كتب ابراهيم بيرم في "النهار": لا ينكر أعضاء من الفريق السياسي والإعلامي المرابط في عين التينة أن الرئيس بري يختزن شعوراً بـ"المرارة والخيبة"، ليس بفعل واقعة أن هناك من وجد فرصته لكي يتباهى بأنه هو من بدّد جهود بري وعطّل مبادرته الحواربة التي قدمها الى الرأي العام على نحو مدروس بعناية في مهرجان الإمام الصدر في 31 آب المنصرم.


فعند الرئيس بري، وفق المصدر في فريقه، إن مبادرته طُرحت بالأصل لتبقى وتستمر، لذا فهو يقيم على قدر من الاطمئنان الى أنها ما انفكت حيّة قادرة على التكيّف والتفاعل في انتظار لحظة أخذها الى دائرة التنفيذ في ميقات معيّن حتى وإن فرضت التطورات تأخرها لبعض الوقت. لذا فإن مصدر "الخيبة والمرارة" عنده، هو من مكان آخر أبعد، ينطلق من حسابات مختلفة، إذ لم يكن الرئيس بري حسب المصدر عينه، في وارد ملء الفراغ وتزجية الوقت أو حشر الآخرين، عندما قرر إطلاق مبادرته المحددة آلياتها وزمانها، فهو كان يسعى جدياً الى مخرج يفضي الى طيّ صفحة الشغور الرئاسي المفتوح منذ نحو 11 شهراً واستطراداً تلافي ما يتصل به من مخاطر وتحاشي ما ينتج عنه من احتمالات سلبية.

وبمعنى آخر، يضيف المصدر نفسه، كانت مبادرة بري بمثابة باب الفرج الموصد بإحكام أمام الجميع وهم يعاينون بالعين المجردة انحلال الدولة وتفككها يوماً تلو آخر، ويعانون في الوقت عينه من عجز وقصور عن أي فعل حاسم يمكن أن يبادروا إليه فيجنحون نحو "نهج" المكايدة وتسجيل النقاط كل فريق على الفريق الآخر.

وعندما بادر بري الى تظهير مبادرته بنسختها الاخيرة، وفق المصدر ذاته، إنما كان يبادر الى عملية "ربط زمني" محكم وجلي بين طرحين متناقضين يرفع كل فريق لواء واحد منهما. فهو حدّد زمن الحوار بسبعة أيام أي جعل له سقفاً زمنياً محدوداً، يُفترض أن يدخل جميع المدعوون إليه بعد انقضائه، وبصرف النظر عن نتائجه، مباشرة ومن دون أي فاصل زمني الى جلسات الانتخاب المفتوحة في مجلس النواب التي يتعيّن أن تنتهي بظهور الدخان الأبيض وفق التعبير الذي توسّله الرئيس بري نفسه تشبّهاً منه بجلسات انتخاب البابوات في الفاتيكان.
ويضيف المصدر نفسه: "إن هؤلاء يروّجون أخيراً لخسارة مدوّية لحقت بالرئيس بري بفعل إحباط مبادرته، ولكن سؤالنا الملح لهم: ما الذي كسبوه هم من وضعهم للعصيّ في دواليب الحوار؟ ونريد هذه المرة أن نكون صريحين الى أقصى الحدود وليعذرونا على صراحتنا. فعلى المستوى المسيحي، نرى أن ثمة معادلة ترسّخت فيه تحاكي الى حد بعيد معادلة كانت ارتسمت عشية انفتاح باب الصراع المسلح في تلك البقعة في المرحلة التي سبقت حوار اتفاق الطائف بين الجيش بقيادة العماد عون و"القوات الللنانية بقيادة سمير جعجع. والآن ثمة صراع بين الفريقين لكنه صراع سياسي". ويخلص المصدر الى تكرار الاستنتاج الذي ورد على لسان الرئيس بري وقال فيه "ثمة من يعتقد أن الكنيسة القريبة لا تحقق نعمة الشفاء ونحن نضيف الى هذا قولاً آخر للسيد المسيح وهو: اغفر لهم يا أبتاه لأنهم لايدرون ما يفعلون، لأن الكيدية أعمت أبصارهم وأفئدتهم".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الرئیس بری

إقرأ أيضاً:

بعد أن وصف نفسه باللاعب الأفضل.. مدرب ميسي يرد على تصريح رونالدو

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- علّق خافيير ماسكيرانو، المدير الفني لنادي إنتر ميامي الأمريكي، على تصريح النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو حول اللاعب الأفضل في كرة القدم.

كان رونالدو (40 عامًا) قد قال إنه "الأكثر اكتمالاً" على مر تاريخ اللعبة الشعبية الأولى حول العالم.

مقالات مشابهة

  • رائد سلامة: الحوار الوطني فرض نفسه كآلية عمل والقيادة السياسية تقدر أهميته
  • اختفاء غامض لطائرة في سماء ألاسكا.. ماذا حدث للركاب؟
  • محمود فوزي: الحكومة ملتزمة بتكليف الرئيس السيسى بتنفيذ توصيات الحوار الوطنى
  • «مدبولي»: توجيهات من الرئيس بتوسيع قاعدة الحوار الوطني في مختلف القضايا
  • رئيس الوزراء يجتمع مع أعضاء مجلس أمناء الحوار الوطني .. مدبولي: توجيهات من الرئيس بتفعيل هذه الآلية وتوسيع قاعدة الحوار الوطني
  • مدبولي: توجيهات من الرئيس السيسي بتفعيل هذه الآلية وتوسيع قاعدة الحوار الوطني
  • الرئيس البرازيلي يرفض اقتراح ترامب بالاستيلاء على قطاع غزة
  • بعد أن وصف نفسه باللاعب الأفضل.. مدرب ميسي يرد على تصريح رونالدو
  • ماذا قال الرئيس السوري أحمد الشرع عن زيارته إلى تركيا ولقاء أردوغان؟
  • ناقشا الأوضاع في غزة.. ماذا دار بين الرئيس السيسي والعاهل الأردني |تفاصيل