دراسة تكشف العلاقة بين المتلازمة السابقة للحيض وانقطاع الطمث المبكر عند النساء
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قد لا تكون التشنجات، والصداع، والاكتئاب هي التأثيرات الوحيدة على النساء اللاتي يعانين من المتلازمة السابقة للحيض، فقد تكون هناك مضاعفات لانقطاع الطمث في وقت لاحق، وفقًا لدراسة جديدة.
وبحسب الدراسة، فإن النساء اللاتي يعانين من الاضطرابات السابقة للحيض، مثل المتلازمة السابقة للحيض، والاضطراب المزعج السابق للحيض الأكثر شدة، لديهن أكثر من ضعف خطر انقطاع الطمث المبكر.
وفي رسالة بالبريد الإلكتروني، قالت مؤلفة الدراسة الرئيسية، ييهوي يانغ، وهي طالبة مرحلة الدكتوراه في معهد كارولينسكا في السويد: "لقد وجدنا أنه بالمقارنة مع النساء اللاتي لا يعانين من الاضطرابات السابقة للحيض، فإن النساء اللاتي يعانين من الاضطرابات السابقة للحيض معرضات لخطر الإصابة بانقطاع الطمث المبكر بمعدل 2.67 مرة".
وأوضحت يانغ أن انقطاع الطمث يعتبر مبكرا عندما يحدث قبل بلوغ المرأة سن 45 عاما، وهو ما سيحدث لدى نسبة 5 إلى 10% من النساء.
وأضافت أن انقطاع الطمث المبكر يثير القلق بسبب تقليصه سنوات الإنجاب، وبسبب ارتباطه بمخاوف صحية أخرى.
من جانبها، قالت الدكتورة ستيفاني فوبيون، وهي مديرة مركز "مايو كلينك" لصحة المرأة والمديرة الطبية لجمعية انقطاع الطمث: "من المهم تحديد النساء المعرضات لخطر انقطاع الطمث المبكر بسبب ارتباطه بضعف صحة القلب، والدماغ، والعظام".
ووجدت دراسة أُجريت عام 2010، أن النساء اللاتي يعانين من انقطاع الطمث المبكر يتعرضن لخطر متزايد للوفيات الإجمالية، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية، وهشاشة العظام، والأمراض العصبية.
وكانت النساء المُصابات بالاضطرابات السابقة للحيض أكثر عرضة للإصابة بالهبّات الساخنة والتعرّق الليلي، وفقًا للدراسة.
وقد أظهرت الأبحاث السابقة وجود صلة بين الهبّات الساخنة والتدهور المعرفي اللاحق والنوبات القلبية.
ما علاقة المتلازمة السابقة للحيض بانقطاع الطمث المبكر؟تضمنت الدراسة، التي نُشرت، الثلاثاء، في الدورية العلمية JAMA Network Open، بيانات من أكثر من 3 آلاف امرأة، من بينهن 1220 يعانين من الاضطرابات السباقة الحيض، اللاتي شاركن في دراسة صحة الممرضات، التي تبحث في عوامل الخطر للأمراض المزمنة لدى النساء.
وقالت الدراسة إنه ابتداء من عام 1991، أبلغت النساء بأنفسهن عن تشخيصهن بالاضطراب السابق للحيض وأجبن على استبيان لتأكيد الأعراض.
وتابع الباحثون حالة المشاركات كل عامين حتى عام 2017 لتقييم متى مررن بانقطاع الطمث، وفي ثلاثة من تلك الاستبيانات، سُؤلن عن مدة شدة الأعراض لديهن.
ونظرًا لكونها دراسة رصدية، لا يمكن الجزم بوجود اضطرابات سابقة للحيض تسبب انقطاع الطمث المبكر. وبدلا من ذلك، تظهر النتائج أن هناك علاقة بين الاثنين، حسبما ذكره كبير مؤلفي الدراسة، الدكتور دونغهاو لو، الأستاذ المشارك في قسم علم الأوبئة الطبية والإحصاء الحيوي لدى معهد كارولينسكا.
ولفتت فوبيون إلى أن الدراسة مصممة بشكل جيد، و"تسلّط الضوء على حالة مهمة تتعلق بالصحة الإنجابية لا يتم التعرف عليها ولا يتم علاجها بشكل كافٍ".
وكخطوة تالية، يحتاج الباحثون إلى اكتشاف سبب ارتباط الحالتين، وما إذا كانت هناك عملية بيولوجية تربط بينهما، حسبما ذكرته فوبيون في رسالة بالبريد الإلكتروني.
وأشارت يانغ إلى أن هناك بعض الأبحاث التي تدعم فكرة وجود علاقة بين الاضطرابات السابقة للحيض وانقطاع الطمث المبكر، إذ أظهرت الدراسات أن الاثنين لديهما عوامل خطر مشتركة مثل التطور خلال فترة البلوغ وبسبب التدخين، بحسب ما ذكرته يانغ.
ولفتت فوبيون إلى أنه من المحتمل أن منطقة ما تحت المهاد، وهي منطقة الدماغ المسؤولة عن الهبّات الساخنة، تختلف عند النساء اللاتي يعانين من اضطرابات مزاجية ناجمة عن الهرمونات.
وقالت: "لا نعرف أيضًا ما إذا كان علاج اضطرابات المزاج هذه سيخفف من الهبات الساخنة أو يؤثر على توقيت انقطاع الطمث".
وأضافت:"لا تزال هناك الكثير من الأسئلة."
المصدر: CNN Arabic
إقرأ أيضاً:
في الذكرى الـ 49 ليوم الأرض الفلسطيني.. نقطة تحول في العلاقة بين السلطة الإسرائيلية وفلسطيني 48
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يحل اليوم الأحد 30 مارس، الذكرى الـ49 ليوم الأرض الفلسطيني، تلك المناسبة التي أصبحت عيدا للأرض والدفاع عنها منذ عام 1976، إذ استُشهد في تلك الهبة 6 مواطنين، وجُرح 49 واعتُقل أكثر من 300 آخرين.
يُعد "يوم الأرض" محطة بارزة في تاريخ النضال الفلسطيني، حيث أعلن الفلسطينيون في هذا اليوم تمسكهم بأرضهم وهويتهم الوطنية والقومية، رغم سياسات القمع والقتل والإرهاب التي مارستها، ولا تزال تمارسها، سلطات الاحتلال الإسرائيلي بهدف إبعادهم عن أرضهم.
يواصل الاحتلال الاسرائيلي عدوانه على الفلسطينيين، تزامنًا مع يوم الأرض هذا العام، من خلال القتل والقصف والتدمير والاعتقالات، غير آبه بحالة التهدئة التي أعلنتها فصائل المقاومة الفلسطينية.
هذا الواقع يعكس الطبيعة الدموية للاحتلال، الذي قام أساسًا على قتل الفلسطينيين واغتصاب أراضيهم.
يوم الأرض.. صرخة في وجه العدوان
جاء يوم الأرض، بعد هبة الجماهير الفلسطينية في أراضي الـ 48 عام 1976، معلنة صرخة احتجاجية في وجه سياسات الاستيلاء والاقتلاع والتهويد التي انتهجتها إسرائيل، وتمخضت عن هذه الهبة ذكرى تاريخية سميت بـ"يوم الأرض".
بداية يوم الأرض
بدأت الشرارة التي أشعلت الجماهير ليوم الأرض، من خلال إقدام السلطات الإسرائيلية على الاستيلاء على نحو 21 ألف دونم من أراضي عدد من القرى الفلسطينية في الجليل ومنها عرابة، وسخنين، ودير حنا، وعرب السواعد وغيرها في عام 1976؛ وذلك لتخصيصها لإقامة المزيد من المستعمرات في نطاق خطة تهويد الجليل وتفريغه من سكانه العرب، وهو ما أدى إلى إعلان الفلسطينيين في الداخل وخصوصًا المتضررين المباشرين الإضراب العام في يوم الثلاثين من مارس.
