في الدولة وضرورتها.. عزمي بشارة أنموذجا
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
لا يكتفي د. عزمي بشارة في كتابه الجديد "مسألة الدولة: أطروحة في الفلسفة والنظرية والسياقات" الصادر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات عام 2023، بتناول النقد الذي وجه إلى المفاهيم السابقة للدولة من منظور الفلسفة الأخلاقية والسياسية وعلم السياسة، ولا يكتفي أيضا بمراجعة السرديات المختلفة لنشوء الدول، بل يقوم بتقديم رؤية حول فلسفة الدولة من منظور نقدي إنساني، تأخذ بعين الاعتبار التوتر القائم بين المفهوم والواقع، لا سيما واقع البلدان العربية.
الدافع الأساسي لهذا الكتاب يكمن في أمرين رئيسيين، الأول الإسهام في بلورة مفهوم الدولة وبحث قضاياها الرئيسية، والثاني أن موضوع الدولة حاسما بالنسبة إلى الانتقال الديمقراطي، لأنه لا يمكن الوصول إلى تعددية ديمقراطية في ظل شروخ اجتماعية عميقة تجعل الدولة هشة وغير قادرة على إنشاء نظام ديمقراطي تعددي.
النقطة الرئيسية التي ينطلق منها الكتاب هي ضرورة تعديل التعريفات الرائجة للدولة، وذلك بالاستقراء من واقع الدول، حتى لا تكون الدولة كمفهوم، مجرد فعل تنظيري منفصل عن الواقع، فالدولة مفهوم، وهذا صحيح بمعنى أنها توجد في التصور، لكن الدول موجودة بالتأكيد، ففي الواقع توجد مؤسسات، وهي كيانات واقعية.
الدولة الحديثة هي نتاج صيرورة تمايزات في وظائف السلطة ومؤسساتها، لكن هذه التمايزات كانت موجودة قبل تشكل الدولة بوصفها كيانا قائما بذاته، ويتصوره السكان بوصفه شاملا للحاكمين والمحكومين معا، وهذه التمايزات هي نتاج صيرورة تفاعل نظم الحكم وآليات السيطرة مع تطور المجتمعات.
لا يمكن فهم الدولة المعاصرة من دون مكون المواطنة الذي أصبح الوجه الآخر للسيادة، ففهم السيادة على أنها السلطة العليا على إقليم وسكانه لم يعد كافيا، كما أن مصطلحات غامضة مثل سيادة الشعب، لا تفي بالغرض، لأنها لا تدخل في تعريف الدولة، بل في التأسيس لطبيعة نظام الحكم.ولذلك ينبهنا د. بشارة إلى مسألة عدم الخوض في الدلالات الأصلية للفظ دولة في اللغة العربية والتي تفيد التغيير والتبدل، والمشتق من دال ويدول، ومقارنتها مع دلالة مفردة STATE التي تعني السكون والاستقرار، لأن الاختلاف في معاني الألفاظ لا يفسر الفرق بين حال الدول العربية والدول الأوروبية.
أيضا، لم تعد تداعيات كلمة "دولة" العربية تثير معاني التغيير والتبدل في أذهاننا، بل العكس تماما، حيث انقلبت الدلالة إلى عكسها.
وينطبق الأمر على دلالة اللفظ باللغة الإنكليزية، فقد كان لفظ STATE يعني في الأصل حالة أو وضعا، وكلمات مثل مكانة STATUS، وطبقة اجتماعية وإقطاعة ESTATE مشتقة منها، وقد تحول لفظ STATE ليعني دولة، إذ مر عبر STATUS، وهو اللفظ الذي ميز مكانة الحكام من المحكومين، ولا شيء هنا يشبه بالسكون والرسوخ.
السيادة
تُعرف الدولة الحديثة وفق فرضية الكتاب بالسيادة، أي الحق الحصري في التشريع والولاية القضائية على إقليم ترابي محدد سياسيا، ويتطلب ذلك بالضرورة احتكار الاستخدام الشرعي للعنف، كما يتطلب وجود جهاز بيروقراطي يدير الحكم والشؤون العمومية.
