شبكة انباء العراق:
2025-04-07@09:44:08 GMT

خيطوا حلوقكم

تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT

بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..

كان المعلمون في مدارسنا الابتدائية يطالبون صغار التلاميذ بالهدوء والتوقف عن الكلام، فيأمرونهم بالسكوت بعبارة حاسمة حازمة: (خيطوا حلوقكم). والحلق: هو الفم والبلعوم واللسان. .
اللافت للنظر ان سياسة تكميم الأفواه وتخييط الحلوق عادت إلى الظهور من جديد في معظم مؤسساتنا الحكومية لإسكات أصوات المعترضين والمعارضين والمنتقدين.

تارة بصيغة التهديد المباشر باتصال هاتفي يأتيك من رئيس الفريق الاعلامي التابع للمسؤول الحكومي. وتارة يستدعيك المسؤول نفسه للمثول بين يديه، لكي تأخذ حصتك من التقريع والترويع. وأحيانا تجد نفسك منفياً خارج واقعك الجغرافي وخارج اختصاصك المهني، وربما يتعرض منزلك للمداهمة بعد منتصف الليل بقوة مسلحة، وعناصر مقنعة، وبيدهم مذكرة قبض صادرة من جهة رسمية بناءً على شكوى تقدم بها ضدك مديرك الأعلى. .
في ظل هذه الاجواء البوليسية المؤمنة بسياسة التكميم والتعتيم والخنق والاسكات التعسفي. تطوع بعض الخبراء والمهنيين الشجعان للظهور على شاشات الفضائيات في حوارات مباشرة تحوم حول الملابسات المصيرية والخروقات الإدارية، فجاءتهم التهديدات المزلزلة من القوى الفوقية بوجوب الالتزام بعدم الظهور الاعلامي في الفضائيات، ثم خيروهم بين السكوت والاستقالة. وبين السبات والبطالة. .
فالموظفون غير مسموح لهم الآن بالتحدث في اللقاءات المتلفزة. وغير مصرح لهم بكتابة المقالات، أو تدوين التعليقات على صفحات منصات التواصل. .
فالموظف الآن خاضع بالكامل لقوة صارمة ترغمه على السكوت الأبدي. وغير مسموح له بالمطالبة بحرية التعبير في ظل شيوع سياسة تخييط الحلوق والأفواه. .
فاحذر الحقود إذا تسلط، والجاهل إذا قضى، واللئيم إذا حكم، والفاشل إذا تكبر، والغبي إذا تجبر، والمتحزب إذا سيطر. فقد يعتلي ظهر الجياد ذبابُ، ويقود أسراب الصقور غرابُ.لكن ما يدمي الفؤاد مرارة. أسدٌ وتنبح فوقهن كلابُ. .

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

أمريكا.. وفشل سياسة العصا الغليظة

يمانيون/ تقارير يبدو من منطلق الأحداث والوقائع أن أمريكا تسير في طريق الزوال، هذا ما تؤكده قرارات الرئاسة الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يستعدي العالم كله بما فيهم أصدقاء وحلفاء واشنطن المقربين في أوروبا.

هذا الرئيس المعتوه لم يعد بمقدوره التفريق بين أصدقاء وحلفاء وأعداء، ويوزع اتهاماته في مختلف الاتجاهات، وهذا مؤشر خطير على دخول العالم في حقبة جديدة من العلاقات الدولية أشبه بما أحدثته بروستوريكا ميخائيل جرباتشوف، التي أدت إلى انهيار الاتحاد السوفيتي.. إنها الخطوات نفسها التي اتبعها جورباتشوف يخطوها ترامب الآن، الامر الذي سيؤدي إلى انهيار أمريكا وتفككها، وهذا أصبح مطلب لكل دول العالم، التي تضررت من السياسات الأمريكية.. الشيء المؤكد أن الشعوب لا تنسى ما حاق بها من ظلم وإنما ترحلها إلى وقت يكون الرد فيها مناسباً.

المنطقة العربية أكثر المناطق في العالم التي اكتوت بالظلم الأمريكي خلال عقود من الزمن، وها هو رد العدوان قد بدأ على يد القوات المسلحة اليمنية في البحرين الأحمر والعربي، ويتابع العالم كله فصوله أولاً بأول، حيث فرضت هذه المواجهة مساراً جديداً بين القوات البحرية اليمنية وبحرية أمريكا وبريطانيا.

تؤكد النتائج الأولية للمواجهة أنها لصالح البحرية اليمنية، التي تجاوزت ما يمكن تسميته بعقدة سيدة البحار (بريطانيا) والجبروت البحري الأمريكي، ما جعل العالم يتابع بذهول ما تسطره البحرية اليمنية من انتصارات مذهلة الأمر الذي دفع العدوان الأمريكي أمام هذه الهزائم إلى القصف العشوائي لأهداف مدنية، وهذا منطق العاجز المهزوم في ميدان المعركة، والدليل على ذلك استهداف تجمع قبلي في إحدى المناطق، قال عنه ترامب إنه تجمع عسكري كان يخطط لتنفيذ هجوم بحري.

القصف كان ضد تجمع مدني في مناسبة اجتماعية قد تكون صلحاً عشائرياً أو حفل زفاف أو احتفال بعيد الفطر، فاليمنيين لا يتجمعون في الحروب بمجاميع كبيرة..

هذه المسألة تدل على شيئين اثنين، أولاً: العجز العسكري في المواجهة، وثانيا: فشل استخباراتي ذريع في تحديد الأهداف ونوعيتها، ولجرائم الأمريكيين ضد الأهداف المدنية تاريخ طويل، ولعل أهمها قصف صالتي الأعراس والعزاء في صنعاء، والذي أدانه العالم كله.

لقد وقع العالم في فخ التضليل الإعلامي الأمريكي والغربي، فعلى مدى عقود من الزمن نسمع ونشاهد ونقرأ عن القدرات العسكرية الأمريكية المذهلة، بالتأكيد هذه المقولة صحيحة، لكن مواجهتها ليست مستحيلة إذا ما وجدت الرغبة الصادقة في ذلك.

إن المسألة المنطقية والمعقولة والمقبولة لدى سكان الأرض هو تفكيك الولايات المتحدة الأمريكية، التي جرعت العالم ويلات الحروب والدمار، والآن حان الوقت لأمريكا أن تشرب من الكأس نفسه الذي جرعته للعالم.

مقالات مشابهة

  • بعد خروجه من المستشفى.. البابا فرنسيس يشارك في قداس خاص للمرضى على كرسي متحرك
  • شاهد.. الظهور الأول لـ بابا الفاتيكان في ساحة القديس بطرس منذ خروجه من المستشفى
  • أخبار التوك شو| أحمد موسى: غير مسموح لأي كائن على وجه الأرض التدخل في شئون مصر الداخلية.. سمير فرج: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة
  • جامعة المستقبل تستعد لانعقاد الملتقى الاعلامي الحواري الرابع
  • أحمد موسى: غير مسموح لأي كائن على وجه الأرض التدخل في شؤون مصر الداخلية
  • أمريكا.. وفشل سياسة العصا الغليظة
  • ما هي أهداف سياسة ترمب التجارية المفترسة؟
  • تلفزيون لبنان يمنع إعلامية من الظهور بالحجاب.. القصة الكاملة
  • اجتماع (أوبك+) يبقي على سياسة إنتاج النفط دون تغيير
  • قضية رأي عام .. تلفزيون لبنان يمنع مذيعة من الظهور بسبب الحجاب