أنشطة نووية متزايدة في روسيا والولايات المتحدة والصين
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
أظهرت صور للأقمار الصناعية، أن روسيا والولايات المتحدة الأمريكية والصين قامت ببناء منشآت جديدة وحفرت أنفاقاً جديدة في مواقع تجاربها النووية في السنوات الأخيرة، في وقت تصاعدت فيه التوترات بين القوى النووية الثلاث الكبرى إلى أعلى مستوياتها في عام 2018.
وقالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية التي حصلت على تلك الصور، إنه لا يوجد دليل يشير إلى أن روسيا أو الولايات المتحدة أو الصين تستعد لإجراء تجربة نووية وشيكة، ولكن الصور التي تم العثور عليها توضح التوسعات الأخيرة في ثلاثة مواقع للتجارب النووية مقارنة بعدد قليل فقط من تلك المواقع خلال السنوات الماضية.
وأشارت إلى أن تلك المناطق إحداهما تديرها الصين في منطقة شينجيانغ في أقصى غرب البلاد، وواحدة تديرها روسيا في أرخبيل في القطب الشمالي، وأخرى في الولايات المتحدة في صحراء نيفادا.
Exclusive: Satellite images show increased activity at nuclear test sites in Russia, China and US https://t.co/NH508C4Cuq pic.twitter.com/B7bCFLzcpV
— CNN (@CNN) September 22, 2023 استئناف التجارب النوويةوقال جيفري لويس، الأستاذ المساعد في مركز جيمس مارتن لمنع انتشار الأسلحة النووية، إن صور الأقمار الصناعية خلال السنوات الثلاث إلى الخمس الماضية تظهر أنفاقاً جديدة تحت الجبال، وطرقاً جديدة ومرافق تخزين، بالإضافة إلى زيادة حركة مرور المركبات داخل وخارج هذه المواقع.
وأضاف "هناك بالفعل الكثير من التلميحات التي نراها تشير إلى أن روسيا والصين والولايات المتحدة قد تستأنف التجارب النووية"، وهو أمر لم تفعله أي من تلك الدول منذ حظر التجارب النووية تحت الأرض بموجب التجربة النووية الشاملة عام 1996، والتي ووقعت الصين والولايات المتحدة على المعاهدة، لكنهما لم تصدقا عليها.
وقد قام العقيد المتقاعد بالقوات الجوية الأمريكية سيدريك لايتون، وهو محلل استخباراتي سابق، بمراجعة صور المواقع النووية للقوى الثلاث وتوصل إلى نتيجة مماثلة، وقال لايتون: "من الواضح جداً أن الدول الثلاث، روسيا والصين والولايات المتحدة، استثمرت قدراً كبيراً من الوقت والجهد والمال ليس فقط في تحديث ترساناتها النووية، ولكن أيضاً في إعداد أنواع الأنشطة التي قد تكون مطلوبة لإجراء اختبار نووي".
وصدقت موسكو على المعاهدة، لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال في فبراير (شباط) الماضي إنه سيأمر بإجراء اختبار إذا تحركت الولايات المتحدة أولاً، مضيفاً أنه "لا ينبغي لأحد أن يكون لديه أوهام خطيرة بأن التكافؤ الاستراتيجي العالمي يمكن تدميره".
إثارة سباق التسلحوقال محللون إن التوسعات تخاطر بإثارة سباق لتحديث البنية التحتية لاختبار الأسلحة النووية، في وقت يسوده انعدام الثقة العميق بين واشنطن وروسيا والصين، على الرغم من أن فكرة الصراع المسلح الفعلي لا تعتبر وشيكة.
وقال لويس: "إن التهديد الناجم عن التجارب النووية يأتي من الدرجة التي تؤدي بها إلى تسريع سباق التسلح المتزايد بين الولايات المتحدة من ناحية، وروسيا والصين من ناحية أخرى"، وأضاف "العواقب المترتبة على ذلك هي أننا ننفق مبالغ هائلة من المال، على الرغم من أننا لا نصبح أكثر أماناً".
وأشار إلى أن الأداء الضعيف غير المتوقع للجيش الروسي في أوكرانيا، يمكن أن يكون جزءاً من الدافع لموسكو للنظر في استئناف التجارب النووية.