لكن هذه الخواص غير كافية لتعريف الدولة الحديثة وتمييزها عن نظم الدول القديمة، فإذا كان الحق الحصري في التشريع والاستخدام الشرعي للعنف هي سمات موجودة في الدولة القديمة وإن بدرجات، فإن ما يميز الدولة الحديثة هو المواطنة باعتبارها تجسيدا للسيادة.
وعند هذه النقطة يجري التمييز الجوهري بين الدولة والسلطة، فمن دون انتقال المحكومين إلى مواطنين لا يمكن الحديث عن الدولة، وإذا لم يحدث هذا الانتقال فسيبقى الوضع قائما بين رعية وسلطة حاكمة، لا دولة.
لا يمكن فهم الدولة المعاصرة من دون مكون المواطنة الذي أصبح الوجه الآخر للسيادة، ففهم السيادة على أنها السلطة العليا على إقليم وسكانه لم يعد كافيا، كما أن مصطلحات غامضة مثل سيادة الشعب، لا تفي بالغرض، لأنها لا تدخل في تعريف الدولة، بل في التأسيس لطبيعة نظام الحكم.
أيضا، ليست الديمقراطية شرطا للمواطنة، فالمواطنة هي وضعية الفرد القانونية في الدولة الحديثة، لكن المواطنة شرط الديمقراطية، وبهذا يعني بشارة بالمواطنة العضوية في الدولة والمساواة القانونية في المكانة، وهي لا تفترض المساواة الاجتماعية ولا الديمقراطية، ولا حيوية المجال العمومي، لكنها تضع الدول على مسار يقود إليها إذا توافرت الظروف والقوى الاجتماعية والسياسية التي تناضل لتحقيق هذه الأهداف.
يميز بشارة بسين شرعية الدولة (الحديثة) وشرعية الحكام، لا لأن ذلك من المسلمات، ولا لأنه يعكس الواقع في كل زمان ومكان، وهذا ليس صحيحا، بل لأسباب أربعة:
1ـ إن التمايز بين شخص الحاكم وجهز الحكم هو من مقدمات الدولة الحديثة.
2ـ إمكانية التمييز بينهما قائمة نظريا في مفهوم الدولة الحديثة ذاته.
3ـ من المفروض أن يميز الفاعلون السياسيون والاجتماعيون بين نظام الحكم الدولة إذا كان هدفهم تغيير نظام الحكم من دون المس بالدولة.
4ـ أصبح لدى المجتمع توقعات من السلطة تختلف عن توقعاته من الدولة.
كانت واجبات الدولة، حين كان المقصود بها الحكام، قليلة وغير قائمة على توقعات أو الالتزام بتحقيق توقعات منها لدى المجتمع، أما السلطات الحاكمة في العصر الحديث، فتدخل في علاقة تفاعلية مع المجتمع ضمن إطار يجمعهما، هو الدولة، وعلى ذلك فثمة توقعات من الناس والتزامات أيضا.
دول العالم الثالث
لم تنشأ الدولة العربية ودول العالم الثالث نتيجة لعملية مبكرة وتدريجية لمركزة السلطان والعنف، وسابقة على تأسيس الدولة الحديثة، فقد نشأت الدولة العربية ودول العالم الثالث إثر عملية مركزة قامت بها قوى أجنبية محتلة أو وصية، وحين قامت الدولة الحديثة دفعة واحدة، كان ثمة مصادر أخرى تقليدية أهلية للتشريع وجماعات مسلحة داخل الدولة، وقد تعاونت الدولة الحديثة ذات الشرعية التقليدية مع هذه الجماعات المسلحة (قبائل وغيرها) في بداية نشوء الدولة (العراق، الأردن، السعودية، المغرب) قبل ان تصطدم بها.
في آسيا وإفريقيا، اللتين تشهدان حروبا أهلية متكررة منذ نهاية حقبة الاستعمار، تُسلم جميع القوى السياسية الفاعلة تقريبا، بأن لا بديل من الدولة الحديثة في تنظيم عملية حكم إقليم وسكان.
ليست الديمقراطية شرطا للمواطنة، فالمواطنة هي وضعية الفرد القانونية في الدولة الحديثة، لكن المواطنة شرط الديمقراطية، وبهذا يعني بشارة بالمواطنة العضوية في الدولة والمساواة القانونية في المكانة
هنا، يركز بشارة في حالة دول العالم الثالث، بما فيهم البلدان العربية، على خطورة غياب الدولة، وخطورة وهم الاستغناء عنها، ونتائج هذا الغياب المروعة لناحية الفوضى التي تظهر آفات المجتمع كما حدث في بلدان الربيع العربي منذ عام 2011، كما يركز بشارة أيضا على مسألة تأسيس القدرة على التمييز بين الدولة والحكام ونظام الحكم، وهذه مسألة مهمة للغاية لأنها متعلقة بالحفاظ على استقرار الدولة، على الرغم من تغيير النظام.
وقد أعطى بشارة في أكثر من مناسبة أمثلة على ذلك، منها أن إسرائيل أجرت خمس انتخابات خلال السنوات الخمس الماضية من دون أن تتأثر مؤسسات الدولة التي بقيت تقوم بعملها رغم عدم وجود سلطة عمليا، في حين أن الانتخابات في مصر وتونس على سبيل المثال أدتا إلى احتراب سياسي اجتماعي أخذ في لحظات معينة أبعادا عنفية.
يرتبط الإشكال في الحالة العربية حسب بشارة في عدة أمور: قضايا الشروخ الاجتماعية العامودية، وهن مؤسسات الدولة غير الأمنية، تحول النظام الرئاسي المستبد في بعض الحالات إلى نظام شبه سلطان، ضمور المواطنة لناحية كونها الصلة بين الدولة والفرد متضمنة الحقوق والواجبات، تآكل ثقافة الدولة بمعنى ضعف تصور وجود مصلحة عمومية تخدمها مؤسسات الدولة، قرن الأنظمة السلطوية الولاء للنظام السياسي القائم بالوطنية وعدم الولاء بالخيانة الوطنية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه كتابه الدولة العربي المفاهيم كتاب عرب دولة مفاهيم مقالات مقالات صحافة رياضة صحافة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدولة الحدیثة العالم الثالث القانونیة فی نظام الحکم فی الدولة بشارة فی لا یمکن من دون
إقرأ أيضاً:
بالأرقام.. كم تنفق الدول العربية على صحة مواطنيها؟
بلغ حجم سوق خدمات الرعاية الصحية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 226.97 مليار دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن ينمو إلى 241.13 مليارا في 2024 وإلى 412.25 مليارا في 2032، مما يُظهر معدل نمو سنوي مركب 6.9% خلال الفترة المتوقعة وفقا لمنصة "فورتشن بيزنس إنسايتس".
ومن المتوقع أن يصل الإنفاق على الرعاية الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي -على سبيل المثال لا الحصر- إلى 135.5 مليار دولار بحلول عام 2027 وفقا للمنتدى الاقتصادي العالمي.
وينمو سوق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بسبب عوامل عدة، منها:
زيادة الإنفاق على الرعاية الصحية. الطلب المتزايد على هذه الخدمات. انتشار الأمراض مع زيادة عدد السكان. تزايد عدد كبار السن. المبادرات الحكومية لتحسين الوصول إلى الرعاية الصحية. زيادة الاستثمارات الخاصة في البنية التحتية للرعاية الصحية. الوعي المتزايد بأهمية الرعاية الصحية الوقائية.كما أن التقدم في التكنولوجيا وتبني الخدمات الصحية الرقمية وزيادة الشراكات بين القطاعين العام والخاص تعمل على تحسين وصول الرعاية الصحية إلى عامة السكان.
