الموقع بوست:
2025-04-10@08:44:20 GMT

كيف تستغل السوداوات والمهمشات جنسيًا في اليمن؟

تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT

كيف تستغل السوداوات والمهمشات جنسيًا في اليمن؟

في مارس 2019، تعرضت الطفلة رسائل عبد الجليل للاغتصاب من قبل خمسة شبان بمنطقة الكلائبة في محافظة تعز اليمنية.

 

تنتمي رسائل إلى فئة المهمشين المصنفين بالـ "أخدام" في اليمن. وغالبًا ما يكونون من ذوي البشرة السوداء ويعيشون في الأحياء الفقيرة، والتي هي معزولة عن باقي المجتمع. كما أنهم محرومون من أبسط حقوق المواطنة.

 

بالإضافة إلى ذلك، فإن 98٪ منهم أميون، ولا يحمل سوى 520 منهم شهادة جامعية. وتصل نسبة البطالة بينهم إلى 70٪، ويُجبرون على العمل في مهن دونية مثل النظافة والصرف الصحي.

 

يواجه الأخدام في اليمن تمييزًا عنصريًا الذي يعود تاريخه إلى قرون طويلة. وفي عام 1158، أطاحت دولة بني مهدي بدولة بني نجاح، وحرصت بأن يبقى زعماء بني نجاح خدمًا لقبائل اليمن. وقد فشل دستور الجمهورية اليمنية في تحقيق المساواة بين جميع المواطنين، بما في ذلك الأخدام، الذين يزيد عددهم عن 3.5 مليون نسمة. وبعد 60 عامًا من الثورة، لم يتحقق الهدف الذي ينص على إزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات؛ بل تعمق أكثر على مدى السنوات الثماني الأخيرة. وتتأثر نساء هذه الفئة بعدد من الانتهاكات كالتحرش والاغتصاب والعمل القسري وحتى القتل.

 

رسائل ضحية اعتداء قائم على اللون

 

أكثر من أربعة سنوات مرت على قضية الطفلة رسائل، ولم يتم القبض على أحد، لأن أصحاب النفوذ يحمون الجناة ويعرقلون معاقبتهم. وقد اتهم الاتحاد الوطني للمهمشين السلطات الأمنية والقضائية في تعز بالتواطؤ مع الجناة الذين اغتصبوا الفتاة البالغة من العمر 17 عامًا.

 

يقول أبن عم الطفلة المغتصَبة هيثم سيف مقبل: "اجتمع النفوذ القبلي والسياسي والقضائي معًا في اغتصاب الطفلة المهمشة في أكثر من مرة وخلف ستار عباية الدولة، وزج بي بالسجن المركزي لإجباري على التنازل."

 

ويضيف: "تعرضنا للتهديد والضرب والتهجير أكثر من مرة من قبل الجناة وأهاليهم للضغط علينا حتى نتنازل عن القضية مستغلين وضعنا الاجتماعي. وتقدمتُ بشكوى إلى إدارة الأمن في المحافظة، لكنهم لم ينصفونا، حتى وصل الاعتداء إلى الاعتداء على الشاهد في القضية وعلى المحامين."

 

وبخصوص القضية، تقول محامية الطفلة المغتصبة سميرة نبيش: "اغتصبت رسائل من قبل خمسة متنفذين وقضيتها ثبتت بالتقرير لواقع حال الاغتصاب. وأقر أحد المتهمين بالواقعة ضده وضد باقي المتهمين."

 

وتصف بعض القبائل في اليمن الخادمة بأنها (حلاوة سيدها)، تعبيرًا عن النظرة الدونية لهذه الفئة من النساء، والاعتقاد بأنهن ملك لأصحابهن، ومباح لهن فعل ما يشاءون بهن.

 

أحد الأسباب الرئيسية لعدم إدانة أو مساءلة الأشخاص الخمسة المتهمين في قضية الرسائل حتى الآن هو نفس النظرة الدونية للنساء المهمشات.

 

تصاعد جرائم الاغتصاب

 

ارتفعت جرائم الاغتصاب التي تطال الفتيات القاصرات من فئة المهمشة في اليمن. وتستمر هذه الظاهرة المقلقة وسط صمت وإهمال من قبل السلطات الأمنية والقضائية، ويظل الفتيات دون حماية والمجرمين بدون عقاب. أحدث هذه الحوادث الذي أثار الاهتمام كان مقتل الطفلة مها البالغة من العمر 14 عامًا في عدن، جنوب البلاد. قتلت على يد مغتصبها بعد أن قاومته، كما كشف التقرير الطبي الشرعي.

