قال المفكر السياسي الدكتور علي الدين هلال، إن قرار مجلس أمناء الحوار الوطني برفع جلسات الحوار بكل أنواعها وتعليق أعماله مؤقتًا، إلى حين انتهاء انتخابات رئاسة الجمهورية، كان متوقعا وطبيعيا وموفقا، وكان من الغريب أن يستمر الحوار في وقت تجرى فيه انتخابات، وسط تنافس بين أكثر من مرشح.

وأضاف هلال- خلال لقاء مع الإعلامي ضياء رشوان ببرنامج "مصر جديدة" الذي يذاع على قناة "اي تي سي"- "كان جوهر الحوار في إطار المحور السياسي أن الجميع يلتقي حول موضوع من الموضوعات، وكل له رأي فيه، من حيث المبدأ والقانون، لا نناقش أحداثًا طارئة أو قضايا جارية، بل نناقش الإطار القانوني والتنظيمي الأفضل لبلادنا، في حرية تداول المعلومات والأحزاب السياسية ولجنة شئون الأحزاب وغيرها".

وتابع أن أول خطاب للرئيس عبد الفتاح السيسي عن الحوار الوطني أكد فيها أنه حوار سياسي، فهناك علاقة قوية بين التنمية الاقتصادية والإصلاح السياسي، لافتا إلى أن كل القضايا الاجتماعية والاقتصادية في النهاية تعد قضايا سياسية، مشيرا إلى أن الحوار أيا كان اسمه فهو يناقش أولويات العمل الوطني في مجمل الموضوعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وأردف أنه لكي تجري حوارا، تحتاج لنوع من الهدوء السياسي، بدون أي توتر، فكل شخص يقول رأيه دون منتصر أو مهزوم.

ولفت إلى أن "الحوار هو عملية البحث عن المساحات المشتركة أو التوافقات الممكنة، بعكس الانتخابات، فكل مرشح يريد أن يقنع الشعب والمواطنين أنه الأفضل ويريد الأصوات، الأمر يعد مزاجًا نفسيًا مختلفًا".

وأكد المفكر علي الدين هلال أنه لم يكن هناك أي مانع أو عائق "يمنعنا من مناقشة أي موضوع في الحوار الوطني".

وأوضح أن أركان الجمهورية الجديدة هي التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، لافتا إلى أن توصيات الحوار الوطني في المحاور الثلاثة تعد ملفًا متكاملًا يتضمن الأولويات والمشكلات التي تواجه المجتمع، وليس من الضروري الأخذ بهذه التوصيات، فقد يكون للحكومة رأي آخر.

كما أكد هلال أن الأحزاب السياسية هي أساس أي نظام ديمقراطي، إذا ضعفت- أيا كانت الأسباب- يضعف النظام السياسي بأكمله.

واختتم حديثه بالقول "إن ما يعطي الحوار الوطني في جولته القادمة قوة أن الحكومة تتبنى بعض هذه التوصيات، وأن مجلس النواب يصدر التشريعات التي تساعد على تنفيذها".. مشيرا إلى أن الأحزاب والقوى السياسية تفاعلت في الحوار الوطني، وبالتالي من المفترض أن تتفاعل الحكومة مع الحوار الوطني بتطبيق ما وصل إليه الحوار من قرارات، وأنا متفائل أن ذلك سيحدث".

يشار إلى أن مجلس أمناء الحوار الوطني قرر رفع جلسات الحوار بكل أنواعها وتعليق أعماله مؤقتًا، إلى حين انتهاء انتخابات رئاسة الجمهورية، ومن ثم العودة بعدها لاستكمال مناقشة بقية القضايا والموضوعات التي سبق تحديدها من مجلس الأمناء بالتوافق مع مقرري المحاور واللجان والمقررين المساعدين، وتم إعلانها للرأي العام المصري.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الحوار الوطنی إلى أن

إقرأ أيضاً:

النويري والدعوة لإجراء انتخابات برلمانية في ليبيا

فاجأ النائب الأول لرئيس مجلس النواب الليبي، فوزي النويري، المنتظم الليبي بالدعوة إلى التعجيل بالانتخابات البرلمانية، ودون إشارة إلى الانتخابات الرئاسية، التي من المفترض أن تجري بالتزامن مع الانتخابات البرلمانية، وفق ما هو متداول ومعلوم.

لم يوضح النويري ملابسات دعوته لإجراء انتخابات برلمانية وعدم الإشارة للأخرى الرئاسية، إلا إنه برر موقفه هذا بالوضع الخطير الذي تمر به البلاد ويواجه المواطن الليبي، وتمترس مسؤولوا الداخل حول مناصبهم، وتغريد البعثة الأممية خارج السرب وبعيدا عن المصلحة الوطنية وبشكل يطيل من عمر الأزمة، كما أوضح في بيانه.

والحقيقة أن الفصل بين الانتخابات البرلمانية والرئاسية هو مطلب الكتلة السياسية العريضة المناوئة لمجلس النواب، والتي نقطة ارتكازها المنطقة الغربية،  فهؤلاء يرون أن تصاعد وتيرة التأزيم اقترن بالانتخابات الرئاسية، وأن التجديد في الأجسام الراهنة سيكون أيسر من خلال انتخاب مجلس نواب جديد.

موقف النويري قد يكون منفردا ومعزولا ضمن مجلس النواب، وتحديدا الكتلة المؤثرة فيه والتي تدور حول رئاسة المجلس وتشد عضد رئيسه، وهؤلاء يصرون على التزامن بين الانتخابات، بل كانوا خلف مسألة إلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية في حال فشلت الأخرى الرئاسية، وقد كانت هذه النقطة المضمنة في قوانين الانتخابات التي مررها مجلس النواب أحد أهم أسباب الخلاف الراهن بين أطراف النزاع.

