الجزيرة:
2025-04-10@08:05:38 GMT

كيف أصبحت الصين رائدة في قطاع السيارات الكهربائية؟

تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT

كيف أصبحت الصين رائدة في قطاع السيارات الكهربائية؟

عملت الصين منذ عام 2009 على خلق بيئة تحفيزية تجمع بين المنح المباشرة والمساعدات غير المباشرة للسماح بظهور شركات وطنية رائدة في قطاع السيارات الكهربائية.

وفي الوقت الذي لم تكن فيه هذه التكنولوجيا جاهزة لتنتشر بين عامة الناس، تم تشجيع السلطات المحلية على تجهيز أساطيل سيارات الأجرة والحافلات بالمركبات الكهربائية، وذلك بفضل المنح المقدمة من قبل الحكومة المركزية التي تصل إلى 60 ألف يوان (7700 يورو) لكل سيارة و100 ألف يوان لكل حافلة، وكانت شركة "بايد" -الشركة الصينية الأولى في هذا القطاع- الرابح الأكبر من هذه الإستراتيجية.

وقال تقرير نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية، إنه في اليوم التالي لإعلان رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إجراء تحقيق في الدعم العام الصيني للسيارات الكهربائية، ردت الصين بالفعل وبسرعة.

ففي 14 سبتمبر/أيلول الجاري، صرّحت وزارة التجارة الصينية بأن "هذا عمل حمائي واضح من شأنه أن يعطّل ويشوّه بشكل خطير صناعة السيارات وسلسلة التوريد على الصعيدين العالمي والأوروبي، وسيؤثر سلبا على العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والاتحاد الأوروبي".

ويأتي التحقيق الذي أعلنته بروكسل ردا على الصعود الاستثنائي للصين في صناعة السيارات، وبعض الأرقام كافية لإثبات ذلك، ففي عام 2021، استوردت البلاد ضعف عدد السيارات التي تصدرها من حيث القيمة، تضيف الصحيفة الفرنسية.

وفي النصف الأول من عام 2023، تفوقت الصناعة الصينية على اليابان لتحتل المركز الأول في العالم، حيث صدّرت سيارات بقيمة 35 مليار دولار، مقارنة بواردات بقيمة 21 مليار دولار، أما بالنسبة للمنح المقدمة للسيارات الكهربائية، فتُقدّر -حسب شركة "أليكس بارتنرز"- بنحو 57 مليار دولار في شكل تخفيضات ضريبية أو مساعدات لشراء السيارات.

شركات محلية رائدة

تقول صحيفة لوموند إنه في عام 2015، دعمت الصين قطاع البطاريات من خلال إلزام الشركات المصنعة بتجهيز نفسها بالبطاريات الصينية للاستفادة من المساعدات الشرائية، وكان يكفي الترويج للشركات الرائدة محليا، مثل "بايد"، ثم شركة "كاتل"، التي أطاحت بشركة باناسونيك الكورية في عام 2020 لتصبح الأولى عالميا في هذا القطاع.

ولتشجيع الناس على اختيار السيارة الكهربائية بدلا من السيارة التقليدية، قامت بعض المدن بتنفيذ آلية تشجيع أخرى.

ففي عام 2016، قدّمت شنغهاي امتيازا للسيارات الكهربائية من خلال توفير لوحات ترخيص خضراء لا يطبق عليها النظام المطبق على لوحات المركبات التقليدية، وفي العام التالي، سارت مدن أخرى على هذه الخطى.

الصين قدمت مساعدات وتحفيزات للشركات المحلية التي تصنع سيارات كهربائية (رويترز)

وفي عام 2019، فرضت الصين على الشركات المصنعة، الصينية والأجنبية، حصصا إلزامية للسيارات الكهربائية في إجمالي إنتاجها، وبينما يتم مكافأة الشركات التي تتجاوز هذه الحصص، تتحمل الشركات التي تعجز عن تحقيق ذلك عقوبات، وهذه وسيلة لنقل تكلفة المنح من الحكومة إلى الشركات المصنعة نفسها، ينقل تقرير الصحيفة الفرنسية.

إستراتيجية طويلة المدى

في بعض الأحيان -تقول صحيفة لوموند- يصعب قياس التكلفة المالية لبعض هذه المساعدات لكونها محلية، وغالبا ما تتضمن منح الشراء والمساعدات المخصصة للبحث أو المساهمات الرأسمالية أو الميزات العينية مثل الأراضي أو الكهرباء بأسعار منخفضة وخطوط ائتمان بأسعار مخفضة تمنحها البنوك المحلية وما إلى ذلك.

شركة "بايد" أزاحت شركة "فولكس فاغن" عن عرشها لتصبح البائع الرائد للسيارات الفردية في الصين (رويترز)

وكانت الصين الدولة الأولى التي استثمرت بكثافة في قطاع الكهرباء في وقت كانت آفاق القطاع غير مؤكدة، وسط اعتماد البلاد على واردات النفط، الذي تزايد في نهاية التسعينيات.

ومع السيارة الكهربائية، حددت الصين فرصة استثمرت فيها منذ ما يقارب 20 عاما، وسيطرت أيضا على سلاسل إنتاج مكونات البطاريات، حيث إنها سياسة طويلة الأمد تؤتي ثمارها اليوم، تضيف الصحيفة.