 

من بين هذه الحوادث التي أثارت انتباه الرأي العام كان مقتل الفتاة مها، التي كانت تبلغ 14 عامًا، في منطقة عدن بجنوب اليمن. تمت جريمتها على يد مغتصبها بعد مقاومتها، وهذا تم الكشف عنه من خلال تقرير الطب الشرعي.

 

وتنفرد هذه القضية بسرعة المحاكمة، وصدر حكم الإعدام على الجاني، وهو في الخمسينيات من عمره، في الجلسة الأولى.

 

بالحديث عن الإفلات المتكرر للمغتصبين من المحاكمة، يقول الحذيفي إن تزايد جرائم الاغتصاب من فئة المهمشين في إلى  غياب الدور العقابي، وأكد  أن الجناة  يضمنون الإفلات منه.

 

وأضاف: "كلما تغاضت السلطة عن القيام بدورها المنوط بها، مع مراعاة الجوانب الاجتماعية للضحايا من جميع فئاتهم وانتماءاتهم، ومراعاة قدرتهم على الوصول إلى المحاكمة عادلة، فلا  شك أن معدل جرائم الاغتصاب سوف ترتفع في هذه الفئة."

 

وأشار الناشط الحقوقي صلاح دبوان أن النساء المهمشات المهمشات لا يتمتعن بالحق في الأمان. ويعاني العديد منهن من حالات العنف والإجهاد الجسدي والاضطهاد النفسي، كالاغتصاب والتحرش، وغياب العدالة بسبب الانحياز لمرتكبيه الذين ينتمي معظمهم إلى القبائل.

 

عنف الشارع

 

على أحد الأرصفة في وادي القاضي بمدينة تعز، تقضي سهى (اسم مستعار) البالغة من العمر 13 عامًا  نهارها في جمع الريالات القليلة التي يرميها لها المارة عليها.

 

التقيت بها لتخبرني عن تجربتها مع التحرش: "تفاجأت في إحدى المرات بشائب يتحرش بي، وحاول استدراجي إلى مكان ما. خفت وصرخت في الشارع وقلت لمن كان بالقرب مني أن الرجل يؤذيني لكنه أنكر ذلك وقال "تصدقوا امرأة خادمة"، وتحملت أنا الغلط."

 

يرتبط  عنف الشارع  في اليمن  بالأنثى المتسولة والمهمشة على وجه الخصوص، ويعد التحرش بهن من أكثر التجاوزات بحق هذه الفئة، ذلك لأن أسلوب المتسولة هو "التذلل" للحصول على المال ويستغل المتحرش هذا الضعف، وتتعرض هنا المهمشات لعنف مضاعف  قائم على اللون  ما يعكس خلل نفسي لدى مجتمع عنصري.

 

 يرتبط العنف في الشارع اليمني بالنساء المتسولات على وجه الخصوص، واللاتي يعشن حالة من الإهمال.

 

ويعد التحرش أحد أكثر أشكال الإساءة شيوعًا ضد هؤلاء النساء المتسولات، وذلك لأنهم يعتمدون على "التذلل" كوسيلة للحصول على المال، ويستغل المتحرشون هذا الضعف. ويتعرضن هؤلاء النساء المهمشات لعنف مزدوج يستند إلى عوامل مثل اللون.

 

يقول القيادي بحزب العدالة والمساواة محمد علي فارع: "نظرًا لسوء الوضع الاقتصادي لدى المهمشات، خرجت الكثير منهن إلى الشوارع  للبحث عن لقمة العيش من خلال التسول. جعلن أنفسهن عرضة للتحرش الجنسي بشكل علني."

 

ويوضح فارع  أن التحرش بالمهمشات منتشر على نطاق واسع، وأدى إلى جرائم كثيرة، منها الاغتصاب والقتل، وهذا نتيجة لما يخفي المجتمع من نظرة دونية وحقيرة لهم.

