سرايا - في قصص التاريخ ودور السينما ذاع صيت "أوبنهايمر" وأول قنبلة نووية مدمرة في التاريخ من صنع الولايات المتحدة ومدى قوتها.


لكن قليلا ما يتم ذكر "قنبلة القيصر" الروسية التي تم تخفيف سعتها لتقليل حدة انفجارها المدمر، ولكنها تبقى أقوى قنبلة نووية عرفها العالم.


ففي عام 1961 جرى بناء القنبلة من قبل مجموعة من الفيزيائيين السوفيات شملت الفيزيائي أندري ساخاروف.



في ذلك الوقت، كانت الحرب الباردة بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة متفجرة بشكل متزايد، وكانت القنبلة من المفترض أن تكون عرضا لقوة الجيش الأحمر.


وأظهر السوفيات السلاح قنبلة نووية حرارية طاقتها 100 ميغاطن تم تفجيرها في اختبار فوق جزيرة نوفايا زيميليا في المحيط المتجمد الشمالي، ومثلت أكبر سلاح نووي جرى تجريبه على الإطلاق، إذ أنتجت أقوى انفجار من صنع البشر على الإطلاق.


وأقلعت الطائرة بقيادة أندريه دورنوفتسيف من شبه جزيرة كولا في 30 أكتوبر/تشرين الأول 1961، وانضمت إليها طائرة مراقبة، وفي حوالي الساعة 11:32 صباحا بتوقيت موسكو، تم إسقاط "القيصر" فوق موقع اختبار خليج ميتيوشيخا في جزيرة نوفايا زيمليا المهجورة.


وانفجرت القنبلة على ارتفاع حوالي 4 كم فوق الأرض، مما أدى إلى إنتاج سحابة عيش الغراب على ارتفاع أكثر من 60 كم.

وشوهد وميض الانفجار على بعد 1000 كيلومتر، وكان الضرر الناتج هائلاً بنفس القدر، وتضررت المباني التي تبعد أكثر من 160 كم.


بالإضافة إلى ذلك تشير التقديرات إلى أن الحرارة الناتجة عن الانفجار كانت ستسبب حروقا من الدرجة الثالثة للأشخاص حتى مسافة 100 كم من موقع التفجير.


وبعد الاختبار تم اعتبار التداعيات الناتجة عن مثل هذا التفجير خطيرة للغاية، وبالتالي تم تعديل القنبلة لتبلغ سعتها 50 ميغاطن، ولكنها تعد نحو 3800 ضعف قوة القنبلة الأمريكية التي ألقيت على هيروشيما خلال الحرب العالمية الثانية.

بالإضافة إلى ذلك، تم تغيير عملية اندماج الجهاز السوفياتي المشغل للقنبلة القيصر، مما قلل بشكل كبير من تداعيات انفجارها، وكان وزن القنبلة 27 طنا، ويبلغ طولها نحو 8 أمتار وقطرها حوالي مترين.


وعدل الاتحاد السوفياتي قاذفة "تي يو 95 في" لحمل القنبلة، كما تم تجهيز القنبلة بمظلة خاصة من شأنها أن تبطئ سقوطها، مما يسمح للطائرة بالتحليق على مسافة آمنة من الانفجار.


لكن على الرغم من نجاح القنبلة، لم يتم النظر في استخدام القيصر عملياتيا، فبالنظر إلى حجمها، لا يمكن إطلاقها بواسطة صاروخ باليستي. وكان لا بد من نقل القنبلة بطائرات تقليدية، والتي يمكن اعتراضها بسهولة قبل الوصول إلى هدفها.

وبذلك كان يُنظر إلى القيصر على أنها سلاح دعائي.

واكتسبت القنبلة السوفياتية العديد من الألقاب، وأبرزها "القيصر بومبا" في الغرب، بالإضافة إلى "بيج إيفان"، على الرغم من كونها معروفة رسميًا باسم "أر دي إس 220".


وكان تفجير القنبلة القيصر خطيرا إلى حد أن الفيزيائي ساخاروف انخرط بعده، بشكل متزايد في الجهود المبذولة للحد من التجارب النووية تحت الأرض.
إقرأ أيضاً : ما بعد "أوسلو": أفكار بشأن السلام، والوعد، وإمكانية الحلإقرأ أيضاً : نتنياهو: "إسرائيل على أعتاب اتفاق سلام تاريخي مع السعودية"إقرأ أيضاً : رئيس الوزراء العراقي: نرفض التدخل بالشؤون الداخلية تحت أي ذريعة كانت


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: العالم السعودية رئيس الوزراء موسكو قنبلة نوویة

إقرأ أيضاً:

الرئيس الإيراني: لا نسعى إلى امتلاك أسلحة نووية

جدد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان -اليوم الخميس- التأكيد على أن بلاده لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية، وذلك ردا على تحذيرات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وجاءت تصريحات بزشكيان خلال لقاء مع دبلوماسيين أجانب في طهران، حيث شدد على أن "التحقق من هذه المسألة مهمة سهلة"، وذلك بعد يوم واحد من دعوة ترامب إلى اتفاق نووي سلمي "خاضع للتدقيق" مع إيران.

وأشار بزشكيان -خلال الاجتماع- إلى فتوى قديمة أصدرها المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، تحظر استخدام الأسلحة النووية. وأكد الرئيس الإيراني أن بلاده لا تسعى لامتلاك مثل هذه الأسلحة، "عقيدة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تقبل بارتكاب أعمال قتل بحق أناس أبرياء".

بدوره، أعاد ترامب -الثلاثاء الماضي- فرض سياسة "الضغوط القصوى" على طهران، مدعيا أن الأخيرة تسعى لامتلاك أسلحة نووية، وهو ما نفته إيران مرارا.

وأدت سياسة "الضغوط القصوى"، التي أطلقها ترامب خلال ولايته الأولى، إلى انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي التاريخي عام 2018، المعروف رسميا باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة". وبموجب هذا الاتفاق، الذي تم التوصل إليه عام 2015، فُرضت قيود على البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات الدولية.

إعلان

وردا على إعادة فرض سياسة "الضغوط القصوى"، انتقدت إيران الخطوة الأميركية، معتبرة أنها "ستفشل مجددا". كما أكدت على التزامها بسياسة عدم السعي لامتلاك أسلحة نووية، مشيرة إلى أن برنامجها النووي يهدف لأغراض سلمية فقط.

مقالات مشابهة

  • بعد استشهاد قائد في حزب الله وعائلته في طيرحرفا.. بيان للجيش الإسرائيلي
  • استئناف استجواب المدعى عليهم في انفجار مرفأ بيروت
  • مسؤول روسي: لا يوجد دليل على نية طهران لصنع أسلحة نووية
  • صفقة لتسليح إسرائيل بأضخم سلاح غير نووي.. تفاصيل مثيرة عن أم القنابل (فيديو).. عاجل
  • مراقبون: خطة ترامب بشأن غزة قد تزعزع استقرار الشرق الأوسط وأوروبا أيضا
  • هل يعيد الأمريكان مجددا كارثة المارينز في بيروت في قطاع غزة ؟
  • عتبات الفرح للكاتبة هديل حسن: لعلها عتبات الكتابة أيضا
  • الرئيس الإيراني: لا نسعى إلى امتلاك أسلحة نووية
  • إبراهيم عيسى: تصريحات ترامب عن غزة “قنبلة نووية”.. وبيانات العرب لا تواكب الحدث
  • إبراهيم عيسى: تصريحات ترامب عن خطة غزة قنبلة نووية وأذهلت نتنياهو نفسه