أذربيجان كانت تتحين فرصتها في ناغورني قره باغ ووجدتها
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
لفت ديفيد إغناتيوس في عموده بصحيفة "واشنطن بوست" اليوم إلى مقولة الزعيم الصين ماو تسي تونغ ذات مرة إن "السلطة السياسية تنمو من فوهة البندقية".
ويرى الكاتب أن هذا الدرس القاسي ينطبق بالتأكيد على المعركة طويلة الأمد بين أرمينيا وأذربيجان على الأراضي المتنازع عليها المعروفة باسم ناغورني قره باغ، حيث فرضت أذربيجان هذا الأسبوع سيادتها بالقوة العسكرية.
وبالنسبة للأرمن الذين يعيشون في "ظل الإبادة الجماعية العثمانية عام 1915" -حسب وصف الكاتب- كانت محنة نحو 120 ألف أرمني عرقي في قره باغ مؤرقة. وفي ظل افتقارهم إلى القوة العسكرية لمنافسة أذربيجان، ومن دون حماية من روسيا أو الولايات المتحدة أو حتى أرمينيا نفسها؛ اضطر أرمن قره باغ إلى الاستسلام في غضون يومين.
وأشار الكاتب إلى الاجتماع الذي ضم ممثلي الحكومة الأرمينية التي كانت تدير قره باغ الخميس الماضي مع ممثلين أذريين، وقال إنه كان دليلا على أن أذربيجان كانت تعيد ترسيخ سلطتها على الأراضي التي كانت تسيطر عليها قانونا، ولكن ليس فعلا، وأن أرمن قره باغ كانوا يخضعون للواقع السياسي الجديد الذي كانوا يأملون تجنبه منذ زمن طويل.
وأرجع الكاتب الاضطرابات في الإقليم جزئيا إلى الفراغ في المنطقة الناجم عن انشغال روسيا بأوكرانيا، حيث كانت لدى موسكو قوة حفظ سلام صغيرة قوامها 2000 جندي في قره باغ، كان من المفترض أن تمنع الصراع، وأثبت الروس عجزهم، وقالت روسيا إن بعض جنودها قُتلوا بنيران أذرية هذا الأسبوع.
وأضاف أن أرمينيا -التي اعتمدت على الحماية الروسية قرنا من الزمان- بدأت تشك في موسكو وتتحول نحو الغرب هذا العام، على أمل الحصول على حلفاء أكثر موثوقية. وعرضت إدارة بايدن المساعدة الدبلوماسية في محاولة التوسط في تسوية بين باكو ويريفا، ولكن من دون جدوى.
وختم المقال بأنه من المحتمل أن يكون تحول أرمينيا نحو الغرب جاء في وقت غير مناسب، وأنها تركت الروس من دون جلب مساعدة غربية موثوقة. وكان الأرمن -خاصة في قره باغ- معزولين وضعفاء ينتظرون الخلاص الأجنبي الذي لم يأت قط. وفي هذا الصدد، كان ذلك بمثابة تلخيص قاس للتاريخ الأرمني الحديث.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قره باغ
إقرأ أيضاً:
المفتي يُلقي محاضرةً حول "الإنسان في المنظور الحضاري الإسلامي" بمعهد أذربيجان
ألقى الأستاذ الدكتور نظير عيَّاد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- محاضرةً بعنوان "الإنسان في المنظور الحضاري الإسلامي" بمعهد أذربيجان للعلوم الدينية، وذلك ضمن فعاليات زيارته الرسمية لأذربيجان. وحضر المحاضرة الدكتور عاقل شرينوف، رئيس المعهد، والدكتور إلكين عليمرادوف، مدير قسم اللغات والعلوم الاجتماعية، إلى جانب عدد من أعضاء هيئة التدريس بالمعهد.
المفتي يستقبل وفدًا إندونيسيًّا لبحث تعزيز التعاون في مجال تدريب المفتين المفتي يشهد تخريج دفعة جديدة من طلبة تايلاندتناول المفتي في المحاضرة جوانبَ متعددةً حول مكانة الإنسان في الإسلام ودَوره في التشييد والبناء وعمارة الأرض. في بداية المحاضرة، أوضح أهمية هذا الموضوع في ظل التحديات الراهنة التي تواجه الإنسانية، مؤكدًا أن "الإسلام يمنح الإنسان مكانةً رفيعة، ويحرص على إعلاء قيمته ودَوره في هذا الكون كخليفة لله في الأرض."
وأضاف مفتي الجمهورية أن "الإنسان اختُصَّ في الإسلام بمزايا تميِّزه عن سائر المخلوقات، حيث وهبه الله العقلَ والقدرة على الاختيار، مما يلقي على عاتقه مسؤولية كبيرة تجاه نفسه وتجاه الكون بأسره."
وأكَّد أن الإسلام يُشجع على التشييد والبناء وعمارة الأرض كأحد أشكال العبادة، قائلًا: "الإسلام يحثُّ الإنسانَ على العمل والإنتاج، ويعتبر التشييد والتطوير واجبًا لتحقيق الازدهار والاستقرار."
كما تطرَّق إلى مقاصد الشريعة الإسلامية وأهميتها في تنظيم حياة الإنسان، مشيرًا إلى أن "الشريعة الإسلامية تهدُف إلى تحقيق مصالح الناس من خلال أنواع المقاصد الضرورية، والحاجية، والإحسانية، والتي تسعى لحماية الدين والنفس والعقل والمال والعرض.
واختتم مفتي الجمهورية محاضرته بتناول تنظيم العلاقات التي رسمها الإسلام بين الإنسان وأطراف متعددة، سواء في علاقته بالله، أو بنفسه، أو بالبشر، أو حتى بالكائنات الأخرى، مبينًا أن "الإسلام يؤسِّس لتنظيم شامل يحقق التوازن بين متطلبات الفرد وحقوق المجتمع والكون، بما يعزز التعايش والتعاون."