في هذا اليوم، أعلنت مدن الجليل والمثلث وقراهما إضرابا عاما، وحاولت السلطات الإسرائيلية كسر الإضراب بالقوة، فأدى ذلك إلى صدام بين المواطنين والقوات الإسرائيلية، كان أعنفه في قرى سخنين، وعرابة، ودير حنا.
تفيد معطيات لجنة المتابعة العليا، الهيئة القيادية العليا لفلسطينيي 48، بأن إسرائيل استولت على نحو مليون ونصف مليون دونم منذ احتلالها لفلسطين عام 1948 حتى عام 1976، ولم يبق بحوزتهم سوى نحو نصف مليون دونم، إضافة إلى ملايين الدونمات من أملاك اللاجئين وأراضي المشاع العامة.
بذلت إسرائيل جهودًا كبيرة لكسر إرادة القيادات الفلسطينية ومنع انطلاق فعاليات نضالية، لكن رؤساء المجالس البلدية العربية أعلنوا الإضراب العام في اجتماع يوم 25 مارس 1976 في مدينة شفا عمرو.
جاء قرار لجنة الدفاع عن الأراضي العربية، التي انبثقت عن لجان محلية في إطار اجتماع عام أجري في مدينة الناصرة في 18 أكتوبر 1975، بإعلان الإضراب الشامل، ردًا مباشرًا على الاستيلاء على أراضي (المثلث)، ومنع الفلسطينيين من دخول المنطقة في تاريخ 13-2-1976.
يشير باحثون إلى أن الاستيلاء على الأراضي بهدف التهويد بلغ ذروته في مطلع 1976، بذرائع مختلفة تجد لها مسوغات في "القانون"، و"خدمة الصالح العام"، أو في تفعيل ما يعرف بـ"قوانين الطوارئ" الانتدابية.
كانت أرض المثلث التي تبلغ مساحتها 60 ألف دونم، تُستخدم في السنوات 1942-1944 منطقة تدريبات عسكرية للجيش البريطاني أثناء الحرب العالمية الثانية، مقابل دفع بدل استئجار لأصحاب الأرض، وبعد عام 1948، أبقت إسرائيل على الوضع نفسه الذي كان سائدًا في عهد الانتداب البريطاني، إذ كان يسمح للمواطنين بالوصول إلى أراضيهم لفلاحتها بتصاريح خاصة.
في عام 1956، أغلقت السلطات الإسرائيلية المنطقة بهدف إقامة مخططات بناء مستعمرات يهودية ضمن مشروع تهويد الجليل.
كما كان صدور وثيقة (كيننغ) في 1976/3/1 عن متصرف لواء الشمال في وزارة الداخلية الإسرائيلية (يسرائيل كيننغ) وثيقة سرية، سمّيت فيما بعد باسمه، وتُستهدف لإفراغ الجليل من أهله الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم وتهويدها، وهي واحدة من مسببات الاتجاه نحو الإضراب.
دعت وثيقة (كيننغ) في طياتها إلى تقليل نسبة الفلسطينيين في منطقتي الجليل والنقب، وذلك بالاستيلاء على ما تبقى لديهم من أراضٍ زراعية وبمحاصرتهم اقتصادياً واجتماعياً، وبتوجيه المهاجرين اليهود الجدد إلى الاستعمار في منطقتي الجليل والنقب.
ركزت على تكثيف الاستعمار اليهودي في شمال الجليل، وشددت الوثيقة على ضرورة التضييق الاقتصادي على العائلات العربية، عبر ملاحقتها بالضرائب، وإعطاء الأولوية لليهود في فرص العمل، وكذلك تخفيض نسبة العرب في التحصيل العلمي، وتشجيع التوجهات المهنية لدى التلاميذ، وتسهيل هجرة الشباب والطلبة العرب إلى خارج البلاد، ومنع عودتهم إليها.