روسيا والصينوحتى عندما كان الجيش الروسي يهاجم أوكرانيا العام الماضي، شهد المحللون أيضاً توسعاً في موقع التجارب النووية في منطقة أرخبيل بالقطب الشمالي.
وتم استخدام موقع نوفايا زيمليا لأول مرة من قبل الاتحاد السوفيتي لإجراء تجارب نووية في عام 1955 حتى الانفجار الأخير للاتحاد السوفيتي تحت الأرض في عام 1990.. وخلال تلك الفترة، شهد الموقع ما مجموعه 130 اختباراً شملت أكثر من 200 جهاز، وفقاً لمراجعة نشرت في مجلة العلوم والأمن العالمي.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية التي حصلت عليها شبكة "سي إن إن" أن هناك أعمال بناء واسعة النطاق في موقع اختبار نوفايا زيمليا من عام 2021 إلى عام 2023، مع وصول السفن وحاويات الشحن الجديدة إلى مينائها، وإبقاء الطرق واضحة في الشتاء، وحفر الأنفاق في عمق جبال القطب الشمالي.
وقال لويس: "موقع الاختبار الروسي مفتوح الآن طوال العام، ونراهم يزيلون الثلوج عن الطرق، ونراهم يبنون منشآت جديدة"، وأضاف "من تلك المنشآت توجد أنفاق اختبرتها روسيا في الماضي، وأضاف: "في السنوات الخمس أو الست الماضية، رأينا روسيا تحفر أنفاقاً جديدة، مما يشير إلى أنها مستعدة لاستئناف التجارب النووية".
كما تم اكتشاف نشاط متزايد في موقع التجارب النووية الصيني في لوب نور، وهي بحيرة مالحة جافة تقع بين صحاريتين في غرب الصين ذي الكثافة السكانية المنخفضة.
وتظهر صور الأقمار الصناعية أنه تم حفر نفق خامس جديد تحت الأرض في السنوات الأخيرة، وتم بناء طرق جديدة، وقال لويس: "موقع الاختبار الصيني يختلف عن موقع الاختبار الروسي". "موقع التجارب الصيني شاسع، وهناك أجزاء كثيرة ومختلفة منه."
وبعد تحليل صور الأقمار الصناعية للموقع في الصين، خلصت المجموعة إلى أن "الهدف المحتمل للصين هو إجراء تجارب نووية دون الحرجة".. وأضافت "عثر على نفق اختبار سادس محتمل قيد الإنشاء في الصين".
وأجرت الولايات المتحدة آخر تجربة لها تحت الأرض في عام 1992، لكن لويس قال إن الولايات المتحدة ظلت منذ فترة طويلة في حالة استعداد لإجراء تجربة نووية، وعلى استعداد للرد إذا تحرك أحد منافسيها أولاً، وأضاف "الولايات المتحدة لديها سياسة الاستعداد لإجراء تجربة نووية في غضون مهلة قصيرة نسبياً، حوالي 6 أشهر".
وتُظهر صور الأقمار الصناعية التجارية، التي تم التقاطها فوق موقع التجارب النووية في ولاية نيفادا، والمعروف رسميًا باسم موقع نيفادا للأمن القومي، أن منشأة تحت الأرض تم توسيعها بشكل كبير بين عامي 2018 و2023.
وتقول إدارة الأمن القومي وهي ذراع وزارة الطاقة الأمريكية التي تشرف على الموقع، إن المختبر مخصص لإجراء تجارب نووية "دون الحرجة"، وهي ممارسة قديمة تهدف إلى ضمان موثوقية الأسلحة الموجودة في المخزون الحالي دون الحاجة إلى أسلحة نووية كاملة.
وقال لويس: "إن توسيع المرافق في موقع اختبار نيفادا يمكن أن يثير المخاوف في موسكو وبكين من أن واشنطن ربما تستعد لإجراء تجربة نووية، لأنه في حين يمكن لكلا البلدين رؤية التطور من خلال صور الأقمار الصناعية، إلا أنهما يفتقران إلى القدرة على التحقق بشكل مستقل مما يجري"، وأضاف أن مثل هذه التصورات يمكن أن تصبح خطيرة، خاصة في العصر الحالي الذي يتسم بالخوف وانعدام الثقة لدى جميع الأطراف.
