هل تكتفي القوات اللبنانية بدور المواجهة مع حزب الله؟
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
منذ ثورة ١٧ تشرين بدأت "القوات اللبنانية" مساراً جديدا وتوجها سياسياً مختلف نسبياً عما كانت قد اتخذته بعد التسوية الرئاسية عام ٢٠١٦، اذ ان معراب التي انفتحت على جميع القوى بمن فيها "حزب الله" عادت مجددا لتتخذ دور رأس الحربة في المواجهة ضد عهد الرئيس ميشال عون حينها وضد الحزب عموما، وهذا لم تسر فيها قوى حليفة كثيرة مثل الحزب التقدمي الإشتراكي.
رأت القوات في الراديكالية السياسية مدخلا جيدا للكسب الشعبي وهذا ما ظهرت صحته في الإنتخابات النيابية الأخيرة حيث تقدمت معراب نيابيا وشعبيا بشكل لافت، كما ان "القوات" اعتبرت أن إرضاء بعض القوى الاقليمية مثل المملكة العربية السعودية يحتاج الى الحزم السياسي في مواجهة حارة حريك بشكل أساسي.
لكن "القوات" لم تستطع بعد الإنتخابات النيابية العودة الى صفوف القوى السياسية التقليدية بل استمرت في مواقفها التصعيدية التي لا تترك مجالا لفتح باب الحوار، ولعل تعليق القوات على فكرة طاولة الحوار منذ أشهر حتى اليوم خير دليل على ذلك، على اعتبار أن معراب تريد بشكل أساسي مراجهة أصل المشكلة في لبنان، وهي من وجهة نظرها "حزب الله" وسلاحه، وعليه لا حوار مع هذا الحزب.
تلعب معراب دور الطرف الأكثر جرأة، ولعل شعارها الشهير "حيث لا يجرؤ الآخرون" يعبرّر عن كيفية عمل العقل السياسي والتسويقي ل"القوات"، اذ يحاول دائما أن يثبت في الوجدان العام، والمسيحي تحديدا أن ما فشلت به كل الاحزاب تستطيع القوات تحقيقه من خلال تصوير نفسها كندّ للحزب.
لكن هل هذا الدور الذي تستشعر معراب أنه مربح لها شعبيا، كاف لقوة سياسية ونيابية تقدمت الى الحدود القصوى في الإنتخابات الاخيرة؟ يجمع المطلعون على ان القوات غير قادرة على التقدم اكثر مما تقدمت، فالمساحات في الشارع والبيئة المسيحية باتت ضيقة نسبيا، ولا يمكن إحداث اختراقات شعبية كبيرة في المرحلة المقبلة.
لا بل الخطورة تكمن في أن القوات لن تستطيع تسويق عدم قدرتها على الانجاز بعد الشرعية الشعبية التي حصلت عليها، لذلك فهي غير قادرة على البقاء في المعارضة، لان الامر سيظهر من دون جدوى وستكون المواجهة لمجرد المواجهة امرا غير مستحب، وعليه فإن الدخول في التسوية هو الهدف الذي يجب ان تعمل عليه "القوات".
لكن في الاسابيع الاخيرة تظهر "القوات" انها تريد الاستمرار في سياسة التصعيد التي لا تشبه المرحلة الحالية، بل تشبه مراحل الاشتباك الكبرى الإقليمية، الامر الذي يجعلها بعيدة عن أي تسوية سياسية قد تفرض نفسها في لبنان، في مقابل قابلية كبرى لخصمها السياسي، رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل على الانخراط في اي تسوية بعيدا عن شكلها مع مكاسب غير محدودة، فهل تستمر القوات في سياساتها التصعيدية وما هو المكسب السياسي الذي تتوقع أن تحصل عليه جراء ذلك؟ المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
كورسك.. روسيا استعادت 60% من الأراضي التي احتلتها أوكرانيا
كشف مصدر عسكري أوكراني أن القوات الروسية استعادت أكثر من 60% من الأراضي التي احتلتها القوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك الروسية، خلال هجومها المباغت على المقاطعة الروسية المجاورة في شهر أغسطس الماضي.
فقد قال مصدر كبير في الجيش الأوكراني إن قوات بلاده خسرت أكثر من 40% من الأراضي التي سيطرت عليها في منطقة كورسك الروسية في أغسطس الماضي، وذلك مع شن القوات الروسية موجات من الهجمات المضادة لاستعادة السيطرة على المنطقة.
وأضاف المصدر، الذي يعمل في هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني، أن روسيا نشرت نحو 59 ألف جندي في منطقة كورسك منذ أن اجتاحت القوات الأوكرانية المنطقة وتقدمت فيها بسرعة، وذلك بعد عامين ونصف العام من بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وتابع المصدر "كنا نسيطر على نحو 1376 كيلومترا مربعا على الأكثر، والآن أصبحت هذه المساحة أصغر بالطبع. العدو يزيد من هجماته المضادة"، وفقا لرويترز.
وذكر "نحن الآن نسيطر على مساحة تقدر بنحو 800 كيلومتر مربع فقط. سوف نحتفظ بهذه المنطقة طالما كان ذلك مناسبا من الناحية العسكرية".
والهجوم الأوكراني على كورسك هو أول غزو بري تشنه قوة أجنبية على روسيا منذ الحرب العالمية الثانية، وهو ما أدى إلى مباغتة موسكو.
وتوغلت قوات كييف في كورسك بهدف وقف الهجمات الروسية في شرق وشمال شرق أوكرانيا، وإجبار روسيا على سحب قواتها التي تتقدم تدريجيا في الشرق ومنح كييف نفوذا إضافيا في أي مفاوضات سلام مستقبلية.
لكن القوات الروسية لا تزال تواصل التقدم السريع في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا.