شبكة انباء العراق:
2024-12-18@18:47:00 GMT

المحاصصة تنتصر والإصلاح يندحر

تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT

بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..

سألوا جلال الدين الرومي: نراك تقرأ وتكتب كثيراً. فماذا عرفت ؟. فقال لهم: عرفت حدودي. .
اما عندنا في العراق فلا حدود للمحاصصة، لأن الطامعين فيها لا يقرأون ولا يكتبون. .
فمن دون حاجة إلى الدخول في الحيثيات والتفاصيل، ومن دون حاجة إلى قراءة المؤشرات التصاعدية للمحاصصة، وانتصاراتها الساحقة المتلاحقة على مبادرات الإصلاح.

فالثغرة الإدارية التي سنتناولها هنا حدثت قبل بضعة أيام، وشاهدها الناس على حلبة احدى الوزارات. وربما حدثت في حلبات الوزارات الأخرى. .
إما وقد تكررت انتصارات المحاصصة، واحتفظ اللاعبون السياسيون بغنائمهم من موارد المؤسسات التنفيذية، فلابد من مراجعة انفسنا للتأكد فيما إذا كنا لم نفهم اللعبة. أو إننا بالأساس دون مستوى الفهم والاستيعاب. فقد بدأنا نشعر بوجود قوى غير وطنية تعمل في الخفاء. ولها نشاطات وتحركات فاعلة ومؤثرة، ولها أيضاً امتدادات سلطوية واسعة وعميقة لكنها غير مرئية. .
ثم اكتشفنا إننا نقف فوق أرض رملية هشة تنصهر فيها معظم السلطات في أفران المحاصصة، وهذا هو الانهيار بعينه. .
قبل أيام قريبات كان أحد الوزراء يتحدث بمنطق الحكمة والعقل، وبلهجة إصلاحية ثورية، عبّرَ فيها عن رفضه لضغوطات الحيتان والمافيات، ثم أصدر امراً وزاريا يقضي بسحب البساط تحت أقدام بعض عناصرها. لكن الجولة الأخيرة حُسمت بالضربة القاضية بعد شد وجذب لصالح القوى الخفية، فانتصرت المحاصصة على الإصلاح. وذلك بسبب وجود هيئة تحكيمية ضعيفة أو غير عادلة، فخسرت الوزارة فرصتها الأخيرة في الدفاع عن مشاريعها الإصلاحية، وفقدت هيبتها في الصعود إلى المستوى التنفيذي الذي يتطلع اليه ابناء العراق في كل مكان. .
وبالتالي فان أحوال معظم التشكيلات باتت مستعصية وميئوس منها تماماً، خصوصاً بعد ان بلغ السيل الزُبى، وأصبحت بعض الوزارات تعمل في الطابق السفلي أو على الرصيف، بينما قفزت بعض تشكيلاتها إلى الطوابق العلوية، ومنها من تسلق الجبل نحو القمة. .
هنالك تزاحم في المناكب بين القيادات التنفيذية للدولة وقيادات الاحزاب المتنفذة. وهنالك تقاطع ملحوظ في السلوك والتوجهات، فالأحزاب متمسكة بحصتها من الدرجات الخاصة المتغلغلة في الوزارات التنفيذية، وغير مستعدة للتفريط بأصغر موظف من عناصرها الذين يعملون لحسابها. حتى لو كان هذا الموظف الصغير يعمل في أتفه موقع إداري، وهذا هو الترهل الوظيفي بعينه. .
ختاماً: نشعر اننا نقف بازاء هرم مقلوب يتعذر فيه التوازن المؤسسي بين عملية التنمية والإصلاح من جهة وبين النفوذ الحزبي الذي فرضته علينا التعددية من جهة أخرى، وهذا ما نشاهده الآن في فصول مسرحية السمكة الكبيرة تأكل السمكة الصغيرة. .
نسخة من هذا الأمر إلى من يهمه الأمر. اما نحن فنفوض أمرنا إلى الله ان الله بصير بالعراق. .

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

مراكش.. انطلاق أشغال اجتماع اللجنة التنفيذية للكاف بحضور الأمين العام للفيفا

زنقة 20 | الرباط

انطلقت اليوم الإثنين بمدينة مراكش ، أشغال اللجنتة التنفيذية للإتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف”.

ويحضر أشغال الإجتماع ، كل من رئيس الكاف باتريس موتسيبي ، فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ، و ماتياس غرافستروم، الأمين العام للفيفا.

و سيناقش اجتماع اللجنة التنفيذية، جدول أعمال “الكاف” برسم سنة 2025، إلى جانب مواضيع أخرى.

و بعد اجتماع اللجنة التنفيذية لـ”الكاف”، سيعقد اجتماع آخر يضم رؤساء الاتحادات الأعضاء الـ54 في الاتحاد الإفريقي لكرة القدم وأعضاء اللجنة التنفيذية.

وتنعقد اجتماعات الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بمراكش على هامش احتضان المدينة الحمراء، اليوم الاثنين، حفل توزيع جوائز الكاف برسم سنة 2024.

مقالات مشابهة

  • تعرف على إجراءات تسليم الصور التنفيذية والرسمية لأحكام مجلس الدولة
  • إجراءات لتسهيل تسليم الصور التنفيذية والرسمية لأحكام مجلس الدولة
  • «الشباب والسياسة» ندوة بمشاركة أحزاب «الاتحاد والمصري الديمقراطي والإصلاح والنهضة»
  • الشريف: نتواصل مع الجهات التنفيذية لحل مشكلة انهيار فوار المياه الكبريتية بمنطقة السباخ
  • الدبيبة: تنسيق الوزارات والشفافية أساس خطة التنمية الخماسية لعام 2025
  • وزير الداخلية يستقبل المديرة التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة
  • في بغداد.. اجتماع يناقش استراتيجية مكافحة التطرف العنيف المؤدي إلى الارهاب
  • مراكش.. انطلاق أشغال اجتماع اللجنة التنفيذية للكاف بحضور الأمين العام للفيفا
  • التوعية بأهمية ترشيد استهلاك المياه لمجمع كهنة بنها
  • "ممرات بيضاء لغزالة وحيدة".. مجموعة قصصية لكرم الصباغ تنتصر للإنسان