صراحة نيوز – انتقل الى رحمة الله تعالى اليوم السبت 23/ 9/ 2023
حمدو مسلم الرهايفة الحباشنة
هند سليمان سليمان العمارين
عصام مسعود سعيد الزوايدة
رحمة أحمد موسى الدباس
خالد بدر درويش
عنان احمد البيطار
رفيق اسماعيل القصابغلي
ابراهيم عبدالفتاح اسماعيل العوضات
موسى حسين احمد ابو زينه
احمد سعيد شيخ السروجية
علي محمد ابراهيم اسماعيل الكسواني
عاطف عقله عواد السكر
صالح احمد صالح الريان
اسماعيل حسن الأشقر
نايف سليمان ابو صبيح
عكاشة عبد الفتاح الكسجي
تمام ربحي عبدالرحيم سمان
جمال محمود شديد المشارقة
جنان عادل المساعيد
تقدير نظمي محمد عقل
أحمد محمود نايف ابو بكر
محمود عبد الهادي الصلاحات
ابراهيم حمدان احمد اليعقوب خريسات
امنة نايف موسى نبهاني
انا لله و انا اليه راجعون
.المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا زين الأردن الوفيات الوفيات اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة
إقرأ أيضاً:
إدارة بلا رحمة
جواهر بنت خلفان الصلتية
لا شك أن بيئة العمل المثالية تُبنى على الاحترام المتبادل والتحفيز والإلهام، حيث يكون المدير قائدًا حقيقيًا، يوجه موظفيه نحو النجاح ويخلق بيئة عمل صحية. ولكن، ماذا لو كانت الإدارة بلا رحمة؟ وماذا لو تحول المدير إلى أداة قمع لا ترى في الموظف سوى رقم في كشوفات الرواتب؟ حينها، يتحول الشغف إلى معاناة، ويصبح العمل مجرد عبء ثقيل يسلب الإنسان حماسه وإبداعه.
في الواقع، من أكثر الأسباب التي تدفع الموظفين إلى فقدان شغفهم هو المدير المتسلط الذي يرى السلطة أداة للسيطرة بدلاً من أن تكون وسيلة لتطوير الفريق. فهو لا يلتفت إلى جهود الموظفين، ولا يعترف بإنجازاتهم، بل قد ينسبها لنفسه دون أدنى خجل. على سبيل المثال، تشير بعض الدراسات إلى أن أكثر من 50% من الموظفين الذين يتركون وظائفهم يفعلون ذلك بسبب رؤسائهم المباشرين وليس بسبب الوظيفة نفسها. وهذا النوع من الإدارة لا يقتل الشغف فقط، بل يزرع الإحباط ويؤدي إلى تآكل روح الفريق، مما يجعل الموظف يبحث عن مخرج بأي طريقة كانت.
علاوة على ذلك، نجد المدير المتعالي الذي يتعامل مع الموظفين وكأنهم أدنى منه شأنًا، ولا يكلف نفسه عناء الاستماع إلى آرائهم، ولا يعير انتباهًا لمقترحاتهم. وهذا السلوك يولد شعورًا بالغربة داخل بيئة العمل؛ حيث يفقد الموظف إحساسه بالانتماء، مما يؤثر بشكل مباشر على إنتاجيته، ويجعله يؤدي مهامه فقط بدافع الراتب، لا بحب الشغف والإنجاز. ولتفادي ذلك، يُنصح بأن يتبنى المديرون أسلوب القيادة التشاركية الذي يمنح الموظفين شعورًا بالأهمية والانتماء.
إضافة إلى ذلك، لا يُمكن أن نغفل عن المدير الظالم الذي يتخذ قرارات تعسفية دون أن يكلف نفسه عناء التحقق من الحقائق. فهو يمارس ضغوطًا غير مبررة، ويكيل التهم جزافًا، ويستمتع بتوبيخ موظفيه أمام الآخرين، كأنه يتلذذ بإذلالهم. وهذا الأسلوب لا يدمر فقط معنويات الموظفين؛ بل يدفعهم إلى البحث عن بيئة عمل أكثر عدلاً وإنصافًا. ومن هنا، يجب على المؤسسات وضع سياسات واضحة لتقييم أداء المديرين والتأكد من عدم استغلال سلطتهم بطرق تؤثر سلبًا على الفريق.
من ناحية أخرى، هناك المدير الذي لا يرى في الموظف سوى آلة تعمل دون كلل، يطالبه بالالتزام الصارم بساعات العمل، دون أن يهتم بما يقدمه من قيمة حقيقية. كما أنه يتجاهل مجهوده، ولا يكافئه، ولا يمدحه حتى حين يستحق ذلك. فتخيل أن تعمل في بيئة لا يُقدر فيها عطاؤك، ولا تجد فيها كلمة شكر! إذن، كيف يمكن لشخص أن يبقى شغوفًا في ظل هذا المناخ القاسي؟ وهنا تكمن أهمية أن تعتمد المؤسسات أنظمة تحفيزية لمكافأة الأداء المتميز وتشجيع الموظفين على الإبداع.
وما يزيد الطين بلة أن بعض المديرين يمارسون ضغوطًا نفسية متعمدة على موظفيهم، مما يؤدي إلى تراجع صحتهم النفسية والجسدية. فالموظف الذي يعمل تحت ضغط مستمر دون تقدير أو تحفيز، يجد نفسه محاصرًا بين الحاجة للبقاء في العمل والبحث عن بيئة أكثر إنصافًا. ومع تكرار هذه الضغوط، قد يصل الأمر إلى حد الإرهاق الوظيفي الذي يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية وزيادة معدلات الاستقالات.
وفي المقابل، هناك المدير القائد، ذاك الذي يعرف كيف يستثمر طاقات فريقه، ويحترم إنسانيتهم قبل أن ينظر إلى أرقام الإنتاج. فالقائد الحقيقي لا يرى في الموظفين أدوات لتنفيذ المهام، بل ينظر إليهم كأفراد لديهم أحلام وطموحات، ويسعى إلى تحفيزهم ليحققوا أفضل ما لديهم. وبناءً على ذلك، مثل هذا المدير هو من يجعل بيئة العمل أكثر إبداعًا وإنتاجية، وهو من يستطيع أن يُخرج من فريقه أقصى ما يمكن من العطاء.
ولكي تتغير ثقافة العمل نحو الأفضل، يجب أن تُجرى تقييمات دورية لسلوك المديرين وأن يتم تعزيز ثقافة الاستماع إلى الموظفين. فالمؤسسات الناجحة لا تقيس نجاحها فقط بأرباحها، بل بمدى رضا موظفيها وسعادتهم. وعندما يتم بناء علاقة قائمة على الثقة بين المدير والموظف، تتحول بيئة العمل إلى مكان مليء بالإبداع والتطوير المستمر.
إنَّ الإدارة بلا رحمة تعني بيئة بلا أمل، ومكانًا يفرّ منه المبدعون، ويقتل فيه الإبداع والشغف. ولو أدرك المديرون أن بناء بيئة عمل إيجابية هو المفتاح الحقيقي لتحقيق النجاح، لأصبح كل موظف سفيرًا لمكان عمله، وليس مجرد شخص يبحث عن فرصة أخرى في أقرب وقت.
لذلك.. يجب على المؤسسات السعي إلى تطوير قادة وليس مجرد مديرين، واعتماد سياسات تدعم ثقافة التحفيز والتقدير؛ لأن الموظف حينما يشعر بالتقدير، يتحول عمله من واجب إلى شغف، ومن وظيفة إلى رسالة، ومن مجرد مسؤوليات إلى فرص للابتكار والإنجاز.