نحتفل هذه الأيام بمرور 100 عام على ميلاد «الأستاذ» محمد حسنين هيكل، الكاتب الصحفي الذي رحل وترك خلفه إرثًا كبيرًا من المؤلفات التى ترصد أهم القضايا العربية.

ولد "هيكل" في 23 سبتمبر عام 1923، ويُعد من أهم وأشهر الصحفيين فى القرن العشرين، حيث تولى مناصب صحفية مهمة مثل: رئيس تحرير جريدة الأهرام، وعايش الفترة الملكية وعاصر كواليس الحكم من محمد نجيب إلى عبد الفتاح السيسي.

تميزت مؤلفات «الجورنالجي» التي وصل عددها إلى ما يقرب من 40 مؤلفًا بالمصداقية الكبيرة، حيث حرص فيها على دعمها وتوثيقها بشهود العيان من رؤساء وملوك وساسة، فأخذت طابع المراجع الخاصة بالقضايا الإقليمية والدولية.

 

- أبرز كتب "هيكل" التي أرخت تاريخ مصر السياسي

 

الطريق إلى رمضان

تحدث فيه عن المفاجأة في حرب أكتوبر والمقدمات التي أدت إليها بداية من وقفة عبد الناصر الأخيرة والآثار المترتبة على الهزيمة مرورًا بزيارة لـ عبد الناصر إلى موسكو بعدها، ثم وفاته، وكذلك المشكلات التي واجهت الرئيس السادات في بداية حكمه والضغوط التي كانت تدفعه للحرب والعلاقة بين مصر والولايات المتحدة وأخيرًا البترول.

 

لمصر لا لعبد الناصر

وهو مجموعة من المقالات التي كتبها هيكل عام 1974 ونشرت خارج مصر يفند بها الاتهامات التي صدرت ضد عبدالناصر في إطار حرب التشويه التي شنها نظام السادات وقتها ضد التجربة الناصرية، والكتاب يراه البعض ليس دفاعا عن عبدالناصر بشخصه فقط، إنما هو دفاع عن فترة كاملة من الصراع ضد قوى دولية وإقليمية ترفض أن يكون لدولة ما استقلال حقيقي أو دور غير مرسوم من القوى العظمى، بينما يراه البعض الآخر مجرد انحياز وتبرير وتقزيم لأخطاء الرئيس الراحل.

 

قصة السويس.. آخر المعارك في عصر العمالقة

ويتضمن تنبيه هيكل إلى أنه لا يحاول في كتابه هذا كتابة تاريخ كامل للسويس، ولكن ما يحاوله هو مجرد رسم خطوط عريضة لقصة عظيمة، خرجت ولو قليلاً من سيطرة السياسة وتحركت في اتجاه دائرة التاريخ.

 

خريف الغضب.. قصة بداية ونهاية عصر أنور السادات

لا يتناول الكتاب سيرة ذاتية لإنجازات السادات لكنه يتناول الأسباب التي أدت إلى نهايته بالاغتيال، وقد تم ترجمة الكتاب إلى أكثر من 30 لغة حول العالم.

 

عند مفترق الطرق: حرب أكتوبر.. ماذا حدث فيها وماذا حدث بعدها؟

هو مجموعة من الأحاديث الصحفية في الفترة ما بين 5 أكتوبر 1973 وحتى أول فبراير 1974، والتي مثلت مفترق الطرق بينه وبين الرئيس السادات، ليس فقط على مستوى تاريخ الشعب المصري والأمة العربية ولكن أيضا على حياته الشخصية والمهنية.

 

حرب الثلاثين عامًا.. ملفات السويس

يركز "هيكل" فيه على تاريخ مصر قبل وبعد قيام ثورة يوليو 1952، وكيف تعاملت القوى الإقليمية والدولية مع هذه التحولات، ويتناول أربعة محاور هي: الجلاء البريطاني عن السودان وانفصال السودان عن مصر، الجلاء البريطاني من قواعده في مصر وخصوصا القاعدة العسكري الأضخم في العالم في قناة السويس، العلاقة بين مصر وقطبي الاستعمار - فرنسا وبريطانيا - وقطبي الحرب الباردة، والصراع العربي الإسرائيلي.

 

أحاديث في العاصفة

هو مجموعة من الأحاديث في فترة الخلاف بين السادات وهيكل الشهيرة، والتي اعتبرها هيكل بمثابة شهادة للتاريخ على آرائه في وقت الأزمة.

رحل الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل عن عالمنا فى 17 فبراير 2016 عن عمر ناهز 93 عاما، بعد ما قضى 70 عامًا منها صحفيًا وكاتبًا ومُحللاً وشاهدًا على التاريخ.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مئوية محمد حسنين هيكل محمد حسنين هيكل مؤلفات هيكل اخبار الثقافة

إقرأ أيضاً:

الإفتاء بين الإرشاد الديني والتوظيف السياسي

وتمحورت الحلقة حول واقع الفتوى اليوم وتاريخها، وتأثير المؤسسات الرسمية وغير الرسمية، وشروط المفتي والفتوى الصحيحة، وسبل إصلاح صناعة الفتوى، كما تناولت تأثير العوامل السياسية على استقلالية المفتين.

واستعرض مقدم البرنامج الدكتور علي السند تاريخ الفتوى في الإسلام، حيث كانت الفتوى في عصر الصحابة والتابعين تُعطى بشكل مباشر من قبل كبار الفقهاء، مثل الخلفاء الراشدين وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وعائشة وابن عباس رضي الله عنهم.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4عضو بمجلس الفتوى ببريطانيا يدعو مسلمي الغرب للتمسك بدينهم وبهويتهمlist 2 of 4بينها حرب غزة.. خالد حنفي: هذه أسباب الإقبال على الإسلام في الغربlist 3 of 4ظاهرة "غرور التدين".. قراءة في الأسباب والذرائع والتجلياتlist 4 of 4فتاوى دار الإفتاء الليبية.. السياق والأهميةend of list

ومع توسع الدولة الإسلامية، انتقلت الفتوى إلى مرحلة التدوين، حيث تم جمع فتاوى الصحابة والتابعين في كتب مثل "موطأ الإمام مالك"، بينما أصبحت في العصر العثماني، مرتبطة بمنصب حكومي يُعرف بـ"شيخ الإسلام"، ثم تأسست دار الإفتاء المصرية عام 1895، ومن بعدها ظهرت مؤسسات إفتاء أخرى في العالم العربي والإسلامي.

وفي السنوات الأخيرة، شهد العالم العربي والإسلامي ظاهرة انتشار الفتاوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أصبح العديد من الدعاة وطلاب العلم غير الرسميين يقدمون الفتاوى للجمهور دون وجود ضوابط كافية.

غير رسمية

وأشارت دراسة للمؤشر العالمي للفتوى إلى أن نسبة كبيرة من الفتاوى الصادرة حول العالم تأتي من جهات غير رسمية، خاصة من فئة الشباب بين 18 و40 عاما، مما يشكل تحديا لمؤسسات الفتوى التقليدية.

إعلان

وناقش ضيفا الحلقة الشيخ سامي الساعدي، الأمين العام لدار الإفتاء الليبية، والدكتور خالد حنفي، نائب رئيس المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، مكانة الفتوى في الإسلام وأهمية الفتوى في حياة المسلم ومؤكدين أنها ضرورة شرعية لبيان أحكام الله.

وأكد الشيخ سامي الساعدي أن الفتوى جزء أساسي من حياة المسلم، إذ إنه مطالب بتحقيق منهج الله في حياته اليومية، وأشار إلى أن القرآن الكريم والسنة النبوية حثا على سؤال أهل العلم في الأمور الدينية، مما يجعل وجود المفتين المؤهلين ضرورة شرعية.

وأوضح أن الاختلاف السائغ مرتبط بالاجتهاد في المسائل الظنية، وهو سمة طبيعية في التراث الإسلامي، لكن الخطر يكمُن في تحويل الاجتهادات إلى قطعيات أو توظيفها سياسيا.

وضرب مثالا بالخلط بين الظني والقطعي الذي يؤدي إلى التطرف، داعيا إلى "إدارة الاختلاف" كما فعل الأئمة السابقون الذين تجنبوا الإنكار في مسائل الاجتهاد.

فوضى الفتوى

من جانبه، ربط الدكتور حنفي أسباب فوضى الفتوى بضعف تفعيل قواعد أصول الفقه، مؤكدا أن الالتزام بهذه القواعد يحد من الانحرافات، كما شدد على ضرورة تدريب المفتين على تطبيق هذه الأصول عمليا، كما يتدرب طلاب الطب.

وأكد أن المفتي يجب أن يكون على علم بكتاب الله والسنة النبوية واللغة العربية وأصول الفقه ومقاصد الشريعة، بالإضافة إلى فهم الواقع الذي يعيش فيه، كما أشار إلى أن بعض الإشكالات في الفتاوى المعاصرة تأتي من عدم تفعيل القواعد الأصولية بشكل كافٍ.

وشدد الدكتور خالد حنفي على أن الاختلاف في الفتوى يجب أن يُدار بشكل صحيح، مع ضرورة احترام آراء الآخرين في المسائل الاجتهادية.

كما ناقش الضيفان تأثير الدولة الحديثة على عملية الفتوى، حيث أشار الشيخ سامي الساعدي إلى أن تأسيس مؤسسات الإفتاء الرسمية كان له تأثير إيجابي من ناحية تنظيم الفتوى، ولكنه أحيانا يأتي على حساب استقلالية المفتين.

إعلان

وأكد أن المفتي يجب أن يكون مستقلا في فتواه، مثل القاضي، حتى لا تفقد الفتوى مصداقيتها، وانتقد حالات تسييس الفتوى لخدمة أجندات معينة.

القطعية والظنية

فيما ناقش الدكتور حنفي تعامل المؤسسات الأوروبية مع القضايا الإشكالية كالخدمة في الجيوش الغربية، موضحا أن الفتوى تفرق بين الدوائر القطعية (كالحجاب) التي لا تُساوم، والظنية التي تهدف إلى تحقيق التوافق مع القوانين دون مخالفة الشرع.

في محور التحديات المعاصرة، حذّر الضيفان من تداعيات "الفضاء المفتوح" لوسائل التواصل على الفتوى، حيث يسهل على غير المؤهلين التصدر للإفتاء.

واقترح الدكتور حنفي حلولا لضبط الفتوى، منها توعية المفتين بخطورة المسؤولية، وإحياء ثقافة "لا أدري"، وتدريب المفتين عبر برامج متخصصة، وتوجيه المستفتين للتحري عن أهل العلم.

كما دعا الشيخ الساعدي إلى التمييز بين الدعوة العامة والفتوى الشرعية، مشددا على ضرورة اشتراط الإجازة العلمية للمفتي، كما كان الأئمة السابقون يشترطون التأهيل قبل الجلوس للفتوى.

واتفق الضيفان على أن إصلاح الفتوى يتطلب تعاونا بين المؤسسات الرسمية والعلماء المستقلين، مع الحفاظ على استقلالية الفتوى عن التوظيف السياسي، وبناء ثقافة شرعية تدرك الفرق بين الثوابت والاجتهادات، وتعيد الثقة في المؤسسات الدينية كمرجعية موثوقة للمسلمين في شؤون دينهم ودنياهم.

5/2/2025-|آخر تحديث: 5/2/202510:38 م (توقيت مكة)

مقالات مشابهة

  • عفت السادات: تصريحات إسرائيل ضد السعودية مرفوضة وأمن المملكة خط أحمر
  • تأجيل محاكمة 57 متهمًا في قضية إعادة هيكل اللجان النوعية للإخوان لـ 13 أبريل
  • طالب يصيب زميله بطعنة نافذة بالصدر السادات| تفاصيل
  • انهيار حزب البعث وصعود أحزاب الإسلام السياسي
  • مواعيد قطارات على خطي القنطرة شرق / بئر العبد وبشتيل / كفر داوود / السادات والعكس
  • غدا.. محاكمة 57 متهما بقضية إعادة هيكل اللجان النوعية للإخوان
  • محافظ أسوان يتفقد مبنى مديرية الشباب والرياضة بطريق السادات
  • التقاط أول صورة مباشرة عالية الدقة لأكبر هيكل بالكون المنظور
  • 6 عناصر رئيسية لإدارة المخاطر داخل قطاع التأمين.. منها هيكل حوكمة قوي
  • الإفتاء بين الإرشاد الديني والتوظيف السياسي