 

ووفقا لدراسة أجراها مركز صنعاء للدراسات والبحوث  ينتشر التسول بين المهمشات ، ويعتبر عملا داخل مجتمعهن ودفعهن الصراع إلى الشوارع  ، وأصبحت المهنة الرئيسة لمعظمهن. وقالت الدراسة أن امرأتان أو ثلاث في بعض الأسر  يخرجن إلى التسول بسبب غلاء المعيشة  الفاحش.

 

الاستغلال بالمساعدات

 

منذ اندلاع النزاع المسلح في مارس 2015 تعرضت النساء المهمشات في اليمن لمختلف أشكال الاستغلال، أبرزها ما يتعلق بالعنف القائم على النوع الاجتماعي، من أجل الحصول على المساعدات الغذائية والإنسانية التي تقدمها المنظمات.

 

وتواجه النساء من هذه الفئة من قبل وسطاء الإغاثة  "طلبات الجنس مقابل المساعدات"، حيث يستغل الرجال في مراكز السلطة سلطتهم لتحقيق تحرشات جنسية ضد النساء والفتيات، مقابل الحصول على سلع أو خدمات ضرورية للبقاء على قيد الحياة.

 

وينطوي هذا الوضع على مخاوف من عواقب رفض الطلب، فتلجأ النساء المهمشات إلى تجنب الحصول على الخدمات خوفًا من الاستغلال الجنسي.

 

(خ. م.) امرأة ثلاثينية ترعى أطفالها بعد اغتراب زوجها سببت حالتها هذه طمع لدى عاقل الحي المسؤول عن توزيع  المساعدات الانسانية ، حيث لجأ  الأخير إلى فكرة تقديم سلة غذائية ليستدرجها بعد أن أبلغها أن تذهب إلى مكان محدد للحصول على سلتها التي قد ضم اسمها  في كشف المساعدات هناك، استجابت (خ. م) لنداء بطون أطفالها الجوعى وذهبت بالفعل لتكتشف أنها وقعت في كمين أعد لها في بيت خالية  قاومت محاولة اغتصابها هناك ونجت بصعوبة، وأبلغت عن المعتدي لاحقا.

 

(خ. م.) هي امرأة في الثلاثينات من عمرها وتعيل أطفالها بمفردها بعد رحيل زوجها.وحاول أحد الأشخاص المسؤولين عن توزيع المساعدات الإنسانية في الحي الاقتراب منها وتقديم سلة غذائية لها. وأخبرها أن عليها الذهاب إلى مكان معين لاستلام سلتها، والذ تم إدراج اسمها في قائمة المساعدات هناك.

 

ومن أجل الحصول على طعام لأطفالها الجائعين، قررت (خ. م.) تلبية النداء وذهبت إلى المكان المخصص لاستلام سلتها. وبعد وصولها إلى هناك، اكتشفت أنها وقعت بالفعل في كمين في منزل مهجور. قاومت محاولة اغتصابها بشجاعة ونجت بصعوبة، ثم أبلغت عن الشخص الذي حاول الاعتداء عليها في وقت لاحق.

 

تؤكد الناشطة سعود غانم أن المهمشات يتعرضن لأبشع أنواع الاستغلال من خلال فخ المساعدات والسلال الغذائية، كونهن أكثر فقرًا، ويعشن ظروفًا اقتصادية صعبة، ويفتقرن للحماية الاجتماعية والقانونية.

 

وتضيف غانم أن حالات الاستغلال والتحرش تتزايد بين هذه الشريحة، خاصة مع الأزمة التي تمر بها البلاد، وعدم تفاعل المجتمع مع شكاوى المهمشات مقارنة بالتحقيق.

 

مساواة منصوصة في الدستور  

 

نصت المادة (41) من الدستور اليمني على أن المواطنين متساوون جميعًا في الحقوق والواجبات العامة، إلا أن هذه المساواة ظلت على الورق فقط.

 

ونصت المادة (269) من قانون العقوبات: "يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سبع سنوات من اغتصب أي شخص، ذكراً كان أو أنثى، بدون رضاه."

 

شدّد القانون عقوبة الاعتداء الجنسي إلى السجن لمدة لا تزيد على عشر سنوات إذا وقعت الجريمة من شخصين فأكثر، أو إذا كان الجاني أحد القائمين على الإشراف على المجني عليه، أو إذا أصيب المجني عليه بضرر جسيم نتيجة للحادث، أو إذا حملت الضحية نتيجة للجريمة.