Increasing nuclear activities of America, China and Russia in nuclear weapons test sites
CNN reported that satellite images show that the three nuclear powers, the US, China and Russia, have increased their activities at nuclear weapons test sites. pic.twitter.com/5dAltdnlkq
ومن جانبها قالت أستاذة العلوم السياسية في جامعة القاهرة الدكتورة نورهان الشيخ، إن "سباق التسلح بين روسيا والولايات المتحدة لم يتوقف إطلاقاً، والصين أصبحت الآن على الخط في تعزيز التسلح النووي والهند أيضاً".
وأوضحت الشيخ أن "التجارب النووية مستمرة ولم تتوقف سواء في أمريكا أو الصين أو روسيا، ولكن لم يتم الإعلان عنها إطلاقاً، وكوريا الشمالية فقط التي تعلن عن تجاربها النووية لاعتبارات تتعلق بها".
وأشارت أستاذة العلوم السياسية في جامعة القاهرة، إلى أنه "من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تجارب نووية جديدة، مع التغيرات السياسية التي يشهدها العالم الآن وبعد توتر الظروف السياسية بين القوى العظمى في العالم".
وفي الشهر الماضي، أصدر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش نداءً جديداً للدول الرئيسية، للتصديق على المعاهدة الدولية التي تحظر التجارب للأغراض السلمية والعسكرية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الصين وروسيا أمريكا صور الأقمار الصناعیة والولایات المتحدة الولایات المتحدة التجارب النوویة روسیا والصین موقع التجارب تجارب نوویة النوویة فی تحت الأرض نوویة فی فی موقع فی عام إلى أن
إقرأ أيضاً:
هل يدمر ترامب السلام في الشرق الأوسط؟
شهد الأسبوعان الأولان للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المكتب البيضاوي الكثير من اللحظات المذهلة. ومع ذلك، كان اقتراحه في 4 فبراير (فبراير) القاضي بـ"الاستيلاء" على غزة استثنائياً.
اقتراح غير عملي وغير أخلاقي استنزف صدقية الولايات المتحدة
وكتبت مجلة "إيكونوميست" البريطانية أن ترامب جمع بين الأفكار المشؤومة ــ مثل التطهير العرقي واللامبالاة القاتلة حيال حقوق الفلسطينيين ــ مع الارتجال غير التقليدي في شأن واحدة من أكثر القضايا استعصاءً على الحل.
خطة ترامب طوق نجاه لنتانياهو - موقع 24قبل أيام قليلة من إعلانه عن خطة الولايات المتحدة لغزة، كان الرئيس دونالد ترامب يفكر في مصير الفلسطينيين هناك. وقال إن غزة "موقع هدم" وأفضل شيء لسكانها هو التخلي عن القطاع وإعادة التوطين في مصر والأردن.وفي يناير (كانون الثاني) ساعد ترامب في تحقيق وقف إطلاق النار المؤقت في غزة، وهو الأمر الذي استعصى على إدارة الرئيس السابق جو بايدن لمدة عام. ومن الممكن أن يؤدي تدخله الأخير إلى هز المنطقة، حيث تكمن المخاوف من أن ذلك سيشجع المتشددين ويمنع حلفاء أمريكا من دعم جهود تعزيز الاستقرار.
ضغط على نتانياهووأوضح ترامب خطته بعد اجتماع في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. وكان الدبلوماسيون يتوقعون أن يضغط ترامب على نتانياهو المتردد للمضي نحو المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة، والتي بموجبها سيتم إعادة جميع الرهائن، ويتوقف القتال وتخرج القوات الإسرائيلية من القطاع.
إجماع فرنسي: خطة ترامب بشأن غزة "تطهير عرقي" و"جريمة حرب" - موقع 24على غرار الموقف الرسمي للإليزيه والحكومة الفرنسية وأبرز السياسيين والمحللين، شدّدت الصحف الفرنسية من كافة التوجّهات والتيارات، على أنّ التهجير القسري للسكان الفلسطينيين في غزة، جريمة حرب وجريمة مُحتملة ضدّ الإنسانية، واصفة إيّاها بأنّها تطهير عرقي.وبدلاً من ذلك، اقترح ترامب حض مليوني شخص من سكان غزة على مغادرة القطاع إلى الأردن أو مصر أو أي مكان آخر. وقال إن القوات الأمريكية قد يكون لها دور في ذلك، وأوضح الرئيس الأمريكي أنه بعد عمليات الترحيل، ستقوم أمريكا بإعادة بناء غزة ليصير القطاع "ريفييرا الشرق الأوسط"، وعند هذه النقطة قد يعود بعض الفلسطينيين.
