موقع النيلين:
2024-12-27@04:22:08 GMT

فلسفة الصمت وفنون الكلام

تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT

فلسفة الصمت وفنون الكلام


نتعرض أحيانًا إلى الانجراف في الحديث مع هؤلاء الأشخاص الذين دفعت بهم الحياة في طريقنا مصادفة، نجد أنفسنا في مواجهتهم فننساق وراء حديثهم، ونسير إلى جانبهم في طرق وعرة كنا نرفضها من قبل ونرفض السير فيها، لولا تدخل هؤلاء الأشخاص والتسرع بإبداء رأيهم فيما نقوله أو نفعله عن قناعة منا دون تحيز ودون تملق ودون زيادة أو تقتير، نجد أنفسنا نندفع نحوهم بكل قوة محاولين التفسير والتبرير، وكان هذا هو الخطأ الوحيد والكبير.

إن هذه الشخصيات التصادمية اعتادت البحث دائمًا عن نقاط للخلاف، وسعت لذلك بكل طاقتها وتعمدت تحليل الأمور وتفسيرها على طريقتها ومنهجها، إنهم يفسرون ما نصوغه من كلمات أو ندونه من أحاسيس تعكس مشاعرنا الصادقة بحسب هواهم، يجيدون خلق مساحات تضج بصيحات من وهم كاذب وخيال معاق، مساحات من جهل لا ينقصها إلا هذه الأدوات “بلورة ساحر ووعاء بخور”.

إنها إحدى السمات الشخصية للعديد من الأفراد في مجتمعاتنا العربية المحبة للخلاف والجدال على الدوام، يتفوقون في خلق المشكلات من العدم لتعقبها أحكام سريعة جائرة وظالمة تنبع من سوء ظن وسوء اختيار لما يجب أن يروى أو يقال، سوء اختيار الكلمات والألفاظ ينهي الحوار بالنزاع والشجار، وربما يتطور الأمر إلى حالة من حالات الاشتباك والاقتتال.

حديثك عنوان لك، اختيارك لمفرداتك التي تنطق بها بكل دقة وعناية دليل رقيك وحسن معرفتك بما يجب أن يقال، فقضيتنا الأزلية هي الحكم المسبق على الأقوال والأفعال، إن هذه النقطة بالتحديد ليست ملكًا لأحد سوى خالقنا الذي يطلع على ما في صدورنا ويعلم نوايانا، ولهذا فنحن نتعرض لانتقاد أغلب شعوب العالم التي تصفنا بأننا شعوب الثرثرة والهمجية وعدم الالتزام وخاصةً في أدب الحوار.

ترهقنا هذه الشخصيات التي تؤمن بمبدأ خالف تعرف، تزعجنا بظلمها وسعيها الدؤوب لتأويل ما نعبر عنه بحسب هواها تربكنا وتدخلنا معها إجباريًا داخل دوائر الخلاف، تأخذ من سلامنا النفسي، تقتسم مع الجدال نصيبه المفروض بكل حماقة لتحوله إلى سلاح مدمر تصوبه نحو صدور الأنقياء، تطلق طلقات الغدر على من صدقوا مع ربهم بصفائهم فيما تحدثوا به من أقوال وما طبقوه من أفعال، اليوم سنوجه حديثنا إليهم قائلين: “لاحاجة لنا بالخلاف معكم فالخلاف هو الخطر الأكبر الذي يهدد وجودنا جميعًا، ويحرمنا من العيش في وطن ينعم بالسلام والازدهار”.

دعونا نلتزم الصمت الآن، اتركونا نخرج من دوائر حواركم الضيقة، فإما أن تنضجوا انفعاليًا وفكريًا، وإما أن تغيبوا عن سمائنا بتمردكم وتعنتكم وحكمكم المسبق على كل ما يدور.

ليس عيبًا أن نفتح نوافذنا الآن لنطردكم من بيننا دون أسف على فراقكم، دون أدنى شعور بالذنب، ونحن نراكم تتسابقون لتلوذوا بالفرار، دعونا نكمل مسيرتنا كما أردنا وارتأينا، فعزيمتنا لا ولم ولن تلين، اغربوا عن سماء من اعتنقوا الحق وآثروا الصمت أمام كل محاولة جديدة منكم لجذبهم عمدًا بإيجاد نقاط أخرى للخلاف.

