سام برس:
2025-03-16@07:27:11 GMT

المدارس اﻷهلية.. تمييع للتعليم!

تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT

المدارس اﻷهلية.. تمييع للتعليم!

بقلم/ عاصم السادة
لا يعني انتشار المدارس الأهلية بهذا الشكل الكبير أن التعليم على ما يرام ، بل يكشف الهوة والاضمحلال الذي بلغ بأهم مؤسسات البلد في بناء اﻷجيال وتحصينها بالعلم والمعرفة واﻷخلاق والقيم الوطنية ، لأن ما نشهده من استراتيجيات تعليمية في معظم هكذا مدارس ينبئ بمخرجات ضعيفة وهشة تفتقر لابسط قواعد التعليم القويم ما يستحيل عليها مواصلة التعليم الجامعي العام ، ما لم يتدخل "ابن هادي" والمحسوبية والوساطات وغيرها من آليات تبادل المنفعة بين الهوامير ، وهنا تكتمل دائرة الفشل والتجهيل وتعريض وطن وشعب للهلاك فوق ما هو عليه!!

تتبنى العديد من المدارس الأهلية هدف أساسي في اجنداتها هو الاستثمار وجني المال واستقطاب كم هائل من الطلبة من خلال الترويج الإعلامي واستعراض امكانياتها الإدارية والفنية والتدريسية الخارقة التي لا وجود لها لا في اليابان ولا الصين الشعبية!

ولطالما تمتلك بضع النقود فبإمكانك فتح مدرسة أهلية في مبنى نظام شقق للايجار يفتقر للمواصفات والمعايير الفنية التي تفرضها اللوائح وقوانين التعليم العام! ما يهم في اﻷمر هو أن "ترخي يدك" للجنة المكلفة لتقييم وضع المدرسة حتى ترفع تقريرها بأنها مؤهلة ومطابقة لكل ما اشترطته اللوائح والقوانين ومعايير الجودة التعليمية.

. وبدرجة ممتاز!
من أسوء ما تفرزه هذه المدارس هو عدم احترام المعلم واستقواء الطالب عليه وفرض ما يريد وتمرير اخطائه وتحمل سلوكه الرث والإساءات لأنه ينطلق من قاعدة "أدرس بزلطي"! واﻷدهى والأنكى من ذلك أن إدارة المدرسة تقف في صف الطالب/ة رغم فداحة ما يرتكبوه وتخطئ المعلم رغم صوابية ما يقوم به، وبالتالي إدارة المدارسة تنظر للطالب أهم من مكانة المدرس كونه يمثل رافد لها بالمال!

تخيلوا ، أن حالة رسوب الطلبة في المدارس الأهلية تفوق عدد من ينجحون في الامتحانات أكانت شهرية أو نصفية أو نهاية الفصل الدارسي، ومع ذلك لا تقبل إدارة المدرسة هذه النتائج على الإطلاق ﻷنها تعكس صورة سلبية عنها، وقد يسحب ولاة اﻷمر ابنائهم منها، فتنبري بوضع سؤال "تعويضي" لمن يرسبون لكي يتجاوزا حالة التعثر غير أنهم يخفقون مجددا، لكن المدرسة تصر على نجاحهم، وبالفعل ينجحون بجهود الإدارة!!

شخصيا، لم أسمع أن طالب/ة رسب في مدرسة أهلية وأعاد المرحلة الدراسية مرة أخرى! إلا إذا هناك حالات شاذة.. فهي لا حكم لها!

وهناك مشكلة تكمن في بعض ولاة أمر الطلبة ، حينما يرفع المدرس تقريره بحالة الطالب/ة، بأنه ضعيف جدا ، ومهمل ، إذ لا يؤدي واجباته ، ولا يشارك أثناء الحصة الدراسية، وسلوكه سلبي ، وراسب في الاختبارات الشهرية ، ومعظم الوقت نائم أو شارد خلال شرح الدرس ، بيد أنهم لا يتفهمون ذلك اﻷمر بل يأتون مدافعين عن ذكاء أبنائهم حتى يكادوا يمثلونهم "بانشتاين" و"الفراهيدي" و "الخوارزمي" و"ابن النفيس" و "اديسون"، ويرمون كل سلبيات إبنائهم على المدرس، ويتناسون دورهم كآباء وأمهات في متابعة ما أخذوه من دروس والزامهم على مذاكرتها وتأدية واجباتهم على أكمل وجه، فضلا عن مراقبة سلوكياتهم كونهم المنبع اﻷساسي للتربية ثم يأتي دور المدرسة في اتمامها تعليميا!!

