المولد النبوي..محطة مهمة لتقييم أعمالنا
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
تطل علينا ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم كل عام في 12 شهر ربيع الأول لتذكر كل المسلمين بنبيهم الكريم الذي حمل على عاتقه أعظم وأشرف رسالة عرفها التاريخ البشري والتي كانت فاتحة خير لعهد جديد تحول فيها الإنسان من كائن ضعيف مستعبد إلى رجل قوي مستخلف تعتز بحريته وكرامته.
هذه الذكرى الخالدة في ذاكرة الأمة الإسلامية هي قيمة عظيمة نستلهم منها الموجبات للأعمال الطيبة لذلك يجب ألا تمر مرور الكرام وأن لا يكتفي المسلمين بمجرد الفرحة والاحتفال بها وهو الأمر الذي أصبح روتينياً يتكرر كل عام , بل يجب أن تُعطى هذه الذكرى المزيد من الاهتمام وأن تكون محطة سنوية يقف عندها المسلمون جميعاً ليتزودوا بها من معين صاحبها الوقود اللازم لانطلاقتهم المنشودة إلى الأمام محققين لأمتهم المجد والقوة والعدالة والعلم والمعرفة في كل مجالات الحياة وليعودوا إلى سابق عهدهم في تربع عرش الصدارة والقيادة والمجد بين الأمم ولذا فإن الاحتفاء والاحتفال بهذه المناسبة الكريمة يجب أن يكون ملهماً وموحياً وإيجابياً ومن المخجل جداً أن نحتفل بهذه الذكرى العزيزة على كل يمني وقلوبنا يملؤها الحقد والكراهية والبغضاء ضد بعضنا بعضاً , وكل فريق منا يضمر الشر للفريق الآخر ويتحين الفرصة تلو الأخرى للانقضاض على الآخر والقضاء عليه .
فلا تستقيم الامور أن نحتفي بسلامة الموقف الإنساني الا يماني لمولد سيد الخلق مع روح التسامح والتآزر والتلاحم وإنه لأمر عجيب أن نحتفل بذكرى من ألف بين القلوب وجمع بين النفوس ونشر التسامح والمحبة والعدالة والسلام ونحن نجري وراء المصلحة الشخصية ونعمل على إذكاء نار الفرقة والتشرذم والخصام فيما بيننا خدمة لأجندة الأعداء والمستعمرين الذين يحتلون أجزاء من يمننا الحبيب وما يدمي القلوب أن نرى من إخواننا اليمنين المرتزقة يقفون مع المحتل الذين في بلدانهم يدنسون كتاب الله ويحرقونه والقدس تأن من دنس الاحتلال .. ما بالناء يقاومنا بالداخل قلوبنا متناحرة ونفوسنا متباعدة لا يجمعنا حبٌ ,بل البغضاء والغوغاء , نصفق للأعداء ونهتف باسمه ونحب الفتن والفرقة وتمزيق النسيج الاجتماعي وتقسيم اليمن ونشجع على استمرار الحرب ونقتل السلام .. وبعد هذا كله كلنا نحن اليمنيين أحزاباً وجماعات ومكونات ومذاهب وفرقاً تجمعنا هذه الذكرى العظيمة ويجمعنا اليمن الذي نرتزق من الأعداء على حسابه.. إنه لتناقض كبير !!
إذا كنا نريد حقاً أن نعطي هذه الذكرى الخالدة حقها في التكريم والتبجيل علينا قبل الاحتفاء بها أن نراجع حساباتنا ومواقفنا وأين تكون مصلحة الوطن في توجهاتنا واعمالنا لذى يجب أن نصفي قلوبنا من الأحقاد والضغائن والكراهية والبغضاء ونطهر السنتنا من كل أشكال الرياء والنفاق والكذب والبهتان , ونعود أقلامنا على الحق والحقيقة والصدق والفضيلة ونبعدها تماماً عن تقديس الأشخاص وتأليه الأشخاص والحكام وتبرير الجريمة والظلم والطغيان والعدوان الغاشم ..
إذا كنا نريد أن نعطي هذه الذكرى الاحتفائية زخماً فعلينا أن نجعلها محطة مهمة لتقييم أعمالنا ومحاسبة أنفسنا على ما بدر منا من أعمال وأفعال , وأن نجعلها فرصة للعودة للصواب والتصالح والتسامح فيما بينا وبداية حقيقية الفتح صفحة بيضاء للتعامل فيما بيننا تعاملاً إيجابياً بناءً خالياً من كل أشكال الرياء والنفاق وأن نحب بعضنا بعضاً حباً صادقاً نقياً لا تشوبه شائبة ينبع من القلب لا من أجل مال أو مصلحة شخصية , بل من أجل الأخوة والفضيلة والقيم والأخلاق .. يصير فينا طبعاً لا تطبعاً , وحين يسود هذا الحب بيننا نحن اليمنيين ستتحقق المصلحة العامة والمنفعة الشاملة والخير الدائم لشعب بأجمعه ووطن بأكمله .. ولأن صاحبها سيد المرسلين الصادق الأمين صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين خصنا من بين المسلمين جميعاً بالكثير من المزايا والتي منها الحكمة والإيمان ورقة القلوب ولين الأفئدة والقوة والشكيمة لذلك فإن هذه الذكرى تقتضي منا نحن اليمنيين أكثر من غيرنا أن نكون عند حسن ظن النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم بنا وأن نتمثل بما وصفنا به قولاً وعملاً سلوكاً وممارسة .. علينا أن نجرد عقولنا من القساوة ولتصبح لينة نتقبل الآخر ونحترم رأيه , ونكره الشر والتدخلات الخارجية في السيادة والقرار الوطني .. وان نبغض ونواجه العدوان , ونحب الخير , وعلينا أن نرقق قلوبنا وأن نجعلها واسعة رحبة تفيض بالتسامح والمودة والرحمة , وأن نفعل الحكمة في كل قراراتنا ومواقفنا وقضايانا وأن نكون مؤمنين حقاً ظاهراً وباطناً ..
