عربي21:
2024-11-18@12:26:44 GMT

درنة وأخواتها..المعاناة مستمرة

تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT

لم يكن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، مبالغا عندما حمَّل الساسة المتنفذين في ليبيا مسؤولية كارثة درنة وأخواتها، فالصراع على السلطة والسعي للتحكم في القرار بأي طريقة كانت انعكس بشكل مباشر على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وعطل سبل معالجة الأوضاع المتردية في البلاد بما في ذلك البنية التحتية.

فناقوس الخطر قد دق مرات بخصوص السدود في المدينة المدمرة، لكن أصحاب القرار كانوا في شغل عنها وهم يخوضون معاركهم السياسية طلبا لمزيد من السلطة والنفوذ.

أرجع إلى تقييم المعنيين بالأزمة واستمع إلى تصريحات المهمومين بدرنة وأخواتها عبر وسائل الإعلام ليتبين لك أن وضع سكانها الذين دمر الإعصار والسيل مساكنهم في تردي ومعاناة وأزمتهم مستمرة وإلى تفاقم وأن الحكومات لم تقم بشي ذي بال يخفف من معاناتهم.

مؤشرات الإدارة الجيدة للأزمات والكوارث تبدأ من المعلومات الصحيحة عن نتائج الأزمة أو الكارثة وتوابعها، وقد مر على الفاجعة اسبوعان دون أن تعلن الجهات الرسمية عن أرقام صحيحة أو قريبة من الحقيقة فيما يتعلق بأعداد الضحايا، وأعداد المفقودين، وأعداد من يتلقون علاجا، وأعداد من يحتاجون إغاثة ورعاية اجتماعية ونفسية، وأعداد من شردهم الإعصار ونزوحوا داخل مدنهم أو إلى غيرها من المدن.

دقة المعلومات هي أولى الخطوات الرئيسية لمجابهة الأزمات والكوارث، والارتباك والاضطراب دليل على ضعف في إدارتها وارتباك شديد في مواجهتها، ولأن الاضطراب في الأرقام هو الغالب فإنك ترى أن الارتباك والفوضى هي الشعار عند تقييم التعاطي الرسمي مع فاجعة درنة وأخواتها.

والمعلومات لا تقتصر على معرفة ما خلفه الإعصار من آثار مباشرة يتم الوقوف عليها حال توقفه، بل تستمر في كل مرحلة وطور من أطور الأزمة أو الكارثة، فالضعوط قد تكون أشد في الفترات اللاحقة، والمعاناة تتحول إلى وضع صعب جدا يتطلب رصدا وتقييما مستمرا.

المعلومات تؤكد أن كثيرا من المنكوبين في درنة وأخواتها لا تتوفر لهم احتياجاتهم الأساسية، فكيف يمكن القبول بهذا الوضع وقد مر على الفاجعة أسبوعان؟! وهل سيرسل هكذا وضع رسائل مطمأنة للمنكوبين وهم بعشرات الآلاف من أن المستقبل أفضل؟!من مؤشرات الاضطراب في إدارة الكارثة في الشرق الليبي ما يصفه أهل الاختصاص بـ "ضعف منظومة القرار"، وفي الحالة الليبية جعل الصراع والانقسام منظومة القرار في أدنى درجات ضعفها، وهو ما يتجلى في موقف السلطات من الفاجعة وتداعياتها، فلا ظهر ما يشير إلى إمكانية إدارة تداعيات ما بعد الإعصار والسيول بجهد محلي، خاصة عشرات الآلف الذين هم في العراء وما يحتاجونه من مأوى وخدمات صحية وتعليمية..ألخ، أو الالتجأ إلى المجتمع الدولي ليتولى الأشراف على استراتيجية بناء ما دمره الإعصار وجرفته السيول أو المساهمة المباشرة في تخفيف معاناة المتضررين.

الكوارث والأزمات تحتاج إلى تخطيط لمجابهتها، وعندما تكون نتائجها وتداعياتها بحجم مع وقع لدرنة وأخواتها، فإن خطة التعافي واستراتيجية البناء تصبح أساسية، وأي تفكير بعيد عن هذا المسار لا يمكن أن يحتوي ما وقع، ويبدو أن الوضع السياسي يحول دون السير في هذا الاتجاه، ما يعني أن البديل هو العشوائية في التعامل مع آثار الإعصار والسيول، وانتهاج سياسة الفعل بعد تفاقم الوضع وتكشُّف مظاهر جديدة للمعاناة وليس العكس، فالتخطيط يسبق الأحداث بتوقع أثارها المنظورة وغير المنظورة ويدفع إلى الاستعداد لها بكل السبل الملائمة قبل تفاقم الوضع، وهو ما تفتقده درنة وأخواتها اليوم.

