موقع 24:
2024-07-12@15:15:31 GMT

أوكرانيا والناتو.. والانضمام الصعب

تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT

أوكرانيا والناتو.. والانضمام الصعب

بعد سقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفييتي ومعهما حلف وارسو، لم تعمد الولايات المتحدة إلى استغلال الفرصة لتحقيق الاستقرار في أوروبا والعالم، وبدء مرحلة جديدة في العلاقات الدولية تقوم على التعاون وتحقيق السلام، ومباشرة السعي إلى حل الأزمات العالمية الناتجة عن مرحلة الحرب الباردة، بل عمدت في ظل إدارتي بيل كلينتون وجورج بوش الابن إلى استغلال الوضع الدولي الجديد بالسعي إلى توسيع حلف الأطلسي شرقاً والاقتراب من الحدود الروسية.

تعمدت الولايات المتحدة وبسعي حثيث توسيع حلف الأطلسي شرقاً

واستغلت ضعف روسيا آنذاك، كما عمدت إلى توسيع وجودها العسكري في العالم على اعتبار أنها باتت القوة الوحيدة فيه بلا منازع، والقادرة على فرض سياساتها من دون أن ينافسها أحد.

وفي إطار سياسة التوسع هذه، انضمت في العام 1999 بولندا والمجر والتشيك إلى الحلف، ثم حصل توسع آخرعام 2004 بضم سبع دول من أوروبا الوسطى والشرقية هي بلغاريا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا.

في العام 2008 خلال قمة حلف الأطلسي في بوخارست حاول الرئيس الأمريكي جورج بوش توسيع الحلف أكثر بالسعي إلى ضم أوكرانيا وجورجيا، لكن محاولته باءت بالفشل، بعد أن وقفت ألمانيا بزعامة أنجيلا ميركل، وفرنسا بزعامة نيكولا ساركوزي ضد محاولة الضم "لعدم استفزاز روسيا"، رغم أن الرئيس الأوكراني آنذاك فيكتور يوشتشنكو بذل جهوداً كبيرة مع الأمريكيين للانضمام، ووعده الرئيس بوش بذلك.

تعمدت الولايات المتحدة وبسعي حثيث توسيع حلف الأطلسي شرقاً، رغم وجود تعهد بعدم توسيع الحلف بعد إعادة توحيد ألمانيا عام 1990، وهو ما أكده جاك ماتلوك آخر سفير أمريكي لدى الاتحاد السوفييتي الذي قال إن الغرب قدم "التزاماً واضحاً بعدم التوسع"، كما أن ميخائيل غورباتشوف، آخر رئيس سوفييتي كتب في مذكراته عام 1966، أنه "خلال مفاوضات توحيد ألمانيا، أعطى الغرب تأكيداً بعدم توسيع الناتو منطقة عملياته باتجاه الشرق".

في الوثائق الألمانية التي رفعت عنها السرية مؤخراً، نشرت مجلة دير شبيغل بعض الأوراق الرسمية التي تتحدث عن دور الولايات المتحدة في السعي إلى انضام أوكرانيا إلى الحلف وكيف أن ألمانيا وفرنسا عرقلتا هذه المحاولة.

تنقل الأوراق السرية عن السفير الألماني في بروكسل براندبورغ قوله لزملائه الأمريكيين "من المستحيل إقامة الأمن في أوروبا من دون روسيا، ومن الغباء محاولة القيام بذلك من دون روسيا".

كما تتحدث الأوراق عن أن ميركل كانت تتهرب من الحديث مع بوش حول الانضمام، واعترفت ميركل بالجهود التي يبذلها بوش وقالت بروح الدعابة "جورج، لقد لاحظت أنك تطلب من الأوروبيين التحدث معي عبر الهاتف، ثم أسألهم هل تتصلون نيابة عن جورج؟ وبعد ذلك أعلم أن الأمر كذلك.. إنه ليس موقفاً تكتيكياً، أنا لست من الأشخاص الذين يقولون شيئاً مختلفاً عما قلته في القمة".

في قمة فيلينوس الأخيرة لحلف الأطلسي، وفي غمرة الحرب المستعرة في أوكرانيا، جدد الرئيس الأوكراني زيلينسكي طلب الانضمام، عسى أن يستطيع جره إلى الحرب مباشرة ضد روسيا، لكن محاولته هذه المرة فشلت أيضاً، لأن الدخول في هذه الحرب يعني المغامرة بحرب عالمية ثالثة سوف تكون نتائجها مختلفة كثيراً عن الحربين العالميتين الأخيرتين.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الولایات المتحدة حلف الأطلسی

إقرأ أيضاً:

بايدن يستقبل زعماء “الناتو” لتأكيد أهليته لولاية رئاسية جديدة

يلتقي الثلاثاء في العاصمة الأمريكية واشنطن رؤساء الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي لحضور قمتهم السنوية. وسيكون الرئيس الأمريكي جو بايدن في استقبالهم في قمة من المفترض أن تمنح الرئيس الديمقراطي منصة دولية لإقناع الحلفاء في الداخل والخارج بأنه لا يزال قادرا على القيادة.

وتعهد بايدن (81 عاما) بمواصلة حملته الانتخابية في مواجهة الجمهوري دونالد ترامب (78 عاما) على الرغم من مخاوف الديمقراطيين في الكونغرس والمتبرعين للحملة من احتمال خسارته للانتخابات الأمريكية المقررة في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني بعد أدائه المتعثر خلال المناظرة بينهما في 27 يونيو/حزيران.