ومع ذلك، ثمة تفاوت كبير بين خدمات الرعاية الصحية ومستوى الإنفاق بين الدول العربية الغنية وبقية الدول العربية الأخرى.
وعالميا، بلغت قيمة سوق خدمات الرعاية الصحية 11.3 تريليون دولار في عام 2022، ومن المتوقع أن تصل إلى 19 تريليونا بحلول عام 2028، بنمو سنوي مركب بنسبة 8.96% خلال الفترة المتوقعة حسب ما ذكرت منصة "إنسايدر مونكي".
وتقدم الجزيرة نت في هذا التقرير بعضا من أبرز الدول العربية إنفاقا على خدمات الرعاية الصحية وحجم إنفاق هذه الدول، آخذين بعين الاعتبار مؤشرات عدة، ومن أهمها:
معدل إنفاق الفرد على الصحة: وهذا مؤشر أساسي لأنظمة تمويل الصحة، ويساهم في فهم إجمالي الإنفاق على الصحة نسبة إلى عدد السكان المستفيدين، معبرا عنه بالدولار الدولي الحالي وفقا لتعادل القوة الشرائية لتسهيل المقارنات الدولية، وذلك حسب قاعدة بيانات البنك الدولي لعام 2021 كعام مرجعي. متوسط العمر في الدولة لكلا الجنسين معا عام 2023 وفقا لمنصة "ورلد ببيوليشن ريفيو" اعتمادا على إحصاءات الأمم المتحدة (2023). موازنات الصحة للدول للعام 2024 كسنة مرجعية. 1- السعودية معدل إنفاق الفرد على الصحة: 3029 دولارا. متوسط العمر: 78.29 سنة. موازنة الصحة لعام 2024: 86.25 مليار ريال (23 مليار دولار).يظل القطاع الصحي على رأس أولويات الحكومة السعودية، وفي عام 2024 بلغت ميزانية وزارة الصحة السعودية 86.25 مليار ريال (23 مليار دولار) أو ما نسبته 7% من الميزانية العامة للدولة، وفقا لمنصة وزارة الصحة السعودية.
وبموجب رؤية 2030 تخطط الحكومة السعودية لاستثمار أكثر من 65 مليار دولار لتطوير البنية التحتية للرعاية الصحية في البلاد، وإعادة تنظيم وخصخصة الخدمات الصحية والتأمين، وإطلاق 21 مجموعة صحية في جميع أنحاء البلاد، وتوسيع نطاق تقديم خدمات الصحة الإلكترونية وفقا لمنصة إدارة التجارة الدولية الأميركي.
وبالإضافة إلى ذلك، تهدف السعودية إلى زيادة مساهمة القطاع الخاص في القطاع من 40 إلى 65% بحلول عام 2030، واستهداف خصخصة 290 مستشفى و2300 مركز صحي أولي، مما يخلق فرصا تجارية كبيرة للشركات في سوق الرعاية الصحية النامية في السعودية، حسب المصدر السابق.
6 مليارات دولار حجم موازنة الصحة في قطر 2024 (غيتي) 2- قطر معدل إنفاق الفرد على الصحة: 2952 دولارا. متوسط العمر: 81.9 سنة. موازنة الصحة لعام 2024: 21.8 مليار ريال (6 مليارات دولار).جاءت مخصصات الحكومة القطرية لقطاع الصحة في البلاد الأعلى في القطاعات الحيوية العشرة بقيمة 21.8 مليار ريال (6 مليارات دولار) في عام 2024، وتستحوذ على 11% من المصروفات الإجمالية المعلنة في الموازنة والبالغة قيمتها 202 مليار ريال (53.49 مليار دولار)، وهذا يدل على الاهتمام الكبير الذي توليه قطر للقطاع الصحي في البلاد.
وأطلقت قطر الإستراتيجية الوطنية للصحة 2024-2030 لتقديم مجتمع يركز على الصحة مدعوما بنظام صحي متكامل يركز على التميز السريري والاستدامة والابتكار.
