المفتي: لا يوجد شكل معيَّن للحجاب ومواصفاته
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
قال الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: "إن العلاقة الزوجية قائمة على السكن والمودة والمناقشة والحوار، يقول الله تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} [طه: 132]، فلا يستطيع الإنسان أن يجبر أحدًا على طاعة إلا أن يُقبل عليها طواعية، أمَّا الإجبار فيمكن أن يتولَّد منه نوع من النفاق أو الشكلية في أداء العبادات.
وتابع المفتي مجيبًا، على سؤال عن حدود طاعة الزوجة، والقوامة للرجل، وهل له الحق في إجبار زوجته على ارتداء الحجاب، مؤكدًا أن الرجل عليه أن يوجه أهله إلى الطاعة برفق وبإجراءات تحفيزية، ولكن ليس له أن يجبر أحدًا على الطاعة، ودَور الزوجين معًا لا ينبغي أن يتعدَّى حدود الموعظة الحسنة لا الإجبار.
وأضاف: إذا رفض الرجلُ حجابَ زوجته فلا طاعةَ لمخلوق في معصية الخالق؛ لأنها مأمورة بالحجاب والحشمة، فالله سبحانه وتعالى يقول: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور: 31]، ويقول أيضًا: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31].
وأوضح فضيلة المفتي أن العلماء فسروا "إلا ما ظهر منها" بالوجه والكفين، ولا يوجد شكل معيَّن للحجاب الشرعي، ولكن توجد مواصفات له: وهي ألا يشف ولا يصف، ويكون ساترًا لجميع البدن ما عدا الوجه والكفين.
وحول رأيه في الزي المدرسي الذي تحدِّده الدولة للفتيات وحظرها لارتداء النقاب في المدارس، قال فضيلة المفتي: إن الزيَّ المدرسي الذي تحدِّده الدولة المصرية محقق للستر، حيث ترتدي الفتاة الحجاب الذي يغطي الشعر والرقبة، مع الالتزام بما تحدده المدرسة من لون للزي المدرسي، مشيرًا إلى أن الفتوى استقرت على أن النقاب عادة مرجعها إلى عادات المجتمعات، والإمام مالك والمذهب المالكي عندما تكلم في هذه المسألة أخضع قضية النقاب إلى قضية ثقافات الشعوب، وهي أنه يجب أن تراعي المرأةُ سياقَ المجتمع الذي تعيش فيه، ما دامت محتشمة وحققت التكليف والوصف الشرعي للحجاب، فما يصلح ارتداؤه في القاهرة قد لا يمكن ارتداؤه في البدو، والعكس.
وحول أزمة ارتداء العباءة في المدارس الفرنسية قال فضيلته: إذا أمكن ستر البدن بغير العباءة فلا إشكال في ذلك، فالأمر في المأكل والمشرب والملبس على السَّعة إلا إذا حرمه الله سبحانه وتعالى تحريمًا قاطعًا، فالمرأة تلبس ما تشاء بشرط ألا يكون كاشفًا أو واصفًا بأي صورة من الصور، وأن يكون ساترًا لجسدها ما عدا الوجه والكفين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: شوقى علام مفتي الجمهورية هيئات الإفتاء العلاقة الزوجية هيئات الإفتاء في العالم
إقرأ أيضاً:
المفتي قبلان: أي محاولة لفرض واقع سياسي مخالف للشراكة الوطنية لن يمر
وجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان رسالة الجمعة، قال فيها: "لأن القضية عند الله الإنسان بكل ما يعنيه من قيمة فردية وعامة ووظيفة وجودية وأخلاقية، ولأن القيمة الإنسانية تتوقف على نوع من الشراكة والخدمات والمبادئ والمنافع التي تكفل العدالة العامة بعيدا عن الظلم والفساد والطغيان والإنحراف بأشكاله المحلية والعالمية فقد قال الله تعالى: (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)، والعنوان هنا الإنسان ووحدته وقيمته الحقوقية وشراكته النظامية بخلفية القيمة الفكرية والتشريعية والسياسات الضامنة لخير الإنسان وقيمته الأخلاقية والوجودية في سياق تأكيد الحقوق العامة كملاذ مركزي للإنسان وكافة كياناته وقطاعاته المتعددة".
