موقع 24:
2025-01-09@23:04:02 GMT

ماذا يضيف ظهور حميدتي..؟

تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT

ماذا يضيف ظهور حميدتي..؟

قبل ساعة من خطاب الفريق عبد الفتاح البرهان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، فاجأ الجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتي) الساحة السياسية بخطاب مسجل، بالصورة والصوت هذه المرة، يخاطب فيه المجتمع الدولي عن رؤيته لحل ومعالجة أزمة الحرب في السودان.

ظهور حميدتي قد يضيف دعماً معنوياً لقوات الدعم السريع

ومن المؤكد أن ظهور الجنرال حميدتي بهذه الصورة وفي هذا التوقيت عمل مقصود ومخطط من فريقه الإعلامي ومستشاريه السياسيين ليحقق أكثر من هدف، أولها وأهمها إثبات أنه حي وموجود وفاعل في ساحة الحرب والسياسة، حتى وإن كانت به إصابة، أو أنه كان في فترة علاج ونقاهة لتبرير فترة غيابه خلال الفترة الماضية.

الهدف الثاني هو سرقة الكاميرا وتحويل الانتباه عن خطاب البرهان بالأمم المتحدة، ليصبح ظهوره بعد هذه الفترة الطويلة هو الخبر الرئيسي في الفضائيات ووكالات الأنباء ووسائل التواصل الاجتماعي، بغض النظر عن مضمون خطابه وسجل أقواله.. ظهور حميدتي بهذه الصورة وفي هذا التوقيت سيضيف وقتاً ومساحة للجدل المتواصل حول حياته وموته، وهو الجدل الذي تورط فيه سياسيون ودبلوماسيون وشخصيات عامة وكتاب صحافيون، أنفقوا وقتاً وجهداً لإثبات أنه قتل في قصف جوي، وأن ما يتم بثه من رسائل صوتية إنما هو استخدام فني لتقنيات الذكاء الاصطناعي.. وقد أضر هذا الجدل بصورة هؤلاء المنخرطين في هذا الجدل، الذي يلاحظ أن الدوائر الرسمية للحكومة والقوات المسلحة تجنبت الخوض فيه، ربما لأن لديهم معلومات حقيقية عن وضعه ووجوده، أو لعدم تأكدهم من مصيره فقرروا عدم الدخول في هذا الجدل.

لكن السؤال المهم هو: ما الذي سيضيفه ظهور الجنرال حميدتي للأوضاع في السودان وجدل الحرب والسلام؟

إن هذا الظهور قد يضيف دعماً معنوياً لقوات الدعم السريع التي اهتزت بدرجة ما فترة غياب قائدها، كما يشكل صدمة لمن راهنوا على غيابه، لكن ليس أكثر، لكن التركيز سيتم بشكل أكبر على مضمون خطابه وما طرحه من نقاط لمعالجة أزمة الحرب في السودان، ما إذا كانت قد تضمنت شيئاً جديداً.

هذا الخطاب كرر النقاط التي وردت في ورقة رؤية قوات الدعم السريع لمعالجة المشكلة السياسية في السودان والتي تم نشرها قبل أسابيع، وفيها تكرار للدعوة لإقامة نظام ديمقراطي فيدرالي بقيادة حكومة مدنية، وتوحيد القوى المسلحة في جيش سوداني موحد وممثل لكل أقاليم السودان، وعودة القوات النظامية لدورها الوطني في حماية الوطن.

إذن على مستوى الطرح النظري فإن الخطاب لم يحمل جديداً، وإنما كرر مواقف سابقة، ربما لا يختلف معها معظم السودانيين كثيراً، لكنه حمل التناقض القديم نفسه بأن قوات الدعم السريع التي يفترض أنها بحسب التصنيف الموجود في الوثيقة الدستورية السابقة وقانونها الذي أجازه برلمان الإنقاذ عام 2017، قوة نظامية عسكرية، لكنها تقدم طرحاً سياسياً يضعها مع المنظمات السياسية، أو على الأقل أنها تطمع في لعب دور سياسي في المرحلة المقبلة بعد الحرب.. هذا الوضع يتناقض مع مطالب المجموعات السياسية المدنية التي تطالب بخروج التكوينات العسكرية من ساحة العمل السياسي، ويشمل ذلك قيادة القوات المسلحة الحالية أو المقبلة، وقوات الدعم السريع، وبقية الحركات المسلحة في حالة احتفاظها بقواتها.

النقطة الأهم والتي تقدح في مصداقية خطاب الدعم السريع هو تجاهل قائدها، وإنكار المتحدثين باسمها، للانتهاكات الواسعة التي تقع في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، من قتل للمدنيين وسرقة ونهب للممتلكات العامة والخاصة، وطرد المواطنين المدنيين من منازلهم.. هذا واقع عايشه ويعايشه مئات الآلاف من سكان الأحياء المختلفة من العاصمة المثلثة، ولن يفيد التجاهل أو الإنكار الساذج لمتحدثي الدعم السريع في الفضائيات في تغيير هذا الواقع، لكنه على العكس يمثل استهانة بمعاناة الناس وحياتهم ويحمل مؤشراً سلبياً على فهمهم لقيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.

