أكد مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن واشنطن وافقت أخيرا على إرسال صواريخ بعيدة المدى لأوكرانيا من طراز "أتاكمس" والمزودة بذخائر عنقودية وذلك لتعزيز قدرات القوات الأوكرانية لمواجهة الآلة العسكرية الروسية خلال الحرب الضروس التي تشتعل جذوتها بين الطرفين منذ أواخر فبراير من العام الماضي.

وأوضح المقال، الذي شارك في كتابته كل من كارين ديونج وجون هادسون، أن تلك الخطوة من جانب الإدارة الأمريكية تأتي بعد رفضها لما يقرب من عام الطلبات المتكررة من جانب أوكرانيا لتزويدها بذلك الطراز من الصواريخ حتى تتمكن من استهداف مواقع روسية على مدى أوسع.

ويضيف المقال أن صواريخ أتاكمس التي يبلغ مداها ما يقرب من 190 ميلا سوف تتيح الفرصة للجانب الأوكراني لاستهداف مواقع روسية تشمل مخازن ذخيرة ومواقع قيادة وطرق إمداد على مدى واسع خلف التحصينات القوية الروسية على خطوط المواجهة.

ويشير المقال إلى التغير الجذري الذي طرأ على موقف الإدارة الأمريكية من المطالب الأوكرانية في هذا الخصوص، حيث يوضح أن موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن تحول بشكل كبير من الرفض التام خلال الصيف الماضي إلى الموافقة أخيرا على تزويد كييف بذلك الطراز من الصواريخ المتطورة على الرغم من المخاوف التي تنتاب الإدارة الأمريكية من أن تستخدم القوات الأوكرانية تلك الصواريخ لتوجيه ضربات داخل الأراضي الروسية وهو ما سوف يشكل استفزارا للجانب الروسي.

ويلفت المقال في هذا السياق إلى أن الرئيس بايدن أخبر بالفعل رئيس أوكرانيا فلودومير زيلينسكي خلال لقاء معه في البيت الأبيض أمس أول الخميس عن عزمه تزويد بلاده بصواريخ أتاكمس.

وينوه المقال أن ذلك القرار من جانب الإدارة الأمريكية بتزويد كييف بصواريخ أتاكمس يتواكب مع إعلان البيت الأبيض أمس أول الخميس تقديم حزمة جديدة من المساعدات العسكرية تصل قيمتها إلى 325 مليون دولار تشمل ذخيرة منظومات دفاع جوي لتعزيز قدرات القوات الجوية الأوكرانية على صد الهجمات الصاروخية الروسية ولا سيما، طبقا لما ذكره وزير الخارجية أنتوني بلينكن، مع اقتراب فصل الشتاء والذي من المتوقع أن تكثف خلاله موسكو ضرباتها الجوية على البنية التحتية الأوكرانية.

ويضيف المقال أن الحزمة الجديدة من المساعدات الأمريكية لأوكرانيا تشمل كذلك ذخيرة مدفعية وذخائر عنقودية والتي سوف تسهم في تمكين القوات الأوكرانية من الاستمرار في هجومها المضاد على القوات الروسية.

ويشير المقال إلى أن تلك الخطوة من جانب الإدارة الأمريكية تأتي في أعقاب إعلانها في يوليو الماضي تزويد أوكرانيا بذخائر عنقودية، وهو ما أثار موجة غضب عارمة من جانب جماعات حقوق الإنسان التي أدانت القرار الأمريكي حيث إن هذا النوع من الذخائر محرم دوليا من جانب ما يربو على 120 دولة نظرا لخطورته الداهمة على المدنيين حتى بعد سنوات طويلة من انتهاء الصراع.

ويتناول المقال في سياق متصل مساعدات الدول الغربية الأخرى لأوكرانيا حيث يلفت إلى أن بريطانيا وفرنسا قامتا منذ عدة أشهر بتزويد كييف بصواريخ كروز بعيدة المدى والذي يصل إلى ما يقرب من 140 ميلا، مشيرا إلى أن القوات الأوكرانية تواجه صعوبات جمة لاختراق صفوف القوات الروسية وتحقيق أي تقدم ملموس خلال هجومها المضاد بسبب حقول الألغام التي تتحصن خلفها القوات الروسية ولاسيما على الجبهة الجنوبية الشرقية من خطوط المواجهة.

ويشير المقال في الختام إلى أن صواريخ ستورم شادو البريطانية وصواريخ كروز الفرنسية أسهمت إلى حد بعيد في تمكين القوات الأوكرانية من استهداف مواقع روسية ما كانت تصل إليها من خلال الهجوم البري.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أتاكمس صواريخ الإدارة الأمریکیة القوات الأوکرانیة من جانب إلى أن

إقرأ أيضاً:

واشنطن بوست: ترامب يبدأ في إدراك حقيقة نيات بوتين

قالت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحية لها يبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدأ يدرك، ولو متأخرا، أن غزو روسيا لأوكرانيا لم يكن بدافع الدفاع عن النفس، بل محاولة واضحة للسيطرة على أراض وإسقاط حكومة مستقلة.

وأضافت الصحيفة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لا يسعى لأي اتفاق سلام لا يضمن له الاحتفاظ بما استولى عليه بالقوة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صنداي تايمز: بوتين يشن حربا سرية على بريطانياlist 2 of 2فرنسا على موعد مع مظاهرات حاشدة بعد منع مارين لوبان من الترشح للرئاسةend of list

وأشارت إلى أن روسيا رفضت مؤخرا مقترحات أميركية لوقف إطلاق النار المؤقت، واستمرت في قصف المدن الأوكرانية والبنى التحتية للطاقة، رغم اتفاق سابق على عدم استهداف هذه المنشآت. وحتى زيارة أحد كبار مبعوثي بوتين إلى واشنطن هذا الأسبوع، لم تحقق أي تقدم يذكر نحو إنهاء القتال، وتركزت على التعاون الاقتصادي أكثر من السلام.

قرار لبوتين يكشف نيته

وقالت إن بوتين نفسه أرسل رسالة واضحة برفضه وقف الحرب، بإصداره قرارا لتجنيد 160 ألف شاب للخدمة العسكرية، وهو أكبر عدد منذ عام 2011، مشيرة إلى أن هذا يعكس النقص الحاد في الجنود، والذي دفع موسكو للاستعانة بمساجين وحتى جنود من كوريا الشمالية.

وذكرت أن ترامب أبدى، في مقابلة مع إن بي سي، غضبه من بوتين، متهما إياه بإهانة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورفضه التفاوض، وهدد بفرض عقوبات ثانوية على الدول التي تواصل شراء النفط والغاز واليورانيوم الروسي، رغم العقوبات الأميركية.

إعلان

حتى الكونغرس

وأوردت واشنطن بوست أيضا أن أعضاء الكونغرس الأميركي، حتى الجمهوريين منهم، بدؤوا يُظهرون موقفا أكثر صرامة تجاه روسيا، إذ يدعم 50 سيناتورًا من الحزبين مشروع قانون يفرض رسوما ضخمة على الدول التي تواصل التعامل التجاري مع روسيا إذا استمرت في رفض التفاوض بجدية.

وقالت إن تنفيذ العقوبات الثانوية سيضع إدارة ترامب في مواقف صعبة مع دول مثل الهند وتركيا والمجر، التي تشتري كميات كبيرة من الطاقة الروسية، ويُعتبر قادتها من المقربين لترامب.

وتختتم الصحيفة بأن على الولايات المتحدة أن تتذكر أهمية الدفاع عن حدود الدول المستقلة ورفض احتلال الأراضي بالقوة. فروسيا هي المعتدي وأوكرانيا هي الضحية، وأميركا يجب أن تقف بوضوح مع كييف، وإن كان ترامب قد بدأ يقتنع بذلك أخيرا.

مقالات مشابهة

  • واشنطن بوست تكشف اعترافات جنود إسرائيليين حول التدمير الممنهج في غزة 
  • كم دولة في العالم تتواصل مع الإدارة الأمريكية بشأن رسوم ترامب الجمركية؟.. البيت الأبيض يجيب
  • محلل سياسي: وجود القوات الأوروبية على الأراضى الأوكرانية يهدد الأمن القومي الروسي
  • بولندا ترسل مقاتلاتها إلى الجو بسبب نشاط روسي مزعوم في أوكرانيا
  • واشنطن بوست: ترامب يبدأ في إدراك حقيقة نيات بوتين
  • واشنطن قلقة من ارتدادات الفشل في اليمن على الجيش الأمريكي
  • باحث: أطراف كثيرة تعرقل إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية
  • الدفاعات الجوية الأوكرانية تسقط 51 طائرة مسيرة روسية الليلة الماضية
  • واشنطن ترسل رسالة عن طريق الخطأ للمقيمين الأوكرانيين تطالبهم بالمغادرة
  • "واشنطن بوست": مصلحة الضرائب الأمريكية تسرح 25% من موظفيها لخفض التكاليف