إن هذه الذكرى تقتضي من السياسيين أن يفوا بالعهود وأن ينفذوا التزاماتهم الوطنية تنفيذاً صادقاً برغبة وإخلاص وأن ينسوا خلافاتهم وأن يحبوا هذا الوطن من أعماق قلوبهم وأن يظهروا علامات هذا الحب في أفعالهم وأعماقهم ..
وتقتضي هذه الذكرى من الإعلاميين وغيرهم من أرباب الكلمة أن يدا فعوا عن صاحبها صلى الله عليه وآله وسلم ويدحضوا افتراءات الأعداء الغربيين والكتاب الحاقدين ببيان أخلاقه وشمائله الكريمة وسيرته الطاهرة النقية الساطعة التي لا يستطيع أن ينكرها إلا جاحد .. فهذا واجبهم الذي ينتظرهم .. عليهم أن يصدقوا الناس فيما يقولون وأن يؤدوا رسالتهم الإعلامية بصدق وإخلاص , فالكلمة أمانة , والأمانة تستوجب الوفاء بها وأن يكون الاحتفال بالقيم النبيلة وبالخيرات ألتي تعم النفوس والسلام الاجتماعي لأن هذه واحدة من التعاليم السمحاء فان الرسول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ظل يبحث على الخير وعلى العطاء وعلى السلام مع النفس والسلام مع المجتمع .. وهذه هي فحوى رسالة الإسلام المحبة والاستقرار والتعايش الإيجابي الإنساني بين الأمم والشعوب اللهم أجز عنا سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله خير ما جازيت نبياً عن أمته ورسولاً عن قومه .. اللهم يارب محمد وآل محمد صل على محمد وعلى آل محمد واجز محمداً ما هو أهله يا أكرم الأكرمين . نتابع القراءة بإذن الله سبحانه وتعالى
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: صلى الله علیه هذه الذکرى
إقرأ أيضاً:
دعاء عظيم للتوبة من الذنب.. احرص عليه بعد صلاة الظهر
التوبة من الذنوب والرجوع إلى الله من أهم ما ينبغي أن يحرص عليه المسلم في حياته، فهي باب مفتوح لا يُغلق أبدًا، ورحمة من الله بعباده مهما كثرت خطاياهم. ولأن الإنسان بطبيعته خطّاء، فقد أرشدنا النبي ﷺ إلى أدعية عظيمة نستغفر بها الله ونتوب إليه بصدق وإخلاص.
ومن بين هذه الأدعية ما جاء في الحديث الشريف عن النبي ﷺ أنه قال: "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت."
هذا الدعاء، المعروف بسيد الاستغفار، يحمل معاني عظيمة، فهو يبدأ بإقرار العبد بربوبية الله وتوحيده، ثم الاعتراف بأنه مخلوق ضعيف محتاج إلى ربه، ملتزم بعهد الله ما استطاع، لكنه يعترف أيضًا بتقصيره وذنوبه، ويلجأ إلى الله طالبًا عفوه ومغفرته. وهذا ما يجعل هذا الدعاء من أفضل صيغ الاستغفار والتوبة.
وقد ورد في الحديث عن النبي ﷺ أن من قاله موقنًا به في الصباح ثم مات في يومه، أو قاله مساءً ثم مات في ليلته، دخل الجنة. وهذا يدل على عظم شأنه وفضله الكبير في محو الذنوب وقبول التوبة.
شروط قبول التوبةوللتوبة شروط حتى تكون مقبولة عند الله، وهي الإخلاص في النية، والندم على الذنب، والعزم الصادق على عدم العودة إليه، مع رد الحقوق إلى أصحابها إن كانت الذنوب تتعلق بحقوق العباد. فمن استوفى هذه الشروط، كان على رجاء المغفرة والقبول من الله تعالى.
ولذلك، فمن كان يريد حقًا التوبة الصادقة، فعليه أن يكثر من الاستغفار، وخاصة بهذا الدعاء العظيم، مع الإكثار من الأعمال الصالحة التي تمحو أثر الذنوب، كالصلاة والصدقة وصلة الرحم، فالله سبحانه وتعالى لا يغلق باب التوبة أمام أحد، بل يدعو عباده دائمًا إلى الرجوع إليه، كما قال في كتابه العزيز: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم."