المحاصصة تنتصر والإصلاح يندحر
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
سألوا جلال الدين الرومي: نراك تقرأ وتكتب كثيراً. فماذا عرفت ؟. فقال لهم: عرفت حدودي. .
اما عندنا في العراق فلا حدود للمحاصصة، لأن الطامعين فيها لا يقرأون ولا يكتبون. .
فمن دون حاجة إلى الدخول في الحيثيات والتفاصيل، ومن دون حاجة إلى قراءة المؤشرات التصاعدية للمحاصصة، وانتصاراتها الساحقة المتلاحقة على مبادرات الإصلاح.
إما وقد تكررت انتصارات المحاصصة، واحتفظ اللاعبون السياسيون بغنائمهم من موارد المؤسسات التنفيذية، فلابد من مراجعة انفسنا للتأكد فيما إذا كنا لم نفهم اللعبة. أو إننا بالأساس دون مستوى الفهم والاستيعاب. فقد بدأنا نشعر بوجود قوى غير وطنية تعمل في الخفاء. ولها نشاطات وتحركات فاعلة ومؤثرة، ولها أيضاً امتدادات سلطوية واسعة وعميقة لكنها غير مرئية. .
ثم اكتشفنا إننا نقف فوق أرض رملية هشة تنصهر فيها معظم السلطات في أفران المحاصصة، وهذا هو الانهيار بعينه. .
قبل أيام قريبات كان أحد الوزراء يتحدث بمنطق الحكمة والعقل، وبلهجة إصلاحية ثورية، عبّرَ فيها عن رفضه لضغوطات الحيتان والمافيات، ثم أصدر امراً وزاريا يقضي بسحب البساط تحت أقدام بعض عناصرها. لكن الجولة الأخيرة حُسمت بالضربة القاضية بعد شد وجذب لصالح القوى الخفية، فانتصرت المحاصصة على الإصلاح. وذلك بسبب وجود هيئة تحكيمية ضعيفة أو غير عادلة، فخسرت الوزارة فرصتها الأخيرة في الدفاع عن مشاريعها الإصلاحية، وفقدت هيبتها في الصعود إلى المستوى التنفيذي الذي يتطلع اليه ابناء العراق في كل مكان. .
وبالتالي فان أحوال معظم التشكيلات باتت مستعصية وميئوس منها تماماً، خصوصاً بعد ان بلغ السيل الزُبى، وأصبحت بعض الوزارات تعمل في الطابق السفلي أو على الرصيف، بينما قفزت بعض تشكيلاتها إلى الطوابق العلوية، ومنها من تسلق الجبل نحو القمة. .
هنالك تزاحم في المناكب بين القيادات التنفيذية للدولة وقيادات الاحزاب المتنفذة. وهنالك تقاطع ملحوظ في السلوك والتوجهات، فالأحزاب متمسكة بحصتها من الدرجات الخاصة المتغلغلة في الوزارات التنفيذية، وغير مستعدة للتفريط بأصغر موظف من عناصرها الذين يعملون لحسابها. حتى لو كان هذا الموظف الصغير يعمل في أتفه موقع إداري، وهذا هو الترهل الوظيفي بعينه. .
ختاماً: نشعر اننا نقف بازاء هرم مقلوب يتعذر فيه التوازن المؤسسي بين عملية التنمية والإصلاح من جهة وبين النفوذ الحزبي الذي فرضته علينا التعددية من جهة أخرى، وهذا ما نشاهده الآن في فصول مسرحية السمكة الكبيرة تأكل السمكة الصغيرة. .
نسخة من هذا الأمر إلى من يهمه الأمر. اما نحن فنفوض أمرنا إلى الله ان الله بصير بالعراق. .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
خالد عمر: هذه الحرب حربٌ سلطوية إجرامية لا خير فيها
بورتسودان ـ تاق برس
قال نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني خالد عمر يوسف إن هذه الحرب حرب سلطوية إجرامية لا خير فيها يسفك أطرافها الدماء ويتكسب بعضهم بمأساة الناس.
واوضح أن من يقرعون طبول استمرارها فئة منزوعة الخلق والضمير، مضيفاً “كلهم والغ في الدماء وشريك في هذا الجرم.
واشار إلى أنّ الصراعات داخل حلف بورتسودان بحسب تعبيره بدأت بالتسريبات التي تحدثت عن المبالغ التي استلمتها الحركات المسلحة حتى تلتحق بالقتال إلى جانب القوات المسلحة.
واضاف قائلاً: ” أن قصص الفساد التي يندى لها الجبين في بورتسودان وتواصلت بالتراشقات الاعلامية بين جناحي المؤتمر الوطني المحلول والصراع حول انعقاد مجلس الشورى الذي أخرج للعلن الخلاف المكتوم داخل طيات التنظيم لردح من الزمان.
واردف: “هذا الخلاف أكد في بيانات أطرافه الحقيقة التي لا جدال حولها وهي اختراق هذا التنظيم للأجهزة الأمنية والعسكرية وشعيه الدائم لتوظيف وجوده داخلها لمصالحه السلطوية الضيقة.
وقال إن قيادة القوات المسلحة ليست بمعزل عن كل هذه الأحداث فهي جزء لا يتجزأ من هذه الصراعات وهو ما ينذر بأن القادم أسوأ لا محالة.
وبيّن أن حلف بورتسودان يجتمع على شيء واحد فقط وهو استثماره في هذه الحرب ورغبته في إطالة أمدها بغرض التكسب منها دون أدنى اهتمام لكلفتها الإنسانية العالية وآثارها الكارثية على البلاد والعباد.
واكد أن جوهر الصراع الحالي هو صراع حول غنيمة السلطة والثروة، يتسابقون حول من يكون له القسط الأوفر منها فحسب.
ونوه الى ان عناصر الحلف يتسابق حول السلطة والثروة ولا يعيرون أدنى اهتمام لمأساة مواطن الجزيرة المكلوم الذي يعاني الأمرين من جرائم الدعم السريع.
وتابع:” غارات طيران القوات المسلحة تمزق أجساد النساء والأطفال في دارفور وتعطل المرافق الصحية وعدم قدرتها على التصدي لهذه الكارثة.
واكد أن ذلك التحالف لم ينظر لمعاناة ملايين اللاجئين والنازحين الذين تقطعت بهم السبل في المنافي ولا يعلمون متى يعودون لبلادهم ولحياتهم الطبيعية.
وقطع بانه آن أوان وحدة الصوت المناهض للحرب حتى يعزل عنها كل مشروعية ويفرض انهاءها الفوري ويضمن وضع قضايا وقف الحرب وحماية المدنيين كأولوية ويحاسب المنتهكين.
مشيرا الى انه هذه الخطوة يبتدر حلاً سلمياً حقيقياً يؤسس لوطن يسع أبناءه وبناته دون تمييز أو هيمنة
الدعمالسريعالقوات