ما ينبئ عن ضعف منظومة القرار والعشوائية في مجابهة الواقع المرير القابل للتفاقم كل يوم هو الارتباك في مجابهة الآثار والتداعيات المباشرة للكارثة، فأعداد المشردين من بيوتهم والنازحين داخل المدينة وخارجها قدرته منظمة الهجرة الدولية بما يزيد عن 43 ألف، ويعتقد أن الرقم أكبر ذلك أن عمليات الإحصاء ما تزال بعيدة عن بعض القرى المنكوبة في الشرق، فتقديم الخدمات العاجلة ثم الحلول الناجعة لأوضاع هؤلاء مسؤولية دولة وحكومة ولا يمكن التعويل على "فزعة الخوت" لتلافيها.

المعلومات تؤكد أن كثيرا من المنكوبين في درنة وأخواتها لا تتوفر لهم احتياجاتهم الأساسية، فكيف يمكن القبول بهذا الوضع وقد مر على الفاجعة أسبوعان؟! وهل سيرسل هكذا وضع رسائل مطمأنة للمنكوبين وهم بعشرات الآلاف من أن المستقبل أفضل؟!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ليبيا تداعيات ليبيا فيضانات رأي تداعيات مقالات مقالات مقالات صحافة رياضة صحافة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

السفير حسام زكي: أمريكا لم تستطع رفع المعاناة عن الفلسطينيين 

قال السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد للجامعة العربية، إن مجلس الأمن ظل في حالة ترنح وعدم حسم من شهر أكتوبر 2023 حتى أبريل 2024 ثم اتخذ قرارا بوقف إطلاق النار، ولكن لم يستطع تنفيذه لأنه لكي يتم تنفيذ القرار يجب أن يكون هناك وسطاء لتنفيذه.

أمريكا تتصدر الوساطة في وقف إطلاق النار بغزة 

وأضاف «زكي»، خلال لقاء مع الإعلامية أمل الحناوي، ببرنامج «عن قرب مع أمل الحناوي» المذاع عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أن الوسيط الأمريكي يتصدر عملية الوساطة في وقف إطلاق النار، ولم يستطع حتى الآن الوصول إلى شيء يرضي الجانب الفلسطيني أو يخفف من وطأة المعاناة الإنسانية.

الولايات المتحدة لا ترغب في استخدام المساعدات كوسيلة للضغط على سكان غزة

وتابع الأمين العام المساعد للجامعة العربية: «الولايات المتحدة الأمريكية تتحدث كثيرًا عن أنها لا تقبل استخدام المساعدات الإنسانية كوسيلة للضغط على سكان غزة، وأنها لا ترغب في رؤية استخدام سلاح التجويع ضد المدنيين والأبرياء»، لافتًا إلى أن كل أحاديث أمريكا عبارة عن كلام وليس أكثر.

 

مقالات مشابهة

  • تحرك أمني لضبط التعديات على محطات الكهرباء في درنة والبيضاء
  • تجارة : أزمة القهوة .. نهاية المعاناة قريبا
  • صندوق إعمار درنة يفتتح مدرسة “عبدالكريم جبريل” للتعليم الأساسي
  • عواصف رهيبة: الإعصار “مان-يي” يجبر مئات الآلاف على الفرار من الفلبين
  • حسام زكي: أمريكا لم تستطع رفع المعاناة عن الفلسطينيين
  • السفير حسام زكي: أمريكا لم تستطع رفع المعاناة عن الفلسطينيين 
  • حسام زكي: أمريكا لم تستطع الوصول لشيء يرفع المعاناة عن الفلسطينيين
  • النقل: حركة المطارات مستمرة خلال أيام حظر التعداد السكاني
  • الخير مسيرة إنماء المنية الإدارية مستمرة
  • ضبط شخصين بحوزتهما «مواد مخدرة» في الساحل وجردس العبيد