موقع 24:
2024-07-04@05:55:49 GMT

تقرير: على واشنطن ألا تؤجج الصراعات في آسيا الوسطى

تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT

تقرير: على واشنطن ألا تؤجج الصراعات في آسيا الوسطى

على الرغم من تراجع الأهمية الإستراتيجية لمنطقة آسيا الوسطى بالنسبة للولايات المتحدة، بعد انسحاب قواتها من أفغانستان قبل حوالي عامين، إلى أن الوجود العسكري لها في المنطقة يهدد بالتعرض لخسائر وتكلفة لا داعي لها، بسبب انخراطها في خلافات وصراعات المنطقة.

أي محاولة أمريكية لدعم طاجيكستان عسكرياً سيزيد التوترات مع الصين

وفي تحليل نشرته مجلة "ناشيونال إنتريست" الأمريكية، يقول المحلل السياسي أليكس ليتل المتخصص في شؤون آسيا الوسطى وروسيا، إن "الولايات المتحدة قد تجد نفسها في مواجهة غير مباشرة مع تركيا شريكتها في عضوية حلف شمال الأطلسي، لأن واشنطن تدعم طاجيكستان، في حين تدعم أنقرة قيرغيزستان اللتين اقتربتا من الانخراط في جولة صراع مسلح جديد  بعد جولتي 2021 و2022".

ويقول ليتل خريج جامعة "جورجيا تك" الأمريكية، إنه منذ انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان في 31 أغسطس (آب) 2021، تراجع اهتمام واشنطن الأمني بمنطقة آسيا الوسطى مع إغلاق قواعدها العسكرية المؤقتة في كل من أوزبكستان وقيرغيزستان.

وعلى الرغم من ذلك مازالت واشنطن منخرطة في الشؤون الأمنية لدول آسيا الوسطى، حيث قدمت مساعدات أمنية لطاجيكستان منذ استقلالها عن الاتحاد السوفيتي السابق بنحو 330 مليون دولار، وضمت قائمة المساعدات مئات العربات العسكرية ومركز تدريب شامل ودعم جهود إدارة الحدود والجمارك.. ونتيجة لذلك أصبحت  الولايات المتحدة أكبر دولة مانحة للمساعدات الأمنية لطاجيكستان، على الرغم من أن روسيا هي أهم شريك تجاري وأمني لها.

The potential for another border clash between Kyrgyzstan and Tajikistan is becoming more likely as the two countries engage in an arms race. https://t.co/DtRoampWFX

— National Interest (@TheNatlInterest) September 22, 2023

وفي المقابل، فإن التضامن التركي الشامل يدفع تركيا لدعم قيرغيزستان في نزاعها مع طاجيكستان بتزويدها بالطائرات المسيرة  "بيراقدار تي.بي2" وأكسونجور وأنكا، وكانت تركيا أول دولة تعترف باستقلال قيرغيزستان واعتبرت المحافظة على استقرارها وتنميتها أولوية تركية.. علاوة على ذلك، يمكن لتركيا توسيع نفوذها في الدول ذات العرقية التركية في آسيا الوسطى في حين تنشغل روسيا بالحرب في أوكرانيا.

ومع انحياز دولتين عضوين في الناتو إلى طرفين متصارعين سيتصاعد التوتر بين واشنطن وأنقرة من دون داع، ومنذ أوائل القرن الحالي تدهورت العلاقات بين البلدين بسبب الخلافات بينهما بشأن الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.. في الوقت نفسه فإن تنافس الولايات المتحدة غير المباشر مع تركيا من خلال تزويد طاجيكستان بالسلاح، يهدد علاقة دبلوماسية مهمة وإن كانت مضطربة بالنسبة لواشنطن.

والحقيقة هي أن الولايات المتحدة لن تتأثر بشكل مباشر بالتطورات الأمنية في آسيا الوسطى وبخاصة بعد انسحاب قواتها من أفغانستان، وعلى الرغم من الانسحاب تحتفظ واشنطن ببعثة هدفها المحافظة على سيادة دول آسيا الوسطى من خلال التعاون  الأمني معها، عبر منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وبرنامج الشراكة من أجل السلام الخاص بحلف الناتو والأمم المتحدة.

والأفضل أن تتولى الدول التي تتأثر بشكل مباشر بأي اضطرابات في آسيا الوسطى التعامل مع التحديات الأمنية في المنطقة، فمصالح الصين وروسيا في آسيا الوسطى كبيرة للغاية، حيث تعتبر موسكو  أبرز مصدر للمساعدات الأمنية والعسكرية.. في حين أن بكين مستثمر مهم  في المنطقة، وتستهدف روسيا بشكل أساسي منع انتشار خطر "الإسلام الأصولي" والذي ترى أن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان أدى إلى تفاقمه في آسيا الوسطى، كما تضم قائمة الهواجس الأمنية الكبيرة لروسيا في آسيا الوسطى تهريب المخدرات وتهريب البشر والهجرة غير الشرعية والإرهاب.. كما أن الوجود الأمني الروسي في المنطقة يخدم الصين لأنه يحمي مصالحها الاقتصادية المتنامية في قطاعات النقل والطاقة بآسيا الوسطى.

ومع تراجع الحضور الأمني لروسيا في آسيا الوسطى نتيجة تركيزها على حربها ضد أوكرانيا، أصبحت الصين القوة الأمنية الأنسب للعمل في المنطقة، وتتجاوب طاجيكستان وقيرغيزستان مع الحضور الصيني في المنطقة والذي يشمل التدريبات العسكرية، ونقل المعدات العسكرية، وإقامة البنية التحتية الأمنية، ونشر شركات الأمن الخاصة.. لذلك فأي محاولة أمريكية لدعم طاجيكستان عسكرياً سيزيد التوترات مع الصين.