وفي نهاية عام 2022، أزاحت شركة "بايد" شركة "فولكس فاغن" عن عرشها لتصبح البائع الرائد للسيارات الفردية في الصين، وهذا العام، باعت العلامة التجارية بالفعل 1.4 مليون سيارة، جميعها كهربائية، أي أكثر بنصف مليون من شركة "تسلا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: للسیارات الکهربائیة فی عام

إقرأ أيضاً:

ثورة في صناعة السيارات| الصين تعلن عن المصنع الأضخم عالميا والأكبر من سان فرانسيسكو

من قال إن الحجم لا يهم، لم يرَ ما يحدث في الصين. شركة BYD الصينية، الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية، قلبت الموازين مجدداً بمشروع ثوري من حيث الضخامة والطموح. تخيل مدينة بحجم سان فرانسيسكو، والآن تخيل أن هذا الحجم خُصص لمصنع واحد فقط لإنتاج السيارات الكهربائية! هذه ليست مبالغة، بل حقيقة تحدث الآن في مقاطعة خنان الصينية.

منشأة تشنغتشو| أكثر من مجرد مصنع

BYD، التي تفوقت على "تسلا" من حيث مبيعات السيارات الكهربائية، تبني حالياً منشأة "تشنغتشو" التي تُعد واحدة من أكثر المشاريع طموحاً في العالم. تمتد المنشأة بالفعل على مراحل متعددة، ومن المتوقع أن تصل مساحتها النهائية إلى 50 ميلاً مربعاً، أي ما يزيد بأكثر من عشرة أضعاف عن مصنع تسلا العملاق في نيفادا، والذي تبلغ مساحته 4.5 ميلاً مربعاً فقط.

ولن يكون المصنع مجرد مكان للإنتاج، بل هو مجتمع مكتفٍ ذاتياً، يحتوي على مبانٍ سكنية شاهقة، ملاعب لكرة القدم والتنس، ومراكز ترفيه، بالإضافة إلى البنية التحتية الصناعية الهائلة. آلاف الموظفين يعيشون بالفعل داخل هذا "الكيان الصناعي"، حيث تندمج الحياة الشخصية مع العمل في تجربة غير مسبوقة.

إنتاج ضخم واستراتيجية توسع مذهلة

بعد اكتمال التوسعة، يُتوقع أن يتمكن المصنع من إنتاج أكثر من مليون سيارة كهربائية سنوياً، وهو رقم يجعل BYD على بُعد خطوات قليلة من تجاوز إجمالي إنتاج تسلا العالمي الذي بلغ 1.8 مليون سيارة في عام 2023.

وحتى الآن، يعمل في المنشأة نحو 60,000 موظف، مع خطط لزيادة العدد إلى 200,000 موظف حول العالم. ولتسهيل التوظيف، خصصت BYD موقعاً إلكترونياً لهذا الغرض، مع توفير مرافق لتخزين الأمتعة، وإقامة مجانية، ووجبات مدعومة لكل من يجتاز المقابلات والفحوص الطبية.

الجدل والنجاح| بين الشكوك والإنجازات

ورغم النجاح الكبير، لم تسلم BYD من الانتقادات. البعض يرى أن توسعها السريع قد يتحول إلى "مدينة أشباح" مستقبلية في حال لم يُواكب بالطلب الكافي. لكن رئيس مجلس إدارة الشركة وانغ تشوانفو بدا واثقاً ومصراً على المضي قدماً، خاصة بعد أن سجلت BYD مبيعات قياسية بلغت 4.25 مليون سيارة كهربائية في عام 2024، ما يُعتبر رداً عملياً على المشككين.

مدينة المستقبل تبدأ من مصنع

بينما لا تزال العديد من الدول تُخطط لمستقبل السيارات الكهربائية، فإن BYD تبنيه فعلياً على الأرض، وبحجم لم يسبق له مثيل. "تشنغتشو" ليست مجرد منشأة صناعية، بل هي نموذج لما قد تبدو عليه مدن المستقبل حيث يتلاقى العمل مع المعيشة، والإنتاج مع الابتكار، والطموح مع التنفيذ.

ومن الواضح أن BYD لا تنافس تسلا فقط، بل تضع معايير جديدة قد تُجبر الجميع على إعادة التفكير في كيف تُبنى مصانع القرن الحادي والعشرين.

مقالات مشابهة

  • التجارة الصينية: ندين ونعارض بشدة انتهاك واشنطن حقوق ومصالح الشركات
  • السفينة الحربية الصينية التي أظهرت تخلف البحرية الأميركية
  • الخارجية الصينية: تصريحات نائب الرئيس الأمريكي حول الصين تفتقر للمعرفة والاحترام
  • محافظ الفيوم يتفقد الأعمال الإنشائية لمصنع الضفائر الكهربائية للسيارات
  • سمو رئيس اتحاد السيارات: استضافة الأحداث والفعاليات الرياضية تستقطب كبرى الشركات والمستثمرين داخل المملكة
  • جميل للسيارات تتعاون مع شركة جي أيه سي لطرح مركبات الطاقة الجديدة في بولندا
  • لماذا انخفض الذهب؟ وهل أصبحت فرصة للشراء؟ خطوة لافتة من الصين
  • ثورة في صناعة السيارات| الصين تعلن عن المصنع الأضخم عالميا والأكبر من سان فرانسيسكو
  • الهلال الأحمر المصري: العريش أصبحت مدينة الإنسانية الأولى في العالم
  • الأضخم في العالم.. الصين تبني مصنعاً للسيارات أكبر من مساحة سان فرانسيسكو