تمر اليوم مئوية ميلاد الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، الذي يعد أحد أهم الكتاب الصحفيين في تاريخ صاحبة الجلالة، والذي استطاع أن يحفر حروف اسمه من نور في التاريخ المعاصر.
هيكل له العديد من اللقاءات والحوارات التي أجريت معه على مدار مسيرته سواء في الإذاعة أو التلفزيون أو الصحافة، ومن بينها الحوار الذي أجري معه عبر محطة ماسبيرو زمان، والذي تحدث فيه عن «تقنين الثورة» و «الدستور»، حيث بدأ بالحديث عن الدستور قائلا: الدستور شيء صحيح جدا، ومن الممكن إضافة مواد عليه، ولكن الأهم هو مناخ الحرية و الممارسة و التربية السياسية،  وهي ما تجعل المسئولين يتصرفون صحيحا وهم علي علم بنوع المسئوليات و طبيعة الالتزام العام وليس أن يتصور له أنه حق "إلهي"، ولكن يشعر بالالتزام اتجاه المجتمع وأنه مكلف بشيء لابد وأنه يحاسب عليها أمام المجتمع.


ذكر أن فترة تغيير علاقات المجتمع الحاكم فيها هي إرادة الثورة و متمثلة في مجموعة أفراد، يناقشوا و يعبروا تعبير تاريخيا عن أمال اجتماعية أوسع من حدودهم كأفراد.

أضاف "هيكل" أن يأتي موضوع "التقنين" و ما إلي ذلك، تأتي في الدولة الحديثة استمرارية السلطة من أجل تنمية الدولة و نتيجة ذلك نلاحظ عناصر من الممكن أن تنشأ منها مراكز قوة وهذا وضع ينبغي أن نتلاشى حدوثة، ولكن ليس كاملا وإنما بتغيير أسباب وجودة خصوصا أنه جزء كبير منه انقضى تركيز السلطة بهذه الطريقة و بذلك لم يوجد الإنابة بهذا الشكل لم تكن ممكنة، وتقنين الثورة تتخذ بإجراءات و إرادات مهمة كانت و هكذا، فلم نقول القضاء علي مراكز القوة ليس بالكلام وانما لابد أن تتنافى و نزيل الأسباب التي أدت إلي هذا.

أوضح أن بعض الأفراد عند سماعها دولة حديثة يتصور لهم جهاز الكتروني أو أنابيب اختبار و هذا غير صحيح، وانما الدولة الحديثة هي الدولة التي تستطيع أن تدير مواردها البشرية و الاقتصادية إدارة سليمة تكفل للكل، لا تكون بها شيء ضائع وانما الكل مستغل، وسر ذلك يأتي بالتنظيم، وفي بعض الوقت يتصور للأفراد أن السياسة حتى في العصر الحديث أنها خطط، وإنما السياسة هي أفراد تحاول أن تأخذ سلطة الدولة و يقولون نحن نستطيع أن ندير موارد هذه الدولة الإنسانية و الاقتصادية لصالح أهلها.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: محمد حسنين هيكل التربية السياسية

إقرأ أيضاً:

معارض الكتب.. الكلمة التي تبني وطنا

في زمن تُقاس فيه التحوّلات بالتنمية المادية، وتُقاس فيه النجاحات بعدد المشروعات والمنجزات الملموسة، هناك ما يحدث في كثير من الهدوء وبعيدا عن الضجيج وعن المؤتمرات السياسية والاقتصادية وعن تفاصيل الإنجازات اليومية، لكنه أكثر رسوخا وأبعد أثرا.. إنه بناء الوعي.

ومن بين أكثر أدوات هذا البناء فاعلية وعمقا، يمكن الحديث عن معارض الكتب، الفضاءات التي تبدو ـ للوهلة الأولى ـ أسواقا أو دكاكين للبيع، ولكنها، في عمقها الحقيقي، مؤسسات للنهضة الصامتة، وجبهات مقاومة فكرية في مواجهة التفاهة، وهيمنة الاستهلاك، وتآكل الجوهر في هذا الزمن الرقمي.

ومعرض مسقط الدولي للكتاب، الذي يفتح أبوابه اليوم في دورته التاسعة والعشرين، هو أحد تلك الحالات المجتمعية النادرة التي تراكم فيها الوعي العماني على امتداد أكثر من ثلاثة عقود، وارتسمت عبرها ملامح الأجيال التي قرأت وتناقشت واختلفت وتحاورت بين أروقته وفي قاعات فعالياته.