وهو التناقض نفسه الذي وقع فيه مؤيدو الطرف الحكومي، حين برروا القصف الجوي للمنازل والأسواق والمباني الحكومية بأنه مطاردة مبررة لقوات الدعم السريع وحاضنتها الاجتماعية، وبالتالي أثبتوا مسؤولية الطرف الحكومي عن هذا القصف، في حين ظهر المتحدث الرسمي للقوات المسلحة بعد ذلك لينفي قصف الجيش لهذه الأهداف ويلقي باللوم على الطرف الآخر.. الاستهانة بأرواح المدنيين وسلامتهم وممتلكاتهم تجعل كل الحديث والوعود التي يقدمها الطرفان عن الرغبة في حل سلمي وتسليم السلطة للمدنيين مجرد نفخ في الهواء، إذ قد لا يبقى هناك مدنيون أحياء ليتسلموا السلطة حين يتجه الطرفان ويقبلان على المفاوضات الجادة لوقف النار ومعالجة أساس المشكلة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الدعم السریع فی السودان فی هذا

إقرأ أيضاً:

واشنطن تتهم قوات الدعم السريع السودانية بارتكاب "إبادة جماعية" في دارفور  

 

 

الخرطوم - قررت الولايات المتحدة، الثلاثاء 7 يناير 2025، أن قوات الدعم السريع السودانية "ارتكبت إبادة جماعية" وفرضت عقوبات على زعيم المجموعة شبه العسكرية.

وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن إن القرار استند إلى معلومات حول عمليات القتل "المنهجية" التي ارتكبتها قوات الدعم السريع ضد الرجال والفتيان والاغتصاب المستهدف للنساء والفتيات من مجموعات عرقية معينة.

وقال بلينكن إن "الولايات المتحدة ملتزمة بمحاسبة المسؤولين"، معلنا فرض عقوبات على زعيم قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي، بسبب "دوره في الفظائع المنهجية المرتكبة ضد الشعب السوداني".

وقال إن دقلو تم إدراجه على قائمة العقوبات "بسبب تورطه في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في دارفور، وخاصة الاغتصاب الجماعي للمدنيين من قبل جنود قوات الدعم السريع الخاضعة لسيطرته"، وأنه وأفراد أسرته أصبحوا الآن غير مؤهلين لدخول الولايات المتحدة.

اتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، المعتمدة بعد الحرب العالمية الثانية، تعرف الإبادة الجماعية بأنها "الأفعال المرتكبة بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية".

إن وصف "الإبادة الجماعية" من قبل وزارة الخارجية الأميركية أمر نادر. والقرار الذي اتخذته الولايات المتحدة يوم الثلاثاء ضد قوات الدعم السريع هو المرة التاسعة فقط ــ بما في ذلك المحرقة ــ التي يتم فيها إصدار مثل هذا التصنيف.

- "صراع مسلح وحشي" -

تمزقت السودان ودفعت نحو المجاعة بسبب الحرب التي اندلعت في أبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

لقد قُتل عشرات الآلاف من الأشخاص ونزح أكثر من ثمانية ملايين شخص داخليًا، مما جعل السودان مسرحًا لأكبر أزمة نزوح داخلي في العالم.

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 30 مليون شخص ـ أكثر من نصفهم من الأطفال ـ بحاجة إلى المساعدة في السودان بعد 20 شهرا من الحرب.

وقال إيديم ووسورنو، من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية، أمام مجلس الأمن بمقر الأمم المتحدة في نيويورك في وقت سابق من هذا الأسبوع: "لا يزال السودان في قبضة أزمة إنسانية ذات أبعاد مذهلة".

كشفت وزارة الخزانة الأميركية، الثلاثاء، عن عقوباتها الخاصة ضد دقلو، متهمة قوات الدعم السريع بالانخراط في "صراع مسلح وحشي مع القوات المسلحة السودانية للسيطرة على السودان".

وقالت المنظمة في بيانها إن "قوات الدعم السريع ارتكبت خلال حملتها في دارفور والجزيرة ومناطق قتالية أخرى قائمة طويلة من جرائم الحرب والفظائع الموثقة".

وأضاف البيان أن دقلو بصفته القائد العام لقوات الدعم السريع "يتحمل المسؤولية القيادية عن الأعمال البشعة وغير القانونية التي ارتكبتها قواته".

أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية سبع شركات وفردًا واحدًا مرتبطين بقوات الدعم السريع بسبب دورهم في شراء الأسلحة للمجموعة.

وقال نائب وزير الخزانة الأميركي والي أديمو: "إن الولايات المتحدة تواصل الدعوة إلى إنهاء هذا الصراع الذي يعرض حياة المدنيين الأبرياء للخطر".

وأضاف أن "وزارة الخزانة تظل ملتزمة باستخدام كل أداة متاحة لمحاسبة المسؤولين عن انتهاك حقوق الإنسان للشعب السوداني".

 

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • عقوبات أميركية على قائد الدعم السريع.. ماذا وراءها؟
  • واشنطن تتهم قوات الدعم السريع السودانية بارتكاب "إبادة جماعية" في دارفور  
  • أميركا تتهم الدعم السريع بالإبادة الجماعية وتعاقب حميدتي
  • العقوبات الأمريكية على رأس المليشيا حميدتي (مؤشر توافق ام صفقة)
  • حميدتي وشركة بالإمارات.. عقوبات أميركية تستهدف “الدعم السريع
  • أمريكا تفرض عقوبات على الدعم السريع .. بلينكن: الإجراءات ضد حميدتي وقواته لا تعني دعمًا أو تفضيلًا للقوات المسلحة السودانية
  • الخزانة الأمريكية تفرض عقوبات على «حميدتي» وشركات ذات صلة بالدعم السريع
  • بلينكن: واشنطن تأكدت من ارتكاب ميليشيا الدعم السريع إبادة جماعية في السودان
  • عاجل.. أمريكا تفرض عقوبات على حميدتي
  • “لماذا ذهب الدعم السريع إلى الحرب؟”: تعقيب على مقال د. الواثق كمير