الرد الإسرائيلي
كان الرد الإسرائيلي عسكريًا شديدًا على هبة "يوم الأرض"، باعتبارها أول تحدٍ ولأول مرة بعد احتلال الأرض الفلسطينية عام 1948، إذ دخلت قوات معززة من الجيش الإسرائيلي مدعومة بالدبابات والمجنزرات إلى القرى الفلسطينية وأعادت احتلالها، موقعة شهداء وجرحى بين صفوف المدنيين العُزْل، فكانت حصيلة الصدامات استشهاد 6 فلسطينيين، 4 منهم قُتلوا برصاص الجيش، واثنان برصاص الشرطة.
رغم مطالبة فلسطينيي الـ48، إسرائيل بإقامة لجنة للتحقيق في قتل الجيش والشرطة مواطنين عُزْل يحملون الجنسية الإسرائيلية، فإن مطالبهم قوبلت بالرفض التام، بإدعاء أن الجيش واجه قوى معادية.
سعت إسرائيل إلى إفشال الإضراب، لما يحمله من دلالات تتعلق بسلوك الأقلية الفلسطينية كأقلية قومية حيال قضية وطنية ومدنية من الدرجة الأولى، ألا وهي قضية الأرض. حيث عقدت الحكومة الإسرائيلية اجتماعا استمر لأربع ساعات، تقرر فيه تعزيز قوات الشرطة في القرى والمدن الفلسطينية، للرد على الإضراب والمظاهرات.
كما حذرت قيادة اتحاد العمال الإسرائيلي "الهستدروت" العمال وهددتهم باتخاذ إجراءات انتقامية ضدهم، وقرر أرباب العمل في اجتماع لهم في حيفا طرد العمال الفلسطينيين من عملهم إذا ما شاركوا في الإضراب العام في يوم الأرض. كذلك بعث المدير العام لوزارة المعارف بتهديد إلى المدارس الفلسطينية لمنعها من المشاركة في الإضراب.
ذكرى خالدة
رغم مرور (49 عاما) على هذه الذكرى، لم يمل فلسطينيو أراضي 48 الذين أصبح عددهم نحو 1.3 مليون نسمة بعدما كانوا 150 ألف نسمة فقط عام 1948، من إحياء ذكرى يوم الأرض، الذي يُجمعون على أنه أبرز أيامهم النضالية، وأنه انعطافة تاريخية في مسيرة بقائهم وانتمائهم وهويتهم منذ نكبة 1948، تأكيدا على تشبثهم بوطنهم وأرضهم.
يعتبر يوم الأرض نقطة تحول في العلاقة بين (السلطة الإسرائيلية) وفلسطينيي 48، إذ إن إسرائيل أرادت بردها أن تُثبت للجماهير الساخطة من "أسياد الأرض"، فكان هذا التحدي العلني الجماهيري الأول للكيان المحتل من الجماهير الساخطة، باعتقاد العديد أن يوم الأرض ساهم بشكل مباشر في توحيد وحدة الصف الفلسطيني وتكاتفه في الداخل على المستوى الجماهيري، بعد أن كان في العديد من الأحيان السابقة نضالا فرديا لأشخاص فرادى أو لمجموعات محدودة. كما كان هذا الرد بمثابة صفعة وجرس إيقاظ لكل فلسطيني قَبِل بالاحتلال الإسرائيلي عام 1948.
أصدر الاحتلال خلال عام 2024، 35 أمراً بوضع اليد على حوالي 1,073 دونماً، وخمسة أوامر استملاك لحوالي 803 دونمات، و9 أوامر إعلان أراضي دولة لحوالي 24,597 دونماً، إضافة إلى 6 أوامر تعديل حدود محميات طبيعية.
كما استولى الاحتلال من خلالها على حوالي 20,000 دونم، وذلك ضمن السياسة الممنهجة والمستمرة للسيطرة على أراضي الفلسطينيين كافة، وحرمانهم من استغلال مواردهم الطبيعية، وضمن سياسة الضم التي تتبعها سلطات الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية.