صرخة «منة» قبل الدخلة.. دعوى عذراء أمام محكمة الأسرة
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
تقدم كامل للزواج من فتاة حسناء تدعى منة، وسط ترحاب من الأهل بهذا الزواج على حد وصفهم «الكامل من مجاميعه»، لا ينقصه شىء، ورغم كبر سنه في نهاية الثلاثينيات من عمره إلا أنه أقنعهم أن سبب تأخره في الزواج هو أنه كان يُجهز نفسه لهذه الخطوة بالاستعداد ماديا ونفسيا لها، وحتى يكون جدير بمن يتقدم لخطبتها.
سعدت منة بهذا الخطيب المتقدم لها، ليس لماله أو جاهزيته ولكن لاستطاعته بكل الطرق أن يميل قلبها ناحيته خاصة وأنها كانت ترفض دائمًا المتقدمين لها من أصدقائها وزملاء العمل السابق الذي كانت تعمل به، ولشعورها بقدرته على فهم طبيعتها بسرعة والتجاوب معها بتلقائية وكأنه خبير في التعامل معها وكأنه يعرف تفاصيل حياتها وشخصيتها.
وأثناء كتب الكتاب في عقد القرآن طلب المأذون من العريس بطاقته الشخصية ليدون بياناته وكانت الحالة الاجتماعية في بطاقة الرقم القومي أعزب ليشدد المأذون على العريس أن يراعي تغيير الحالة الاجتماعية بعد الانتهاء من مراسم الزواج من أعزب إلى متزوج حتى لا يتم تغريمه في حالة تأخره، فضحك الجميع واستكملوا مراسم عقد القرآن استعدادًأ لحفل الزفاف.
وأثناء تجهيز العروسة شقتها التي اختارت فرشها وأثاثها وديكوراتها بعناية وأثناء استكمال اللمسات الأخيرة في الشقة دخل جرس باب الشقة فإذا بمحضر محكمة يطلب منها أن تُسلم لكامل هذه الدعوى وطلب منها أن توقع بالاستلام، وقعت بالاستلام وعلامات الدهشة والحيرة تعتلي وجهها فانصرف المُحضر وبدأت في قراءة الدعوى فإذا بها دعوى نفقة صغار مرفوعة من زوجته السابقة.
انهارت منة بالدموع مطالبة زوجها بالذهاب إلى الشقة فورًا حتى تتعرف على ما جاء بتلك الدعوى، أتى كامل مسرعًا ورد عليها عندما واجهته بالدعوى بأنها ليس لها الحق في معرفة ما سبق عن حياته وأن ما يهمها مستقبلهما سويًا ليوضح لها أن معرفتها من الواجب ألا تغير في الواقع شيء، وطلب منها أن تُسرع في استكمال حفل الزفاف، ولكنها طالبته أن يُطلقها فرفض وبدأ في ملاحقاتها وإهانتها مطالبًا بحقوقه الشرعية باعتباره كتب كتابه عليها فلجأت الزوجة مع إيقاف التنفيذ إلى محكمة الأسرة بالقاهرة الجديدة.
وقفت الزوجة أمام محكمة الأسرة تشكو حالتها وتطالب المحكمة بتطليقها من زوجها الذي لم تدخل به بعد، لاتهامه بالغش والتدليس وإخفاء زواجه السابق وطلاقه منها، فقررت محكمة الأسرة تأجيل القضية للأسبوع الثالث من شهر أكتوبر المقبل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الزواج فتاة حسناء العروسة الشقة محكمة الاسرة الأسرة محکمة الأسرة
إقرأ أيضاً:
عبد السلام فاروق يكتب: صرخة عربية مدوية
اجتمعت الأمة العربية في قمة طارئة بالقاهرة كأنما الصحوة تدق أبواب الزمن الغافل؛ ليست قمة كالقمم ولا خطابا كالخطابات، بل هي صرخة مدوية في وجه عالم يغرق في صمته المريب، هنا وقفت مصر كعادتها حاملة لواء الحق بعيدة عن درب المساومة بقيادة رجل يعرف أن التاريخ يسجل اللحظات لا السنين.
لقد لخصت كلمة الرئيس السيسي رؤية مصر على زمن يختزل آلام الماضي وآمال المستقبل في كلمات كالسهام تخترق ضمائر القادة، تحدث عن غزة لا كرقعة أرض بل كقلب ينبض بدماء الأجداد حرب ضروس. قالها وكأنما يستحضر روح صلاح الدين وهو يحرر القدس من ظلام الصليبيين، اليوم يريدون لغزة أن تتحول إلى مقبرة جماعية أو ساحة تهجير؛ لكن مصر التي عرفت معنى المقاومة تقف كالسد العالي ترفض أن تكرر مأساة النكبة.
وأكدت كلمة السيسي أن القدس ليست حجرا يباع في سوق المساومات ولا الأقصى سقفا من خشب، بل هي قبلة الأحرار التي لا تنحني إلا لله وحده. تحذيرات السيسي من انتهاكات المحتل لم تكن خوفا من خسارة أرض بل خشية على هوية أمة تذوب كالثلج تحت نيران التطبيع.
الحق أن إعمار غزة طبقا للخطة المصرية؛ هو بمثابة إعلان حرب على عمليات الإبادة الصهيونية فإعادة البناء ليست إسمنت يعلو فوق الأنقاض بل إرادة تحيي الأمل في صدور أنهكها اليأس وان غزة لن تكون سجنا مفتوحا ولا أهلها لاجئين بلا مأوى فالتاريخ يعلم أن من يسكت عن الظلم شريك فيه .