وأشار ضمناً إلى أنه في مقابل الرخاء، يتعين على الفلسطينيين نسيان حرمانهم التاريخي والتخلي عن أحلامهم في إقامة دولة.
مشاكل في الخطةوتقول المجلة "لا يحتاج الأمر إلى حائز على جائزة نوبل للسلام لاكتشاف مشاكل خطة ترامب، فمن الناحية الأخلاقية، هي دعوة للغزو والتطهير العرقي، دون النظر إلى حق الفلسطينيين في تقرير المصير أو الحكم الذاتي".
كواليس صادمة.. كيف وُلد مقترح ترامب للسيطرة على غزة؟ - موقع 24عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء عن اقتراحه بأن تتولى الولايات المتحدة السيطرة على غزة، صدم حتى كبار أعضاء إدارته وحكومته، وفقاً لتقرير في صحيفة "نيويورك تايمز".ومن خلال اقتراحه، يدعم ترامب النظرة العالمية القائمة على أن القوة هي الحق، من الناحية العملية، هذه بداية غير مشجعة، مشيرة إلى أن الناخبين الأمريكيين لا يرغبون في إرسال المزيد من القوات إلى الشرق الأوسط. كما أن سجل أمريكا في بناء الأمم هناك ضعيف، كما أشار ترامب نفسه في وقت سابق.
وستواجه الدول العربية التي يُطلب منها استضافة الغزيين المشردين صعوبات كبيرة في التعامل مع هذا التدفق. ولا عجب أن مسؤولي ترامب بدأوا في التراجع عن خطته في اليوم التالي، مؤكدين أنه لم يعد الحديث عن استخدام القوات الأمريكية، وأن التهجير سيكون موقتاً.
"حفرة جهنم"وتتابع المجلة "مع ذلك، فإن تشخيص ترامب يحتوي أيضاً على أجزاء من الحقيقة، فهو محق في أن غزة باتت "حفرة جهنم" بسبب الحرب التي مزقتها. وأن هذا الوضع لن يتغير ".
كما أن حماس تسيطر على غزة، بينما السلطة الفلسطينية تتدهور في الضفة الغربية، والعالم يكتفي بالكلام عن حل الدولتين. وقال ترامب: "لا يمكنك الاستمرار في ارتكاب الخطأ نفسه مراراً وتكراراً".
فورين بوليسي: خطة ترامب لتطهير غزة جنون محض - موقع 24لفت الزميل البارز في مجلس العلاقات الخارجية ستيفن كوك إلى أن أحد الامتيازات الخاصة برئيس الولايات المتحدة هو وجوب أخذ تصريحاته على محمل الجد، بغض النظر عن مدى جموحها.وتؤكد المجلة أن ترامب محق في أن هناك حاجة إلى مزيد من التفكير الخلاق لمنح شباب غزة فرصة أفضل.
وتضيف أن التراجع عن الصيغة القديمة المتمثلة في وكالة الأمم المتحدة المعطلة التي تعمل على إدامة وضع اللاجئين في غزة، والتظاهر بالتحضير لعودة السلطة الفلسطينية، لا يعدو كونه إعادة خلق الظروف التي سمحت لحماس بالازدهار.
الطريق إلى السلامثم هناك الطريق الضيق للسلام، الذي يتطلب تحولاً في القيادة أو إقالة قيادة حماس في غزة، مع تشكيل قوة أمنية بقيادة العرب والسلطة الفلسطينية لاستعادة النظام، وفي ذات الوقت، يمكن للمحادثات حول الدولتين أن تفتح المجال للتحالفات والمساومات الإقليمية التي يحلم بها ترامب.
وتختم المجلة "يحتاج الشرق الأوسط بشدة إلى تفكير جديد، لكن من خلال طرح اقتراح غير عملي وغير أخلاقي، استنزف ترامب صدقية الولايات المتحدة. وقد ينتهي به الأمر إلى إثارة الاضطرابات وتمكين المتطرفين. وتزعم حماس الآن أن أمريكا لا تهتم بسكان غزة. وبوسع اليمين المتشدد في إسرائيل أن يتمسك بحلمه المتمثل في طرد الفلسطينيين من غزة وبناء المستوطنات هناك".