موقع 24:
2025-03-15@23:45:01 GMT

ماذا يضيف ظهور حميدتي..؟

تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT

ماذا يضيف ظهور حميدتي..؟

قبل ساعة من خطاب الفريق عبد الفتاح البرهان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، فاجأ الجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتي) الساحة السياسية بخطاب مسجل، بالصورة والصوت هذه المرة، يخاطب فيه المجتمع الدولي عن رؤيته لحل ومعالجة أزمة الحرب في السودان.

ظهور حميدتي قد يضيف دعماً معنوياً لقوات الدعم السريع

ومن المؤكد أن ظهور الجنرال حميدتي بهذه الصورة وفي هذا التوقيت عمل مقصود ومخطط من فريقه الإعلامي ومستشاريه السياسيين ليحقق أكثر من هدف، أولها وأهمها إثبات أنه حي وموجود وفاعل في ساحة الحرب والسياسة، حتى وإن كانت به إصابة، أو أنه كان في فترة علاج ونقاهة لتبرير فترة غيابه خلال الفترة الماضية.

الهدف الثاني هو سرقة الكاميرا وتحويل الانتباه عن خطاب البرهان بالأمم المتحدة، ليصبح ظهوره بعد هذه الفترة الطويلة هو الخبر الرئيسي في الفضائيات ووكالات الأنباء ووسائل التواصل الاجتماعي، بغض النظر عن مضمون خطابه وسجل أقواله.. ظهور حميدتي بهذه الصورة وفي هذا التوقيت سيضيف وقتاً ومساحة للجدل المتواصل حول حياته وموته، وهو الجدل الذي تورط فيه سياسيون ودبلوماسيون وشخصيات عامة وكتاب صحافيون، أنفقوا وقتاً وجهداً لإثبات أنه قتل في قصف جوي، وأن ما يتم بثه من رسائل صوتية إنما هو استخدام فني لتقنيات الذكاء الاصطناعي.. وقد أضر هذا الجدل بصورة هؤلاء المنخرطين في هذا الجدل، الذي يلاحظ أن الدوائر الرسمية للحكومة والقوات المسلحة تجنبت الخوض فيه، ربما لأن لديهم معلومات حقيقية عن وضعه ووجوده، أو لعدم تأكدهم من مصيره فقرروا عدم الدخول في هذا الجدل.

لكن السؤال المهم هو: ما الذي سيضيفه ظهور الجنرال حميدتي للأوضاع في السودان وجدل الحرب والسلام؟

إن هذا الظهور قد يضيف دعماً معنوياً لقوات الدعم السريع التي اهتزت بدرجة ما فترة غياب قائدها، كما يشكل صدمة لمن راهنوا على غيابه، لكن ليس أكثر، لكن التركيز سيتم بشكل أكبر على مضمون خطابه وما طرحه من نقاط لمعالجة أزمة الحرب في السودان، ما إذا كانت قد تضمنت شيئاً جديداً.

هذا الخطاب كرر النقاط التي وردت في ورقة رؤية قوات الدعم السريع لمعالجة المشكلة السياسية في السودان والتي تم نشرها قبل أسابيع، وفيها تكرار للدعوة لإقامة نظام ديمقراطي فيدرالي بقيادة حكومة مدنية، وتوحيد القوى المسلحة في جيش سوداني موحد وممثل لكل أقاليم السودان، وعودة القوات النظامية لدورها الوطني في حماية الوطن.

إذن على مستوى الطرح النظري فإن الخطاب لم يحمل جديداً، وإنما كرر مواقف سابقة، ربما لا يختلف معها معظم السودانيين كثيراً، لكنه حمل التناقض القديم نفسه بأن قوات الدعم السريع التي يفترض أنها بحسب التصنيف الموجود في الوثيقة الدستورية السابقة وقانونها الذي أجازه برلمان الإنقاذ عام 2017، قوة نظامية عسكرية، لكنها تقدم طرحاً سياسياً يضعها مع المنظمات السياسية، أو على الأقل أنها تطمع في لعب دور سياسي في المرحلة المقبلة بعد الحرب.. هذا الوضع يتناقض مع مطالب المجموعات السياسية المدنية التي تطالب بخروج التكوينات العسكرية من ساحة العمل السياسي، ويشمل ذلك قيادة القوات المسلحة الحالية أو المقبلة، وقوات الدعم السريع، وبقية الحركات المسلحة في حالة احتفاظها بقواتها.

النقطة الأهم والتي تقدح في مصداقية خطاب الدعم السريع هو تجاهل قائدها، وإنكار المتحدثين باسمها، للانتهاكات الواسعة التي تقع في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، من قتل للمدنيين وسرقة ونهب للممتلكات العامة والخاصة، وطرد المواطنين المدنيين من منازلهم.. هذا واقع عايشه ويعايشه مئات الآلاف من سكان الأحياء المختلفة من العاصمة المثلثة، ولن يفيد التجاهل أو الإنكار الساذج لمتحدثي الدعم السريع في الفضائيات في تغيير هذا الواقع، لكنه على العكس يمثل استهانة بمعاناة الناس وحياتهم ويحمل مؤشراً سلبياً على فهمهم لقيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.

وهو التناقض نفسه الذي وقع فيه مؤيدو الطرف الحكومي، حين برروا القصف الجوي للمنازل والأسواق والمباني الحكومية بأنه مطاردة مبررة لقوات الدعم السريع وحاضنتها الاجتماعية، وبالتالي أثبتوا مسؤولية الطرف الحكومي عن هذا القصف، في حين ظهر المتحدث الرسمي للقوات المسلحة بعد ذلك لينفي قصف الجيش لهذه الأهداف ويلقي باللوم على الطرف الآخر.. الاستهانة بأرواح المدنيين وسلامتهم وممتلكاتهم تجعل كل الحديث والوعود التي يقدمها الطرفان عن الرغبة في حل سلمي وتسليم السلطة للمدنيين مجرد نفخ في الهواء، إذ قد لا يبقى هناك مدنيون أحياء ليتسلموا السلطة حين يتجه الطرفان ويقبلان على المفاوضات الجادة لوقف النار ومعالجة أساس المشكلة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الدعم السریع فی السودان فی هذا

إقرأ أيضاً:

قتلى بينهم أطفال في هجمات بالسودان والبرهان يتوعد الدعم السريع

قال الجيش السوداني فجر اليوم الخميس إن قصف قوات الدعم السريع على مناطق حيوية بمدينة الفاشر أدى لمقتل 5 أطفال وإصابة 4 نساء، بينما جدد رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان عزمه القضاء على قوات الدعم السريع.

وأضاف الجيش أن دفاعاته الجوية والقوات المساندة له تمكنت من قتل 8 من عناصر الدعم السريع، مشيرا إلى أن عمليات تمشيط أجزاء واسعة من محيط مدينة الفاشر أدت للاستيلاء على عربتين قتاليتين.

في السياق ذاته، قال مصدر طبي للجزيرة إن مدنيين اثنين قُتلا وأصيب آخرون في قصف قوات الدعم السريع بالمدفعية الثقيلة لحي الربع الأول وسط مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان فجر اليوم.

وأضاف المصدر الطبي أن نحو 14 سودانيا يتلقون حاليا الرعاية الطبية بمستشفى الأبيض أصيبوا في القصف الذي جرى الليلة الماضية وفجر اليوم على المدينة.

وقصفت قوات الدعم السريع لليوم السادس على التوالي مدينة الأبيض، ما أدى لسقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.

البرهان يتوعد

وكان المتحدث باسم "حركة تحرير السودان" الصادق علي النور اتهم قوات الدعم السريع بارتكاب جريمة إبادة وتهجير قسري، وقتل مدنيين بينهم نساء وأطفال، فضلا عن عمليات نهب ممنهجة، وحرق قرى، في محلية "طويلة"، غربي الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

إعلان

وقد أدى ذلك، حسب المتحدث، إلى تعقيد الوضع الإنساني بمزيد من النزوح والتهجير القسري، في محاولة لتحقيق مكاسب سياسية.

من جهته، قال رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان إن القوات المسلحة ستقف سدا منيعا لكل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار السودان.

وأكد البرهان اليوم الخميس في كلمة بمدينة أم درمان أن الجيش عازم على "تحرير السودان من المرتزقة والعملاء والقضاء على مليشيا الدعم السريع"، وفق قوله.

من جهة أخرى، ناشد أهالي منطقة شرق النيل بالعاصمة الخرطوم السلطات تقديم مساعدات غذائية وطبية عاجلة، لمواجهة الأوضاع الإنسانية الصعبة.

وقد تسببت الحرب والحصار للمنطقة منذ عامين، في نفاد المؤن، وتوقف المبادرات الخيرية وانتشار المجاعة، كما طال الدمار المرافق الصحية، ما جعل الحصول على العلاج أمرا بالغ الصعوبة.

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل/نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية.

ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة الدعم السريع لصالح الجيش في ولايات الخرطوم والجزيرة والنيل الأبيض وشمال كردفان وسنار والنيل الأزرق.

مقالات مشابهة

  • حميدتي: الدعم السريع لن يخرج من الخرطوم أو القصر الجمهوري
  • مقتل (30) عنصرا من مليشيا الدعم السريع بالمحور الشرقي لمدينة الفاشر
  • هل دخل السودان عصر الميليشيات؟
  • عقار.. التفاوض مع الدعم السريع صعب لأن قيادتها ليست موحدة بجانب الأعداد الكبيرة من “المرتزقة” التي تقاتل في صفوفها
  • تحليل الوضع الراهن في السودان وتحديات مستقبل الدعم السريع
  • ستة قتلى في قصف قوات الدعم السريع لمدينة استراتيجية  
  • السفير الحارث: الحرب لن تتوقف إلا حين توقِف الإمارات دعمها لمليشيا الدعم السريع
  • المستشار السياسي السابق لـ”حميدتي” يكتب عن مستقبل الدعم السريع في السودان
  • الدعم السريع تختطف طبيباً في شمال كردفان بعد هجوم مسلح على منطقة «أم سيالة»
  • قتلى بينهم أطفال في هجمات بالسودان والبرهان يتوعد الدعم السريع