ففي زمن يتنكر فيه الأقوياء لمواثيقهم تبقى مصر قلعة الشرف التي لا تنام على ضيم هنا يتجدد المشهد عبد الناصر يصيح في وجه المستعمر والسادات يرفض أن تكون الأرض ملكا للمتاجرة والسيسي يذكر العالم أن السلام لا يبنى على دموع الأبرياء.
فهل تسمع الأمة نداء التاريخ ! القمة الطارئة محطة في درب طويل لكنها شمعة تضيء في ظلام الليالي الباردة فإما أن تقوم الأمة كالأسد المدافع عن شرعيتها أو تظل أسيرة أحلام الوهن.
ومصر التي علمت الدنيا معنى الكرامة تقول اليوم للعالم لن نسمح باغتيال الحق مرة أخرى؛ فلسطين ليست قضية عابرة، بل هي امتحان الضمير الإنساني؛ فمن يسقط اليوم في هذا الامتحان لن تجوزه شعوب المستقبل.
السؤال الذي يطار الجميع هو : هل تستطيع القمة أن تحول الصرخة إلى فعل والكلمة إلى حرية ؟ الزمن يجيب وحده؛ لكن المؤكد أن مصر ستظل كما عهدناها صاحبة الدور والرسالة، تحمل في يدها غصن زيتون وفي الأخرى سيف العدل.
فقد اجتمعت الأمةُ العربية على مائدة الأزمات، لا لتسكب دموع العجز، بل لتشعل شمعة الأمل في ظلام الليل البهيم. قمةٌ طارئةٌ، لكنها كالصاعقة هزت أركان الصمت الدولي، لتقول للعالم: "كفى!". هنا، حيث تلتقي إرادات القادة على درب القدس، تعلو أصواتٌ ترفض أن تُختزل فلسطين إلى مجرد "ملف" يُناقش في أروقة الأمم المتحدة، أو ورقة مساومة في أيدي لاعبي السياسة.
لماذا الآن؟
لأن الزمنَ لم يعد يحتمل انتظاراً. خططُ التهجير التي تُحاك في غرفٍ مظلمةٍ، تريدُ تحويلَ غزةَ إلى سجنٍ مفتوحٍ، وأهلها إلى لاجئين بلا هوية. نتنياهو يحلمُ بإخراج الفلسطينيين من معادلة الوجود، لكن الأمةَ تذكره أن الدمَ الذي سالَ على أرض غزة سيكون حبراً يكتب نهاية المشروع الصهيوني. القمةُ جاءت لتقطع الطريق على أحلام التطهير العرقي الجديدة، وتُعيد للذاكرة العربية أن فلسطين ليست أرضاً تساوم، بل جرحاً نازفاً في جسد الأمة.
القدس هي البوصلة ..
عندما يتحدث العرب عن القدس، فإنهم لا يناقشون عقاراتٍ، بل يخوضون معركةَ وجود. الأقصى ليس قبةً ذهبيةً، بل شاهدٌ على عروبة الأرض. انتهاكاتُ المستوطنين اليوم ليست مجرد استفزازات، بل محاولةٌ لطمس الهوية. القمةُ وضعت قدسَ الأسرى في قلب المواجهة، لتقول لإسرائيل: "كل حجرٍ تنهبونه سيصير شاهداً عليكم أمام محكمة التاريخ".
الرابع من يونيو..
رسمت القمة حدود الحل على خطوط عام 1967، لا لأن العرب عاجزون عن استرداد الحق كاملاً، بل لأن العدالةَ تبدأ من حيث سُلبَت. هذا التاريخُ يصيح في وجه المطبعين: "لا شرعيةَ لسلامٍ يُبنى على دكّ الأنقاض فوق صدور الأبرياء". الرئيس السيسي يعلم أن المبادرة العربية للسلام ما زالت على الطاولة، لكنها مبادرةٌ معلّقةٌ بشرط واحد: أن تعترف إسرائيل بأنها احتلالٌ، لا دولةٌ.
هل تكفي القمة؟
سؤال يلاحق كل لقاء عربي. الإجابة تكمن في تحويل الكلمات إلى فعل. العالم ينتظر من العرب أن يكونوا جبهة واحدة:
- مقاطعةٌ اقتصاديةٌ لكلّ من يدعم التهجير.
- ضغطٌ سياسيٌ لإجبار إسرائيل على وقف العدوان.
- حملةٌ إعلاميةٌ تكشف جرائم الاحتلال للرأي العام العالمي.
- دعم مادي وقانوني لملف الفلسطينيين في المحاكم الدولية.
الخطر اليوم ليس على غزة وحدها، بل على مصداقية النظام العربي كله. القمةُ نجحت في لمّ الشمل، لكن المعركة الحقيقية تبدأ حين يعود القادة إلى عواصمهم. هل سيترجمون الصرخة إلى قراراتٍ تغير الواقع ؟
هذا لأن الأمم لا تهزم حين تخسر المعارك، بل حين تفقد إرادة الخوض فيها.
العرب اليوم أمام امتحان وجود: إما أن يتذكّروا أنهم حملة رسالة حضارية، أو يسمحوا لليل الطويل أن يبتلع آخر شمعة في درب القدس.