الإصلاح على نفقة الشعب
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
جرت السياقات السياسية الموروثة في البلدان النامية، ومنها البلدان العربية طبعاً، على تحميل الشعب أعباء الإصلاحات المزعومة، فالشعب هو الذي يدفع ثمنها بالعاجل أو الآجل، وهو الذي يتحمل نفقاتها. بينما يقتصر دور الحكومات على الإعلان عن نواياها (الاصلاحية) ومزاعمها البرّاقة في الارتقاء بمستوى البلدان نحو الافضل، وما إلى ذلك من شعارات ووعود وخطط وهمية.
مثال على ذلك نذكر ان الحكومة العراقية اتفقت مع رؤساء الكيانات السياسية على تمرير قانون التقاعد القسري رقم 26 لسنة 2019 بدعوى إصلاح الشأن الإداري وإفساح المجالات الوظيفية لتشغيل الشباب العاطلين عن العمل، فتمت احالة ثلاثة مواليد دفعة واحدة إلى التقاعد، من دون ان تلتزم الحكومة بوعودها في تفعيل الوظائف الشاغرة. فخسر المتقاعدون وظائفهم من جهة، وتبددت أحلام اللاهثين وراء سراب الإصلاح من جهة أخرى. .
أحيانا تسري حمى الاصلاح بين شرائح الناس، فتترك تداعياتها على الموظف البسيط، فيفقد مخصصاته، وتضيع حوافزه المهنية، وتتبخر ارباحه السنوية، ويخضع لضغوطات ومنغصات لا حصر لها مقابل تحقيق مشاريع الإصلاح المزعومة. واحيانا ترتفع مبالغ الرسوم الضريبية والجمركية، وترتفع معها أسعار السلع الاستهلاكية، وأجور الخدمات وأجور التعليم في رياض الاطفال، وفي المدارس والكليات الاهلية، وأجور المستشفيات والرعاية الطبية. .
وقد يُتهم الشعب في الافراط بالإنجاب، فيكون هو المسؤول الأول عن إرتفاع مؤشرات التعداد السكاني، وتنسحب هذه الاتهامات على إنخفاض الحصص التموينية، وشحة الغذاء والدواء، وارتفاع معدلات البطالة، وما إلى ذلك من اتهامات وردت مراراً وتكراراً على ألسنة رؤساء الحكومات كلما عصفت بهم الأزمات الخانقة. فالحكومات هي التي تقلب المفاهيم وتعكسها على المواطن، فتسوّق الشعب إلى الاعتقاد أنه متآمر على نفسه. وانه غير جدير بالإصلاح. وهذا ما تراه القيادات الثورية في بعض البلدان. من دون ان تدرك ان ثمن الاصلاح الحقيقي أقل بكثير من ثمن الثورات والانقلابات والمواجهات المسلحة. .
اما إذا واصلت السلطات الحاكمة اخفاقاتها المتعاقبة فان الشعب هو الطرف العاجز الذي تطالبه الحكومات بتحمل عواقب الفشل وتراكمات الديون الخارجية. .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
المشروع الصهيوني يسعى إلى مصادرة المقدسات ليس فقط المسجد الأقصى بل ومكة والمدينة
يمانيون/ صنعاء أكد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن الرئيس ترامب يعبّر عن التوجهات الأمريكية بشكل صريح ومكشوف.
ولفت قائد الثورة في كلمة له عصر اليوم الثلاثاء، بذكرى الهروب المُذل للمارينز الأمريكي من العاصمة صنعاء، إلى أن العادة في الأسلوب الأمريكي هو اعتماد الخداع وأن يكون هناك غطاء بعناوين زائفة.
وأوضح أن الأمريكيون يجيدون نهب الشعوب والاستئثار بخيراتها ويعطون لذلك عناوين زائفة، حيث وترامب يتحدث بصراحة ولا يتحمل أن يقدم تلك العناوين التي تغطي الأهداف الحقيقية للأمريكي، مبيناً أن الواقع يشهد على الطمع والشجع الأمريكي في كل المراحل.
