القرطاسية ضربة قاضية إضافية.. التعليم للمقتدرين فقط؟
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
فترة مضنية بكل ما للكلمة من معنى هي تلك التي يمرّ فيها أهالي تلامذة المدارس في هذا الوقت من السنة. وكأنه لا يكفيهم البحث عن الكتب المدرسية وكل المستلزمات التي يحتاجها أولادهم، فضلاً عن الإنتهاء من كل الأمور الإدارية في أروقة المدارس، يجدون أنفسهم غارقين في دوامةٍ عاصفة تقودها الأزمة الإقتصادية. إلا أن الكارثة الحقيقية لا ترونها فعلاً سوى في المكتبات، حيث تصعق الأسعار المدولرة الأهالي.
القرطاسية.. همّ كبير للأهالي
وفي جولة لـ"لبنان 24" على بعض المكتبات التي تبيع كل المستلزمات التي يحتاجها التلامذة من الصغار حتى الثانويين منهم، صادفنا إحدى الأمّهات أمام رفوف القرطاسية، غير أنّ الهمّ كان واضحاً جداً على معالم وجهها. وهي تردع طفلها بجانبها عن سحب كل ما طاب لعينيه من الأقلام والدفاتر وسواها، قالت: "لست متأكدة من أن ما أحمله من مال في محفظتي سيكفي لشراء الكتب والحقائب والقرطاسية وغيرها"، موضحة أنها أمّ لثلاثة أطفال جميعهم مسجّلون في المدرسة.
وأضافت لـ"لبنان 24": "الأسعار فعلاً غير معقولة. ففضلاً عن الأقساط المدرسية الباهظة، تضاعفت أسعار الزيّ المدرسي والباص، لنأتي إلى المكتبات ولا نجد حقيبة تحت الـ30 دولار، بينما الأقل الجودة قد تقدّر بـ10 دولارات، بينما تلك ذات الجودة العالية، فيتخطى سعرها الـ100 دولار".
وتابعت: "لديّ ثلاث أولاد، وبحسب الحسابات التي قمت بها، أحتاج إلى ما لا يقلّ عن 250$ لشراء الدفاتر والقرطاسية لهم، بينما يحتاج إبني وهو في المرحلة الثانوية لآلة حاسبة سعرها 300$".
وفي حين أنها أكدت أن راتبها وراتب زوجها ولو كان بالدولار الفريش لن يكفي لهكذا أسعار بالإضافة إلى المأكل والمشرب وسواها من بديهيات العيش، تساءلت لماذا لا توجد رقابة على الأسعار؟ المكتبات بدورها "تئنّ"
هذا الواقع السوداوي الذي نراه جلياً لدى الأهالي، يقابله واقع مماثل بالنسبة لأصحاب المكتبات الذين "فاتوا بالحيط" هذا العام، على حدّ تعبير صاحب مكتبة في المتن الشمالي.
إذ أكّد لـ"لبنان 24" أن "الأزمة التي يتحدث عنها الأهالي بسبب الأسعار الباهظة للمستلزمات المدرسية، ما هي سوى الجزء المكشوف من جبل الثلج"، معتبراً أن المشكلة الحقيقية هي تلك التي يواجهها مالكو المكتبات.
وفي هذا الإطار، عبّر عن امتعاضه من قيام بعض المدارس بإجبار الأهالي على شراء كتب معيّنة منها وليس من المكتبة، بحجّة أن المدرسة بحاجة لدعم ماديّ.
وقال: "لا تكفيهم أسعار الزّي المدرسي والأقساط والقرطاسية البسيطة التي يجبرون الأهالي أيضاً على شرائها، بل يريدون أيضاً الإستحواذ على الكتب".
وأضاف: "ندفع سعر الطلبية الكاملة حين تصلنا على اعتبار أن الأهل حجزوا كتبهم من مكتبتنا في حال توفرها، لنفاجأ باتصالهم بنا قائلين إن الكتاب المذكور متوفر في المدرسة"، وتساءل: "من يدفع عنا الفرق والخسارة؟".
وعن سبب ارتفاع أسعار القرطاسية بهذا الشكل الكبير قال: "معظمها مستورد، والتكاليف كلها باهظة من الشحن إلى الضرائب وسواها، لذا لا بدّ من رفعها كي لا تقع الخسارة الكاملة علينا".
في المحصّلة، بات الواقع التربوي في لبنان بكل جوانبه على حافة مهوار، ولا يأبه أحد من أن مصير تلامذة كان يجدر بهم أن يكونوا المستقبل بدوره بات على المحكّ. وفي ظلّ الوضع الراهن، هل أصبح التعليم للمقتدرين فقط؟ المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
أسعار النفط ترتفع بدعم تباطؤ التضخم الأمريكي
ديسمبر 23, 2024آخر تحديث: ديسمبر 23, 2024
المستقلة/- سجلت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا اليوم الاثنين، حيث صعدت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 26 سنتًا، أو ما يعادل 0.4%، لتصل إلى 73.20 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 01:41 بتوقيت جرينتش. جاء هذا الارتفاع مدفوعًا ببيانات أمريكية تشير إلى تباطؤ معدلات التضخم، مما عزز الآمال بإمكانية تخفيف السياسات النقدية العام المقبل لدعم النمو الاقتصادي العالمي.
تأثير التضخم على الأسواقأظهرت البيانات الأخيرة أن التضخم في الولايات المتحدة يتباطأ بوتيرة ملحوظة، مما يخفف الضغوط على الاحتياطي الفيدرالي لرفع أسعار الفائدة. هذه التوقعات دفعت المستثمرين للتفاؤل بشأن نمو اقتصادي عالمي أكثر استقرارًا، ما يزيد من الطلب على النفط كعنصر رئيسي في النشاط الاقتصادي.
تحركات السوق خام برنت: شهد ارتفاعًا بنسبة 0.4% ليصل إلى 73.20 دولارًا للبرميل. خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي: من المتوقع أن يسجل زيادات مماثلة في ظل المعطيات الإيجابية. عوامل داعمة للسوقبالإضافة إلى البيانات الاقتصادية الأمريكية، تساهم العوامل التالية في تعزيز أسعار النفط:
سياسات الإنتاج: التزام منظمة “أوبك+” بخفض الإنتاج لدعم استقرار الأسعار. انتعاش الطلب الآسيوي: تزايد الطلب على النفط في الأسواق الآسيوية مع تحسن الأداء الاقتصادي للصين والهند. التحديات المحتملةرغم هذا الانتعاش، تواجه أسواق النفط تحديات قد تؤثر على استقرار الأسعار، من بينها:
المخاوف المستمرة بشأن الركود الاقتصادي في أوروبا. تقلبات العرض والطلب نتيجة للتغيرات الجيوسياسية. خاتمةيعكس ارتفاع أسعار النفط اليوم انتعاشًا في ثقة الأسواق، مدعومًا بآمال تخفيف السياسات النقدية وتباطؤ التضخم. ومع استمرار مراقبة تطورات الاقتصاد العالمي، تظل توقعات الطلب على النفط عنصرًا رئيسيًا في تحديد مسار الأسعار خلال الأشهر المقبلة.