذي أطلقته حكومة دولة الإمارات عام 2018، بتعزيز التجارب الحكومية الناجحة، وبناء القدرات، وتعزيز النمو المؤسسي المستدام في الدول المشاركة في البرنامج.
وأشارت منال بن سالم إلى أن شراكات التبادل المعرفي تهدف إلى بناء نموذج عالمي لتطوير الإدارة الحكومية من خلال تبادل أفضل الممارسات الناجحة، وبناء كوادر ذات خبرات عالمية، ومشاركة الممارسات الحكومية الرائدة، وبناء شبكة عالمية من الشركاء، لافتة إلى أنه منذ إطلاق البرنامج، ساهم في تطوير 3.3 مليون متدرب حول العالم، وعقد 2400 ورشة عمل، شملت 41 دولة و6 منظمات دولية.
واستعرضت محاور وفرص التعاون من خلال البرنامج، التي تركز على، تطوير الممكنات الحكومية، تعزيز القطاعات الحيوية وبناء القدرات، تطوير الخدمات الحكومية، وأنظمة التحول الرقمي والتكنولوجي.
بدوره، أكد سيف محمد السويدي، مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني، أن الهدف الرئيسي من هذا البرنامج هو الاستفادة من الخبرات المتنوعة بالدول العربية وتبادل أفضل الممارسات في قطاع الطيران المدني، الذي يمثل عموداً فقرياً لاقتصادات كافة الدول. وأوضح السويدي أن قطاع الطيران في دولة الإمارات يلعب دوراً رئيسياً في دعم التنمية الاقتصادية، خاصة بالنظر إلى تكامله مع القطاع السياحي. وتابع أن دولة الإمارات نجحت في بناء قدراتها في هذا القطاع الحيوي، حيث تضم اليوم، أكثر من 5 أكاديميات وجامعات متخصصة في قطاع الطيران و15 معهد تدريب ولديها أكثر من 900 طائرة مسجلة في الدولة، وأكثر من 30 شركة مشغل جوي.
وأضاف السويدي أن الرؤية بعيدة المدى التي وضعتها القيادة الرشيدة لهذا القطاع الحيوي، جعلت دولة الإمارات اليوم من بنية تحتية تُعد من الأفضل عالمياً في قطاع النقل الجوي، وكذلك الريادة في تطوير تشريعات تواكب الاحتياجات المستقبلية لهذا القطاع، وضعت دولة الإمارات من بين أوائل الدول في العالم التي تنظم حركة الطائرات من دون طيار وتستعد لإطلاق أول تاكسي جوي تجاري في العالم، وذلك بفضل التخطيط الاستراتيجي طويل المدى الذي تنتهجه الدولة في تطوير وإدارة هذه الصناعة الحيوية.