وفاء أنور – بوابة الأهرام

 

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

لافروف: روسيا منفتحة على الحوار مع ممثلي الدول الغربية

أكد وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، اليوم الخميس، أن روسيا منفتحة على الحوار مع ممثلي الدول الغربية المستعدين لإجراء الحوار المتكافئ والبحث عن التوازن.

ووفقا لوكالة أنباء سبوتنك الروسية، أشار لافروف، في مؤتمر صحفي مع ممثلي وسائل الإعلام الروسية والأجنبية، إلى وجود مثل هؤلاء الممثلين وهم المجر وسلوفاكيا.

وأضاف: «الأعضاء الآخرون في الاتحاد الأوروبي بدأوا أيضًا يطلبون ببطء إجراء بعض المحادثات السرية، لكن قلة قليلة من الناس يجرؤون على ذلك علنًا، هناك انضباط صارم في الاتحاد الأوروبي».

وأشار إلى أن أساليب الغرب في العلاقات الدولية تنتهج سياسة «عزل روسيا»، فيطرحون مطالب غريبة للدول الأخرى لعدم التعامل مع روسيا وشراء موارد الطاقة بأسعار أغلى، لافتًا أن الغرب يفهم أن العقوبات تؤدي إلى الإضرار بسكان الغرب.

وأوضح، أنه واثق مع تطور العالم متعدد الأقطاب أنه لن يكون ممكنا من دون تطور المجموعات والاتحادات التي يسودها العدالة والمساواة بين الدول، مشيرا إلى أنه يتم العمل على تعزيز مواقف مجموعة «بريكس» على المنصات الدولية.

وفيما يخص الحرب مع أوكرانيا قال وزير الخارجية الروسي، اليوم الخميس، أن الهدنة في أوكرانيا ليست طريقا إلى أي مكان، وأن موسكو لن تكتفي بالحديث الفارغ عن التسوية، مشيرا إلى أنهم سيرغبون من خلالها كسب الوقت لإعادة تسليح أوكرانيا.

وأكد لافروف، في حديثه في المؤتمر الصحفي، أن الاتفاقيات المستقبلية لتسوية الصراع الأوكراني، يجب أن تتضمن آلية لاستحالة انتهاكها.

وأضاف: «روسيا لا تقترح شروطا مسبقة، وإنما تثبيت وتعزيز ما تم الاتفاق عليه في السابق، فما قالوه من قبل بعدم تمدد الناتو لم يلتزموا به، فهناك مبدأ تقرير المصير للشعوب، خاصة أن الحل الوسط هو ضمان وحدة وسلامة الدول، التي تحترم حكوماتها حقوق تقرير المصير لكافة السكان الذين يعيشون على أراضيها».

وأشار إلى، أن روسيا مستعدة للتشاور مع إدارة ترامب بشأن أوكرانيا، وتأمل موسكو أن يفهم البيت الأبيض الأسباب الجذرية للصراع، مؤكدا أن موسكو «دائمًا على استعداد للمشاورات»

اقرأ أيضاًلافروف: لا هدنة مع أوكرانيا.. ونحن بحاجة إلى اتفاقيات نهائية تضمن أمن روسيا

لافروف: موسكو ليس لديها أوهام بشأن تسوية سهلة للصراع في أوكرانيا

وزير بولندي يعتزم مقاطعة خطاب «لافروف» أمام منظمة الأمن والتعاون في أوروبا

مقالات مشابهة

  • علماء المسلمين: الصمت الدولي على حرب الإبادة ضد الفلسطينيين لم يعد مقبولا
  • علماء المسلمين: الصمت الدولي على حرب الإباة ضد الفلسطينيين لم يعد مقبولا
  • قبل مناقشته بـ"النواب".. ننشر فلسفة قانون الإجراءات الجنائية الجديد
  • لافروف: روسيا منفتحة على الحوار مع ممثلي الدول الغربية
  • اللغة العربيَّة بوصفها حصناً ثقافيًّا وجوهراً معرفياً
  • ما يقال عند دخول شهر رجب؟
  • هيئة المسرح والفنون الأدائية تطرح رخصها على منصة "أبدع"
  • كيف أقتنص حب زوجي و وده وأكسر جدار الصمت منه؟
  • "ربع قرن للمسرح" يستقطب 3 آلاف زائر
  • أكثر من 3000 زائر للموسم المسرحي لمركز ربع قرن بالشارقة