لقد تحول المعرض، عاما بعد عام، إلى مرآة غير مباشرة لأسئلة المجتمع الكبرى: ما الذي يشغل العمانيين؟ ما نوع المعرفة التي يبحث عنها الشباب؟ كيف تتغير اهتمامات الفئات العمرية المختلفة؟ وفي أي اتجاه تمضي أذواق المجتمع الثقافية؟ هذه الأسئلة لا تُجيب عنها استطلاعات الرأي، وهي غائبة أصلا، بقدر ما تجيب عنها عناوين الكتب التي تم بيعها، وخرائط الزحام أمام دور النشر، وحوارات الزوار في الزوايا والأجنحة.

لكن معرض مسقط الدولي للكتاب الذي يفخر به العمانيون باعتباره أحد أهم معارض الكتب في العالم العربي وباعتباره الحالة الثقافية التي تعكس حقيقة وعمق المجتمع العماني ليس تظاهرة ثقافية آنية، إنه بكثير من المعاني مختبر مجتمعي لقياس الوعي والذائقة العامة، ورصد تحوّلاتها. وفي كل دورة كان المعرض يقدم، دون أن يصرح، مؤشرا سنويا لوعي المجتمع ومسارات الحرية الثقافية عبر مستويات البيع ومستويات التلقي للكتب الفكرية والروائية والأطروحات السياسية والفكر الديني والكتاب النقدي الذي يتجاوز القوالب الجاهزة، وكذلك عبر قياس مستوى تنوع فئات المجتمع الذين يرتادون المعرض.

وما بين عشرات الملايين من الكتب التي انتقلت من أرفف الدور إلى أيدي القرّاء، كانت تتشكل سلسلة ذهبية من الوعي: قارئ يطرح سؤالا، وناشر يستجيب، وكاتب يكتب، ومجتمع ينمو. وبهذه الطريقة تبنى النهضات الثقافية والفكرية الحقيقية والعميقة بعيدا عن الشعارات الكبيرة ولكن بتراكمات صغيرة بفعل القراءة، ثم التأمل، ثم النقد الحقيقي.

وكل من آمن بالكتاب ودافع عن مكانته، وشارك في صناعته أو نشره أو قراءته، كان يضع حجرا مكينا في مسيرة بناء وعي المجتمع العُماني، ذاك الوعي الذي لا يُرى لكنه يُشعر، ويُقاس بمدى قدرة المجتمع على طرح الأسئلة بدلا من استهلاك الأجوبة الجاهزة.

ولذلك فإن الذين سيحتفلون في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض صباح اليوم إنما يحتفلون بما صار يمثله المعرض في الوجدان الجمعي من كونه مركزا للمعرفة وساحة للحوار، وفضاء واسعا لأحلام الجميع.. وهذا الفعل أحد أهم أدوات المقاومة في زمن رقمي قاسٍ يستهلكنا أكثر مما يعلّمنا؛ ذلك أن أمة لا تحتفي بكلمة، لا تبني مستقبلا. ومعرض الكتاب ليس احتفالا بالورق، بل احتفاء بالعقل، وبما يجعلنا بشرا في عالم واسع يُصادر فينا إنسانيتنا كل يوم.

مقالات مشابهة

  • بطريرك الأقباط الكاثوليك يهنئ الرئيس السيسي بالذكرى 43 لتحرير سيناء
  • غارديان: غزة حرّكت الصوت السياسي للمسلمين في أستراليا
  • الجهاني ينتقد البعثة الأممية: تجاهلت ملف الدستور وركّزت على التوافق السياسي
  • معارض الكتب.. الكلمة التي تبني وطنا
  • لقاء موسع في يريم تأكيداً على نصرة غزة ومواجهة التصعيد الأمريكي والصهيوني
  • حماية الإعلام الحر في السودان- “السودانية 24” بين مطرقة السلطة وسندان الحقيقة
  • فعالية “البداية” بدمشق… عروض فنية تستعيد روح الثورة السورية وقصص المختفين قسراً
  • خطوات التغيير والحل للأزمة الليبية
  • شباب ليبيا: الانقسام السياسي يُسهم باستمرار العنف وانعدام الأمن في المجتمع
  • لقاء موسع لأبناء النادرة والسدة في إب لمواجهة التصعيد الأمريكي الإسرائيلي