كما أن الولايات المتحدة لا تسيطر بالقدر الكافي على طريقة استخدام المعدات العسكرية والأسلحة بمجرد تسليمها لحكومة أجنبية.. وفي حين لا تعتزم الولايات المتحدة دعم طاجيكستان في صراعها ضد قيرغيزستان، فإن أغلب المعدات العسكرية لتي تقدمها لها مثل أجهزة الرؤية الليلية تستخدم في المنطقة الحدودية الملتهبة بين البلدين.. وبدلاً من المساهمة غير المطلوبة في تأجيج التوترات بآسيا الوسطى، على الولايات المتحدة التعاون مع تركيا من أجل تشجيع المحادثات الدبلوماسية بين دوشانبي وبشكيك.. وكعضوين في حلف الناتو، أمام واشنطن وأنقرة فرصة لتجنب أي تدهور جديد في العلاقات من خلال وضع حد لصراع بسيط لا يمثل أهمية إستراتيجية لواشنطن.

ويختتم ألكسي ليتل تحليله بالقول إنه "على الولايات المتحدة العمل على تقليص ثم وقف برامج إرسال المعدات العسكرية لدول آسيا الوسطى ومنها طاجيكستان، فمع  الوجود العسكري الروسي والصيني والقدرات العسكرية في طاجيكستان يمكن القول إنها تستطيع الدفاع عن نفسها".. وفي المقابل لا يوجد أي سبب مقبول لكي تقوم الولايات المتحدة بدور روسيا والصين من خلال دعم القدرات الدفاعية لطاجيكستان، وقد حان الوقت لكي تنخرط واشنطن في المنطقة بطرق مختلفة  تنأى بها عن ماضيها العسكري فيها.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني أمريكا تركيا الصين آسيا الوسطى الولایات المتحدة المعدات العسکریة فی آسیا الوسطى من أفغانستان على الرغم من فی المنطقة من خلال فی حین

إقرأ أيضاً:

واشنطن تعلق على تصنيف حزب الله بجامعة الدول العربية

أكد نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، الاثنين، أن الولايات المتحدة ستواصل حث الحكومات في جميع أنحاء العالم على حظر حزب الله، أو تقييده.

وقال باتيل تعليقا على قرار الجامعة العربية عدم اعتبار حزب الله منظمة إرهابية، "نعتقد أنه لا يوجد سبب لاتخاذ خطوات لإزالة هذا التصنيف، وليس هناك شك في أن حزب الله يظل منظمة إرهابية خطيرة، وقوة مزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط".

وأشار في بيان، إلى أن 16 حكومة من جميع أنحاء العالم استجابت لدعوة حظر حز ب الله أو تقييده منذ عام 2019.

ولفت إلى أن "وقت المساومة انتهى، وحان الوقت لوقف إطلاق النار"، مؤكدا استمرار العمل مع مصر وقطر اللتين تحاولان الضغط على حماس لردم الهوة، بشأن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

وأضاف: "اتفقنا نحن وشركاؤنا على أن الصفقة يجب أن ترتكز على مبادئ اقتراح وقف إطلاق النار الذي يدعمه المجتمع الدولي بأكمله".

وأوضح نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية، أن الولايات المتحدة لا تزال تشعر بالقلق إزاء مستوى العنف بين إسرائيل وحزب الله، مؤكدا استمرار العمل للتوصل إلى حل دبلوماسي يسمح للإسرائيليين واللبنانيين بالعودة إلى منازلهم والعيش في سلام وأمن.

وأضاف: "على مواطني الولايات المتحدة في لبنان أن يضعوا خططهم الخاصة للمغادرة، وليس لدي أي إعلان بشأن أي إجلاء للمواطنين العاديين من لبنان".

وتابع قائلا "ما يمكنني قوله أن حكومة الولايات المتحدة تظل مجتهدة في التخطيط والإعداد لأي وجميع حالات الطوارئ المحتملة".

وتشهد المناطق الحدودية بين لبنان وإسرائيل توترا وتصعيدا متبادلا، وذلك منذ الثامن من أكتوبر الماضي على خلفية الحرب التي يشهدها قطاع غزة.

ومنذ بدء التصعيد، قتل 481 شخصا في لبنان بينهم 94 مدنيا على الأقل و313 مسلحا من حزب الله، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية. من جانبها، أعلنت إسرائيل مقتل 15 عسكريا و11 مدنيا.

مقالات مشابهة

  • واشنطن تدين اختطاف «الحوثي» طائرات «اليمنية»
  • واشنطن تدين استيلاء الحوثيين على طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية
  • وسائل إعلام سعودية: واشنطن تتراجع عن خططها في مواجهة الحوثيين
  • القوة والنفوذ في آسيا: من سيفرض هيمنته؟
  • تقرير أمريكي يكشف عجز قدرات واشنطن البحرية
  • عليموف يمتدح مبادرة "حزام واحد" وينتقد نشاط واشنطن وبروكسل في آسيا الوسطى
  • مادورو يعلن استئناف الحوار مع واشنطن رغم العقوبات
  • واشنطن.. حادثة طعن في إحدى محطات المترو
  • واشنطن تعلق على تصنيف حزب الله بجامعة الدول العربية
  • تقرير أميركي عن الاتجار بالبشر في مصر