أشارت دراسة إلى أن ثاني أكسيد الكربون المكتشف على قمر المشتري، أوروبا، يأتي من المحيط الشاسع أسفل قشرته الجليدية، ما قد يعزز الآمال في أن المياه المخفية يمكن أن تؤوي حياة.

والعلماء واثقون من وجود محيط ضخم من المياه المالحة على بعد كيلومترات تحت سطح أوروبا المغطى بالجليد، ما يجعل القمر مرشحا رئيسيا لاستضافة حياة خارج الأرض في نظامنا الشمسي.

إقرأ المزيد لغز ثالث أكبر أقمار النظام الشمسي.. كاليستو يحتوي على أكسجين يحيّر العلماء

لكن تحديد ما إذا كان هذا المحيط المخفي يحتوي على العناصر الكيميائية المناسبة لدعم الحياة أمر صعب.

واكتُشف ثاني أكسيد الكربون، وهو أحد اللبنات الأساسية للحياة، على سطح أوروبا، لكن ما نشأ من المحيط أدناه ظل سؤالا محيرا للعلماء.

وبهدف العثور على إجابة، استخدم فريقان من العلماء بقيادة الولايات المتحدة بيانات من مطياف الأشعة تحت الحمراء القريبة لتلسكوب جيمس ويب لرسم خريطة لثاني أكسيد الكربون على سطح أوروبا، ونشروا نتائجهم في دراسات منفصلة في مجلة Science.

وكان أكبر قدر من ثاني أكسيد الكربون في منطقة يبلغ عرضها 1800 كيلومتر (1120 ميلا) تسمى تارا ريجيو، حيث يوجد الكثير من "التضاريس الفوضوية" (chaos terrain) ذات التلال والشقوق المتعرجة.

إن السبب الدقيق وراء الفوضى في التضاريس ليس مفهوما جيدا، ولكن إحدى النظريات هي أن المياه الدافئة من المحيط ترتفع لتذيب الجليد السطحي، والذي يتجمد بعد ذلك بمرور الوقت متحولا إلى صخور غير مستوية جديدة.

????Breaking space news!

????The NASA/ESA/CSA James #Webb Space Telescope has detected carbon dioxide on the surface of Jupiter's icy moon Europa.

???? Analysis indicates that this carbon likely originated in Europa’s subsurface ocean and was not delivered by other external sources. pic.twitter.com/PlYXj8pCqD

— ESA (@esa) September 21, 2023

واستخدمت الدراسة الأولى بيانات جيمس ويب لمعرفة ما إذا كان ثاني أكسيد الكربون قد أتى من مكان آخر غير المحيط بالأسفل، مثل نيزك على سبيل المثال.

وقالت سامانثا ترامبو، عالمة الكواكب في جامعة كورنيل والمؤلفة الرئيسية للدراسة، لوكالة "فرانس برس" إنهم خلصوا إلى أن الكربون "مشتق في النهاية من الداخل، على الأرجح من المحيط الداخلي".

BREAKING????: NASA's James #Webb Space Telescope just detected carbon dioxide on the surface of Jupiter's icy moon Europa. Europa is considered as a good candidate for the possible existence of life.⬇️⬇️ pic.twitter.com/HmcSYeU4NL

— Amazing Astronomy (@MAstronomers) September 21, 2023

لكن العلماء لم يتمكنوا من استبعاد أن الكربون جاء من باطن الكوكب على شكل معادن كربونات شبيهة بالصخور، والتي يمكن أن تتفكك بعد ذلك بالإشعاع لتصبح ثاني أكسيد الكربون.

وتم اكتشاف ملح الطعام أيضا في تارا ريجيو، ما يجعل المنطقة أكثر اصفرارا بشكل ملحوظ من بقية السهول البيضاء المتندبة في أوروبا، ويعتقد العلماء أنه ربما جاء أيضا من المحيط.

