أطباء يزرعون قلب خنزير في جسد رجل بانتظار معجزة
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
أعلن المركز الطبي بجامعة بالتيمور الأميركية، الجمعة، أن جراحين زرعوا قلب خنزير معدل وراثيًا في جسد رجل يعاني من مرض مزمن بالقلب، ولا يوجد أي أمل آخر بنجاته.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن هذه ثاني عملية من نوعها، بعدما توفي المريض الأول ديفيد بينيت (57 عاما)، بعد شهرين من زراعة العضو، لكن قلب الخنزير كان يعمل بشكل جيد ولم تكن هناك إشارات على رفض الجسد للعضو الجديد.
وأشار المركز في بيان، إلى أن المريض الثاني هو لورانس فوسيت (58 عاما)، وهو جندي سابق في البحرية الأميركية، متزوج وأب لطفلين، موضحة أنه خضع لعملية زراعة قلب الخنزير، الأربعاء، و"يتعافى بشكل جيد ويتواصل مع أحبائه".
أوضحت "نيويورك تايمز" أن فوسيت يعاني من مرض قلب مزمن، بجانب مضاعفات طبية أخرى جعلت من جميع برامج زراعة الأعضاء التي تستخدم الأعضاء البشرية المتبرع بها، ترفض إدراجه على قوائمها.
وقال فوسيت قبل الجراحة: "على الأقل لدي أمل وفرصة الآن. سأقاتل بكل ما أملك من قوة من أجل كل نَفَس".
كما أضاف أنه يدرك أنها ستكون "معجزة" لو تمكن من الخروج من المستشفى بعد العملية والعودة إلى المنزل، و"معجزة" أخرى لو عاش لأشهر أو سنة أطول.
يذكر أن علم زراعة الأعضاء شهد تطورات كثيرة خلال الأعوام الماضية. وبحسب نيويورك تايمز، فقد أصبح نظام المناعة البشري أقل عرضة لرفض أعضاء الحيوانات.
والعام الماضي، دخل جراحو جامعة ماريلاند الأميركية، التاريخ، بعد زراعة قلب خنزير، معدل جينيًا، بجسم رجل يحتضر.
وعاش الرجل لمدة شهرين فقط، قبل أن يفشل العضو المزروع لأسباب غير محددة تمامًا حتى الآن، لكن بحثها يقدم دروسًا للمحاولات المستقبلية.
وحاليا، تدرس إدارة الغذاء والدواء الأميركية ما إذا كانت ستسمح بإجراء عدد من عمليات زراعة قلوب أو كلى الخنازير في أجسام مرضى متطوعين.
ومنتصف سبتمبر الجاري، انتهت تجربة لمجموعة من الجراحين بجامعة نيويورك، استمرت لشهرين، بنجاح تاريخي، حيث عملت كلية خنزير بشكل طبيعي طوال تلك الفترة، بعد زراعتها بجسد رجل في حالة موت دماغي.
وكشفت وكالة "أسوشيتد برس"، أن التجربة انتهت بنجاح "كبير وقياسي"، مما يمهد الطريق أمام الأطباء لتجربتها على شخص على قيد الحياة.
وأوضحت أنه "تمت إعادة جثة موريس ميلر إلى أسرته"، وهو الرجل الذي تمت زراعة كلية الخنزير بجسمه بعد موته دماغيا.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
علاج مبتكر للسرطان.. يحول الورم إلى لحم خنزير لمهاجمته بنسبة 90%
في لحظة فارقة في مجال السرطان، حوّل باحثون صينيون الاستجابة المناعية التي تُحفّزها عمليات زرع الأعضاء لأداة لمحاربة المرض الخبيث، وهو السبب الرئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم.
ووفقاً لقسم الجراحة بجامعة كولومبيا، فإن 10-20% من المرضى الذين يخضعون لجراحة زرع الأعضاء سيواجهون رفضاً واحداً على الأقل، ومع ذلك، حوّل باحثون في الصين هذا الرفض السلبي في الجسم إلى إيجابي ببراعة من خلال توجيه تلك الدفعة القوية لمهاجمة الخلايا السرطانية، وفق "إنترستينغ إنجينيرينغ".
وأظهرت دراسة جديدة نُشرت في مجلة Cell في وقت سابق من هذا العام، والتي سُميت باستراتيجية "الورم إلى لحم الخنزير"، نجاحاً هائلاً في هندسة فيروس يخدع جسم الإنسان ليعتقد أن الخلايا السرطانية هي أنسجة خنزير، مما يُحفّز استجابة التهابية شديدة الحدة، وبدأ الفيروس بمهاجمة الورم بنسبة نجاح مذهلة بلغت 90%، لدرجة شفاء مريضة مصابة بسرطان عنق الرحم في مرحلة متقدمة.
وبذلك تم فتح مسار جديد ومبتكر في جهود العالم لإيجاد علاج للسرطان. ومع ذلك، أشار الباحثون إلى أهمية إجراء المزيد من الأبحاث، نظراً لأن السرطان يعد من الأمراض الذكية. ورغم ذلك، يمكن استغلال آلية واحدة لمهاجمة المرض بقوة مشابهة لعامل غريب تماماً، مثل جينات الخنازير.
قاد البروفيسور تشاو يونغشيانغ، مدير مختبر الدولة الرئيسي لاستهداف الأورام في جامعة قوانغشي الطبية، هذه الدراسة الرائدة. وببراعة، قام بدراسة الاستجابة المناعية لفشل عمليات الزرع، ثم طور فيروساً يحمل الأمل في تحفيز الجسم لمهاجمة الخلايا السرطانية. باستخدام فيروس "NDV" (فيروس مرض نيوكاسل) الذي يسبب ضرراً ضئيلًا للبشر، قام هو وفريقه بحقن جين خنزير لإنشاء فيروس جديد ومتحور يُسمى NDV-GT.
عند إصابة الخلايا السرطانية بهذا الفيروس، نبّه جين الخنزير الجسم إلى وجود عنصر غريب يستدعي رفضه، مما جعل الجسم يهاجم الخلايا السرطانية.
ورغم أن السرطان يُعد مرضاً ذكياً، ابتكر البروفيسور تشاو آلية مبتكرة جعلت استجابة الجسم أكثر عدوانية. وبعد سلسلة من الدراسات على الحيوانات، بما في ذلك القرود، تمكّن من الانتقال إلى التجارب البشرية، وكانت النتائج مذهلة. حتى مع استمرار البحث في هذا النهج الجديد، حقق المرضى تقدماً كبيراً في الشفاء.