 

وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن ثلاث سنوات، ولا تزيد على خمس عشرة سنة، إذا لم يبلغ سن المجني عليه الرابعة عشرة، أو إذا أدى الفعل إلى انتحار المجني عليه.

 

وتتساءل المحامية سميرة نبيش: "هل يجب أن يقتل المغتصب ضحيته ليتم ثبوت جريمة الاغتصاب ضده؟" 

 

بالرغم من وجود نصوص قانونية في اليمن تؤكد المساواة وتحظر العنصرية، إلا أنها لا تكفل بشكل كافي حماية النساء المهمشات من الاستغلال والتحرش والاغتصاب، وذلك بسبب الفجوات في تنفيذ هذه القوانين.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن المهمشات استغلال جنس حقوق المجنی علیه الحصول على هذه الفئة فی الیمن أو إذا من قبل

إقرأ أيضاً:

النسوية.. إرهاصات البداية

تبدأ كثير من الحركات والأحداث الثورية فـي العالم باعتبارها نصيرًا للمظلومين، مدافعة عنهم ومطالبة لحقوقهم، ثم ما تلبث أن تستخدم فـي مآرب أخرى؛ خصوصًا فـي العصر الرأسمالي الحديث وككل نضال آخر فـي سبيل الحق، بدأ الأمر من منطلق الحق والعدالة؛ فلا يعقل أن تظل العبودية أو احتقار النساء أو ظلم الشعوب واستعمارها أو إبادة شعب أصلي، لا يعقل أن تظل كل هذه الأمور مبررة أو مشروعة، لذلك يناضل الإنسان لتحقيق ما كان ينبغي أن يكون بديهيًا. فقد قاتل تشي جيفارا الرأسمالية الاستعمارية، ومات فـي سبيل مبادئه التي آمن بها؛ ثم تم استعمال جيفارا رأسماليًا بطباعة صوره والأفلام عنه والاستفادة من بيعها ماديًا. وهكذا حقوق النساء المسلوبة -فـي الغرب خصوصًا- التي يكاد يغيب ذكرها، وقبل أن تتحول الحركة النضالية من أجل حقوق المرأة إلى الاسم المعروفة به اليوم «النسوية». فالنسوية بطبيعتها المعهودة اليوم، لم تبق فـي تلك البؤرة التي تحدثت عنها وناضلت لأجلها نساء كثيرات فـي وقت كُنَّ يدفعن فـيه حياتهن ثمنًا لها، بل تطورت الفكرة وتطور النضال إلى أن وصلت النسوية إلى حالها وشكلها الآني.

لا يتم ذكر مصطلح النسوية إلا ويكون مرادفًا للنقد والتمحيص وإثارة الجدل، فالنسوية شيء مختلف فـي تعريفاته التي تناولها مفكرو النسوية ومنظروها، ولكنه يتفق فـي المبدأ الكلي وهو محورية المرأة والنضال لأجل انتزاع حقوقها. ويمكننا القول: إن كتاب البريطانية ماري وولستونكرافت الشهير الذي نشرته عام 1792م «دفاعا عن حقوق النساء» أحد أهم الكتب التي أسست للفكر النسوي -إن لم يكن أهمها على الإطلاق- فـي مرحلة مبكرة جدا، وهو الكتاب الذي صدر بعد سنتين من صدور كتابها «دفاعا عن حقوق الرجال» الذي جاء ردًا على المفكر السياسي الإيرلندي إدموند بيرك صاحب كتاب «تأملات حول الثورة الفرنسية»، وقد انتقدته ماري انتقادًا لاذعًا وحادًا بسبب انتقاده للثورة الفرنسية واعتباره أنها نذير شؤم ومعول سيهدم النظام الاجتماعي، وكذلك رفضه لقلب النظام الأرستقراطي وإسقاطه. وهو ما حفزها لاحقًا إلى كتابة كتابها الذي يهمنا فـي معرض حديثنا عن النسوية ونشأتها الفكرية.