دعوة النويري قد لا تجد صدى واسعا يجعلها قابلة للتطبيق في المدى القصير، إلا أن صدورها عن شخصية سياسية محسوبة على الطرف الرافض للفصل بين الانتخابات البرلمانية والرئاسية له دلالته ووزنه، وإذا استطاع الرجل التحرك بها داخل مجلس النواب وشكل رأيا له وضعه في المجلس، فساعتها قد يتغير الوضع، وسيكون الموقف التفاوضي للكتلة الداعية لإجراء انتخابات برلمانية منفردة أقوى، وقد نرى تعديلا في قوانين الانتخابات يعزز هذا التوجه.إلا أن الموقف الجديد للنويري يمكن أن يكون بمثابة رمي حجر في الماء الراكد، والظاهر أن امتداد الأزمة واتساعها إنما اقترن بالانتخابات الرئاسية الموجهة والمصممة بشكل يلائم أبرز شخصية سياسية وعسكرية في الشرق الليبي، وهو خليفة حفتر، حتى بات التبرير لتخطي ما هو معلوم بطلانه موقفا للكتلة المؤثرة في مجلس النواب ومن خلفها شريحة من النشطاء وغيرهم، والذين يقبلون بترشح مزدوج الجنسية للانتخابات الرئاسية، بعد أن كانوا يعتبرون حملة الجنسيات الأجنبية من الساسة الليبيين المعارضين للنظام السابق والذين شاركوا في الحياة السياسية بعد العام 2011م ، سببا في إفسادها.

قد يكون في كلام النويري اتجاها لقطع الطريق على مبادرة البعثة الأممية التي كلفت لجنة استشارية لإعداد مقترح للخروج من الأزمة الراهنة، أو هكذا بدا الأمر للبعض، وقد يكون موقفه ردة فعل على تدافع داخل ضمن مجلس النواب، إلا إنه اتجه إلى خيار يمكن أن يكون الحل الأكثر قابلية للتنفيذ في ظل التخندق الراهن واستعصاء الأزمة عن الحل.

النويري استند إلى سير العملية الانتخابية للمجالس البلدية، ورأى أنها تشكل حافزا للتقدم خطوات على المسار الانتخابي وإجراء الانتخابات البرلمانية، وهذه مسألة لا خلاف حولها، إلا إن الوضع أكثر تعقيدا من أن تتجاوزه دعوة النويري وصداها محليا، ولا يقتصر التعقيد على المسار السياسي ومخرجاته والتي جعلت الربط بين البرلمانية والرئاسية لازما، فالتعقيد يكمن في التدافع ذاته، والتطور الذي وقع في اتجاهات وأدوات الصراع، فمنذ فشل عملية السيطرة على طرابلس من قبل حفتر وقواته العام 2019م، صار الاهتمام بالانتخابات الرئاسية أكبر، وانطلقت الحملات الانتخابية مبكرة، واحتدم التنافس على كسب المؤيدين عبر مشروعات التنمية، وقد كان عبد الحميد ادبيبة واضحا وهو يدشن مشروعات تنموية وخدمية في فهمه لطبيعة  المرحلة بقوله أن زمن الحروب قد انتهى، ويؤكد القول بأن الراهن على الأنصار بات سلمي كلام حفتر بعد افتتاح ملعب بنغازي، فالرجل الذي كان اعتماده على القوة لفرض الإرادة، تحول إلى ما يفعله الساسة المدنيين الذين يخطبون ود الرأي العام بالبناء والتشييد والاحتفالات والزينة.

دعوة النويري قد لا تجد صدى واسعا يجعلها قابلة للتطبيق في المدى القصير، إلا أن صدورها عن شخصية سياسية محسوبة على الطرف الرافض للفصل بين الانتخابات البرلمانية والرئاسية له دلالته ووزنه، وإذا استطاع الرجل التحرك بها داخل مجلس النواب وشكل رأيا له وضعه في المجلس، فساعتها قد يتغير الوضع، وسيكون الموقف التفاوضي للكتلة الداعية لإجراء انتخابات برلمانية منفردة أقوى، وقد نرى تعديلا في قوانين الانتخابات يعزز هذا التوجه.

مقالات مشابهة

  • رئيس الدولة يستقبل وفد "الوطني الاتحادي" ومسؤولين وضيوفاً بمناسبة شهر رمضان
  • محمد بن زايد يستقبل وفد «الوطني الاتحادي» ومسؤولين وضيوفاً بمناسبة شهر رمضان
  • مجلس الأمن يعقد جلسات بشأن غزة وسوريا واليمن هذا الأسبوع
  • أخبار التوك شو| تعليق ناري من أحمد موسى على قرار نتنياهو بوقف إدخال المساعدات لغزة.. أميرة بدر تفاجئ حمادة هلال
  • سوريا: الشرع يقرر تشكل لجنة لصياغة مسودة الإعلان الدستوري
  • الرئاسة السورية تشكل لجنة لصياغة مسودة الإعلان الدستوري
  • ستيفان شنيك المبعوث الألماني إلى دمشق لـ«الاتحاد»: «الحوار الوطني» فرصة لبناء سوريا جديدة وحرة
  • النويري والدعوة لإجراء انتخابات برلمانية في ليبيا
  • زهيو: إجراء انتخابات تشريعية فقط يعزز الانقسام السياسي
  • قراءة في مؤتمر الحوار الوطني السوري