وقال السيد القائد إن الأمريكيين يتعاملون باستغلال إلى أقصى حد، ويعتبرون الانبطاح أمامهم والقبول بهم فرصة ثمينة لإحكام سيطرتهم، وهم أيضا لا يتعاملون باحترام مع الآخرين ليقابلوا الإيجابية بمثلها، مضيفاً أن الأمريكي متوحش ومستكبر ومفلس من الأخلاق والقيم وجشع جدا ويعمل على استغلال البلدان دون اعتبار حقوقها وحريتها، كون المصالح هي الاعتبار الأول بالنسبة للأمريكي والذي يتحرك على أساسه ويتعامل من خلاله مع البلدان ومع أمتنا الإسلامية، مؤكداً أن الأمريكي مع الطمع يحمل الحقد والنظرة المستهترة، وليس للمسلم عنده أي قيمة سواء كان عربيا أو غير عربي.
وأفاد أن التودد للأمريكي والاسترضاء له لا يقرب من الأمريكي لينظر نظرة إيجابية ومحترمة، إنما ينظر لمن يتودد له نظرة محتقرة بشكل أكثر، لافتاً إلى أن المشروع الأمريكي الإسرائيلي هو مشروع تدميري عدواني يستهدف أمتنا استهدافا خطيرا بهدف احتلال رقعة جغرافية كبيرة من بلدان أمتنا، بالإضافة إلى أن المشروع الأمريكي الإسرائيلي يسعى إلى مصادرة المقدسات، ليس فقط المسجد الأقصى بل ومكة والمدينة هي جزء من المشروع الصهيوني.
وأشار قائد الثورة أن المشروع الصهيوني واضح في كل أدبياته، كتابات، كتب، مؤلفات، خطط، تصريحات، حقائق واضحة وليست مسألة ادعاء أو اتهامات، كما أن الصهاينة يصرحون بسعيهم للسيطرة المباشرة والاحتلال المباشر على رقعة جغرافية كبيرة من هذه الأمة تحت عنوان “إسرائيل الكبرى”، منوهاً إلى أن المشروع الصهيوني في أهدافه هو مشروع كبير وخطير جدا وصعب التنفيذ لأنه تدميري جدا ويستهدف أمة بأكملها، ولكن هم يعملون على تنفيذه من خلال مراحل.
وبين أن المشروع الصهيوني يريد من بقية البلدان أن تبعثر وتُجزأ وتكون خاضعة للسيطرة الأمريكية وفي وضعية من الضعف والبعثرة والشتات والغرق في الأزمات والتناحر تحت كل العناوين، مبيناً أن المواقع الجغرافية الأكثر مناسبة للقواعد العسكرية تكون لصالح الأمريكي والإسرائيلي وحتى الثروة البشرية بالشكل الذي تفيد الأمريكي والإسرائيلي.
وأردف السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي قائلاً: “العدو يسعى لسلب الأمة من كل ما هو معنوي من مبادئ وقيم، من كل الهدى الإلهي الذي يمكن أن يبنيها لتكون بمستوى المواجهة”، مشيراً إلى أن الأعداء يستهدفون كل ما يمكن أن يبني هذه الأمة لتحظى برعاية من الله ونصره ولتكون في مستوى إعاقة المشروع الصهيوني، موضحاً أن جزء كبير من نشاط الأعداء يستهدف الأمة على المستوى الثقافي والفكري على مستوى الإضلال والإفساد والتمييع الأخلاقي، فهم يستهدفون أمتنا وخاصة الشباب بالحرب الناعمة ومن خلال نشر الفواحش والرذائل والمخدرات والخمور.
وذكر أن الأمريكي يستخدم التعليم للإضلال ويخترق الإعلام للتأثير على الرأي العام لكي يحمل التصورات التي تخدمه، مضيفاً أن التوجه الأمريكي يشكل خطورة على كل أمتنا بدون استثناء، وإن كانت الخطورة تستهدف بلدانا معينة بشكل أكبر، لكنه يؤجل استهداف البقية لمراحل قادمة، موضحاً أن المشروع الصهيوني تدميري وعدواني لا يمكن التأقلم معه، وسيخسر أي شعب يريد أن يتأقلم معه في دنياه وآخرته، ومن يريد أن يتأقلم مع المشروع الصهيوني سيخسر كرامته الإنسانية وعزته الإيمانية وستطمس هويته.