أضاف: "والمحسوم أن الله ضد الظلم والقمع والسطو والفساد والإضطهاد والدكتاتوريات المختلفة، ولأن قضية الحق العام مطلوبة بحد ذاتها لذا لم يكتف الله بإدانة الظلم والإضطهاد بل ألزم الخليقة أن تتجند بساحات الحق والعدل المنظم لقمع الظلم والفساد والعدوان لتأكيد الحقوق الوجودية والأخلاقية للناس، وعليه فقد حسم الله قضية "العدل العملي" ومنع الظلم والعدوان الفعلي كسياسات ضامنة بدنيا الإنسان وكياناته المختلفة، وهذا يفترض وحدة بشرية أو أخلاقية أو كيانية أو عالمية تعيد تنظيم وجودها فكريا واجتماعيا ومورديا بكل ما أوتيت من قوة وفعالية لتأكيد عدالتها الوجودية وقيمتها الإنسانية بكل مجالات الحياة، ومعه فقد أدان الله تعالى العدوان والإحتلال والطغيان بكافة أشكاله العسكرية والإقتصادية والدعائية والتقنية والمالية والثقافية وغير ذلك". وتابع: "من هنا، قلنا بأن التماهي مع المواقف الإسرائيلية جزء من الشراكة مع الصهيونية الظالمة، والربح والخسارة هنا يحدده الحق وليس القوة، ومستوى التضحية يتوقف على القيمة الرئيسية لحق الإنسان بمنع الظلم والعدوان عن نفسه ومجتمعه ومشروع إدارته السياسية والأخلاقية، وفي هذا المجال فإن التعاون والتضامن الوطني ضرورة أخلاقية وواجب إنساني وسياسي، وهو أكبر الأولويات الوطنية بالبلد، لذا قلنا بأن قيمة لبنان من قيمة عائلته الوطنية وتضامنه الكامل بعيدا عن لعبة الثأر والتفصيل الطائفي".
ورأى المفتي قبلان "ان الخطر يكمن باللغة الطائفية والإرتزاق السياسي والإصرار على ركب الموجة الدولية التي تتربص بالبلد وتدفع نحو الخراب".
وقال: ولأهمية اللحظة التاريخية، أقول للسيد سمير جعجع: قطع المجرة الشمسية كلها أسهل من النيل من سلاح المقاومة، ولا قيمة للبنان بلا المقاومة، وأنصح البعض ألا يتطوع لمهمة لا تستطيع إسرائيل القيام بها، وما يجري حرب بحجم المنطقة، وسلاح المقاومة ضمانة بحجم هذه الحرب، ولا مصلحة لأحد بلعب دور إسرائيل في لبنان".
وقال: "وفي هذا السياق، أشدد على قيمة الجيش الوطنية ووظيفته العليا بالشراكة الميثاقية وتوظيفاتها الفعلية، ولبنان قوي بطائفته اللبنانية ووحدته الوطنية وسلمه الأهلي وتضامنه الجامع للطوائف، ولا محل في هذا البلد للثأر الطائفي أو السياسي، والحكومة مطالبة بحماية الشراكة الوطنية وخدمة مواطنيها النازحين من دون تلكؤ والهيئة العليا للإغاثة مطالبة بكشوفات واضحة وشفافية كاملة، وما يقدم للنازحين مخيب للآمال، وهناك شيء غامض جدا ويجب توضيحه، ولبنان بتركيبته السياسية لن يتغير ولا يحلمن أحد بالتغيير أو اللعب بالموازين الوطنية".
وجدد قبلان التأكيد "أن الثنائي الوطني شريك كامل بالحياة السياسية وقوته من قوة لبنان وسيادته الوطنية، ووفاءه لهذا البلد دليله الدماء والأشلاء والتضحيات السيادية، وأي محاولة لفرض واقع سياسي مخالف للشراكة الوطنية لن يمر والثمن سيكون أمر، ولعبة جس النبض واختبار التوازنات الداخلية مقامرة خطيرة وفخ قاتل، واللحظة للبنان ووحدته الوطنية وقدرته السيادية، والطائفة الشيعية دفعت الكثير في سبيل هذا البلد ولها الكثير، والحكومة مطالبة بالكثير الكثير، وترك الطائفة الشيعية أو معاقبتها بقطارة الإغاثة أمر كارثي، وإطفاء النار بالبنزين يحرق البلد، وواقع البلد مفتوح على غرف وأحلام خطيرة، واللعب بالنار مدمر للسلم الأهلي، وتطبيق أجندات أو الترويج لأفكار تخدم إسرائيل يضع البلد بالمجهول".
وأكد "لن نقبل بهدنة موقتة أو وقف نار متقطع، والحل فقط بوقف الحرب نهائيا ودفعة واحدة، ولا مكان لأي اتفاق على مراحل، ولن يخرج لبنان من هذه الحرب إلا عزيزا(إن شاء الله)، ولا شيء أهم من تحصين الميدان والوضع الداخلي، ولا لشيطنة أحد، ولا غالب ولا مغلوب والمسيحية تؤام الإسلام، والكنيسة والمسجد قطبا لبنان، وقيمة لبنان من قيمة شعبه، وقيمة شعبه من قيمة سيادته، وأثمان الحماية الوطنية مهما غلت ليست أغلى من السيادة الوطنية، والمقاومة والشعب والمشروع الوطني والجيش أكبر ضمانات لبنان، وما يجري على الأرض دليل مطلق على التضحيات السيادية التي تقدمها المقاومة ومشروعها الوطني الضامن للبنان".