لم تطرح ماري فكرةً واضحةً حول النسوية وماهيتها، كما أنها لم تقم بنحت المصطلح الذي غدا رائجًا ومتداولًا ومعتبرًا الآن؛ بل إن من السخرية بمكان أن يكون ناحت هذا المصطلح رجلًا قصد به السخرية من المطالبين بالمساواة بين المرأة والرجل فـي الحقوق، وهو المؤلف الفرنسي الشهير ألكسندر دوما الابن فـي كتابه «الرجل-المرأة» وهو كُتيّب صغير الحجم، ومن خلال العنوان ذاته يمكن أن يقع الإيضاح وكذلك اللبس؛ وذلك لأن «الرجل-المرأة» هنا ليس من قبيل المقارنة بينهما، إنما من قبيل الشتيمة للرجال المتصفـين بالضعف والأنوثة كما يراها دومًا الابن، والإناث اللاتي يطالبن بالمساواة التي يرفضها دومًا الابن بل وسخّر كتابه للسخرية منها، ومن التحولات الاجتماعية التي بدأت تتبدى فـي ذلك الحين فـي فرنسا خصوصًا وفـي أوروبا عمومًا، لذلك ترجمه البعض إلى «الرجل-الأنثوي» وهي الترجمة الأدق فـي رأيي.

يقول ألكسندر دوما الابن فـي الصفحة الحادية والتسعين من كتابه المذكور «النسويون -اسمحوا لي بهذا النحت اللغوي- يقولون: كل الشر يأتي من عدم الرغبة فـي الاعتراف بأن المرأة مساوية للرجل، وأنه يجب منحها نفس التعليم ونفس الحقوق التي يتمتع بها الرجل» ولينظر المرء فـي هذه المعركة الفكرية فـي التاريخ القريب، وفـي تمثلاتها ومآلاتها فـي حال اليوم إن كان فـي فرنسا ذاتها أو فـي عموم العالم الغربي. ومن الجدير بالذكر أنه كان يرى بأن الحركة المطالبة بالمساواة تسعى إلى تحويل النساء إلى رجال، وتحويل الرجال إلى نساء. وليس لهذا الأمر علاقة بالمفاهيم الحديثة للجندر والجنس وتطوراتها بالضرورة.

لم يؤثر كتاب ماري التأثير الذي قلب الأمور رأسًا ومباشرة، ولكنه كان حجر الأساس لكل ما بعده فـي سياق النضال لحريات النساء وحقوقهن، لأجل هذا كله لا يمكن أن نبحث فـي تاريخ النسوية دون أن نذكر أثرها الثقافـي والفكري. ولا يمكن أيضًا أن نتغافل عن البدايات فـي معرض نقدنا للنهايات، أو لواقع الحال. كما أن الأحداث الأخيرة فـي غزة وما يحدث من انتهاك صارخ لكل قيم الإنسانية والنضال لأجل الحق، جعل كل الحركات المنادية بالحريات تحت المجهر. فكأن غزة غدت الميزان الذي تقاس به موضوعية الأفكار والمعتقدات والتصرفات التي تكون مع الخير أو الشر، أو مع الحق وضده، فما بدأ كنضال من أجل الحقوق؛ لا ينبغي بحال أن يكون مناداةً لحقوق تفضيلية بناء على عرق أو لون أو منطقة جغرافـية. فالإنسان وقيمته وقدسية النفس الإنسانية، لا يحددها موقعه على الخريطة، بل الإنسان هو الإنسان فـي الشرق والغرب.

مقالات مشابهة

  • باستثناء اليمن وأفغانستان.. واشنطن تستأنف المساعدات الغذائية العاجلة والغذاء العالمي يحذر
  • اعتداء جنسي على فتاة وصبي.. بطل عالمي يواجه اتهامات صادمة
  • النسوية.. إرهاصات البداية
  • مسؤولة أممية: السوريون بحاجة إلى التضامن العالمي معهم أكثر من أي وقت مضى
  • عاجل| مسؤول أميركي للجزيرة: قواتنا ضربت أكثر من 300 هدف للحوثيين في اليمن منذ بدء الهجمات عليهم في مارس
  • بعد تبرئة ألفيش من الاغتصاب.. تطورات جديدة في القضية
  • الأمم المتحدة تحذر من أوضاع إنسانية صعبة للغاية في اليمن
  • وكالة: إنهاء ترامب لبرامج المساعدات يعرض الملايين في اليمن للخطر
  • عدد الرجال أكثر من النساء في الجزائر
  • وزير الخارجية ينتقد تقليص المساعدات الإنسانية المقدمة إلى اليمن