تحيي الكنيسة الكاثوليكية هذه الأيام ذكرى تقلد كهنوت البابا فرنسيس حيث شهد يوم ٢١ سبتمبر ١٩٥٣، أي قبل سبعين سنة مضت، ذكري كهنوته فكان هذا يوما خاصا في حياة الشاب الأرجنتيني خورخي ماريو بيرغوليو، بل يوما حاسما. 

كان الشاب ذو السبعة عشر ربيعا ينوي التوجه إلى احتفال بمناسبة عيد الطالب الذي يُحتفل به في الأرجنتين في هذا اليوم، هذا إلى جانب كونه يوم عيد القديس متى بالنسبة للكنيسة.

 

وقبل ذهابه إلى الاحتفال، وحسبما ما ذكر البابا فرنسيس، ذهب إلى الرعية التي كان يتوجه إليها عادةً فوجد هناك كاهنا لم يكن يعرفه من قبل وشعر بالحاجة إلى الاعتراف. 

ووصف البابا فرنسيس قائلا: لا اعرف ماذا حدث بالضبط ولماذا كان هناك هذا الكاهن غير المعروف بالنسبة له ولماذا شعر بتلك الرغبة بل ضرورة الاعتراف، ولكن كان هناك مَن ينتظرني، قال قداسته، ينتظرني منذ فترة. وتابع أنه شعر بأن شيئا ما قد تغير وشعر وكأن هناك صوت، دعوة، وكان على يقين بأن عليه أن يصبح كاهنا. وشدد البابا فرنسيس في حديثه عن هذا اليوم على أهمية خبرة الإيمان هذه، وقال إننا نقول أن علينا البحث عن الله والتوجه إليه وطلب المغفرة، وحين نذهب يكون هو في انتظارنا، فهو يسبقنا وينتظرنا ويغفر لنا.

وهكذا فإن الدعوة الكهنوتية للبابا فرنسيس قد انطلقت من خبرة رحمة الله، وقد اختار البابا شعاره Miserando atque eligendo وهي عبارة مأخوذة من عظة للقديس بيدا المكرَّم وتعني: نظر إليه بمحبة، أو بالأحرى برحمة، فاختاره، وذلك في إشارة إلى اختيار يسوع متى العشار ليكون من تلاميذه. هذا وتجدر الإشارة إلى حديث البابا فرنسيس كثيرا عن لوحة للرسام الشهير كارافاجو تصوِّر دعوة القديس متى. كما وتوقف البابا في عظاته عند هذه الدعوة مذكرا بما جاء في الإنجيل الذي يروي لنا كيف أبصر يسوع بعد شفائه مُقعَدا في كفرناحوم "رَجُلاً جالِساً في بَيتِ الجِبايَةِ يُقالُ لَه مَتَّى، فقالَ لَه: ((اِتبَعْني! )) فقامَ فَتَبِعَه".

 

وتحدث البابا في هذا السياق عما وصفها بقوة نظرة يسوع وأكد أن يسوع قد نظر إلى متى بمحبة كبيرة بدون شك وبرحمة كبيرة. وتساءل البابا عن كيفية دخول محبة يسوع قلب هذا الرجل، العشار، وأجاب أن هذا الرجل كان يدرك أنه خاطئ، وتابع قداسته أن الشرط الأول كي نَخلص هو أن نكون في خطر، والشرط الأول كي نُشفى هو أن نكون مرضى، والشعور بكوننا خطأة هو الشرط الأول لتَلَقي هذه النظرة المليئة بالرحمة.

هذا وقد تحدث البابا فرنسيس عن هذا على سبيل المثال في مقابلة أجراها معه الأب أنطونيو سبادارو خلال إدارته للمجلة اليسوعية Civiltà cattolica (الحضارة الكاثوليكية"، وقال قداسته إنه يشعر بنفسه مثل متى، أي خاطئا نظر إليه الرب بعينيه، وأضاف أن هذا ما قال أيضا حين سُئل إن كان يقبل انتخابه حبرا أعظم.  

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أقباط البابا فرنسیس

إقرأ أيضاً:

الأوقاف تحيي ذكرى الإسراء والمعراج على مستوى الجمهورية

أحيت وزارة الأوقاف ذكرى الإسراء والمعراج على مستوى الجمهورية، في جميع المديريات الإقليمية، ضمن جهودها المستمرة لنشر الفكر الوسطي المستنير وتعزيز الدور الدعوي والعلمي والتثقيفي للوزارة.