There's carbon on Jupiter's moon Europa—and it most likely came from an ocean below the surface! https://t.co/JHZpi16cwq

In October 2024, @EuropaClipper will launch to take a closer look. You can send your name to space with it by signing up here: https://t.co/PT7fCIfkZypic.twitter.com/RoHpe9AWxU

— NASA (@NASA) September 21, 2023

وأوضحت ترامبو: "لدينا الآن الملح وثاني أكسيد الكربون. لقد بدأنا نتعلم المزيد عن الشكل الذي قد تبدو عليه تلك الكيمياء الداخلية".

وبالنظر إلى نفس بيانات جيمس ويب، أشارت الدراسة الثانية إلى أن "الكربون يأتي من داخل أوروبا المشتري".

وكان الباحثون بقيادة وكالة ناسا يأملون أيضا في العثور على أعمدة من الماء أو الغازات المتطايرة تنطلق من سطح القمر، لكنهم فشلوا في اكتشاف أي منها.

وتخطط مهمتان فضائيتان كبيرتان لإلقاء نظرة فاحصة على القمر أوروبا ومحيطه الغامض.

المصدر: phys.org

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا اكتشافات الفضاء المشتري جيمس ويب قمر ثانی أکسید الکربون من المحیط

إقرأ أيضاً:

عزل السودان اقتصادياً .. كلاكيت ثاني مرة

بعد رفع واشنطن الحظر الاقتصادي المفروض عن السودان في العام 2017 و الذي خضع له منذ العام 1997 حيث كانت تشمل عقوبات اقتصادية وتجارية فرضتها إدارات أمريكية تعاقبت على البيت الأبيض، وألحقت هذه العقوبات بالسودان خسائر اقتصادية وسياسية فادحة، فاقت 50 مليار دولار، لكن الإدارات الأمريكية المتعاقبة ظلت تجدد هذه العقوبات عاماً بعد آخر، دون أن تضع حساباً لنداءات حكومة السودان، وللتنازلات الكبيرة التى قدمتها، عادت أمريكا مرة أخرى في يونيو 2025 لتنفيذ عقوبات جديدة على السودان استناداً إلى مزاعم، وصفتها الحكومة السودانية بالكاذبة، حول استخدام الجيش السوداني لأسلحة كيميائية خلال النزاع مع مليشيا الدعم السريع في عام 2024.

العقوبات الجديدة استهدفت الجيش السوداني، بما في ذلك القائد العام عبد الفتاح البرهان. وشملت قيودًا على الصادرات الأمريكية وخطوط الائتمان الحكومية.

*السياق السياسي للعودة لهذه العقوبات*

أعلن السودان مواقف حادة ضد مليشيا الدعم السريع وكشف عن تورط دول عديدة في دعما المباشر وغير مباشر للمليشيا في حربها ضد الدولة السودانية .

ورفض السودان إدخال المليشيا في تسوية جديدة وبدأ في بناء علاقات مع روسيا وتركيا والصين لذلك تأتي العقوبات في هذا التوقيت لتخدم عدة أهداف منها إضعاف حكومة السودان دولياً وابتزاز سياسي لإجبارها على العودة لمسار تفاوضي يشمل الدعم السريع وتصفية حسابات مع خياراتها الجيوسياسية الجديدة، أما على المستوى الاقتصادي، فالعقوبات قد تؤدي إلى صعوبة في تحويل الأموال وتراجع الثقة الدولية بالقطاع المصرفي ووقف تمويل المشاريع أو القروض الدولية مما يجعل الحصول علي العملات الأجنبية عسيراً وكذلك المحظورات من الصادرات الأمريكية، إلا بالاعتماد على السوق السوداء .