ويمثل إطلاق الإستراتيجية الوطنية للصحة 2024-2030 المرحلة التالية في رحلة الصحة في قطر لتقديم أفضل النتائج الصحية لشعب قطر، وفقا لصحيفة العرب القطرية.
وحددت الإستراتيجية الوطنية للصحة 3 مجالات إستراتيجية ذات أولوية للعمل عليها تتمثل في:
تحسين صحة السكان ورفاهيتهم. التميز في تقديم الخدمات وتجربة المرضى. كفاءة النظام الصحي ومرونته.وبموجبها سيتم تحويل النظام الصحي في البلاد إلى نظام رقمي بالكامل، وتسعى الإستراتيجية الجديدة إلى تحقيق طموح القطاع الصحي المتمثل في "بناء مجتمع يركز على الصحة مدعوم بنظام صحي متكامل قائم على التميز السريري والاستدامة والابتكار".
3- الإمارات معدل إنفاق الفرد على الصحة: 4065 دولارا. متوسط العمر: 80.65 سنة. موازنة الصحة لعام 2024: 5 مليارات درهم (1.36 مليار دولار).تمثل الرعاية الصحية أحد أهم القطاعات الخدمية في الإمارات وتحتل مكانة خاصة في أجندة الحكومة، وتخصص الحكومة حصة كبيرة من ميزانيتها الاتحادية لقطاع الرعاية الصحية كل عام، وذلك من أجل توفير خدمات صحية ذات جودة عالية تلبي احتياجات المواطنين.
وبلغت الموازنة الاتحادية المخصصة للرعاية الصحية في دولة الإمارات 5 مليارات درهم (1.36 مليار دولار) عام 2024.
يشار إلى أن ثمة موازنة أخرى لكل إمارة على حدة، فمثلا قال المكتب الإعلامي لإمارة دبي إن الموازنة العامة لحكومة دبي اعتمدت بإجمالي نفقات قدره 246.6 مليار درهم (67.14 مليار دولار) للسنوات المالية 2024-2026.
وتسعى الإمارات إلى رقمنة أنظمة الرعاية الصحية واستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتوفير الوصول إلى منصة تمريض رعاية افتراضية "ذكية" تغطي أقسام الطوارئ وغرف العمليات ووحدات العناية المركزة ووحدات حديثي الولادة.
4- سلطنة عمان معدل إنفاق الفرد على الصحة: 1646.6 دولارا. متوسط العمر: 79.18 سنة. موازنة الصحة لعام 2024: 1.056 ريال (2.73 مليار دولار).تولي الحكومة العمانية اهتماما كبيرا بالصحة العامة لمواطنيها، ووصلت قيمة مخصصات الإنفاق على القطاع الصحي 1.056 مليار ريال عماني في عام 2024 مقابل 946 مليون ريال عام 2023، بزيادة نحو 11 مليون ريال، وفقا لصحيفة عُمان.
ويستحوذ قطاع الصحة على 22% من الإنفاق على الخدمات في السلطنة.
ووفق بيانات نشرتها منصة "استثمر في عُمان" عن الآفاق الاستثمارية في القطاع الصحي، يوجد في سلطنة عمان 88 مستشفى بسعة 7 آلاف سرير، إضافة إلى 487 مركزا صحيا، ويحتاج القطاع الصحي إلى 13 ألفا من المتخصصين في المجالات الصحية بحلول عام 2040.
5- الكويت معدل إنفاق الفرد على الصحة: 2908.3 دولارات. متوسط العمر: 80.63 سنة. موازنة الصحة لعام 2024: 2.75 مليار دينار (8.9 مليارات دولار).سجلت الكويت أحد أعلى مستويات الإنفاق على الرعاية الصحية كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي في دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك بفضل خطة التنمية الإستراتيجية لرؤية 2035.
