القيصر الروسية .. أقوى قنبلة نووية في التاريخ
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
سرايا - في قصص التاريخ ودور السينما ذاع صيت "أوبنهايمر" وأول قنبلة نووية مدمرة في التاريخ من صنع الولايات المتحدة ومدى قوتها.
لكن قليلا ما يتم ذكر "قنبلة القيصر" الروسية التي تم تخفيف سعتها لتقليل حدة انفجارها المدمر، ولكنها تبقى أقوى قنبلة نووية عرفها العالم.
ففي عام 1961 جرى بناء القنبلة من قبل مجموعة من الفيزيائيين السوفيات شملت الفيزيائي أندري ساخاروف.
في ذلك الوقت، كانت الحرب الباردة بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة متفجرة بشكل متزايد، وكانت القنبلة من المفترض أن تكون عرضا لقوة الجيش الأحمر.
وأظهر السوفيات السلاح قنبلة نووية حرارية طاقتها 100 ميغاطن تم تفجيرها في اختبار فوق جزيرة نوفايا زيميليا في المحيط المتجمد الشمالي، ومثلت أكبر سلاح نووي جرى تجريبه على الإطلاق، إذ أنتجت أقوى انفجار من صنع البشر على الإطلاق.
وأقلعت الطائرة بقيادة أندريه دورنوفتسيف من شبه جزيرة كولا في 30 أكتوبر/تشرين الأول 1961، وانضمت إليها طائرة مراقبة، وفي حوالي الساعة 11:32 صباحا بتوقيت موسكو، تم إسقاط "القيصر" فوق موقع اختبار خليج ميتيوشيخا في جزيرة نوفايا زيمليا المهجورة.
وانفجرت القنبلة على ارتفاع حوالي 4 كم فوق الأرض، مما أدى إلى إنتاج سحابة عيش الغراب على ارتفاع أكثر من 60 كم.
وشوهد وميض الانفجار على بعد 1000 كيلومتر، وكان الضرر الناتج هائلاً بنفس القدر، وتضررت المباني التي تبعد أكثر من 160 كم.
بالإضافة إلى ذلك تشير التقديرات إلى أن الحرارة الناتجة عن الانفجار كانت ستسبب حروقا من الدرجة الثالثة للأشخاص حتى مسافة 100 كم من موقع التفجير.
وبعد الاختبار تم اعتبار التداعيات الناتجة عن مثل هذا التفجير خطيرة للغاية، وبالتالي تم تعديل القنبلة لتبلغ سعتها 50 ميغاطن، ولكنها تعد نحو 3800 ضعف قوة القنبلة الأمريكية التي ألقيت على هيروشيما خلال الحرب العالمية الثانية.
بالإضافة إلى ذلك، تم تغيير عملية اندماج الجهاز السوفياتي المشغل للقنبلة القيصر، مما قلل بشكل كبير من تداعيات انفجارها، وكان وزن القنبلة 27 طنا، ويبلغ طولها نحو 8 أمتار وقطرها حوالي مترين.
وعدل الاتحاد السوفياتي قاذفة "تي يو 95 في" لحمل القنبلة، كما تم تجهيز القنبلة بمظلة خاصة من شأنها أن تبطئ سقوطها، مما يسمح للطائرة بالتحليق على مسافة آمنة من الانفجار.
لكن على الرغم من نجاح القنبلة، لم يتم النظر في استخدام القيصر عملياتيا، فبالنظر إلى حجمها، لا يمكن إطلاقها بواسطة صاروخ باليستي. وكان لا بد من نقل القنبلة بطائرات تقليدية، والتي يمكن اعتراضها بسهولة قبل الوصول إلى هدفها.
وبذلك كان يُنظر إلى القيصر على أنها سلاح دعائي.
واكتسبت القنبلة السوفياتية العديد من الألقاب، وأبرزها "القيصر بومبا" في الغرب، بالإضافة إلى "بيج إيفان"، على الرغم من كونها معروفة رسميًا باسم "أر دي إس 220".
وكان تفجير القنبلة القيصر خطيرا إلى حد أن الفيزيائي ساخاروف انخرط بعده، بشكل متزايد في الجهود المبذولة للحد من التجارب النووية تحت الأرض.