لقد صارت العقوبات عبئا أخلاقيا وإنسانيا وليس أداة ضغط سياسي، وهي لا تسقط الأنظمة ولكنها تسقط الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي السوداني، فالعقوبات الأميركية السابقة التي لم ترفع بشكل عملي، تسببت في تعطيل بعض القطاعات الاقتصادية الصناعية والخدمية، والتجارة الخارجية، والتحويلات المصرفية العالمية والإقليمية مع السودان، مع ملاحظة أنه لا يوجد تعاون اقتصادي ملحوظ أو تبادل تجاري ذو أثر بين السودان والولايات المتحدة، سوى صادر الصمغ العربي من السودان.

رغم رفع العقوبات الاقتصادية الامريكية عن السودان في 2017 ومن ثم رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب في 2020 إلا أنه كانت هناك كثير من الدول والمصارف العالمية تتخوف من التعامل مع السودان حتي الآن وبسبب الحرب الحالية وعزوف الاستثمارات الأجنبية في السودان كذلك انخفاض قيمة الصادرات ، أدى ذلّك لإنخفاض قيمة الجنية، لذا علي الحكومة الجديدة خلال هذة المرحلة الحالبة الاهتمام بالصادرات الزراعية و تنظيم الصادرات المعدنية بإعتبارها المخرج الوحيد لأزمة شح النقد الأجنبي التي ينتج عنها الأزمات الأخرى.

الحكومة الانتقالية ومنذ سنوات، لم تعمل على تحسين الميزان التجاري عبر زيادة الصادرات، وتجنب زيادة واردات السلع خاصة الكمالية منها . سيتأثر الاستثمار الأجنبي في السودان نتيجة لتردد المستثمرين والشركات الدولية في التعامل مع السودان بسبب زيادة المخاطر القانونية والمالية المرتبطة بالعقوبات، كذلك قد تؤثر هذه العقوبات على علاقات السودان مع دول أخرى، خاصة منها الأوروبية إذ من المتوقع أن تتبني إجراءات مماثلة أو دعم تلك العقوبات الأمريكية. وفي هذه الحالة يمكن للحكومة تنويع الشراكات الاقتصادية، والتوجه نحو أسواق بديلة؛ كالصين، روسيا، تركيا، ودول شرق آسيا ودول الخليج لتعويض القيود على التكنولوجيا والتمويل الأمريكي ، بالإضافة إلى تشجيع الاستثمار الوطني والأجنبي خاصة الإقليمي، من خلال حوافز وتسهيلات قانونية لجذب رؤوس الأموال الوطنية والأجنبية والبدء في تنفيذ خطة إصلاح النظام المصرفي، لتقليل الاعتماد على النظام المالي الدولي الخاضع للرقابة الأمريكية. ومكافحة الفساد وتعزيز الشفافية، لكسب ثقة الشركاء الدوليين. مع دعم ريادة الأعمال والتقنية المحلية، لتقليل فجوة التكنولوجيا التي قد تفرضها العقوبات.

دكتور هيثم محمد فتحي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مصدر رسمي: اعتراض الصواريخ اليمنية يكون خارج الأجواء الأردنية
  • اللقاء الأول خارج أوروبا.. تعرّف على تاريخ مواجهات ريال مدريد ويوفنتوس
  • العاصفة الاستوائية “فلوسي” تتحول إلى إعصار قبالة ساحل المكسيك المطل على المحيط الهادئ
  • خلال ساعات.. بغداد تسجل ثاني حالة انتحار
  • أثارت مخاوف.. الصين تجري تدريبات قتالية غرب المحيط الهادئ
  • اجتماع بحجة يناقش إنجاز أدلة تبسيط الإجراءات وتطوير الخدمات
  • صحيفة بريطانية: خبراء الطب الشرعي استخرجوا الحمض النووي من حقيبة “قنبلة لوكربي”
  • الاتحاد الأوروبي يعتزم إضافة أرصدة الكربون للهدف المناخي الجديد
  • عزل السودان اقتصادياً .. كلاكيت ثاني مرة
  • علماء يقترحون بناء منازل المريخ من خرسانة حية وذاتية النمو