جنين - خــاص صفا

"كان دائماً يطلب الشهادة، وفي كل مرّة حين كان يعود من المواجهات دون أن ينالها كنت أرى الحزن في وجهه".. بهذه الكلمات اختصر عماد أبو حسن حياة نجله الشهيد عبد الله في سنواته الأخيرة.

وارتقى الفتى عبد الله (16 عامًا) شهيداً فجر الجمعة 22/9 خلال مواجهات اندلعت في بلدة كفردان قرب بلدته اليامون غرب جنين، محققاً أمنيته التي سعى لتحقيقها لسنوات.

طلبها بصدق.. فنالها

ويقول الدكتور عماد والد الشهيد عبد الله لوكالة "صفا": "عندما كان يعود عبد الله من المواجهات، كنت أُداري حزنه، وأخفف عنه ببُشرى أنه لعل موعد الشهادة سيكون في المرة المقبلة، وكنت أقول له أُصدق الله يَصدقك، فيقول لي لم أجاهد إلا رغبة بما عند الله".

وعن حبه للشهادة يشير والده إلى أن نجله كان دائم القول "لا أرى الدنيا سوى سجن يخنقني"، فكان يُصّبره بالقول "من أحب لقاء الله فإن الله يحب لقاءَه.

ويضيف والد الشهيد " والله ما رأيت مُجاهداً مخلصاً مثل إخلاصه، ولا حريصاً على الشهادة كحرصه".

ووثقت عدسات الكاميرات اللحظات الأخيرة لحياة عبدالله، حيث كان والده من أوائل من عرفوا بإصابته فحاول إنعاشه، لكن قدر الله غالب فتلقى الحدث رابط الجأش صابراً وهو يخاطب نجله الشهيد:" لقد سبقتنا إلى الشهادة التي طالما طاردناها وحلمنا بها، وأنا على يقين أنك تنظر إلينا في فرح، تنتظر قدومنا إليك، ولا أظن أننا سنتأخر عنك".

رفع رؤوسنا

عمة الشهيد عبد الله أبو حسن، تحدثت عن سنواته الأخيرة: "لقد أحضر له والده دراجة نارية ليعمل عليها، لكنه كان يستخدمها للمسارعة بالوصول إلى الأماكن التي يقتحمها الاحتلال".

وتقول:" دائماً وأبداً، أينما سمع بوجود اقتحام لجيش الاحتلال، يسارع للمواجهة والتصدي.. كان دائم الحركة إذا سمع باقتحام الاحتلال للمخيم يكون هناك بعد دقائق ملتحقاً بالمقاومين".

وعن معرفتها بالخبر تشير عمة الشهيد إلى أنها استيقظت على خبر استشهاده عبر إحدى مجموعات "التليجرام".

وتضيف وهي تستقبل المهنئين في بلدته اليامون " الله يرضى عليه، عبد الله رفع رؤوسنا.. الحمد لله رب العالمين، صحيح أن الخبر أوجع قلوبنا كثيراً، لكن كان حلمه دائما الشهادة".

هذا اليوم يومي

وعن ساعاته الأخيرة يقول شقيقه الأكبر حسن: "قبل أن يخرج عبد الله من المنزل، قدّم لنا الحلوى، وقال لنا -هذا اليوم يومي- وبصراحه لم ندرِ على وجه الدقة، ماذا يعني بهذا القول".

ويستدرك الشقيق الأكبر "لكن بعد نصف ساعة تقريباً من خروجه، جاءنا خبر إصابة عبد الله برصاص الاحتلال في بلدة كفردان المجاورة لبلدتنا"، مكملاً "توجهنا مباشرة إلى المستشفى، فوجدناهم قد أعلنوا عن استشهاده".

وعن مناقبه يوضح حسن أن شقيقه عبد الله "إنسان طيب محبوب معروف لكافة الشبان بأخلاقه في بلدتنا وحتى على مستوى جنين ومخيمها".

ويتابع "وهذه صفات كل المجاهدين المقاومين"، مؤكدًا أن شقيقه الشهيد كان منخرطاً في صفوف -كتيبة جنين-.

وعن حبه للشهادة يختم حسن: "عبد الله ومن مدة طويلة جداً، ومن بداية الأحداث تقريباً ليلاً نهار وهو مع الشباب، وهو يقاوم مع المقاومين، والحمد لله، ما سعى إليه ناله.. نال أن يكون شهيداً عند الله سبحانه وتعالى، فهنيئاً له الشهادة وهنيئاً لنا شفاعته يوم القيامة".

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: الشهيد عبد الله أبو حسن اليامون جنين كفر دان الشهید عبد الله

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يخطر بهدم منزل الشهيد عبد الرؤوف المصري في طوباس

طوباس - صفا اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر يوم الاثنين، بلدة عقابا شمال مدينة طوباس، وأخطرت بهدم منزل الشهيد القسامي عبد الرؤوف المصري. وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة، وأخطرت بهدم منزل الشهيد عبد الرؤوف راجح المصري. وكانت قوات الاحتلال اقتحمت بلدة عقابا، في كانون الأول/ديسمبر الماضي، وأخذت قياسات منزلي الشهيدين القساميين أحمد وليد أبو عرة وعبد الرؤوف المصري، والأسير القسامي أيمن ناجح الياسين، تمهيدًا لهدمها، بتهمة المشاركة في عملية الأغوار الشمالية. واستشهد المصري (٣٧ عامًا)، عقب حصار الاحتلال منزله في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، واشتباكه معه. 

مقالات مشابهة

  • قوات الاحتلال تقتحم بيت عزاء الشهيد عودة الهذالين وتغلق المنطقة
  • الاحتلال يقتحم بيت عزاء الشهيد الهذالين ويعتقل ناشطتين شرق يطا
  • الاحتلال يقتحم بيت عزاء الشهيد الهذالين واعتقل ناشطتين شرق يطا
  • الاحتلال يواصل أعمال التجريف بأراضي خربة مسعود جنوب جنين
  • زهقت من لدغات الناموس في الصيف ؟ إليك تدابير مهمة للحماية
  • قوات “القاسم” تنعي الشهيد “أبو علي” عضو الهيئة العسكرية في غرب غزة
  • الاحتلال الإسرائيلي يجرف أراضي لتوسيع بؤرة استيطانية جنوب جنين
  • الاحتلال يُجرف أراضٍ جنوب جنين لتوسيع بؤرة استيطانية رعوية
  • 189 يومًا للعدوان على جنين.. تصاعد الاقتحامات والاعتداءات
  • الاحتلال يخطر بهدم منزل الشهيد عبد الرؤوف المصري في طوباس