وبحسب تقرير صادر عن مؤسسة "بي إم آي"، فإن الإنفاق الصحي في البلاد كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي بلغ 5.1% في عام 2023.
10 مليارات دولار موازنة الصحة في مصر العام 2024 (غيتي) 6- مصر معدل إنفاق الفرد على الصحة: 615 دولارا. متوسط العمر: 72.2 سنة. موازنة الصحة لعام 2024: 496 مليار جنيه (10 مليارات دولار).خصصت حكومة مصر 469 مليار جنيه (نحو 10 مليارات دولار) للقطاع الصحي بموازنة العام المالي الحالي 2025/2024.
ويتمتع 66% من السكان بتغطية تأمين صحي عام (نحو 77 مليون مواطن) وفقا لتقديرات وزارة الصحة والسكان لعام 2023، مما قد يترك الملايين في مصر بدون تغطية، حسب ما ذكرت منظمة العفو الدولية.
ويعاني نظام الرعاية الصحية العام في مصر من نقص في أسرّة المستشفيات العامة، إذ يوفر 1.4 سريرا فقط لكل ألف شخص، وهو أقل بكثير من المتوسط العالمي البالغ 2.9 سرير لكل ألف شخص.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اقترح في أكتوبر/تشرين الأول 2023 أن تبني الحكومة مستشفيات وأن تحولها إلى القطاع الخاص لإدارتها بسبب سوء إدارة الحكومة للمستشفيات العامة، وهو ما أدى إلى صدور قانون جديد بالفعل في يونيو/حزيران 2024، والذي يسمح للقطاع الخاص بتشغيل وإدارة المرافق الصحية العامة على أساس الربح.
ولا يتضمن القانون أي لوائح سعرية، مما يمنح المستثمرين من القطاع الخاص والحكومة سلطة تقديرية لتحديد الأسعار على أساس كل حالة بصورة مستقلة.
وقالت منظمة العفو الدولية إن القانون الجديد لخصخصة الرعاية الصحية في مصر من شأنه أن يعرّض للخطر إمكانية الوصول إلى الخدمات الصحية وتوافرها، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يفتقرون إلى التأمين الصحي و/ أو يعيشون في فقر.
7- الجزائر معدل إنفاق الفرد على الصحة: 672.25 دولارا. متوسط العمر: 77.54 سنة. موازنة الصحة لعام 2024: 848 مليار دينار (6.35 مليارات دولار).اعتمدت الحكومة الجزائرية مبلغ 848 مليار دينار جزائري (6.35 مليارات دولار) ميزانية القطاع الصحي في البلاد لعام 2024.
وكشف وزير الصحة الجزائري عبد الحق سايحي عن تخصيص مبلغ 238 مليار دينار (1.78 مليار دولار) للوقاية، و17 مليار دينار (127.4 مليون دولار) للتدريب، و551 مليار دينار (4.13 مليارات دولار) للإدارة العامة وتسيير المؤسسات والمستشفيات وشراء الأدوية.
ويعاني النظام الصحي في الجزائر من نقص الأدوية والمعدات والموظفين، مما يعطل الاستجابة الفعالة.
6.4 مليارات دولار حجم موازنة الصحة في الجزائر عام 2024 (غيتي) 8- المغرب معدل إنفاق الفرد على الصحة: 515.76 دولارا. متوسط العمر: 75.43 سنة. موازنة الصحة لعام 2024: نحو 31 مليار درهم (3 مليارات دولار).تبلغ الميزانية الإجمالية المخصصة لقطاع الصحة والحماية الاجتماعية في 2024 نحو 31 مليار درهم (3 مليارات دولار)، بزيادة إجمالية تقدر بـ55 % مقارنة بميزانية سنة 2021 كما أعلن رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش.
من جهة أخرى، أكدت وزيرة الاقتصاد والمالية نادية فتاح العلوي أن الحكومة سترفع ميزانية قطاع الصحة والحماية الاجتماعية بـ1.9 مليار درهم في عام 2025 مقارنة بالسنة الجارية لتصل إلى 32.6 مليار درهم (3.25 مليارات دولار).
ويواجه نظام الرعاية الصحية المغربي تحديات، مثل التفاوت في الموارد، وعدم كفاية التمويل، والأمراض غير المعدية، ومع ذلك فإن الإنجازات مثل التغطية الصحية الشاملة وتحسين المؤشرات الصحية تُظهر تقدما.
ولتعزيز النظام فإن معالجة التفاوت في الموارد، وزيادة التمويل والقوى العاملة، وإدارة الأمراض غير المعدية، وتبني التقنيات الرقمية، والتركيز على الوقاية كلها أمور ضرورية، ويمكن لهذه الخطوات أن تمهد الطريق لنظام رعاية صحية فعال وشامل ومركّز على المريض في المغرب.
أكثر من مليار دولار موازنة الصحة في الأردن للعام 2024 (شترستوك) 9- الأردن معدل إنفاق الفرد على الصحة: 738.52 دولارا. متوسط العمر: 76.83 سنة. موازنة الصحة لعام 2024: 766 مليون دينار (1.08 مليار دولار).ارتفعت موازنة وزارة الصحة المقدرة للعام 2024 إلى 766 مليون دينار (1.08 مليار دولار) بعد أن كانت 701 مليون دينار (988.5 مليون دولار) للعام 2023 بزيادة قدرها 65 مليون دينار (91.6 مليون دولار)، وفقا لصحيفة الغد الأردنية.
ويملك الأردن نظاما صحيا متطورا مقارنة بغيره من الدول المجاورة، إذ بلغ مجموع عدد المستشفيات في المملكة 119، بمجموع عدد أسرّة يقارب 16.2 ألف سرير.
ومع ذلك، يواجه القطاع الصحي في البلاد العديد من المشاكل والتحديات، مثل ضعف الحوكمة، والضغط الكبير على المنشآت الصحية، وتباعد المواعيد، ووجود تجارب سلبية لدى بعض المراجعين، وعدم وضوح آليات حماية المريض من الأخطاء الطبية، والانتشار المرعب لوباء التدخين، والشكاوى من أن الطب في الأردن تحول إلى تجارة.
10- تونس معدل إنفاق الفرد على الصحة: 784.1 دولارا. متوسط العمر: 77.16 سنة. موازنة الصحة لعام 2024: 3.93 مليارات دينار (1.25 مليار دولار).تعد ميزانية وزارة الصحة الأضخم بعد ميزانيات وزارة التربية والصناعة والداخلية والدفاع، وتمثل 5.5% من مشروع الميزانية العامة للدولة في سنة 2024.
ماذا عن الوضع في العالم؟تشير بيانات منظمة الصحة العالمية في تقرير الإنفاق الصحي العالمي لعام 2023 إلى الإنفاق على الصحة بلغ في عام 2021 مستوى مرتفعا جديدا وصل إلى 9.8 تريليونات دولار أو 10.3% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، تزامنا مع تفشي جائحة "كوفيد-19".
وبلغ متوسط الإنفاق الفردي على الصحة نحو 4 آلاف دولار في البلدان ذات الدخل المرتفع، وفق تقرير المنظمة.
وبحسب بيانات الصادرة عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (أو إي سي دي) في عام 2022، وذكرته منصة إنفستوبيديا:
تحتل الولايات المتحدة المرتبة الأعلى في الإنفاق على الرعاية الصحية بين الدول المتقدمة في العالم بـ12 ألفا و555 دولارا للفرد. احتلت سويسرا المرتبة الثانية من حيث أعلى ميزانية للرعاية الصحية، إذ بلغ الإنفاق 8049 دولارا للفرد. تحتل ألمانيا والنرويج والنمسا الثالثة والرابعة والخامسة على التوالي، إذ يبلغ الإنفاق لكل منها ما بين 7 آلاف و8 آلاف دولار للفرد.