إقرأ أيضاً : ما بعد "أوسلو": أفكار بشأن السلام، والوعد، وإمكانية الحلإقرأ أيضاً : نتنياهو: "إسرائيل على أعتاب اتفاق سلام تاريخي مع السعودية"إقرأ أيضاً : رئيس الوزراء العراقي: نرفض التدخل بالشؤون الداخلية تحت أي ذريعة كانت
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: العالم السعودية رئيس الوزراء موسكو قنبلة نوویة
إقرأ أيضاً:
الصين وروسيا تدعمان إيران مع ضغط ترامب لإجراء محادثات نووية
بكين "رويترز": دعمت الصين وروسيا اليوم إيران بعد ضغط من الولايات المتحدة على طهران لإجراء محادثات نووية وقال دبلوماسيون صينيون وروس كبار إن استئناف الحوار لا يجب أن يتم إلا على أساس "الاحترام المتبادل".
ورحبت الصين وروسيا في بيان مشترك صدر عقب محادثات مع إيران في بكين بتأكيد إيران من جديد على أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط، وقالتا إن من الضروري الاحترام "الكامل" لحق إيران في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية.
وتوصلت إيران إلى اتفاق مع الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في 2015 وافقت بموجبه على الحد من برنامجها النووي مقابل رفع عقوبات دولية. لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحب من الاتفاق في 2018 خلال ولايته الأولى.
وقال نائب وزير الخارجية الصيني ما تشاو شو للصحفيين بعد الاجتماع إن الصين وروسيا وإيران "شددت على ضرورة التزام الأطراف المعنية بمعالجة السبب الجذري للوضع الحالي والتخلي عن العقوبات أو الضغوط أو التهديد باستخدام القوة".
وأضاف أن الصين وروسيا وإيران أكدت أيضا على ضرورة رفع كل العقوبات "غير القانونية" المفروضة من جانب واحد.
جاء اجتماع نائب وزير الخارجية الصيني مع نظيريه الروسي سيرجي ريابكوف والإيراني كاظم غريب أبادي بعد أيام من رفض إيران "الأوامر" الأمريكية باستئناف الحوار بشأن برنامجها النووي.
وفي الأسبوع الماضي، قال ترامب إنه بعث برسالة إلى الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي يقترح فيها إجراء محادثات مع الجمهورية الإسلامية بشأن الملف النووي وقال إن هناك طريقتين للتعامل مع إيران "عسكريا أو أن تبرموا اتفاقا".
لكن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان صرح بأنه لن يتفاوض مع الولايات المتحدة تحت "التهديد" وبأن بلاده لن ترضخ "لأوامر" الولايات المتحدة بالتفاوض.
وزاد غضب إيران بعد أن عقدت ست دول من أعضاء مجلس الأمن الدولي، هي فرنسا واليونان وبنما وكوريا الجنوبية وبريطانيا مع الولايات المتحدة، اجتماعا مغلقا قبل أيام لمناقشة برنامج طهران النووي. وقالت إن الاجتماع يشكل "إساءة استغلال" لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة.
وانتقدت الصين أيضا هذا الاجتماع. وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي الجمعة بأن تدخل المجلس "المتسرع" لا يساعد في بناء الثقة.
وفي الشهر الماضي، أعاد ترامب تفعيل حملة "اقصى الضغوط" على إيران بما في ذلك المساعي لوقف صادراتها النفطية تماما لمنعها من الحصول على سلاح نووي.
وقال غريب أبادي اليوم "البرنامج النووي الإيراني طبيعته سلمية".
وأضاف أن البرنامج النووي لبلاده "يخضع لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. تخضع إيران لعمليات تفتيش مكثفة من الوكالة، ولم نحول برنامجنا النووي قط إلى أغراض غير سلمية".
وذكر أن السبب الرئيسي للوضع الحالي هو انسحاب الولايات المتحدة من جانب واحد من اتفاق 2015.
وعبر وزير الخارجية الصيني لنظيريه الإيراني والروسي بشكل منفصل بعد الاجتماع الثلاثي عن أمل الصين في أن تلتقي كل الأطراف في منتصف الطريق وتستأنف الحوار والمفاوضات في أقرب وقت ممكن.
وشدد على ضرورة أن تظهر الولايات المتحدة "حسن النية" وأن تعود إلى المحادثات مع إيران في أقرب وقت ممكن.
وفي بيان منفصل، نددت وزارة الخارجية الإيرانية الجمعة بفرض الولايات المتحدة لعقوبات جديدة على وزير النفط الإيراني وبعض السفن التي ترفع علم هونج كونج.
وأشارت العقوبات إلى أن تلك السفن هي جزء من "أسطول ظل" يساهم في تجنب شحنات النفط الإيرانية للعقوبات بإخفائها.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن إسماعيل بقائي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية قوله إن العقوبات الجديدة "دليل واضح على زيف... الادعاءات المتكررة من مسؤولين أمريكيين عن استعدادهم للتفاوض".