وزير الأوقاف يشهد الاجتماع الثامن لرؤساء المحاكم الدستورية والمجالس الدستورية الإفريقية بالقاهرة رئيس جامعة الأزهر يشارك في احتفالية الاوقاف بذكرى الإسراء والمعراج

وقد تناول العلماء -في كلماتهم- دروس الإسراء والمعراج، مؤكدين أن مع العسر يسرا، وأن بعد الشدة فرجا، وأن المحن تتبعها المنح، وأن النصر مع الصبر. فقد جاءت معجزة الإسراء والمعراج في أوقات عصيبة، لتكون رحمة الله -عز وجل- بنبيه الكريم -صلى الله عليه وسلم- وتكريمًا له ولأمته. في وقتٍ كان فيه بعض أهل الأرض قد جفوا عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، جاءت رحمة الله لتُنعش قلبه، وتفتح له أبواب الفرج، وتسرّي عنه وتُشعره بعظيم مكانته لدى رب العالمين.

وأشار العلماء إلى أن معجزة الإسراء والمعراج كانت بمثابة تذكير للأمة الإسلامية بأن النصر آتٍ لا محالة، وأن كل محنة تحمل في طياتها فرصة للفرج، وأن الإيمان والصبر هما السبيل الأوحد لتجاوز الأزمات.

كما شهدت الاحتفالات إقبالًا جماهيريًا واسعًا من رواد المساجد في مختلف أنحاء الجمهورية، الذين توافدوا للمشاركة في إحياء هذه الذكرى العطرة. وقد صاحب الاحتفالات الابتهالات والمدائح النبوية التي أضفت على الأجواء روحانية خاصة، وجعلت المشاركين في حالة من التأمل والتضرع لله تعالى، سائلين المولى -عز وجل- أن يعيد هذه المناسبة على الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات.

وقد حرصت الوزارة على إقامة هذه الفعاليات لتعزيز القيم الروحية في نفوس المواطنين، وتذكيرهم بفضائل هذه المعجزة العظيمة التي تعتبر من أهم الأحداث في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- وأمة الإسلام.

حكم صيام يوم 27 رجب:

 صيام يوم 27 رجب، الموافق ليلة الإسراء والمعراج، يُعد من الأعمال المستحبة التي يُثاب عليها المسلم. فقد أوضحت دار الإفتاء أنه لا مانع شرعًا من صيام هذا اليوم، استنادًا إلى الحديث الشريف: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ الله بَعَّدَ الله وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا».

 رغم أن صيام هذا اليوم ليس فرضًا، إلا أنه فرصة للتقرب إلى الله وشكرًا على نعمه، خصوًا تلك المرتبطة بهذه الليلة المباركة.

أدعية مستحبة في ليلة الإسراء والمعراج:اللهم يا من أسرى بعبدك ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، نسألك أن تسرينا برحمتك من ظلمات الذنوب إلى نور الطاعات"."اللهم اجعلنا من المقيمين للصلاة وأعنّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"."اللهم اغفر لنا ذنوبنا واستر عيوبنا، وارزقنا بركة هذه الليلة المباركة"."اللهم ارفع عن أمتنا البلاء، ووفّق قادتنا لما فيه خير البلاد والعباد"."اللهم اجعل لنا من كل ضيق مخرجًا، ومن كل هم فرجًا، وارزقنا رضاك والجنة"

مقالات مشابهة

  • البابا فرنسيس: لقائي بالمرجع السيستاني مؤشر هام بالنسبة للعالم
  • شباب الكنيسة السريانية الكاثوليكية يزورون كنيسة العائلة المقدسة ضمن برنامج حجاج الرجاء
  • البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين
  • لو كان موجودا لاختلف الوضع.. أربيل تحيي ذكرى وفاة إدريس بارزاني
  • الخازن: كلام البابا فرنسيس عن لبنان نافذة أمل
  • رسالة البابا فرنسيس بمناسبة اليوم العالمي للمريض 2025: الرجاء لا يخيب
  • الأب رفعت بدر يقدم لوحة لكنيسة معمودية المسيح للبابا فرنسيس
  • الكنيسة الأرثوذكسية تحيي ذكرى رحيل القديس بروخوس
  • البابا فرنسيس: الوضع في لبنان سيتغيّر نحو الأفضل
  • الأوقاف تحيي ذكرى الإسراء والمعراج على مستوى الجمهورية