حقوق الجار في الإسلام.. 6 أمور أوصى بها النبي في معاملته
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
كشفت الصفحة الرسمية لمجمع البحوث الإسلامية، عن حقوق الجار في الإسلام، وأهم الأمور التي ينبغي الإلتزام بها في التعامل مع الجار، حتى لا يتحمل المسلم ذنبا بإهمالها.
حقوق الجار في الإسلامونشرت الصفحة الرسمية لمجمع البحوث الإسلامية، وصايا النبي في التعامل مع الجار، وأبرز حقوق الجار في الإسلام والتي حثنا عليها الشرع الحنيف، مما يؤكد مكانة الجار وأهميته في الحياة المجتمعية.
وهذه الحقوق كما يلي:
- إكرام الجار والإحسان إليه، لقول النبي "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره".
- محبة الخير للجار، لقول النبي "لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره ما يحب لنفسه".
- التحذير من قطع المعروف عن الجار، فكم من جار متعلق بجاره يوم القيامة، يقول: يارب هذا أغلق بابه دوني فمنع معروفه.
- الإهداء للجار، فإذا طبخت مرقا فأكثر ماءه، ثم انظر أهل بيت من جيرانك، فأصبهم منها بمعروف.
- النهي عن إيذاء الجار، لقول النبي "لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه".
- تقديم الجار على من سواه، فعن عاشة رضي الله عنها، قلت: يا رسول الله، إن لي جارين فإلي أيهما أهدي؟ قال: إلى أقربهما منك بابا".
الجار في الإسلامقال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن الجار له حقوق واسعة حتى في اللغة، فعلماء النحو والصرف يذكرون أن أنواع الجر أربعة، هي: الجر بالحرف، والجر بالإضافة، والجر بالتبعية، والجر على الجوار، ويمثلون له بقولهم: هذا جحر ضب خرب، بجر كلمة خرب على الجوار، ذلك أن الخراب للجحر لا للضب، وله أمثلة أخرى كثيرة حتى أفرد بعضهم بحثًا أو بحوثًا للجر على الجوار، وعلى الجملة فأنواع الجر الأربعة فيها جوار ما.
وأضاف وزير الأوقاف، في منشور له، أن الجوار متسع كبير للجار: في المنزل، والجار في العمل، والجار في الدول، والصاحب بالجنب وهو الجار في السـفر، يقول الحق سبحانه: "وَاعْبُدُوا الله وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ الله لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا".
حق الجار على الجاروفي حق الجار وشأنه يقول سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ "، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "وَالله لا يُؤْمِنُ, وَالله لا يُؤْمِنُ", قِيلَ: مَنْ يَا رَسُولَ الله ؟ قَالَ:" الَّذِي لا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ "، أي الذي لا يأمن جاره شره.
وعندما جاء بعض الناس إلى سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وذكروا له أن فلانة صوّامة قوّامة، تصوم النهار وتقوم الليل إلا أنها تؤذي جيرانها بلسانها، قال (صلى الله عليه وسلم): "هِيَ في النَّارِ "، وقال (صلى الله عليه وسلم): "خَيْرُ الْأَصْحَابِ عِنْدَ الله خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ، وَخَيْرُ الْجِيرَانِ عِنْدَ الله خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ"، وقال (صلى الله عليه وسلم): "مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ".
ومن بيان حسن أدب الإسلام في التعامل مع الجار وبيان حقه على جاره قول النبي (صلى الله عليه وسلم): "..وَإِذَا اشْتَرَيْتَ فَاكِهَةً فَأَهْدِ لَهُ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَأَدْخِلْهَا سِرًّا وَلَا يَخْرُجْ بهَا ولدك ليغيظ بهَا وَلَدَهُ وَلَا تُؤْذِهِ بِقُتَارِ قِدْرِكَ إِلَّا أَنْ تَغْرِفَ لَهُ مِنْهَا أَتَدْرُونَ مَا حَقُّ الْجَارِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَبْلُغُ حَقَّ الْجَارِ إِلَّا من رَحمَه الله..".
ومن حقوق الجار الواسعة أنه إذا مرض عدته، وإن أصابه خير هنأته، وإن أصابته مصيبة عزيته، وإن استعان بك أعنته، وإذا استغاث بك أغثته، وأن تكف عنه الشر لا أن تؤذيه أنت بأي لون من ألوان الشر قولا أو فعلاً، مع ضرورة مراعاة أعلى درجات المروءة معه، وقد جعل سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) شهادة الجار لجاره أو عليه من أعلى درجات التزكية أو الجرح ؛ لأن الإنسان وإن خدع بعض الناس بعض الوقت فإنه لا يمكن أن يخدع جيرانه كل الوقت.
هذا هو الجوار في الإسلام، وهذه هي عناية الإسلام بالجار، لو أن الناس تعاملوا بهذا المبدأ وتعاملوا بهذه الأخلاق لما كان هناك خلاف ولا شحناء ولا مشاجرات، أما أن يتعمد الإنسان إيذاء جاره، أو حتى أن يؤذيه دون قصد، قولاً أو فعلاً، فليس هذا من خلق الإسلام في شيء، مع تأكيدنا أن حق الجوار فيما بين الدول لا يقل شأنًا، بل يزيد عن حق الجوار بين الأفراد، لما يترتب على إساءة حق الجوار بين الدول من مفاسد خطيرة، وعلى حسن الجوار من منافع عظيمة .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
أحمد عمر هاشم: حب آل بيت النبي ليس بالمظاهر
أكد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن حب آل بيت النبي ﷺ ليس مجرد كلمات تُقال أو زيارات تُؤدَّى، بل هو اتباع لمنهجهم والاقتداء بسيرتهم العطرة التي تعدّ أشرف سيرة في الوجود.
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الإثنين، أن النبي ﷺ وجه الأمة إلى محبة أهل بيته بقوله: "أحبوا أهل بيتي لحبي"، مؤكدًا أن هذا الحب لا يقتصر على الشعارات، وإنما يتحقق بالسير على خطاهم، والتمثل بأخلاقهم العالية، وتواضعهم الجم، وذوقهم الرفيع، وأدبهم الراقي.
هل يجب التلفظ بنية الصيام يوميا في رمضان؟.. إليك طريقة صحيحة لزيادة الثواب
خالد الجندي: لفظ فاجتنبوه أشد من حرام
دعاء تيسير الأحوال .. ردده ليفرج الله همك
متى يجب الصيام على الأطفال؟.. اعرف السن المناسبة
وأشار إلى موقف الإمام الحسن والإمام الحسين، رضي الله عنهما، عندما رأيا رجلاً طاعنًا في السن يسيء في وضوئه، فلم يحرجاه، بل لجآ إلى أسلوب راقٍ في تعليمه، حيث قالا له: "يا شيخ، أنا وأخي سنتوضأ أمامك، فإذ رأيت أحدنا أساء في وضوئه أو قصر، فأرشدنا"، وعندما انتهيا قال الرجل: "بارك الله فيكما، ما أساء أحدكما، بل كنتُ أنا المخطئ، وقد أرشدني سلوككما إلى الصواب".
وختم د. أحمد عمر هاشم حديثه بالتأكيد على أن حب آل البيت الحقيقي يتمثل في التأسي بهم والعمل بوصاياهم، مشيرًا إلى بيت الشعر الشهير:
تعصي الإله وأنت تُظهر حبه؟
هذا لعمري في القياس شنيعُ
لو كان حبك صادقًا لأطعته
إن المحب لمن يحب مطيعُ