تصدقوا، أن مدارس أهلية كبيرة في عدة محافظات تسعى بطرق غير مشروعة لرفع درجات طلبة تم اختيارهم من قبلها لأعلانهم أوائل على مستوى الجمهورية أو المحافظة أو المديريات في الشهادتين اﻷساسية والثانوية، وكل هذا بهدف أن تكسب المدرسة شهرة وتجذب اﻵباء (الأغنياء) لدفع ابنائهم وتسجيلهم لديها!

هذا ليس سوى غيض من فيض، وما خفي أعظم!

وهنا لا أريد أن اتطرق إلى التعليم الحكومي ﻷن الطعن في الميت حرام!!

وبالتالي، إذا بقي اﻷمر يسير بهذا الإتجاه، فنحن أمام أجيال مغلفة باﻷمية، ومستقبل البلاد يمضي نحو المجهول، ما لم يعاد النظر في التعليم ومناهجه وجودته وتصحيح الاختلالات العميقة التي أصابت المنظومة التعليمية خلال سنوات الحرب، وكبح جماح فكرة الاستثمار في التعليم دون التعلم، ولابد أن يعاد الاعتبار للتعليم الحكومي، وكذا المعلم وتمكينه من العصا، لممارسة دوره التربوي والتعليمي معا.

المصدر: سام برس

إقرأ أيضاً:

جدل بالمجتمع الألماني بعد دعوة مدرسية للإفطار في رمضان

أثارت دعوة وجهتها مدرسة "زوكماير" في حي نويكولن بالعاصمة الأيمانية برلين موجة من الغضب بين أولياء الأمور، بعد أن طلبت إدارة المدرسة من جميع طلاب الصف السابع – بمن فيهم غير المسلمين – حضور حفل إفطار رمضاني يوم 28 آذار /مارس الجاري.  

وجاء في الرسالة الموجهة إلى الطلاب أن الحضور إلزامي، حيث سيتم إلغاء الدروس في أماكن أخرى خلال هذه الفترة، إلا أن هذا القرار قوبل باستياء شديد من قبل بعض الآباء، الذين اعترضوا على فرض المشاركة في مناسبة دينية معينة.


وأعرب أحد الآباء عن رفضه للقرار، قائلا: "لا يتم الاحتفال بعيد الميلاد أو عيد الفصح في المدارس بشكل إلزامي، فلماذا يُفرض على أطفالنا حضور إفطار رمضان؟".

فيما تساءل آخر: "أين نعيش؟"، في إشارة إلى ما اعتبره تجاوزا لحدود الحياد الديني في المدارس العامة.

ردود فعل رسمية
من جهتها، أوضح مجلس الشيوخ في برلين أن المشاركة في المناسبات الدينية يجب أن تكون طوعية، ولا ينبغي أن تأتي على حساب الدروس التعليمية. 


وبناء على ذلك، تم توجيه إدارة المدرسة بسحب الدعوة بصيغتها الحالية، مع التأكيد على أن الاحتفالات الدينية مسموح بها ولكنها ليست إلزامية للجميع.

وحتى الآن، لم تصدر إدارة المدرسة أي تعليق رسمي على الحادثة، لكن الجدل الدائر يعكس حساسية قضايا التعددية الدينية والحياد في المؤسسات التعليمية بألمانيا.

مقالات مشابهة

  • ننشر تفاصيل إقالة معلم واستبعاد مدير ومشرف مدرسة بعد ضرب طالب بالمحلة
  • جدل بالمجتمع الألماني بعد دعوة مدرسية للإفطار في رمضان
  • القصة الكاملة لاعتداء مدير مدرسة على طالبتين بفناء المدرسة بالبحيرة.. آخر التطورات
  • هكذا تحارب إسرائيل التعليم في جنين وتمنع وصول آلاف الطلبة لمدارسهم
  • شاهد بالصورة والفيديو.. “عندما يكون المعلم الأخ والصديق والسند”.. طلاب بإحدى المدارس الثانوية بالسودان يجهزون لأستاذهم مفاجأة كبيرة وغير متوقعة
  • تقرير: التعليم في غزة يواجه تحديات غير مسبوقة
  • زوجة الطالب الفلسطيني محمود خليل تصف اعتقاله بأنه اختطاف سياسي بسبب مواقفه
  • التعليم العالي تعلن مفاضلة الدراسات العليا ودبلومات وماجستيرات التأهيل ‏والتخصص في الجامعات الحكومية
  • المنشاوي يزور جامعة أسيوط الأهلية لمتابعة سير العمل ويترأس اجتماعًا موسعًا
  • عطية: الانضباط والتدريب العملي ركيزتان أساسيتان لتكوين جيل واع ومسؤول