وقال مساعدون إن خطاب بايدن الافتتاحي سيسلط الضوء على ما تعتبره إدارته إنجازا رئيسيا، وهو أن حلف شمال الأطلسي صار أقوى وأكثر اتحادا تحت قيادة واشنطن وزاد عدد أعضائه وكذلك تصميمهم على حماية احتياجاتهم الأمنية الجماعية.
وهم يرون أن بايدن يحقق نتائج ملموسة للناخبين الأمريكيين تتمثل في دولة أكثر أمانا وتتمتع بمكانة اقتصادية دولية قوية، وتعقد المزيد من التحالفات وتزداد قوتها في الخارج، وأقل عرضة لخطر الصراع مع خصومها.
وقال المساعدون إن مجرد وجود قادة من حلف الأطلسي وخارجه يظهر قدرة بايدن على جمع الحلفاء وبث الثقة، لكن ترامب والكثير من حلفائه الجمهوريين لا يرون ذلك.
ووجد حلف الأطلسي، الذي يحتفل بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتأسيسه، سببا جديدا للتصدي للغزو الروسي لأوكرانيا بعد أن رحب بفنلندا والسويد عضوين جديدين.
وسوف تهيمن الحرب الطاحنة بين أوكرانيا وروسيا على المحادثات الخاصة بين زعماء الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي البالغ عددها 32 دولة، والذين لديهم أجندة كاملة تركز على المساعدات العسكرية والمالية لأوكرانيا وتوفر بعض السبل نحو عضوية أوكرانيا في الحلف في نهاية المطاف.
وستمنح أحداث الأسبوع في واشنطن فرصة لبايدن للرد على المخاوف إذ سيلقي خطابا اليوم ويعقد مؤتمرا صحافيا منفردا نادرا يوم الخميس. كما أن من المتوقع أن يعقد بايدن لقاء مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وسيحل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على القمة ضيفا على أمل ضمان حصول بلده على مزيد من أنظمة الدفاع الجوي من طراز باتريوت يطالب بها منذ أشهر للتصدي للهجمات الروسية. وظهر ضعف قواته أمام ضربات روسية هزت الإثنين عدة مدن أوكرانية.
وقال زيلينسكي في وارسو الإثنين قبل توجهه إلى واشنطن “أود أن يُظهر شركاؤنا قدرا أكبر من المرونة “. ومن المتوقع أن يكون الوعد بتقديم المزيد من الأسلحة أكبر انتصار يحصل عليه الرئيس الأوكراني في وقت تسعى قواته بصعوبة للحفاظ على مواقعها بعد عامين ونصف من بدء الغزو الروسي.
ووسط قلقهما من جر حلف شمال الأطلسي إلى حرب مع روسيا، سدّت الولايات المتحدة وألمانيا الطريق على أي حديث عن منح أوكرانيا دعوة واضحة للانضمام إلى التكتل الدفاعي. لكن دبلوماسيين يقولون إنهم يتطلعون إلى اعتبار طريق كييف إلى العضوية النهائية في إعلان القمة “لا رجعة فيه”، قائلين إن كييف “على جسر” الانضمام.
ويؤمل أن تكون التعهدات بشأن إمدادات الأسلحة كافية لتجنب إثارة زيلينسكي خلافا دبلوماسيا آخر بعدما انتقد علنا خلال قمة الناتو العام الماضي إحجام الحلف عن منح أوكرانيا العضوية. ويُتوقع أن يتعهد أعضاء الحلف بمواصلة دعم أوكرانيا أقله بالوتيرة نفسها المعتمدة منذ بدء الغزو الروسي أي بما قدره 40 مليار يورو سنويا، لعام إضافي على الأقل.
وسيتفقون كذلك على تعزيز دور الحلف في تنسيق عمليات تسليم الجيش الأمريكي أسلحة لأوكرانيا، في خطوة تهدف للمساهمة في حماية الإمدادات بمعزل عن أي تغييرات سياسية في واشنطن.
وسعيا لبث رسالة واضحة مفادها أن الحلفاء الأوروبيين يبذلون المزيد من الجهد في مجال الدفاع، سيزيد الناتو الانفاق بين دوله الأعضاء. ويُتوقع هذا العام أن يحقق 23 من أعضاء الحلف البالغ عددهم 32 الهدف الذي وضعه الناتو والمتمثل في إنفاق 2% من إجمالي الناتج المحلي على الدفاع، بعدما كان عدد هذه الدول ثلاثا فقط قبل عشرة أعوام.

مقالات مشابهة

  • الحلف الأطلسي في واشنطن: هل غزّة على أيّ خريطة؟
  • مدفيديف: يجب أن ينتهي طريق أوكرانيا إلى “الناتو” إما بزوالها أو باختفاء الحلف
  • الكرملين: الناتو منخرط في الصراع وروسيا تدرس احتواء التهديد
  • الناتو يدعو الصين إلى وقف دعم روسيا بالحرب.. كيف ردت بكين؟
  • الصين ترفض اتهامات الناتو بدعم الحرب الروسية في أوكرانيا
  • “الناتو” يدعو الصين لإنهاء دعم روسيا في حربها ضد أوكرانيا
  • الرئيس الأمريكي يدعو الناتو لعدم التخلف عن روسيا في نمو الصناعات العسكرية
  • بايدن والناتو يستعدان للكشف عن مساعدات جديدة لأوكرانيا
  • أمين عام الناتو: من السابق لأوانه تحديد موعد انضمام أوكرانيا إلى الحلف
  • بايدن يستقبل زعماء “الناتو” لتأكيد أهليته لولاية رئاسية جديدة